وصفة للتفوق العملي.. لماذا يجب أن تهمل نقاط ضعفك وتنشغل بنقاط قوتك؟
"كل بطل خارق لديه قوة فريدة تمنحه أفضلية. بكلمات أخرى، لا بأس في تنويع مهاراتك، لكن لا تتردد أبدا في الاستفادة القصوى من نقاط قوتك"
(إيزي أودياس، مدرّبة مهنية)
فكِّر قليلا، واختر شيئا واحدا ترغب في تحسينه بنفسك، أي شيء سواء كان مهارة محددة أو موهبة ما أو حتى سمة شخصية. الآن، كيف يمكنك تصنيف الشيء الذي اخترته؟ هل يُعَدُّ إحدى نقاط القوة الخاصة بك أم ضمن نقاط الضعف؟ حسنا، في أغلبية الاحتمالات وبنسبة 81% فإن إجابتك ستكون نقاط الضعف، لأنها دائما ما تتفوق على نقاط القوة عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي نرغب في تحسينها بأنفسنا. (1) نحن جميعا نحاول إصلاح نقاط ضعفنا سواء في العمل أو الدراسة أو حتى على المستوى الشخصي، ولا نُلقي بالا بكيفية تضخيم نقاط القوة الخاصة بنا وتحقيق الاستفادة القصوى منها. لكن لماذا دائما نُركِّز على نقاط الضعف دون نقاط القوة؟ وهل التركيز على نقاط الضعف هو ما سيجعلنا أفضل وأكثر نجاحا؟
لطالما كانت نقاط الضعف هي أول ما يتبادر إلى ذهن أي شخص عندما يفكر بشأن الأشياء التي يجب عليه تحسينها، لكن لماذا؟ للإجابة عن هذا التساؤل أجرى الباحثون في قسم علم النفس بجامعة هايدلبرغ الألمانية، أندرياس شتايمر وأندريه ماتا، بحثا مطوّلا مكوّنا من ست دراسات فرعية، تحت عنوان "النظريات الضمنية المحفزة للشخصية: ستزول نقاط ضعفي، لكن نقاط قوتي باقية".
في الدراستين الأولى والثانية، طُلِب من المشاركين سرد سمتين من سماتهم الشخصية، إحداهما يعتبرونها قوة مركزية لديهم يحبونها عن أنفسهم، والثانية يرون أنها نقطة ضعف لا يحبونها في أنفسهم. بعد ذلك، طُلِب منهم الإجابة عن أسئلة حول مدى قابلية هذه السمات للتغيير. كشفت النتائج أن الناس ينظرون إلى نقاط ضعفهم على أنها أكثر مرونة وقابلية للتغيير من نقاط قوتهم، إذ يتوقعون أن نقاط ضعفهم الحالية سوف تتحسّن في المستقبل، بينما ستظل نقاط قوتهم كما هي. (2)
في حين أن التفكير في الجوانب التي يمكننا إصلاحها بأنفسنا قد تكون الخطوة الأولى لتحسين الذات، لكن يبقى السؤال: لماذا نفشل دائما في إصلاح نقاط الضعف الخاصة بنا رغم اعتقادنا الراسخ بأنها الأكثر قابلية للتغيير من نقاط القوة؟ كشف علماء النفس بجامعة تورنتو، جانيت بولي وبيتر هيرمان، في ورقة بحثية لهم بعنوان "الأمل الزائف لتغيير الذات" أن الناس واثقون بشكل غير عقلاني من قدرتهم على التغيير، ويعتقدون أن بإمكانهم التغيير أكثر مما هو ممكن، ما يقودهم إلى وضع أهداف غير واقعية لأنفسهم، وبالتالي الفشل الذريع في تحقيق هذه الأهداف. (3)
وفقا لأحد الأبحاث التي أجرتها شركة "ماركوس باكينجهام" المتخصصة بالتدريب الإداري، فإن ما يزيد على 59% من القوى العاملة تعتقد أنها ستكون أكثر نجاحا إذا ركَّزت على إصلاح نقاط الضعف الخاصة بهم بدلا من الاستفادة من نقاط القوة. (4) ورغم الاعتقاد اللا واعي بأن نقاط الضعف هي الأكثر قابلية للتغيير والأجدر باهتمامنا في الوقت ذاته، فإن هذا لا يمت للواقع بأي صلة، إذ إن النهج الذي يعتمد على التركيز على إصلاح نقاط الضعف لا يُقدِّم أي نجاح على المدى البعيد مقارنة بالنهج الذي يعتمد على نقاط القوة.
يُعلِّق على ذلك رائد الأعمال جوناثان فاكون، مؤسس شركة "هالو هوم باير" للاستثمار العقاري، في حواره مع "ميدان" من خلال تجاربه وخبراته فيقول: "خلال حياتي المهنية، لم ينمُ نشاطي التجاري إلا عندما كنت صادقا مع نفسي وعلمت أنني أعوق نمو عملي بمحاولاتي لأن أكون جيدا في كل شيء. لكنني أدركت سريعا أن الوقت مورد محدود للغاية، وأنا لا أمتلك منه ما يكفي لتحسين نقاط ضعفي وقوتي. لذا، نصيحتي هي ألّا تقضي الكثير من الوقت في القلق بشأن أن تكون جيدا في كل شيء أو في محاولة تحسين نقاط ضعفك. فقط استمر في العمل على نقاط قوتك وكن خبيرا بها، لأنه لا يوجد وقت كافٍ لديك للقيام بكل شيء".
يرى ماركوس باكينجهام، أحد روّاد الحركة القائمة على الاستفادة من نقاط القوة ومؤلف مجموعة كبيرة من الكتب الأكثر مبيعا في هذا الصدد، أن الاستفادة من نقاط القوة وتعزيزها هي الطريقة الوحيدة التي يتفوق بها الشخص أو المؤسسة، وليس أبدا عن طريق إصلاح نقاط الضعف. (5) وهي النتيجة ذاتها التي توصّلت إليها إحدى الدراسات البحثية طويلة المدى التي أجرتها مؤسسة "غالوب" بالتعاون مع نحو 2500 من روّاد الأعمال في عام 2014، حيث أكّدت النتائج أن الأشخاص يكون لديهم فرصة أكبر للنجاح من خلال التركيز على الاستفادة من نقاط قوتهم ومواهبهم الأساسية وليس نقاط الضعف. (6)
يتفق مع ذلك رود سانتو ماسيمو المؤلف الأكثر مبيعا ومؤسس مجموعة "ماسيمو" الرائدة في مجال التدريب والاستشارات، ويقول في حديثه لـ "ميدان": "في نطاق الأداء المهني، يمكن القول إن بعض المهارات تتطلب الكفاءة إن لم يكن الإتقان بشكل تام. على سبيل المثال، إذا كنت في مجال المبيعات لكنك تفتقر إلى القدرة على الإقناع أو التحفيز، فهذه مناطق تحتاج إلى معالجتها بكل تأكيد، وهكذا. أما نقاط قوتك -أو قدرتك الفريدة كما يُعرّفها المستشار دان سوليفان- فهي تلك المهارة أو الموهبة التي تسمح لك بالتأنق. فإن ركّزت على العناصر الأخرى خارج نطاق هذه القدرة الفريدة فستهدر مواردك، أو الأسوأ من ذلك طاقتك العاطفية".
يتابع رود سانتو ماسيمو حديثه لـ "ميدان" فيقول: "في جميع الأحوال، لا ينبغي أن تكون نقاط الضعف هي محور تركيزنا أبدا، لأنها يمكن أن تقيّدنا عن أهدافنا. أما على الصعيد الآخر، فإن التركيز على نقاط القوة لا يسمح للشخص نفسه فقط بالنجاح، لكن الفريق والمؤسسة أيضا. فقد أوجز جيم كولينز في كتابه الكلاسيكي الأكثر مبيعا "من جيد إلى عظيم" فوائد وضع الشخص المناسب في المقعد الصحيح -على متن الحافلة- في أن الاستفادة التي تعود على الفريق بأكمله من التركيز على نقاط قوة هذا الشخص تفوق بمراحل الاستفادة المحتملة من إصلاح نقاط ضعفه".
في الاتجاه ذاته، بهدف اكتشاف تأثيرات نهج نقاط القوة على أداء مجموعات العمل، أجرت مؤسسة "غالوب" دراسة بحثية شملت ما يزيد على 49 ألف وحدة عمل إستراتيجية* (SBU) مع 1.2 مليون موظف في 22 منظمة ضمن سبع صناعات و45 دولة. فحص الباحثون ستة عناصر جوهرية حاسمة في نجاح الشركات هي: معدل المبيعات، ونسبة الأرباح، وانخراط العملاء بالشركة، ومعدل دوران الموظفين، وارتباط الموظفين بالشركة، ومعدل السلامة.
في المتوسط، تحسَّن أداء مجموعات العمل التي اعتمدت على نهج نقاط القوة في جميع هذه التدابير بمقدار كبير مقارنة بمجموعة المقارنة التي اعتمدت على النهج ذاته بكثافة أقل. حيث كشفت النتائج أن 90% من مجموعات العمل التي طبقت الممارسات الإدارية التي تعتمد على نقاط القوة حقّقت تحسُّنا عاما في الأداء، بمعدل زيادة في المبيعات يصل إلى 19%، وزيادة في الأرباح تصل إلى 29%، وزيادة تصل إلى 15% في انخراط الموظفين، إلى جانب زيادة كبيرة في العناصر الأخرى. (7)
رغم أن هذا النهج قد يبدو غير منطقي بعض الشيء، فإن هذا لا ينفي كونه أمرا مثبتا علميا يتبعه الكثيرون من روّاد الأعمال الناجحين. على سبيل المثال، يُعَدُّ بيل غيتس وستيف جوبز اثنين من روّاد الأعمال العمالقة في عالم التكنولوجيا، ورغم أن الأول كان مهندس برمجيات فذًّا كتب العديد من الأسطر البرمجية لمنتجات مايكروسوفت في أواخر الثمانينيات، والأخير لم يكن مبرمجا ولم يكتب سطرا برمجيا واحدا لأيٍّ من منتجات أبل، فإنهما أسسا إمبراطوريتَيْ "مايكروسوفت" و"أبل" اللتين قدّمتا ابتكارات فريدة في الصناعة ذاتها خلال الفترة الزمنية نفسها.
الآن، رغم امتلاك كلٍّ من غيتس وجوبز مجموعة مختلفة تماما من المهارات، كيف أسّسا شركات ناجحة في الصناعة ذاتها وفي الفترة الزمنية نفسها؟ الإجابة ببساطة أنه رغم الاختلافات الجلية بين نقاط القوة الأساسية التي يمتلكها كلٌّ منهما، فإنهما كانا يتشابهان في قدرتهما المشتركة على تحديد أكثر مهاراتهما قوة والتركيز عليها وتحسينها بمرور الوقت، وهو ما أدّى في النهاية إلى ما حقّقاه من نجاح.
لا تقتصر المزايا التي يُقدِّمها نهج نقاط القوة على النجاح الوظيفي أو النجاح المؤسسي على الصورة الكبرى، لكنها تمتد إلى جودة الحياة والصحة العقلية والنفسية للأفراد أنفسهم. فقد كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت في قسم علم النفس بجامعة زيورخ أن اكتشاف الأشخاص لنقاط القوة الخاصة بهم وممارستها بطرق جديدة باستمرار يجعلهم أكثر سعادة وأقل عرضة للاكتئاب. (8) في حين كشف أحد الأبحاث التي أجرتها "غالوب" أنه كلما زاد عدد الساعات التي يستخدم فيها الموظفون نقاط قوتهم، زاد شعورهم بالطاقة والراحة والسعادة، وكانوا أكثر عرضة للانخراط في العمل. (9)
قد يبدو هذا السؤال للوهلة الأولى غاية في البساطة، إلا أنه غاية في التعقيد لدرجة أنه أُجريت مئات الدراسات والأبحاث وكُتِبت عشرات الكتب للإجابة عنه. ورغم ذلك، ينتقد الكثيرون أنفسهم نقدا لاذعا لعدم معرفتهم نقاط قوتهم الحقيقية أو أهدافهم في الحياة كغيرهم ممن يبدون كذلك. تُعلِّق لورين غريتش، الأستاذة المساعدة في الإدارة بمركز جوناثان تيش للضيافة بجامعة نيويورك، في حديثها لـ "ميدان" على ذلك فتقول: "ينعم بعض الناس بمعرفة نقاط قوتهم وما يريدون القيام به على الفور، في حين يتعلّم الآخرون ذلك على طول الطريق، وهذا لا بأس به على الإطلاق".
وتُضيف: "حتى تعثر على نقاط قوتك، جرّب أشياء مختلفة، تطوّع، ضع نفسك هناك، خُض المخاطر وجرّب شيئا لا تعرف عنه شيئا. على سبيل المثال، كانت مسيرتي المهنية الأصلية باحثة أدرس علم السموم الشرعي. لكن بعد التخطيط لحفل زفافي، أصبحت متحمسة للغاية بعالم الفعاليات الفخمة وأردت أن أبدأ بتأسيس شركتي الخاصة بتخطيط الفعاليات، لذا بدأت التطوع لقرابة 32 ساعة شهريا في عطلات نهاية الأسبوع لمعرفة كل ما يمكنني فعله في هذا المجال، حتى تمكّنت في النهاية من تأسيس شركتي".
بينما يرى رود سانتو ماسيمو أن العثور على نقاط قوتك يكمن في قدراتك الفطرية، فيقول لـ "ميدان": "بينما تفهّم مستوى خبرتك في مهارة ما مثل: التفاوض والكتابة أو البيع أمر ضروري يساعدك على تحسين هذه المهارات مع مرور الوقت بالممارسة والتطبيق، لكن يبقى المفتاح الحقيقي في فهم سلوكياتك الفطرية وتحديد موقعك للنجاح". ويضيف: "رغم أننا قد نرغب جميعا بأن نكون أفضل مندوب مبيعات أو المدير التنفيذي التالي للشركة، فإن قبول سلوكياتنا الطبيعية والاستفادة منها هو ما سيتيح لنا اقتناص وظائف مناسبة حيث نتأنق فيها، لأن الإحباط حينها سيقتصر على التوجيه الصحيح لنزعتنا الطبيعية إلى مسؤولياتنا الوظيفية".
توجد عشرات التحليلات والاختبارات التي تختص بتحليل الشخصيات وتحديد نقاط القوة والضعف لدى كل شخص، منها المجاني والمدفوع، لكن يُعَدُّ التحليل الرباعي "SWOT" بمنزلة أداة تحليل تخطيطي ونهج موضوعي يمكن الاعتماد عليه لفهم رحلتك الشخصية واكتشاف نفسك من جديد. (10) يتكون التحليل من أربعة عناصر رئيسية هي: نقاط القوة، والضعف، والفرص، والتهديدات. ويمكنك إجراؤه من خلال تحديد الآتي:
* نقاط القوة: عادة ما تتمثَّل في قائمة المهارات والمهام التي تُجيدها وتتفوق فيها، أو تلك الأشياء التي تُفضِّل القيام بها وتمنحك شعورا جيدا. إذا لم تكن متأكدا من ذلك، فكّر في أنواع الأشياء التي يطلب منك الآخرون القيام بها.
رغم أن تحديد نقاط القوة قد يكون بالغ الصعوبة بالنسبة للكثيرين، فإنه يمكنك تحديد نقاط قوتك بسهولة من خلال اكتشاف العناصر الجوهرية المكوّنة لها وهي:
– الموهبة: هي صفة فطرية تُولد بها، وتُعَدُّ بمنزلة الطريقة الفطرية التي تفكر بها، أو ملكتك على القيام بأمر معيّن دون عناء وبدون أي تدريب سابق. قد تكون موهبتك هي الرسم أو الكتابة أو حتى القدرة على قيادة فريق عمل أو إدارته وهكذا.
– المهارة: هي الأشياء التي اكتسبتها من خلال التدريب الممنهج والممارسة المستمرة، وتُعَدُّ بمنزلة قدرتك الأساسية على التقدُّم عبر الخطوات الرئيسية للمهام التي يمكنك القيام بها.
– المعرفة: هي ببساطة ما تعرفه، وما اكتسبته من معرفة خلال رحلتك التعليمية سواء خلال التعليم الأكاديمي أو التعلُّم الذاتي أو حتى القراءة والمطالعة وما إلى ذلك.
غالبا ما تُعرَّف نقاط القوة على أنها القدرة على تحقيق نتائج إيجابية تقترب من المثالية. تبدأ نقاط القوة عادة بالمواهب، ومع التغذية المناسبة بالمهارات والمعرفة يمكنك تطوير هذه المواهب لتغدو نقاط قوتك.(11) لذا، إن كنت تمتلك العناصر الثلاثة فأنت تملك نقاط قوة يمكن استنتاجها من خلال المعادلة الآتية:
نقاط القوة= المواهب الفطرية × مقدار الاستثمار فيها (الوقت الذي تقضيه في تدريب مهاراتك وبناء معرفتك)
* نقاط الضعف: عادة ما تتمثّل في المهارات التي لا تُجيدها، أو أنواع العمل التي تخشى القيام بها، أو الأشياء التي تتجنبها وتؤجلها باستمرار حتى اللحظة الأخيرة.
* الفرص: تُعَدُّ بمنزلة الطرق التي يمكنك استغلالها لتحقيق النمو والتطور، مثل: الأدوات التقنية التي قد تساعدك على التطوّر، أو المساعدة المهنية التي تُمكّنك من تعزيز نقاط قوتك وإبرازها، أو محاولة ترويض نقاط ضعفك.
* التهديدات: تُشير إلى الأشياء التي تعوق قدرتك على التركيز على أهدافك لتصبح أفضل نسخة من نفسك مثل: المنافسة أو انعدام الأمان المادي أو الوظيفي أو الحالة الصحية البدنية أو العقلية أو غير ذلك.
في حين أن تحليلا مثل التحليل الرباعي قد يمنحك الفرصة للتعرف على نقاط قوتك وضعفك والفرص المتاحة للنمو والتهديدات التي تعوق هذا النمو، ما يساعدك على تطبيق هذه المعرفة للتركيز على تعظيم أصولك من نقاط القوة مع الحفاظ على توقعات واقعية فيما يتعلق بنقاط الضعف، فإن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال تجاهل نقاط الضعف، بل تقبلها ومحاولة تحسينها طالما سنحت الفرصة.
تُعلِّق على ذلك لورين غريتش في حوارها لـ "ميدان" فتقول: "يساعدك التركيز على نقاط قوتك في بناء قيمتك الذاتية ما يجعلك تشعر بالرضا والتفوق. لكن هذا لا يعني أبدا تجاهل نقاط ضعفك، بل يجب عليك ترويضها، فإذا كانت لديك فرصة للنمو فقم بذلك مباشرة لأن هذا النمو سيجعلك أكثر قيمة كفرد أو عضو في فريق أو قائد أو صديق، إلخ".
يتفق مع ذلك رائد الأعمال سيدهارثا غوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسر" العالمية المتخصصة بتكنولوجيا الموارد البشرية، ويضيف في حواره لـ "ميدان": "يمنحك التركيز على نقاط القوة الشجاعة لقبول نقاط ضعفك وتحويلها تدريجيا إلى نقاط قوة هي الأخرى. لكن على الجانب الآخر يمكن أن يكون التفكير المستمر في نقاط القوة فقط دون تحسين نقاط الضعف ضارا للغاية بتقديرك لذاتك، فقد يحوّلك إلى شخص نرجسي سام يعتقد أنه أذكى من أن يتعلم".
ثم يختتم حديثه لـ "ميدان" قائلا: "ينتقد بعض الناس أنفسهم بشدة، وهذا خطأ فادح. قبل أن تمارس التعاطف واللطف مع الآخرين، يجب عليك أن تكون لطيفا تجاه نفسك أولا، وتقبّل إخفاقاتك ونقاط ضعفك بصدر رحب. فإن الروح الصحيحة للتعامل مع نقاط الضعف هي قبولها كجزء طبيعي من رحلة النمو، والتطلع دائما إلى تحدي نفسك للحفاظ على التحسن في عملك وحياتك الشخصية".
————————————————–
هامش:
* وحدة العمل الإستراتيجية هي وحدة وظيفية تُعتبر جزءا مهما من الشركة، لكنها تعمل كوحدة منفصلة تمتلك الرؤية والاتجاه والأهداف المستقلة الخاصة بها. وتتمتع بالمرونة التي تتيح للشركة الاستجابة السريعة للتغيرات الاقتصادية أو السوقية.