10 مدونات صوتية لا غنى عنها لأي رائد أعمال

يزداد المحتوى على شبكة الانترنت- بشكلٍ عام – ويتضخم سنةً بعد أخرى بشكلٍ كبير ، فهنالك 700 مقالة إنجليزية جديدة تُضاف كل يوم إلى الموسوعة الحرة (الويكيبيديا)[1]، ناهيك عن المدونات التي تفتح أبوابها يوميًا، بالإضافة إلى العدد الهائل من المقالات والتدوينات في شتّى المجالات، أما بالنسبة للمحتوى المرئي فالمستخدمون ينشرون عبر يوتيوب أكثر من 300 ساعة مرئية كل دقيقة[2]، ووسط كل هذا الكم الهائل من المحتوى المتجدد، أصبح الاهتمام بالجودة أمراً أساسياً لكل مهتمٍ بنشر وتقديم المحتوى الرقمي. وفيما يخص الجودة يُعد المحتوى الصوتي على شبكة الإنترنت من أفضل أنواع المحتوى؛ فهو لا يستهدف محركات البحث، بل يستهدف الإنسان مباشرةً، فالمستخدمون هم من يساهمون في نشر برامج (أو قنوات) البودكاست.
نستعرض في هذا التقرير أفضل برامج البودكاست الإنجليزية المفيدة لكل رائد أعمال، وكل مهتمٍ بالنجاح والتميز في هذه الحياة، تلك البرامج الصوتية التي يمكنك الاشتراك بها عبر تطبيقات الهاتف الذكي (مثل تطبيق "بودكاست أدِّكت" للأندرويد[3] أو تطبيق "آيتونز" للآيفون[4]، وعبر حلقات تلك البرامج، سوف تستمعون إلى رواد أعمال غربيين، يتحدثون عن تجاربهم وينقلون إلى المستمع دروس الحياة التي تعلموها خلال مسيرتهم في الحياة ورحلة بناء شركاتهم وإطلاق منتجاتهم.

بدأ البرنامج عبر منصة ساوند كلاود[5] -في أول الأمر- في (أيلول/سبتمبر) 2014، أما الآن فقد وصل إلى الموسم الخامس ولديه جمهور عريض ينتظر جديد حلقاته كل أسبوع، يقدم الحلقات كلٌّ من "ليزا تشو" و"أليكس بلومبرغ"[6] الشريك المؤسس لشركة (Gimlet).

مستضيف البرنامج لديه مقدرة جيدة على استخراج المعلومات من الضيوف، فهو يهتم بالبدايات الأولى لكل رائد أعمال، ويحاول التنقيب لاستخراج التفاصيل الغائبة عن الجمهور، كما يهتم أيضاً بالجوانب المالية، فهو يسأل الضيوف عن أرباحهم السنوية ومدى ازدهار أعمالهم، وتدوم كل حلقة قرابة الساعة الكاملة، أما معدل النشر فكل يومين تقريبًا هنالك حلقة جديدة مع ضيف جديد.

يركز البرنامج أكثر على قصة حياة المشروع نفسه وليس الشخص، عن الفكرة التي تحولت إلى مشروع، وعن الشركة التي نمت وكبرت حتى غرست جذورها في عالم المال والأعمال، يقدم البرنامج ويقابل الضيوف "جوناثان موليس"[Jonathan Moules) [7).

جون نفسه (مقدم البرنامج) هو أحد رواد الأعمال الناجحين، يعرض تقارير أرباحه الشهرية عبر موقعه الشخصي [8]، تلك التقارير تحتوي على تفاصيل مشاريعه ومصادر دخله المتعددة، وهو يعرضها للجمهور لمساعدة رواد الأعمال بالاستفادة من تجربته وتجنب أخطاءه التي يقع فيها (حسب قوله)، لذلك فهو عندما يجري المقابلات مع رواد الأعمال الآخرين، يعرف كيف يطرح الأسئلة عليهم، وكيف يحاورهم بشكل جيد، وقد قدم حتى الآن أكثر من 1700 مقابلة مع رواد أعمال مختلفين.

قصة ولادة هذا البودكاست مثيرة، ففي (أيلول/سبتمبر) 2011، قام أندرو (مقدم برنامج مِكسيرجي السابق) بإجراء مقابلة صوتية[9] مع داني ماكسويل (Dane Maxwell) الذي أسس فيما بعد هذا البرنامج الصوتي، تحدث "دان" عن شركته المتعلقة ببرمجيات الويب، وعن نجاحه، وكيف وصل إلى ما وصل إليه، لاقت تلك الحلقة اهتماما واسعا وانتشرت بشكل فيروسي، بعدها تلقى "دان" العديد من الطلبات والاستشارات مما دفعه لتأسيس برنامجٍ تدريبيٍ مكثفٍ لإعداد رواد الأعمال، وقد انبثق هذا البودكاست من رحم تلك المبادرة وذلك المشروع الوليد.

إحدى الميزات التي يخبرنا بها مؤسس هذا البودكاست، أنه يستضيف أشخاصاً من الصعب الوصول إليهم، ويطرح عليهم أسئلة تدور في عقول الكثير من المستمعين المهتمين بريادة الأعمال وإدارة المشاريع، مدة كل حلقة تتراوح بين النصف ساعة والساعة الكاملة.


كل أسبوع هنالك حلقة جديدة، يتحدث مقدم البرنامج في بداية كل حلقة – مع صديقه- عن الموضوع الرئيسي الذي سيناقشه مع ضيف الحلقة، يتميز المقدم بأن لديه أسلوبًا جميلاً في الإلقاء، وروح دعابة خفيفة تلطف أجواء المواضيع الجادة، معظم المقابلات تتم عبر تواجد الضيف نفسه في الاستوديو، وهذا يعطي الصوت جودة أفضل من تلك المقابلات التي تُجرى عبر برنامج سكايب وأمثاله.


ختامًا.. كانت تلك عشرة من أبرز البرامج الصوتية (البودكاست) التي قد تفيد كل رائد أعمال يسعى جاهداً لإضافة قيمة إلى هذه الحياة عبر مشروعه الوليد أو منتجه القادم، وليس هنالك ما هو أفضل من استخلاص تجارب الناجحين والتعلم من أخطائهم، وقد تجد وسط هذا المحتوى الصوتي الزاخر ما لا تجده في الكتب والمنشورات النصية، فلقد قيل سابقًا:" اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، وإن كانت اللغة الإنجليزية تمثل حاجزًا يُعيق استفادتك من هذا المحتوى الدسم، فما عليك إلا أن تعقد العزم لأن تجيدها وتطور نفسك فيها، علمًا أن استماعك لتلك الحلقات الصوتية سيطوِّر مهارة الاستماع ويُحسِّن من لغتك الإنجليزية حتى وإن كان مستواك متوسطًا فيها.