مؤثرون يهود يفضحون إسرائيل ويكشفون جرائمها
"الحق الوحيد الذي يملكه الإسرائيليون هو الحق في حزم أمتعتهم ومغادرة فلسطين".
نورمان فينكلستاين
نعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من المقدمات. هناك الكثير من الأصوات حول العالم التي انتقدت الصهيونية ومشروعها السياسي والاجتماعي الإحلالي بطرق وزوايا مختلفة، لكن هذا النقد يكتسب أهمية خاصة حين يصدر عن مؤثرين يهود، أولئك الذين تدّعي الصهيونية أنها تُمثِّلهم وتتحدث باسمهم. لم يكتفِ العديد من هؤلاء المؤثرين بانتقاد سياسات إسرائيل وجرائمها الدموية بحق الفلسطينيين، لكنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك بتفكيك جذور المشروع الصهيوني نفسه، وتفنيد الذرائع التي اغتصب بموجبها الصهاينة أرض فلسطين (1).
نورمان فينكلستاين (Norman Finkelstein)
قد يكون فينكلستاين الوجه الأبرز في هذا التقرير، فلا بد أنه مر عليك أكثر من مرة في المقاطع المتداولة على منصات التواصل، ولعل أهمها خطبته الشهيرة عن "دموع التماسيح" في جامعة "كيس وِستِرن" بولاية أوهايو الأميركية عام 2008، تلك التي أكسبته شهرته النسبية في العالم العربي، وأوضحت عجز الصهاينة عن محاججته لسبب بسيط هو أنه مُحصَّن من الاتهامات التقليدية بمعاداة السامية، بما أنه يهودي، وينحدر من عائلة نجا أفرادها من المحرقة ومعسكرات الاعتقال النازية، التي هرب والده من أشهرها وهو معسكر أوْشفيتْز (1) (2) (3).
هذا ما يقودك للسبب الثاني الذي يجعل محاضرات ومداخلات فينكلستاين الإعلامية شديدة الأهمية رغم قِلّتها والتضييق الخوارزمي عليها عبر السنوات؛ وهو حقيقة أن الرجل، على عكس الكثيرين من مُنَظِّري هذه المسألة من العرب، ليس مُحملا بإرث الاضطهاد الثقافي المعتاد، فلا يمكن ابتزازه بتهم الإرهاب أو مغالطته تاريخيا أو الادعاء بأن له مصلحة ما من مناصرة الحق الفلسطيني، وهذا هو ما يجعله رقما صعبا في المناظرات والمناقشات حول المسألة (4) (5) (6).
ويعتبر فينكلستاين ناعوم تشومسكي، المفكر الأميركي اليهودي والناقد الأعنف لسياسات الولايات المتحدة الخارجية، وعلى رأسها سياساتها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمنزلة بوصلته الأخلاقية. وقد كتب فينكلستاين عدة كتب مهمة حول القضية الفلسطينية، منها "صعود وسقوط فلسطين" (The Rise & Fall of Palestine)، الذي يحوي مذكراته الشخصية حول زياراته للضفة الغربية أثناء الانتفاضة الأولى، علاوة على عدة كتب أخرى عن "غزة" تحديدا، التي تخصص في دراستها في العقود الأخيرة من مسيرته المهنية، ولعل أشهرها "غزة، بحث في استشهادها" (Gaza: An Inquest into its Martyrdom). (3)
في العام ذاته الذي ألقى فيه فينكلستاين خطبة "دموع التماسيح" الشهيرة، قُبض عليه إبان هبوطه في مطار بن غوريون لزيارة أحد أصدقائه، وحقق معه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي المعروف بالشاباك لمدة اثنتي عشرة ساعة، بلا محامٍ أو ممثل قانوني من أي نوع، بخصوص ما سمّوه "صِلاته بحزب الله والقاعدة"، وبعدها صدر قرار بترحيله ومنعه من دخول البلاد لعشر سنوات (7) (8) (9).
الأخوان "بيليد" (Miko & Nurit Peled)
"أستغرب كثيرا عندما أسمع الناس يطالبون بوقف إطلاق النار.. أشعر وكأننا صرنا مُبرمَجين على خفض معاييرنا لدرجة تمنعنا من تحقيق أي تقدم على المدى الطويل.. وقف إطلاق النار لا بد أن يكون بديهيا.. المطلب الحقيقي هو تفكيك دولة الفصل العنصري الإسرائيلية".
"ميكو بيليد" في حوار مطول مع المذيعة الأميركية "بريانا جوي-غراي"
مثلهما مثل فينكلستاين، يملك كلٌّ من "ميكو بيليد" و"نوريت بيليد" سيرة ذاتية تمنحهما حصانة شبه مطلقة في المسألة، فهما أخ وأخت يهوديان لأب صهيوني كان واحدا من جنرالات الحرب الصهاينة الأوائل، "ماتي بيليد"، الذي انشق لاحقا ليدافع عن حقوق الفلسطينيين، رغم أن دفاعه لم يكن بالضراوة والشراسة ذاتها التي يفعلها أبناؤه (10) (11).
ولعلك تعرف "نوريت" بالفعل لأننا أفردنا لها تقريرا خاصا مطولا من قبل، وتعرف أنها فقدت ابنتها "سمادار" في هجوم نفذه منتمون إلى حركة حماس عام 1997. أما "ميكو" فهو ناشط من الوجوه المعتادة في المقاطع المصورة أيضا، ومؤلف لعدة كتب أبرزها "ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي في فلسطين" (The General’s Son: A Journey of an Israeli in Palestine)، الذي يشرح فيه رحلة تحوله من إسرائيلي متطرف نشأ على دعاية الكيان الصهيوني ورؤيته الكاذبة للعالم، إلى رجل يعتقد أن الحل الوحيد للوضع الحالي هو تفكيك ذلك الكيان المُحتل بلا رجعة (12) (13).
غدعون ليفي (Gideon Levy)
الصحفي الإسرائيلي الأشهر خارج إسرائيل، والكاتب في صحيفة "هآرِتس"، المنبر اليساري الوحيد المتبقي تقريبا في الإعلام الإسرائيلي، وأكثر مَن سلَّط الضوء على مساوئ الاحتلال وانتهاكاته، وكان لها عدة مشاركات مهمة في سياق العدوان الحالي، عندما وثَّقت الأكاذيب الإسرائيلية الرسمية فيما يخص عدد القتلى من جيش الاحتلال، أو عندما كشفت عن انخفاض معايير التحري والدقة أثناء ما سمّته بـ"القصف العشوائي لغزة" (14) (15) (16).
وقد ألقى ليفي عدة محاضرات تعمد إلى تفكيك وشرح الذهنية والنفسية الغالبة لمواطني الاحتلال، وكيف يتعايشون مع الاحتلال بوصفه حقيقة واقعة، وكيف يتجاهلونه رغم كونه في القلب من حياتهم، وتجيب عن أسئلة مثل: ما عناصر الطيف السياسي لدولة الاحتلال؟ وكيف يتفاعل الجمهور معها؟ وهل تمكنت الفاشية الفكرية والعنصرية من سبعة ملايين إسرائيلي؟ بالإضافة إلى كتب عدة أشهرها "عقاب غزة" (The punishment of Gaza) الصادر عام 2010 (17) (18) (19) (20) (21).
المثير في محاضرات ليفي وأمثاله من الصحفيين المعارضين لسلطة الاحتلال من الداخل هو أنها تمنحنا نظرة مختلفة تماما بدوافع متفردة، وتطلعنا على معلومات غير متاحة عادة بحكم اللغة أولا، وعزلتنا عن دولة الاحتلال ثانيا، بالإضافة إلى المزية الأهم، وهي توضيح حجم ومدى الصراعات الفكرية الداخلية، التي تكشف الكثير من التناقضات في صفوف اليهود حول العالم، بل وفي صفوف يهود إسرائيل أنفسهم أو اليهود الذين وُلِدوا ونشأوا فيها قبل أن يتركوها أو يكفروا بالصهيونية.
ديفيد شين (David Sheen)
ينطبق ما سبق بشدة على ديفيد شين أيضا، الصحفي والباحث الكندي الإسرائيلي، الذي نجح عبر عدة محاضرات دولية وتدوينات دائمة في تفكيك المجتمع السياسي لدولة الاحتلال بطريقة أكثر تفصيلا ودقة، وتكوين سردية متماسكة عن الأسئلة الكبرى، مثل الغرض من قيام الدولة، وأهدافها الحالية، والصراع بين اليهود الأورثوذوكس المتطرفين وما يُدعى بـ"الصهيونية الليبرالية"، والروابط السياسية مع الجماعات الصهيونية الإرهابية، وأبرز وجوه التطرف الديني في مجتمع الاحتلال، وتصوُّراتهم عما يسمونه بـ"حرب نهاية الزمان" (22).
في واحدة من تلك المحاضرات، سألته إحدى الحضور سؤالا بسيطا، ولكنه جسَّد في الوقت ذاته الصراع الداخلي الذي يعيشه الإسرائيليون المناهضون للاحتلال: "لو كانت إسرائيل بهذه الفظاعة التي تصفها.. فلِمَ تحمل جنسيتها وتعيش فيها؟". أتت إجابة شين تعبيرا عن التناقض ذاته، فلم يجد أسبابا سوى حقيقة أنه يملك أصدقاء وعائلة هناك يصعب الانفصال عنهم وإن خالفوه الرؤى حول الأمر، وحقيقة أنه يحب الأجواء والطعام والطقس، ويعتقد أن الفلسطينيين واليهود يمكن أن يعيشوا في سلام معا تحت سلطة واحدة تكفل كامل الحقوق للجميع، ولكن الأهم بالنسبة له، هو ضرورة قربه من كل ما يحدث ومتابعته عن كثب، لأنه يُبقيه على اتصال بموضوعات أبحاثه ومحاضراته (22).
المميز في شين كذلك هو استقلاليته، التي تسمح له بالتعاون مع عدة منصات تغطي المسألة بموضوعية، ومنها تقارير مشتركة مع "علي أبو نعمة" محرر "الانتفاضة الإلكترونية" (Electronic Intifada) الشهير، وتعاونات متقطعة مع منصات مثل "غراي زون" (Grayzone) و"بالستاين كرونيكل" (Palestine Chronicle). وقد كان من ضمنها الانفراد الشهير عن أمر جنرال الاحتلال "باراك حيرام" بإطلاق مدفعية الدبابات على أسرى الاحتلال في إحدى المستوطنات أثناء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ثم كذبه عن الأمر (23) (24) (25) (26).
ماكس بلومنثال (Max Blumenthal)
"ماكس" هو مؤسس منصة "غراي زون" سالفة الذكر، وهو صحفي وباحث ومدون يهودي، تخصص في فضح الدعاية الصهيونية والانتهاكات والجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين على نطاق واسع، وخوض الصراعات مع مُنظِّري الصهيونية وفضح شبكات علاقاتهم ومصالحهم. وقد سبق له التعاون مع صحف مثل "ذا نيشن" و"لوس أنجلوس تايمز" و"نيويورك تايمز" (27) (28).
وعلى مدار مسيرته الطويلة في مناهضة الاحتلال وفضح تاريخه، تفرَّع ماكس إلى التقنيات العسكرية كذلك، ويمكنك ملاحظة ذلك بسهولة في تدويناته عن الأسلحة المستخدمة في قتل مدنيي غزة، بالإضافة إلى كونه أحد الأوائل الذين انفردوا بالأخبار عن "بروتوكول هانيبال" وتطبيقه أثناء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يقضي "بالقضاء على الأسرى المحتملين لحرمان الأعداء من استخدامهم في مبادلات الأسرى"، المسألة التي طالما سببت إحراجا دوليا وسياسيا ضخما لدولة الاحتلال.
وقد نقل ماكس معركته الإعلامية في الآونة الأخيرة من أجل دحض كذب الرواية الأميركية والبريطانية الرسمية عن الحوثيين، والمستخدمة في تبرير جولة جديدة من القصف استهدفت مدن اليمن المختلفة، تحت شعار "تأمين خطوط الملاحة الدولية".
المؤرخون الجدد: آفي شلايم وإيلان بابيه
كان "بيني موريس"، المؤرخ الصهيوني، هو مَن صكَّ مصطلح "المؤرخون الجدد" في ورقة بحثية عام 1988، وكان يقصد به موجة من المؤرخين الذين تحدوا رواية الاحتلال الرسمية عن أحداث ما قبل النكبة وتأسيس دولة الاحتلال (29). وطبقا لموريس، فإن المصطلح يصف مجموعة تشمله شخصيا رفقة كلٍّ من "إيلان بابيه" و"آفي شلايم" و"سيمها فلابان". ويُعد موريس أكثرهم تحيزا لدولة الاحتلال في استنتاجاته، على عكس بابيه وشلايم، فيكفيك أن تعرف أنه لا يزال يصف نفسه بأنه صهيوني، أي إنه يؤمن بوجوب إقامة دولة جامعة لليهود في أرض فلسطين طبقا للتعريف الذي تُروج له دولة الاحتلال.
بدأت القصة عام 1978 عندما أفرجت سلطة الاحتلال عن آلاف الوثائق الرسمية التي تخص أحداث ما قبل النكبة وما بعدها، التي استخدمها بابيه لاحقا في توثيق الجرائم الإرهابية التي قامت عليها دولة الاحتلال في كتابيه الشهيرين "10 خرافات عن إسرائيل" (Ten Myths About Israel) و"التطهير العِرقي لفلسطين" (The Ethnic Cleansing Of Palestine)، اللذين جعلاه الأكثر مصداقية وموثوقية من بين المؤرخين الجُدد، بالإضافة إلى منحه حجة بالغة القوة كونه اعتمد على وثائق رسمية من أرشيف الاحتلال، يمكن تعقبها وإثبات صحتها (30) (31) (32).
والقائمة تطول
تشمل القائمة أيضا محللين عسكريين مثل "سكوت ريتر" (Scott Ritter)، مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة، و"جون ميرشايمر" (John Mearsheimer)، أستاذ العلاقات الدولية الأميركي المرموق، وصاحب كتاب "اللوبي الإسرائيلي وسياسات الولايات المتحدة الخارجية" (The Israel Lobby & US Foreign Policy)، والصحفية الأميركية "آبي مارتن" (Abbey Martin)، والصحفيَّيْن الإنجليزيَّيْن "أوين جونز" (Owen Jones) و"مايكل ووكر" (Michael Walker) صاحب قناة "نوفارا ميديا" (Novara Media) على يوتيوب، والكثيرين غيرهم الذين سيبدأون في الظهور تلقائيا في الترشيحات بمجرد انغماسك في هذا العالم (35) (36).
———————————————————————————–
المصادر
1- منشور "نورمان فينكلستاين" – Facebook
2- "لن أصمت بينما ترتكب إسرائيل جرائمها ضد الفلسطينيين!" – Islam Channel
3- كتب "نورمان غ. فينكلستاين" – Amazon
4- "بيرس مورغان" في مواجهة "نورمان فينكلستاين" حول إسرائيل وفلسطين – Piers Morgan Uncensored
5- المقطع الذي تجب مشاهدته لـ"نورمان فينكلستاين" حول إسرائيل وفلسطين – Russel Brand
6- مناظرة "نورمان فينكلستاين" و"إيلي ليك" – Comedy Cellar USA
7- أكاديمي أميركي يُرحَّل ويمنع من دخول إسرائيل – The Guardian
8- حملة "نورمان فينكلستاين" الطويلة..ناقد إسرائيل المشاكس يأخذ منعطفا جديدا – New York Intelligencer
9- الأكاديمي الموضوع على القائمة السوداء "نورمان فينكلستاين":"غزة هي أكبر معسكر اعتقال في العالم!" – The Intercept
10- "ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي في فلسطين" مع "ميكو بيليد" – MIT Center for International Studies
11- "هل تملك إسرائيل حقا في الوجود؟" – Bad Faith
12- حساب "ميكو بيليد" الرسمي – Youtube
13- غرس الكراهية..ماذا يدرس الأطفال في واحة الديموقراطية؟ – الجزيرة
14- جيش الدفاع الإسرائيلي يقول أن هناك 1593 جندى مصاب منذ 7 أكتوبر ولكن بيانات المستشفيات تقول أن الرقم أعلى بكثير! – Haaretz
15- "لقد كنت هناك، في كفار عزّة..والقصف العشوائي لغزة ليس الحل!" – Haaretz
16- فرض عقوبات على القصف العشوائي في غزة سيكون هزيمة إسرائيل الثانية – Haaretz
17- كيف يتعايش الإسرائيليون مع حقيقة الاحتلال | "غدعون ليفي"
18- الصحفي الإسرائيلي "غدعون ليفي" يشرح كيف فشلت الصحافة الإسرائيلية في توضيح حقيقة العدوان على غزة – Democracy Now!
19- "غدغون ليفي": المجتمع الإسرائيلي والاحتلال بلا نهاية – Abbey Theatre
20- حساب "غدعون ليفي" الرسمي – X
21- كتاب "عقاب غزة" لـ"غدعون ليفي" – Amazon
22- محاضرة "ديفيد شين" | فك شيفرة السياسة الإسرائيلية – De Balie
23- جنرال إسرائيلي قتل الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر ثم كذب عن الأمر – John Menadue
24- هارب إسرائيلي يعيش في منزل فاخر بولاية "فلوريدا" اشتراه من أموال منهوبة – The Grayzone
25- إسرائيلي هارب إلى الولايات المتحدة إبان اتهامه بالابتزاز يستمع إلى اعتراف قاتل "أليكس أوديه" – The Palestine Chronicle
26- حساب "ديفيد شين" الرسمي – X
27- حساب "ماكس بلومنثال" الرسمي – X
28- تقارير "ماكس بلومنثال" – Grayzone
29- إعادة كتابة التاريخ؛ المؤرخون الجدد والنقد المجتمعي – Karolinum
30- مراجعة | "المؤرخون الجدد" | "نيل كابلان" – Jstor
31- المؤرخون الجدد في إسرائيل ودورهم السياسي – Open Edition Journals
32- خمسون سنة من عدسة "المؤرخون الجدد" في إسرائيل – Middle East Research & Information Project
33- "نحتاج إلى حل الدولة الواحدة!"..بروفيسور "آفي شلايم" يدمر خرافة إسرائيل – Owen Jones
34- حساب "سكوت ريتر" الرسمي – X
35- كتب "جون ميرشايمر" – Amazon
36- حساب "آبي مارتن" الرسمي – X
37- قناة "أوين جونز" الرسمية – Youtube
38- قناة "نوفارا ميديا" الرسمية – Youtube