الأول من نوعه.. تعرف على علاج حب الشباب الجديد

هناك العشرات، ما لم يكن المئات، من النظريات حول الوقاية من حب الشباب وعلاجه. يلجأ بعض الناس بنجاعة للمكملات الغذائية، بينما يدعوا الآخرون إلى التخلي عن الألبان، وقد يصل الأمر بالبعض حدّ شرب بول الكلاب من أجل القضاء على هذه النتوءات المزعجة والمؤلمة. ولكن حتى أفضل العلاجات المدعومة علميا يمكن أن تسبب مشاكل مثل جفاف الجلد والحساسية لضوء الشمس وتشوهات خلقية للجنين.
هذه العلاجات الملأى بالعيوب ترفع مستوى الحماسة لوجود لقاح جديد لعلاج حب الشباب بشكل خاص. لكن بقدر ما قد يبعث هذا العلاج على التفاؤل، بقدر ما قد يكون وقع فريسة عيوب العلاجات الراهنة.
هذا اللقاح، الذي سوف يكون الأول من نوعه حال نيله رخصة استخدام، مصمم لتقليل الاستجابة الالتهابية للجسم للسموم التي تفرزها البكتيريا الموجودة في الجلد. تم اختبار اللقاح حتى الآن فقط على عينات من الفئران والأنسجة البشرية، ولكن كما صرّح تشون مينغ هوانغ، أحد الباحثين الرئيسيين العاملين على اللقاح، في بيان صحفي:"التأثير المحتمل لنتائجنا سيكون ضخما لمئات الملايين من الأشخاص الذين يعانون حب الشباب"
البكتيريا التي يستهدفها اللقاح الجديد ما هي إلا واحد من بين أسباب عديدة محتملة لظهور حب الشباب؛ يمكن أن تساهم الهرمونات والجينات الوراثية وبعض الأدوية أيضا في الإصابة بهذه الحالة. يقول كارلوس تشارلز، مؤسس "ديرما دي كولور" (Derma di Colore) وهي عيادة جلدية متخصصة في لون البشرة، إن الطبيعة المتعددة العوامل لحب الشباب تجعله صعب العلاج. وعقّب على ذلك: "كثيرا ما يأتي أناس ويقولون: ’هل العلة في حميتي الغذائية؟’ وأقول أجل. ’هل هو المرهم الذي أضعه على وجهي؟’ وأقول أجل".
غالبا ما يصف تشارلز أيزوتريتينوين (isotretinoin)، دواء يُؤخَذ عن طريق الفم ويُعرَف عادة باسم أكيوتان (Accutane)، على الرغم من أن هذه العلامة التجارية لم تعد تنتجه، ويقع هذا الدواء ضمن فئة من العلاجات تسمى الرتينوئيدات (retinoids)، والتي تُعتبر أحد أفضل العلاجات المتاحة لعلاج حب الشباب، ولكنها أبعد ما تكون عن الكمال، فيمكن لها أن تسبب الجفاف بشكل مفرط، كما أنها تترافق مع مخاطر التسبب بعيوب خلقية شديدة للجنين، وعلى المريضات الإناث اللائي يتناولن هذا الدواء اتخاذ وسيلتين من وسائل منع الحمل أو الامتناع عن ممارسة الجنس مع الرجال نهائيا خلال فترة العلاج.
يقول تشارلز: "الأكيوتان هو مصدر رزقي، ولكن يجب أن يتم إعطاؤه بحذر والإشراف عليه بعناية، ويفضل أن يكون ذلك من قِبل طبيب مؤهل مختص بالأمراض الجلدية". ترى أديلايد هيبرت، أستاذة الأمراض الجلدية في كلية ماكغفرن الطبية في مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في هيوستن، أن المزوّدين يصفون دواء سبيرونولاكتون (spironolactone) الذي ينظم ضغط الدم لعلاج حب الشباب. وكثيرا ما يُوصي أطباء الأمراض الجلدية بعلاجات أقل شدة (وغالبا أقل فعالية) مثل الرتينوئيدات الموضعية والمضادات الحيوية وتحديد النسل والمنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية باستخدام حمض الساليسيليك أو البنزويل بيروكسايد.
تستهدف معظم هذه العلاجات فقط أحد الأسباب المحتملة لحب الشباب، فيتم استخدام المضادات الحيوية لعلاج حب الشباب البكتيري، وتحديد النسل لعلاج حب الشباب الهرموني. هناك عدد ضئيل من العلاجات التي تعالج السببين في آن واحد، إلى جانب عدد لا يُحصى من العوامل الأخرى بما في ذلك انسداد المسام بسبب المساحيق التجميلية وارتداء خوذة لوقت طويل، والتي تسهم في ظهور حب الشباب.
في حين أن لقاح حب الشباب الذي لا يزال قيد التطوير "واعد حقا" كما يقول تشارلز، فإن تركيزه ضيق النطاق أيضا: الاستجابة الالتهابية لبكتيريا الجلد. يقول إيمانويل كونتاسوت، أحد كبار المساعدين في مستشفى الجامعة وكلية الطب في جامعة زيورخ وكاتب تعليق ردا على بحوث اللقاح، إن هناك سببا يدعو للتفاؤل بشأن اللقاح الجديد، ولكن من المحتمل أنه يتزامن مع آثار جانبية خاصة به.
ويضيف: "إن تطوير لقاح يستهدف البكتيريا البروبيونية العدية (P. acnes وهي البكتيريا الأكثر ارتباطا بحب الشباب) سيكون أكثر تحديدا من العلاجات الكيميائية وأقل سمية". وأشار إلى أن البكتيريا البروبيونية العدية ليست كلها سيئة؛ إذ تتكون من سلالات مختلفة، وبينما يسبب بعضها حب الشباب فإن البعض الآخر مفيد. ثم أوضح كونتاسوت أنه إذا ما استهدف اللقاح السلالات الخاطئة، فإنه "قد يفاقم حالة المرضى بتخريب سلامة البشرة".
يقول تشارلز إنه يتخيل أن اللقاح سيكون أفضل استخداما إلى جانب علاجات حب الشباب الأخرى الأكثر شهرة. وأضاف: "لم أكن لأتصوّر أن يكون دواء بمفرده، ولكنه قد يساعد في تقليص بعض الأشياء الأخرى التي نقوم بها والحد منها تدريجيا".
كما يُستخدم الليزر بشكل متزايد لعلاج حب الشباب على الرغم من أن الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية تشير إلى أنه يستغرق وقتا طويلا ولا يمكن التنبؤ بنتائج استخدامه. كما يصاحبه مجموعة من الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك التورم والاحمرار وحتى الحروق.
على الرغم من السلبيات المحتملة، يقول تشارلز إنه متحمس بشأن اللقاح معللا: "لم يُبتكر علاج جديد لحب الشباب منذ وقت طويل. ونحن كأطباء أمراض جلدية ومرضى على حد سواء متعبون بعض الشيء من العلاجات المتوفرة لدينا حاليا".
_____________________________________________
ترجمة: آلاء أبو رميلة
مترجم عن: The Atlantic ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.