شعار قسم ميدان

مصاب بالحساسية؟.. هذه الأطعمة قد تنهي حياتك

ميدان - حساسية الطعام

في الأول من يناير/كانون الثاني من عام 2016 كان كاميرون جان بيير، الفتى البالغ من العمر 11 عاما والذي يُعاني من الربو ولديه حساسية من الفول السوداني والأسماك، يستمتع برفقة والديه بزيارة أحد أقاربه في بروكلين. وبينما كان الجميع منشغلا بتحضير الوليمة التي ستجمعهم حول مائدة واحدة، كان من ضمن الأصناف المقدمة "السمك المشوي". بالطبع لم يبادر الطفل ولا والداه بالمجازفة بصحة كاميرون وتقديم السمك له، إلا أنه تعرض لأزمة ربو حادة حاول والده مساعدته كما العادة بالجهاز الذي اعتادوا استخدامه، ولكن محاولاتهم لم تنجح هذه المرة، وفارق كاميرون الحياة!

من كان يعتقد أن وليمة تجمع العائلة في بيت الجدة ستنتهي بمأساة كهذه. بعد التدخل الطبي والتشريح لغرض فهم سبب الوفاة. أعزى الخبراء أن مزيج حالة كاميرون من الربو والحساسية من الأسماك قد كانوا وراء سبب وفاته، وهذا بسبب استنشاقه للهواء المُحمل ببروتين السمك الذي كان يُشوى قريبا منه. [1] حساسية الطعام، موضوع شائك يبدو واضحا ولكنه ليس كما يبدو، فالمُصاب بحساسية الطعام يواجه تحديا يوميا باختيار طعامه، كما يُعاني مُقدمو الرعاية له من مسؤولية كبيرة في تقديم الطعام المناسب وتجنب المصادر التي قد تكون مهددة للحياة أحيانا! فحساسية الطعام آخذة في الارتفاع خلال العقود الأخيرة، وهذا ما يدفع الخبراء لدراسة الأسباب التي قد تجعل الشخص عُرضة لمواجهة هذا التحدي والصراع اليومي، فالحساسية تُعد من الأمراض التي تُصيب الأطفال ولكنها أيضا قد تُباغتك في أي عمر بالغ، فكيف يحدث كل هذا؟

    

  

الفرق بين حساسية الطعام وعدم تحمل الطعام

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض (CDC) فإن هناك تزايدا بانتشار حساسية الطعام بنسبة 18% لمن هم دون الثامنة عشرة في الولايات المتحدة وحدها [2]، أما عالميا فالإحصائيات تُشير إلى أن 1 من كل 6 أشخاص هو عرضة لأن يُعاني من حساسية الطعام في فترة من حياته [3]، أما الطبيبة في جامعة ستانفورد والخبيرة في علاج الحساسية والوقاية منها د. كاري نادو (Kari Nadeau) فتقول بأن حساسية الطعام ازدادت بنسبة 300% خلال العشرين سنة الماضية [4]، ولكن هناك فرق بين أن تكون مصابا بحساسية الطعام وأن لا تتحمل صنفا معينا من الطعام. وهنا الشعرة التي بإمكانها أن تغير نمط غذائك وقد تطول أسلوب حياتك أيضا. فما الفرق؟

  

حساسية الطعام

تحدث حساسية الطعام نتيجة ردة فعل لجهاز المناعة ضد بروتينات موجودة في بعض الأطعمة، يُصاب بها الطفل فور ولادته ويمكنها أن تتطور مع تقدمه في العمر، حيث إن 6-8% من الأطفال مُصابون بالحساسية، كما تُصيب نحو 2% من البالغين. تظهر علامات التحسس بعد ساعتين تقريبا من تناول الصنف الذي يسببها، ويُمكن لبعض الحالات أن تكون خطرة ومُهددة للحياة. من أعراضها التي تظهر بعد ساعتين كحد أقصى من تناول الطعام: [5]

الشعور بالحكة في الفم والبلعوم.

تورم الجلد واحمراره وانتشار البقع عليه وأحيانا تغير لونه.

الإسهال وفي بعض الأحيان يصل للجفاف.

اضطراب معوي ومشاكل في الجهاز الهضمي.

التقيؤ.

أما أشهر الأطعمة التي تُسببها

undefined

  

الحليب.

الفول السوداني.

اللوز.

البيض.

الأسماك.

 

التشخيص والعلاج

في حين أن الحساسية قد تتطور كلما تقدم العمر فإن الأعراض قد تكون واضحة في مرحلة الطفولة، حيث ينتبه الشخص لردة فعل الجسم بعد تناوله صنفا معينا من الطعام. لذا؛ يجب مراجعة أخصائي الحساسية الذي سيقوم بالنظر إلى تاريخك وتاريخ العائلة الطبي، كما سيكون هناك إجراءات لفحص الدم وإجراءات جلدية أيضا. تكون الوقاية بتجنب المصادر التي تسبب الحساسية حسب استشارة الطبيب، من الضروري أيضا الانتباه إلى تجنب قطع مصادر وإجراء تغييرات جذرية في نظام طفلك الغذائي إن لاحظت بعض أعراض التحسس، فعليك استشارة أخصائي تغذية قبل إجراء كهذا. [6] [7]

  

    

عدم تحمل الطعام

إن ما يجعل التفريق بين الحساسية وعدم تحمل الطعام صعبا هو التشابه في الأعراض والمسببات. حيث يُقدر عدد المصابين بعدم تحمل الطعام 45%، ويمكنك أن تعاني من عدم تحمل الطعام تجاه أكثر من صنف، على عكس حساسية الطعام التي قد تكون ضد صنف واحد وفي حالات نادرة قد تشمل صنفين لا أكثر! الأعراض تتشابه مع الحساسية ولكنها لا تظهر مباشرة، بل تظهر بعد 72 ساعة على الأقل، وتكون بدرجة أخف. إلى جانب أعراض الحساسية قد يواجه المصاب صداعا وتغيّرا في المزاج. [8]

   

عدم تحمل الطعام لا يمكنه بأي درجة من درجاته أن يكون مُهددا للحياة على عكس حساسية الطعام، ويكون التشخيص أيضا بفحص الدم أو عن طريق مراقبة الشخص لغذائه وملاحظته للأطعمة التي تُشكّل تهديدا لجسمه كلما تناولها. من أشهر الأصناف المُسببة:

جلوتين.

القمح.

الحليب.

الخضار والفواكه.

 

     

كيف يمكننا توعية الطفل؟

يعاني في الولايات المتحدة وحدها 3 ملايين طفل من حساسية الطعام، وهذا ما يُشكّل حِملا على أولياء الأمور. فالأمر لا يقتصر على تغيير نظامهم الغذائي أو تجنب بعض الأصناف، ولكن في الكثير من حالات حساسية الطعام التي تُشكّل تهديدا وخطرا على حياة الطفل فإن أولياء الأمور يعيشون قلقا متواصلا في كل مرة يذهب الطفل فيها للمدرسة، أو حفلة عيد ميلاد، أو التواصل مع أقرانه في باحة المنزل وتبادل الأصناف التي قد تُشكّل خطرا على حياته. إنه شائك قليلا أن تقول للطفل: "لا تأكل من كعكة عيد الميلاد هذه" لأنها تحتوي على البيض، بينما يستمتع جميع أصدقائه ومن معهم بمذاق الكعكة التي تبدو شهية!  

 

إحدى الطرق التي تُكسب الطفل ثقة في نفسه وفهم حالته التي يمر بها وأخذ احتياطاته هي عن طريق المجموعات القصصية التي أخذت بالانتشار. يكون البطل فيها طفلا يُعاني من حساسية الطعام، وفي كل قصة يتم تناول حالة اجتماعية معينة، مثل حفل عيد الميلاد، كيف خاضه البطل وما الاحتياطات اللازمة التي يعي أنها ضرورية في رحلته حتى يبقى مستمتعا دون تعب أو مرض. [9] [10]

 

أن تُعاني من حساسية الطعام أو عدم تحملك لبعض الأطعمة لا يعني إطلاقا أن تحرم نفسك من الطعام، هنالك العديد من الحميات الغذائية التي تُلقي الضوء فعلا على هذه الحالات، وخُصصت الكثير من الوصفات التي تم استبدال بعض المكونات الأكثر شيوعا فيما يخص حساسية الطعام! ستجد وصفات للكعك دون بيض، وستجد الكثير من المنتجات الخالية من الجلوتين على أرفف الأسواق، ستجد بدائل لدقيق القمح، كما ستجد بديلا يُغنيك عن بروتين السمك أو الفول السوداني. من الضروري ملاحظة أي تغير في الجسم، وأي علامة تظهر بعد تناول صنف معين هي باعتبار لغة يُخبرك بها جسدك أن هناك خطأ ما، فاحرص على عدم تجاهل ما يخبرك به جسدك. واحرص على توعية طفلك بطريقة لا تُفقده مُتعة الاستمتاع بتجارب الطفولة. 

المصدر : الجزيرة