الصيف في قلب الشتاء.. وجهات سياحية تحتضن شتاءك بدفء
تنتهي الرحلات عادة بانتهاء فصل الصيف، وتُصبح ملازَمة الأماكن الدافئة داخل المنازل والأماكن المغلقة روتينا يُعمم على الجميع. تصبح الشواطئ فارغة من قلاع الأطفال الرملية، والحدائق خاوية بلا مفارش الأمهات التي تنبسط تحت وجبة دافئة تجمع الكبير والصغير حولها، تنخفض وتيرة النشاطات الخارجية تحسبا لأي مرض، أو هطول للأمطار. ولكن -لحُسن الحظ- أن المناخ يختلف بين خطوط طول وعرض واستواء وهمية كما يختلف التوقيت في هذه اللحظة تحديدا التي تقرأ بها هذا السطر! فإذا كنت تنعم بالمساء الآن، فأنا استقبلت لتوّي النهار، فلا عجب إن كنت تحتضن المدفئة الآن، وغيرك يسبح في شاطئ تُغطيه الشمس في بُقعة بعيدة عنك! فأين يُمكنك أن تجد الصيف في عز الشتاء؟
إن كُنت في مزاج يرغب في شاطئ رملي صاف، أو إن كان مزاجك يرغب بالاستمتاع في حقول الأرز التي تمتد بامتداد البصر الذي لا ينتهي، أو إن كنت من مُحبي المغامرات والغطس وركوب الأمواج، أو حتى إن أردت استكشاف البراكين والأطلال القديمة؛ فرُبما بالي هي وجهتك التي تُناسب كل أنماط مزاجك! مَنطقة ساحرة مُحاطة بحقول الأرز، والتلال الخضراء والبراكين، مما يجعلها خلفية صيفية دافئة لعطلتك هذا الشتاء! (1)
لا شك أن منطقة شبه الجزيرة العربية تتميز بمناخ دافئ على مدار السنة، بل حتى فصل الشتاء يمتد بين أيام قليلة باردة يُمكنك تحملها. تشتهر سلطنة عُمان بشواطئها الصافية، والواحات الخضراء، والمعالم التاريخية القديمة كالقلاع والحصون. وموقعها يجعل من فرصة الاستمتاع بشمس دافئة غنية بفيتامين "D" وشاطئ ذهبي ممتد في فصل الشتاء حلما حقيقيا! (2)
لمُحبي الجُزر والأجواء الاستوائية، شواطئ مدينة برمودا التي تمتد فوق البحر الكاريبي مباشرة تُعد وجهة ساحرة لمن يرغب في الاسترخاء. شواطئها رملية وردية فريدة، ومياهها فيروزية هادئة. هنالك فرصة للغوص واستكشاف حطام السفن -التي يوجد منها الكثير-، كما أن كهف الخيال (Crystal & Fantasy Caves) سيرفع من الأدرينالين ويزيد من ضربات قلبك الذي سيُغامر مغامرة لن تُنسى! (3)
تقع واحة صحراء بالم سبرينغز في الطرف الغربي من وادي كوتشيلا في كاليفورنيا، وتعتبر ملاذا دافئا لكل من يبحث عن الحرارة في منتصف الشتاء، الصحراء التي تمتد جنوب كاليفورنيا والتي تحتضن مناظر طبيعية تُعد من أضخم المناظر حول العالم. تمتاز بأجوائها الصيفية الدافئة على مدار السنة، والتعمق في تاريخ بالم سبرينغز يُختَزل في "الوادي الهندي". حيث يمكن لنظرك أن يستمتع بامتداد لأشجار النخيل المزدهرة، والتي كانت ثمارها -في يوم من الأيام- توفر رزقا للسكان الأصليين لهذه المنطقة -الهنود الحمر- الذين نسجوا من أوراق النخيل أكواخا وسلالا وأحذية. (4)
واحدة من أقدم مناطق العالم التي تمتاز بتكوينات صخرية مميزة ومياه صافية ومناخ دافئ، هذا الأرخبيل يتكون من 115 جزيرة في المحيط الهندي، أكبرها ماهيه، براسلين، ولا ديغو. تملؤها الطبيعة وتمتاز بالسلاحف الضخمة التي تجد منطقة السيشل واحدة من أكثر المناطق أمانا لتنطلق بحرية في الطبيعة جنبا إلى جنب البشر. كذلك تعتبر السيشل منطقة تجذب مصوري الطبيعة، تسمى بلؤلؤة المحيط الهندي، نظرا لوجود الكثير من المعالم السياحية والطبيعة الخلابة المليئة بصخور الجرانيت السوداء المتناثرة على تلك الشواطئ، واحتضانها لمجموعة من التماثيل التي تكوّنت في الماضي. ومن أهم الأسباب التي تجعلها جنة لمحبي الطبيعة أنه لم يكن هناك أثر لأي حياة بشرية قبل القرن السابع عشر! مما يجعل الطبيعة أصيلة في شكلها دون أي تدخل بشري. (5)
الواحة المكسيكية الأشهر، والتي تُعد الأفضل في تجربة الشاطئ المكسيكي. أجواء المكسيك دافئة بشكل عام وتنعم هذه المنطقة بدفء متواصل طوال السنة، حيث يمكنك ركوب الأمواج والغوص والسباحة في الفجوات الصخرية الزرقاء التي تُعتبر التجربة الأشهر في تولوم. تمتاز أيضا بأهرامات مدرجة تستقطب اهتمام السياح للصعود والوصول إلى قمتها للحصول على أفضل منظر للمحيط. كما أن سكان هذه المنطقة يشتهرون بلطفهم وصنعهم للمجوهرات والحلي باستخدام الأحجار التي تشتهر بها المنطقة. (6)
هي دولة جزرية تتكون من جزيرتين رئيسيتين ومجموعة من الجزر الصغيرة التي يبلغ عددها نحو 600 جزيرة! منطقة ساحلية دافئة، خضراء ساحرة، تمتاز بجوها الدافئ الممتزج بالخضار الممتد في كل مناطقها، فالمناخ في جميع أنحاء البلاد معتدل وغالبا مُحيطي حيث نادرا ما تنخفض درجات الحرارة، وكلما اتجهت للجنوب انخفضت درجة الحرارة أكثر. تحظى بتنوع حيوي نادر، بين نباتات وحيوانات. كما أنها تمتاز بالغابات المليئة بالأشجار الضخمة العملاقة، حيث إن الغطاء النباتي يُمثّل 80% من مساحتها. (7)
دون أي مقارنات فإن جزر الكناري تمتاز بأعلى درجات الحرارة في أوروبا. والتي تقع في المحيط الأطلنطي، قبالة ساحل غرب أفريقيا. تمتاز بالمناظر الطبيعية الساحرة والمثيرة جدا والتاريخ الذي يدعوك للاستكشاف، كالآثار التي تبقت خلف سفن المستكشف كريستوفر كولومبوس، الذي اكتشف أميركا اللاتينية. تتنوع النشاطات بين الاستمتاع بالشاطئ أو ركوب الجمال أو الاستمتاع بالرمال البيضاء التي تشتهر بها هذه الجزر. يُعتقد في الأساطير أيضا أنها امتداد للمدينة الساحرة والضائعة أتلانتس! (8)
نشأت مجموعة الجزر هذه نتيجة نشاط بركاني بدأ قبل نحو 5 ملايين سنة. وهي تابعة للبرتغال، عُرفت تاريخيا من قِبل الرومان، وماديرا في البرتغالية تعني الخشب، يُرجح أن هذه التسمية تعود لوفرة الخشب في هذه المنطقة. وبعيدا عن كل مزايا الشواطئ الدافئة التي تمتاز بها شطآن الخريطة كاملة إلى جانب التلال مترامية الأطراف والمنازل ذات الأسوار البيضاء والأسقف الحمراء أدناها، فإن أكثر ما يميز هذه الجزر هو الحيتان والدلافين. جذب العنبر صيادي الحيتان منذ القدم، فالكثير من المتاحف توجد في المدن التي تستعرض أهم الأحياء البحرية النادرة التي تمتاز بها ماديرا إلى جانب العنبر والزيوت. تتعدد الثقافات والديانات حيث يوجد بها مسجد واحد، ويقطنها عدد من المسلمين. وبعيدا عن المدينة يمكنك الاستمتاع على الشواطئ الرملية السوداء البركانية، كما يمكنك التعرف على أكبر غابة غار في العالم! (9) (10)
من أكبر جزر اليونان والتي لا تقل درجة حرارتها عن 15 درجة مئوية. تعتبر الجزيرة موطن أقدم حضارة مسجلة في أوروبا، وهناك العديد من المواقع التاريخية لاستكشافها بما في ذلك قلاع ميونوا القديمة والكنائس القديمة أيضا. تنتشر بساتين الزيتون والكرمة وتزرع فيها الذرة والتبغ. منطقة بطبيعة ساحرة وأجواء دافئة وتاريخ شائق. إلى جانب تجربة الطعام التي تُعد فريدة جدا في مناطق اليونان ككل، تمتاز المطاعم اليونانية باستخدام التوابل والوصفات التقليدية التي تجعل من تجربة الطعام تجربة لا تُنسى في أقدم الأماكن وأكثرها دفئا! (11)