جامعة الكويت.. إليك أهم التفاصيل لدراسة العلوم الطبية بأروقتها

(د.حسين الأنصاري، مدير جامعة الكويت)(1)
تشهد المرتبة التي تتبوؤها جامعة الكويت في تصنيفات مختلفة تقدماً ملحوظاً على مدار السنوات الأخيرة، فقد نجحت الجامعة في تشكيل بيئة أكاديمية تعليمية وبحثية تؤهلها لمنافسة الجامعات الأخرى في العالم العربي والدولي، لتصبح ضمن أفضل عشرين جامعة في العالم العربي في قائمة "كيو اس" "QS" للتصنيف الإقليمي لعام 2018 (2) وفي المرتبة 651 -700 في قائمة كيو اس للتصنيف العالمي للجامعات لعام 2018 (3). أما في تصنيف "تايمز هايراديوكيشن"
"TimesHigherEducation" فقد اعتبرت ضمن أفضل 151 -160 جامعة في آسيا لعام 2017 (4). تأسست جامعة الكويت كأول جامعة بحثية حكومية في الكويت في 1966، متضمنة كليتين رئيسيتين هما: كلية العلوم والآداب والتربية وكلية البنات الجامعية، ثم تدرج إنشاء كليات جديدة وفصل الكليات الحالية بحسب تخصصاتها حتى أصبحت تضم اليوم 17 كلية في تخصصات علمية وإنسانية مختلفة، ووصل عدد طلبتها إلى 36,411 طالب وطالبة (5).
تعمل الجامعة على توجيه جهودها نحو المجال البحثي والعلوم الصحية، وقد خصصت إحدى كلياتها لتغطي العلوم الطبية المساعدة أكاديمياً وبحثياً وتعرف باسم كلية العلوم الطبية المساعدة، والتي تأسست في 1982 ككلية العلوم الطبية المساعدة والتمريض وكانت تتبع لمركز العلوم الطبية بالجامعة. تقدم الكلية اليوم برامج بكالوريوس في ستة من تخصصات العلوم الطبية المساعدة ضمن أقسامها الرئيسية، وتعمل حالياً على إضافة قسم جديد متخصص في علوم السمع والنطق، وإضافة برامج الدراسات العليا في أقسامها. فما هي طبيعة هذه البرامج؟ وما هي الأقسام الحالية التابعة للكلية؟

يطرح القسم برنامج إدارة المعلومات الصحية كبرنامج جامعي لنيل درجة البكالوريوس، ويتطلب أربع سنوات لدراسته، وتتضمن مساقات خطته الدراسية تنوعاً في الطرح بما يحقق لدى الطلبة وعياً أكبر بالتخصص ومتطلباته والعلوم المرتبطة به. وتصنف هذه المقررات بين مساقات جامعية إلزامية واختيارية مثل اللغة الانجليزية، ومتطلبات الكلية، ومنها إحصاء العلوم الطبية، والطوارئ والإسعافات الأولية، وتتدرج مساقات التخصص من العلوم الأساسية كعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، وحتى المتقدمة، مثل استخدام تقنية المعلومات في الخدمات الصحية، وإدارة المعلومات الصحية. وتدعم المعرفة النظرية التي يتلقاها الطلبة بتدريب عملي لتطبيق هذه المعرفة وتطوير مهاراتهم اللازمة لذلك.

ويقدم القسم برنامج علوم المختبرات الطبية في خطة تغطي العلوم الهامة المؤسسة لدراسة هذا التخصص أو المتعمقة فيه، لضمان إلمام الطالب بكافة جوانب علوم المختبرات عند تخرجه، وقد وزعت مساقات الخطة الدراسية على مدار أربع سنوات، وتضمنت مساقات في العلوم الأساسية مثل الكيمياء العامة، والفيزياء العامة، ومساقات في العلوم المتخصصة مثل علم الطفيليات الطبية، وعلم الدم، والميكروبيولوجيا الاكلينيكي، يضاف إليها مساقات أخرى ضمن متطلبات الجامعة كاللغة العربية. وتدعم المساقات المتخصصة بتدريب عملي أو تدريب ميداني، ويتعين على الطالب أيضاً تقديم مشروع بحثي في أحد الموضوعات ذات الصلة بتخصصه.
ويقدم القسم ضمن برامج الكلية إلى درجة البكالوريوس برنامج العلاج المهني، بخطة تستلزم أربع سنوات ونصف لدراسته، وتتضمن دمج الطلبة في فترات تدريب سريرية لتعزيز استفادة الطالب من المواد النظرية والتي تغطي علوماً مختلفة ذات صلة أو متخصصة في هذا الجانب. فهناك مساقات دراسية إجبارية واختيارية تعرضها الجامعة كالرياضيات المنتهية، ومساقات أخرى ضمن قائمة مساقات الكلية ومنها علم نفس الرعاية الطبية، ومدخل إلى المعلوماتية الصحية. أما المساقات المتخصصة فجميعها إجبارية وتتناول موضوعات مثل تأهيل الإدراك الذهني والعصبي، والإعاقات الجسدية والأداء المهني، والهندسة الإنسانية في العلاج المهني.
إن تنوع الحالات المرضية التي قد يتعامل معها أخصائيو العلاج الطبيعي يفرض شمولية الخطة الدراسية للعلوم المرتبطة بهذه الحالات، لذا يطرح القسم برنامجاً لدرجة البكالوريوس مساقات دراسية تخصصية حول علوم مختلفة مثل علم الأعصاب، وطرق العلاج بالكهرباء، الطب الإكلينيكي وعلم الأمراض، وفسيولوجية التمارين. كما تتضمن خطة البرنامج مساقات في العلوم الأساسية كعلم الأحياء، ومساقات مقدمة من الجامعة، ويشكل التدريب السريري جزءاً هاماً ضمن هذه الخطة لإتاحة الفرصة للطلبة لتطبيق المعارف المكتسبة في بيئة مماثلة لبيئة العمل الواقعية، وتحت إشراف الموجهين الإكلينيكيين.

يعرض القسم تخصص الأشعة التشخيصية لتأهيل الطلبة للعمل كمصوري أشعة في المستشفيات والعيادات والمختبرات التخصصية، وتخصص تكنولوجيا الطب النووي لتأهيل الطلبة للعمل في أقسام الطب النووي في المستشفيات. ويستطيع الطلبة في كلا التخصصين إكمال دراساتهم العليا، ودخول مجال البحوث والتدريس الأكاديمي. وهناك خطة دراسية خاصة بكل تخصص، وتتشابه الخطتان في المساقات المدرجة كمتطلبات الجامعة والكلية مثل اللغة الإنجليزية، والإحصاء للعلوم الطبية، والفيزياء العامة، وتشتركان أيضاً في بعض المساقات التخصصية الإلزامية منها طرق التصوير الإشعاعي وفيزياء الإشعاع الطبي. وهناك مساقات تخصصية تعتمد على تخصص البرنامج مثل مساق التصوير والتحميض لتخصص الأشعة التشخيصية، ومساق الصيدلية النووية وعلم الاقربازين لتخصص تكنولوجيا الطب النووي، ويتاح للطلبة في كلا التخصص الحصول على التدريب السريري والتدريب في المختبرات لتعزيز تحصيلهم العلمي.
تعتمد عملية تقديم الطلبات للالتحاق بأي من برامج الكلية المقدمة على تقديم الطلبات الكترونياً عبر الموقع، وحسب المواعيد المحددة والمعلنة، وحسب المعايير التي تحددها الجامعة. كما أن هناك تصنيفات مختلفة للطلبة المتقدمين للجامعة تعتمد عليها معايير القبول المتبعة، فالتسجيل متاح للطلبة الكويتيين وغير الكويتيين لكنْ وفق مقاعد محددة لغير الكويتيين، وتشمل هذه التصنيفات(6):
– الطلبة غير الكويتيين، وهؤلاء أيضاً مقسمون ضمن فئات هي:
– أزواج الكويتيات. – مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي. – أبناء وأزواج أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. – أبناء وأزواج أعضاء الهيئة الأكاديمية المساندة، ومدرسي اللغات والعاملين بالجامعة. – المقيمون بصورة غير قانونية. |
– أبناء وأزواج الدبلوماسيين. – أبناء الشهداء. – منح الرئيس الأعلى للجامعة. – منح الطلبة المتفوقين. – المنح الثقافية. |
ومن أهم النقاط المتعلقة بقبول الطلبة اعتماد عملية القبول على اختبار القدرات وليس فقط على معدل الطالب في الثانوية، إذ يتم حساب معدل قبول "المعدل المكافئ" الطالب بحسب تحصيله في اختبارات القدرات المطلوبة لتخصصه مثل امتحان القدرات في اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والكيمياء في حالة الطلبة الراغبين بالتقدم لكلية العلوم الطبية المساعدة، إذ تخصص نسبة 10% من المعدل المكافئ لكل من امتحان القدرات في الرياضيات والكيمياء، ونسبة 15% لامتحان القدرات في اللغة الانجليزية، أما النسبة المتبقية، وهي 65%، فتخصص لمعدل الطالب في الثانوية العامة، علماً بأن الطلبة غير الكويتيين عليهم تحقيق معدلات قبول أعلى من المعدلات الدنيا للطلبة الكويتيين(7).