شعار قسم ميدان

دون أن تتعرض للإحراج.. هذه عادات "البقشيش" في مختلف دول العالم

ميدان - دون أن تتعرض للإحراج.. هذه عادات "البقشيش" في الدول المختلفة

في فيلمه الطويل الأول "كلاب المستودع" (Reservoir dogs) يستعرض "كونتين تارانتينو" حوارا بين أفراد العصابة حول البقشيش حين يطلب أحدهم من الآخرين أن يدفع كل منهم جزءا من البقشيش لنادلة المطعم، فيجيب "Mr Pink": "أنا لا أدفع بقشيشا"، ويبدأ في شرح وجهة نظره: "أنا لا أدفع بقشيشا، لأن المجتمع من حولي يجبرني على ذلك، ربما أدفع إذا رأيت أن هذا الشخص بذل حقا ما يستحق أن أدفع من أجله بقشيشا. لكن لن أدفع البقشيش بشكل أتوماتيكي لشخص يؤدي عمله… وماذا عن العاملين في مطعم ماكدونالدز؟ لماذا لا تشعر أن عليك منحهم بقشيشا رغم أنهم يقومون بالوظيفة نفسها ويقدمون لك طعامك؟ لكن لا، فالمجتمع من حولك يقرر من الذين تدفع لهم بقشيشا ومن لا".

   

  

سواء تطلق عليه إكرامية أو بقشيشا أو حلاوة، أو غيرها من المفردات التي تختلف باختلاف ثقافة ولغة كل بلد، فإنها كلها تعبر عن المعنى نفسه، وسواء كنت تدفعه رغما عنك أو عن طيب خاطر، فهو مبلغ من المال تختلف نسبته وقواعده من مكان لآخر ومن دولة ﻷخرى. ففي بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأميركية ينتظر منك دفع البقشيش بشكل شبه إجباري، بينما في اليابان يعتبر الأمر وقحا. تخيل أميركيا في اليابان أو يابانيا في أميركا لا يعرفان قواعد البقشيش المختلفة عنها في بلادهما، ما الذي قد يتعرضان له؟ لذلك فإنه من الجيد معرفة قواعد البقشيش أو الإكراميات قبل أن تسافر كي لا تتورط في مواقف محرجة.

  

هل الإكرامية أجر بديل؟

اتفق عدد من المؤرخين على أن الإكراميات أو البقشيش ظهرت في الطبقات الأرستقراطية في إنجلترا في أوائل القرن السابع عشر، حيث كان من المتوقع ممن يزور منزلا خاصا أن يترك قدرا صغيرا من المال للخدم، ثم انتشر الأمر في المقاهي وغيرها من المنشآت التجارية.(1) ومن المهن التي جرت العادة على دفع الإكراميات لها في بعض البلدان: النادل في المطاعم، عامل الفندق، حامل الحقائب، سائق الأجرة، موظف الاستقبال والإرشاد، عامل الحمام، عامل البار، جليسة الأطفال، الكوافير.(2)

  

وبينما يعتبر البقشيش أو الإكرامية أحيانا مجرد تعبير من العميل عن رضاه عن الخدمة، ففي أماكن أخرى يعتبر مصدر الدخل الأساسي وأحيانا الوحيد للعامل، حيث يعتمد بعض ملاك الأعمال على البقشيش لسد الفجوة الناتجة عن نقص الأجور، حيث يمنح العمال مرتبات زهيدة في مقابل حصولهم على البقشيش، ويرون في هذا ضمانا ﻷن يعمل العامل بشكل أفضل، بل وقد يصل الأمر إلى ألا يتقاضى العامل أي أجر ثابت ويعتمد كلية على البقشيش كما هو حال عمال الوقود في مصر، الذين تأثرت دخولهم بشكل كبير مع زيادة أسعار الوقود في مصر مما أدى بالزبائن إلى تقليل ما كانوا يدفعونه من بقشيش.(3)

 

لماذا يدفع البعض أكثر؟

undefined

  

هل يرتبط رضا العميل عن الخدمة حقا بما يدفعه من إكراميات إضافية؟ في واقع الأمر وجدت دراسة أُجريت في جامعة كورنيل أن مبلغ البقشيش أو الإكرامية الذي يتركه العميل لا يرتبط بمدى جودة الخدمة، لكن تحكمه معايير أخرى قد يكون من بينها أحيانا مدى جاذبية النادل أو النادلة، أو مبلغ الفاتورة الإجمالي، فقد وُجد أن الشخص القادر على دفع سعر وجبات أكثر تكلفة عادة يدفع بقشيشا أكبر، والعكس صحيح.(4)

 

يختلف الأمر أيضا بحسب المستوى الطبقي للمنطقة التي يقع فيها مكان مقدم الخدمة في المدينة ذاتها، فعلى سبيل المثال في إحدى مجموعات فيسبوك النسائية تساءلت فتاة من القاهرة عن مقدار الإكرامية أو "التيبس" الذي تدفعه الفتيات لعاملي وعاملات الكوافير (صالون التجميل)، واتضح من الإجابات التفاوت الكبير بين الأرقام، فبينما ذكرت إحدى الفتيات أنها تدفع 50 جنيها كإكرامية حين تقوم بتصفيف شعرها ذكرت أخرى أنها تدفع المبلغ نفسه (50 جنيها)ثمنا للخدمة نفسها في محل آخر في منطقة شعبية وتكتفي بدفع 5 جنيهات فقط كإكرامية.(5)

  

البقشيش حول العالم

undefined

  

في الولايات المتحدة الأميركية: البقشيش في الولايات المتحدة الأميركية يعد تقليدا شبه إجباري، فيتوقع منك عامل الحقائب في الفندق دولارا أو اثنين، بينما يتوقع منك أن تضيف من 15 إلى 20% من إجمالي الفاتورة في المطاعم كإكرامية، ويمكن أن تترك أكثر في بعض المناسبات الخاصة، لكنك لست مضطرا لدفع البقشيش إذا لم تكن راضيا عن الخدمة. أما سائقو الأجرة فيتوقع أن تترك لهم من 10 إلى 15% من إجمالي السعر.

   

أوروبا: يمكنك ترك 10% من إجمالي الفاتورة في المطاعم، تتضمن الفاتورة رسوم الخدمة، ويعد منح البقشيش أمرا اختياريا لكنه يعني رضاك عن الخدمة. أما في أوروبا الشرقية فالخدمة لا تُضاف إلى الفاتورة، لذلك احرص على ترك 10% من إجمالي الفاتورة.

في بريطانيا: اترك من 15 إلى 20% من إجمالي الفاتورة في المطاعم، و10% من السعر لسائقي الأجرة، أما عاملو الفنادق فاحرص على منحهم ما يوازي دولارا يوميا، كما يمكنك منح إكرامية أكبر إذا كانت إقامتك في واحد من الفنادق الفاخرة.

 

المكسيك: في المكسيك احرص على منح البقشيش لكل من يساعدك، سواء في ركن السيارة أو حمل الحقائب أو غيرها. أما في المطاعم فاترك من 15 إلى 20%، أما إذا رأيت كلمة "propin" في الفاتورة فالبقشيش مضاف بالفعل إلى الفاتورة ولا تحتاج إلى إضافة المزيد من المال. امنح سائقي الأجرة إكراميات صغيرة، أما الطريق من المطار فعادة ما يتم تضمين الإكرامية في المبلغ المطلوب.

 

أميركا الوسطى: أضف في المطاعم من 15 إلى 20% من قيمة الفاتورة، لكن إذا كانت الخدمة متضمنة في الفاتورة فلا توجد حاجة إلى دفع إكرامية إضافية. أما سائقو الأجرة فادفع لهم ما يوازي دولارات قليلة كإكرامية، ومن دولار إلى دولارين لعاملي الفندق.

 

أميركا الجنوبية: في المطاعم إذا كانت الخدمة متضمنة في الفاتورة امتنع عن دفع بقشيش. لكن كن حذرا، فعبارة "servicio de mesa" لا تعني أن الخدمة متضمنة وإنما يقصد بها الخبز المضاف إلى الوجبة، ولا تدفع بقشيشا أكثر من 10%.

  

 إذا كانت بالبرازيل رسوم الخدمة مضافة للفاتورة فلا تحتاج لدفع بقشيش، لكن بحالة عدم إضافتها بإمكانك دفع من 10 إلى 15%، لكن احترس من الدفع بالدولار فقد يعتبر هذا إهانة!
 إذا كانت بالبرازيل رسوم الخدمة مضافة للفاتورة فلا تحتاج لدفع بقشيش، لكن بحالة عدم إضافتها بإمكانك دفع من 10 إلى 15%، لكن احترس من الدفع بالدولار فقد يعتبر هذا إهانة!
  

مصر: على الرغم من إضافة رسوم الخدمة إلى الفاتورة فإن هذه الرسوم تذهب للمالك ولا يحصل منها العمال على شيء، ويتوقع أن تضيف من 5 إلى 10% من إجمالي الفاتورة.

 

البرازيل: إذا كانت رسوم الخدمة مضافة للفاتورة فلا تحتاج إلى دفع بقشيش، لكن في حالة عدم إضافتها بإمكانك دفع من 10 إلى 15%، لكن احترس من الدفع بالدولار فقد يعتبر هذا إهانة!(6)

 

الصين: عادة لا تحتاج إلى دفع البقشيش في الصين، لكن بعض الشركات السياحية تتقاضى مبالغ قليلة نظير خدماتها مما يجعل موظفي الإرشاد السياحي يعتمدون على الإكراميات كمصدر أساسي للدخل.

 

جزر بولينزيا الفرنسية: لا يتوقع منك أن تدفع بقشيشا وقد يرفض النادل قبوله إذا عرضته، ولتخليص السائح من حيرته تضع الكثير من المطاعم لافتة توضح إذا كان مقبولا أم لا.

 

اليابان وهونغ كونغ: من غير المقبول منح البقشيش في اليابان أو هونغ كونغ، بل قد يعتبر الأمر إهانة، حيث يرى كل فرد أنه مطالب بتأدية عمله على أكمل وجه دون انتظار لأموال إضافية. أما إذا أردت منح إكرامية للنادل في مطعم في اليابان سيكون عليك وضع النقود في مظروف وتقديمها له منفصلة وبوضوح.

   

  

سويسرا: ينص القانون الفيدرالي السويسري على أن جميع تكاليف الخدمة ينبغي أن تكون مكتوبة، ولذلك فغالبا ما يضيف مقدمو الخدمة مبلغا صغيرا.

 

بلجيكا: في بلجيكا أيضا لا تحتاج إلى دفع البقشيش حيث يتم تضمين رسوم الخدمة في الفواتير.

 

كوريا الجنوبية: لا يتوقع منك دفع البقشيش في كوريا الجنوبية، وإن كانت بعض الفنادق تضيف 10% رسوم خدمة. أما سائقو الأجرة فبإمكانك ترك باقي الأجرة لهم كإكرامية إذا كانت مبلغا قليلا.(7)

 

السعودية: يتوقع أن تترك في المطاعم من 15 إلى 20% من إجمالي قيمة الفاتورة حتى في الحالات التي يضيف فيها المطبخ رسوم الخدمة على الفاتورة.(8)

 

الإمارات: تضاف رسوم الخدمة على فاتورة المطاعم، لكن يمكنك إضافة المزيد في حالة رضاك عن الخدمة. أما عاملو المرآب وحمل الحقائب فعادة ما يمكنك منحهم 10 دراهم. امنح العمال الذين يساعدونك في وضع أغراضك في الحقائب البلاستيكية في المتجر بعض العملات. أما سائقو الأجرة فلا يتوقعون شيئا إضافيا لكن لا بأس من ترك الفكرة .(9)

  

الأردن: في المطاعم رسوم الخدمة متضمنة في الفاتورة، لكن احرص على ترك من 5 إلى 10% من إجمالي الفاتورة للنادل. في الفندق اترك دينارا لحامل الحقائب ومثله كل ليلة لعامل الغرف. اترك من 10 إلى 15% من قيمة الأجر لسائقي الأجرة، أو ما يوازي 30 دولارا للسائق الخاص ليوم كامل، ومثلها للدليل.

 

قطر: في المطاعم اترك من 15 إلى 20% من قيمة الفاتورة. في الفنادق امنح ما يوازي من دولارين إلى 5 دولارات لعاملي الغرف أو حاملي الحقائب.(10) 

  

وسواء دفعت بقشيشا أم لا، لا تنس أن تشكر مقدم الخدمة بلغته (شكرا thanks – Merci – danke – gracias – Teşekkürler – 谢谢 – धन्यवाद)، كلمة بسيطة لكنها تعني الكثير.

المصدر : الجزيرة