شعار قسم ميدان

محاضرات ملهمة ترشدك لجعل عامك الجديد أفضل

midan - محاضرة
" أهدافنا لا يمكن الوصول إليها إلا عبر مركبــة الخطة،  الخطة التي يجب أن نؤمن بها بعمق ونلتزم بها بدقة. لا يوجد مسار آخر للنجاح"
(بابلو بيكاسو ، رسام ونحات وفنان تشكيلي إسباني وأحد أشهر الفنانين في القرن العشرين)

       

آلاف الكتب والمحاضرات والمؤلفات والندوات التي تدندن طوال الوقت حول مفهوم "وضع الأهداف" وكيفية تحقيقها. هذه الحالة من الزخم بخصوص هذا الموضوع تحديداً يعد أمرا مفهوما، باعتبار أن ملخص الحياة ذاتها يدور حول غاية ووسيلة. فإن كانت الغاية واضحة والوسيلة فعّالة فالنجاح في الانتظار. أما إن كانت الغاية واضحة والوسيلة كسيحة، فالفشل في الانتظار. أما إن كانت الغاية غير واضحة والوسيلة مفقودة، فإن أكثر الأوصاف إيجازاً للتعبير عن هذه الحالة هو "الضياع".

    

تظهر المصادر التي تتحدث بخصوص وضع الأهداف وسبل تحقيقها بكثرة إلى درجة أنه يصعب إحصاؤها والخروج منها برؤى وخطوات واضحة، خصوصاً أنه يغلب عليها الطابع التنظيري المبالغ فيه أحياناً. لذلك، يظهـر مسرح "تيد" كواحد من أكثر المصادر مصداقية وفعالية بمحاضـرات قصيرة مركزة تتراوح ما بين 5 الى 15 دقيقة في المتوسط، تشتمل على منهجيات واضحة لتحديد الأهداف والتخطيط لتنفيذها بناءً على خلفيات مدروسة عملياً وتجريبياً يستعرضها محاضرون متخصصون.

    

في مطلع عام جديد، نستعرض في هذا التقرير مجموعة من أبرز محاضرات تيد التي قد تساعدك في تبني مفـاهيم ورؤى تساعدك في تحقيق إنجازات أفضل في هذا العام وتحوّله من مجرد عام تقليدي آخر إلى عام مفصلي في مسيرة حياتك. 

       

اعرف قيمتك أولاً.. ثم طالب بها!

      

" لن يدفع لك أحد أبدًا مقابل ما تستحقه.. أكررها مرة أخرى: لن يدفع لك أحد أبدًا مقابل ما تستحقه.. سيدفعون لك فقط مقابل ما "يرونّ" هم أنك تستحقه.. ودورك أنت أن تتحكم في تفكيرهم.. ولن تتحكّم في تفكيـرهم إلا عندما تعرف قيمتك بالفعل، قبل أن تطـالبهم بالدفع لك أكثر"

             

بهذه الكلمات المختصرة والمركزة التي تحمل داخلها كل المعاني التي ينبغي أن يعيها الكثيرون -في ما يخص الجوانب المهنية والوظيفية- تبدأ كاسي براون محاضرتها. وظيفة كاسي براون هي "تسعيـر" الموظفين مقابل القيمة التي يقدمونها للشركات، وبالتالي هي تتحدث عن عملها الذي تقوم به ليل نهار لصالح عدد كبير من الشركات. كم يساوي هذا الموظف، ولماذا يجب أن نعطي هذا الموظف أجراً أكبر من موظف آخر، ولماذا يجب أن نهتم بهذه الموظفة تحديداً دون غيرها.

            

الواقع أن هذه الحالة قد تبدو غير مقنعة بالنسبة إلى المواطن العربي باعتبار أن معظم جهات التوظيف لا تتعامل مع المواهب والمهارات بكيفية جيدة. غير أن هذه المحاضرة تحديداً ربما تتمثل أولويتها القصوى في جعـل "الموظف" أو طالب العمـل في فهم عقلية صاحب العمل مهما كان بلده أو جنسيته. في الواقع، فإن صاحب العمل دائماً ما يدفع للموظف بحسب ما تقديره لأحقيته، وليس ما يستحقه الموظف فعلاً.

               

في المحاضرة التي ألقيت على مسرح "تيد" في 2015 وحققت ما يزيد عن مليوني وربع مشاهدة، تشارك كاسي براون مجموعة من القصص والقواعد المفيدة لأي شخص يسعى إلى العمل في وظيفة مرموقة. سوف تساعده على إظهار قيمته بكيفية أفضل، وبالتالي الحصول على "المال" مقابل هذا التميز. أساس هذه المحاضرة يرتكز على عنوانها: يجب أن تعرف " قيمتك" قبل أن تطالب صاحب العمل بها.

                

كيف تحقق السيطرة على أوقات فراغك؟

               

حسناً، هناك 168 ساعة في الأسبوع. هذا وقت كثير بالفعل. إذا كنت تعمل في وظيفة بدوام كامل، فأنت تعمل لمدة 40 ساعة في الأسبوع وتنام 8 ساعات كل يوم ، بإجمالي 56 ساعة أسبوعياً. هذا يترك أمامك 72 ساعة أسبوعياً من أجل عمل أشياء أخرى! هذا وقت كثير للغاية. تقول إنك تعمل 50 ساعة أسبوعياً في وظيفة رئيسية ونشاط جانبي، حسناً، هذا يترك لك 62 ساعة أسبوعياً للقيام بأشياء أخرى. تعمل 60 ساعة أسبوعياً؟.. هذا يعني أن لديك 52 ساعة للقيام بأشياء أخرى! .. في كل الأحوال لديك "وقت" لفعل أشياء أخرى!

                   

في تلك المحاضرة على مسرح "تيد" التي ألقيت في اكتوبر /تشرين الأول من 2016، بواسطة خبيرة تنظيم الوقت لورا فاندركام وحققت نسبة مشاهدات مرتفعة للغاية تجاوزت سقف الخمسة ملايين مشاهدة، توضح المحاضِرة في بداية كلمتها أن معظم قصص "تنظيم الوقت" السائدة هي محض خيال وأنها أقرب إلى تنظير غير قابل للتطبيق. هي نفسها، كأم لأربعة أطفال، تعاني من أزمة حقيقية في تنظيم الوقت.

               

هنا تضع المتحدثة خطاً أساسياً يقوم عليه موضوع تنظيم الوقت بالكامل: الأولويات.. لقد أصبح الناس مشغولون بحياتهم تماما، ولا يوجد اي وقت لعمل أي شيء. في الواقع هناك الكثير من الوقت، ولكن المشكلة أن كل شخص منا لا يعرف ما الأولوية لقضاء هذا الوقت الفارغ فيه، وبدلاً من البحث عن الأولويات يضيع الوقت ذاته في الفراغ دون ملئه بأي شيء مفيد.

            

تقدم المتحدثة مجموعة من الخطط العملية المركزة في إيجاد الأولويات التي يمكن أن نبذل أوقاتنا من أجلها لعمل ما يهمنا فعلاً، حتى تكون النتيجة النهائية "بناء حياة نريدها في الوقت المتاح لنا". تخيل ما يمكنك أن تفعله بهذا الوقت الهائل الضائع من حياتك من إنجازات على المستوى الشخصي والمهني والاجتماعي والصحي، فقط إذا قمت بتحديد الأولويات التي تعنيك حقاً بعيداً عن "التقدير المبالغ" للالتزامات التي تقوم بها أصلاً يوميا، والتي تجعلك تميل إلى رفض كل شيء جديد، باعتبار أنه "لا يوجد لديك الوقت الكافي".

                    

كيف تحقق التقدم في الأمور التي تهمّك؟

             

ربما هذه هي المشكلة الأبدية التي يقع فيها كل شخص في مرحلة ما من مراحل حياته: أعمل بمنتهى الجدية ولا أتطوّر!.. أعمل بجد واجتهاد، وأكدح في العمل او الدراسة أو الدورة التدريبية أو محاولة فهم شيء ما، ثم أكتشف أن النتيجة صفر أو لا تكاد تُذكـر مقارنة بالمجهود الذي أقوم ببذله. حسناً، المريح في الأمر أن إدواردو بريسينو يخبرك بأنك لست وحدك، وبأن ما تمرّ به هو ظاهرة طبيعية إنسـانية يعاني منها الجميع فعلياً.

                 

في محاضرته على مسرح "تيد"، التي ألقاها في نوفمبر 2016 وحققت نسبة مشاهدات عالية تجاوزت سقف المليوني مشاهدة ، يشرح إدواردو بريسينو "اللغز" وراء هذه الظاهرة، بالنظر إلى الأشخاص الأكثر تأثيراً حول العالم. بدراسة شخصيـاتهم وأساليبهم، اتضح أن الأمر برمّته يتلخص حول منطقتين أساسيتين: منطقة التعلم ومنطقة الآداء.

                 

في منطقة التعلم -وهي المرحلة الأولى من خوض أي شيء- يكون الدافع المسيطر عليك وقتئذ بكيفية كاسحة هو "إحراز تقدم". في هذه المرحلة ينصبّ تركيزك بالكامل على أن تتعلم دون أن تقع في أي أخطاء، الهدف الأساسي من هذه العملية أن تتعلم دون أخطاء. ثم، وفي منطقة الأداء التي تعتبر المرحلة التالية، تبدأ تلقائياً في عمل تدريباًت على ما تعلمته بالفعل، وهي المرحلة التي تمتلئ بالأخطـاء التي تساعدك في ترسيخ ما تعلّمتَه بالفعل ولكن بمنهجيـة تطبيقيـة تميّز ما بين الصواب والخطأ، لأنك اختبرت الصواب والخطأ بنفسك بعيداً عن المرحلة التعليمية الأولى النظرية.

                  

هذه المرحلتين ستمر بهما أثناء دراستك، عملك، حياتك الوظيفية، علاقتك الإنسانية، هواياتك، ممارسة أبوّتك وتربيتك لأطفالك. في المحاضرة سلّط بريسينو الضوء على مجموعة من الطرق المفيدة للاستمرار بين هاتين المرحلتين (التعلم والأداء) للوصول الى مرحلة الاحترافية، ضارباً المثل بأشهر شخصية في التاريخ اليوناني، ديموسثينيس، الذي تحوّل من شخص يعاني من "لثغــة" حادة إلى واحد من أعظم خطباء اليونان على الإطلاق!

                     

حطم الخوف.. يمكنك تعلم أي شيء

              

ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ الكثير من الأشخاص يتولد بداخلهم خوف كبير عندما يكونون بصدد تعلم شيء ما جديد كلياً على مداركهم، ولم يسبق لهم أن عرفوا عنه أي شيء. ودائماً تكون الحجة الجاهزة: هذا الأمر يفوق مداركي، هذا الأمر ليس من تخصصي، لا أستطيع أن أفهم أي شيء عن هذا الموضوع لأني لم أدرسه أو أمارسه سابقاً. هذه أمور قد يجيدها غيري، ولكني لا أستطيع إجادتها لأني لا أعرف عنها أي شيء..

                    

كلها حجج تخبرك في النهاية بشيء واحد: الخوف، الخوف الكامن من الفشل عند تعلم شيء جديد أو مهارة جديدة أو خوض موقف ما جديد. دائماً النظرة القلقة من السقوط والخوف والفشل أو التعرض لسخرية الآخرين، أو حتى الشعور بلامعقـولية أن يستطيع شخص ما أن يجيد أي شيء يتعلمه لمجرد أنه حاول تعلّمه. ثمة شبح ما مخيف يخبرك بأنك لن تستطيع أن تفعلها لأنك غير موهوب، غير متخصص، غير مُجدٍ، غير مؤهل.

                

ولكن تيم فريس له رأي آخر. في محاضرة شهيرة له ألقاها في 2008 وشوهدت أكثر من مليوني مشاهدة على المنصة الرسمية لـ"تيد"، يشرح فريس قصصا مذهلة بخصوص "تعلم أي شيء". في طفولته تحطمت رئته اليسرى وعاني من أمراض مزمنة أجمع الأطباء بناء عليها على أنه لا يمكن أبداً أن يمارس السباحة. قرر فريس أن يتعلم السباحة -بكل ما فيه من أمراض- وفي النهاية استطاع أن يصبح سبّاحاً ماهراً لا يطيق أن يمر أسبوع واحد إلا ومارسها مرة أو مرتين.

              

لغـات؟.. قرر أن يتعلم اليابانية. لغـة مختلفة تماماً عن الإنجليزية، نطقاً ومفردات وأسلوبا وكتابة وصياغة وقواعد. استطاع أن يتعلم اليابانية في زمن قياسي عندما سار على منهج مخطط جيداً لتعلمها وأصبحت من أحَبّ اللغات إليه، قراءة وكتابة وتأملاً.

                 

حتى الرقص.. سافر فريس إلى الأرجنتين ووجد نفسه واقعاً في غرام رقصة التانغو فقرر تعلمها. بعد فترة، اكتشف أنه راقص مميز في هذه الرقصة اللاتينية الشهيرة، ويجيدها كما يجيدها أهلها. باختصار، يقرر تيم فريس، عبر محاضرته المشوّقة على تيد، أنّ بإمكانك أن تفعل أي شيء، فقط إذا حوّلت "الخوف" من شبح ينتظرك دائماً ليفسد عليك أي فرصة للتعلم إلى صديق تستغله لتسريع اجتيازك للتجارب وليس هرباً منها.

                      

وصفة مؤكدة للقضـاء على كافة أحلامك

             

المشكلة أننا جميعاً لدينا أحلامنا التي ننشد تحقيقها، والتي تدور جميعها حول الراحة والنجاح والاستقرار. كلنا يطمح أن يكون مديراً لشركة ناجحة، وكلنا يطمح أن يكون حسابه البنكي ممتلئا، وكلنا يحلم بأن يكون صاحب شركة عظيمة، والجميع يحلم بأن يكتب كتاباً يحقق مبيعات مرتفعة يُعقد على إثره ندوات في معارض الكتب. إذا كنت تظن أنك أنت فقط تحتفظ بهذه الأحلام بمفردك، فانت مخطئ.

               

المشكلة أننا نحلم، ولكننا نصطدم بالواقع. نحن لسنا مدراء تنفيذيين لشركات مميزة، لم نؤلف أي كتاب، حساباتنا البنكية خاوية. فقط فئة قليلة من الناس تصل إلى هذه الاهداف، ثم نتهمهم لاحقاً بأنهم محظوظون أو عباقرة. كأننا نحاول أن نتأقم مع بقائنا في القاع والاكتفاء بالنظر إلى الآخرين وهم يحتفلون بالنجاح.

           

لدينا هنا بيل بيسي، رائدة الأعمال البرازيلية، تعتلي مسرح "تيد" في واحدة من أهم وأشهر محاضراتها على الإطلاق، إذ حققت أكثر من أربعة ملايين ونصف مشاهدة على منصة "تيد" الرسمية، ومثلها على قناة "تيد" الرسمية على "يوتيوب". الريادية تشرح، بأسلوب مركز، خمسة أشياء تجعل كل هذه الأحلام تندثر بالنسبة إلى أي شخص. يمكن اعتبارها "وصفة" مؤكدة النجاح، يمكن لمن ينفذها أن يدمّر كل هذه الأحلام تماماً وتظل مجرد أوهام في رأسه من المستحيل أن تتحول إلى واقع.

             

المحاضرة عكسية، تناقش مفهوم النجاح ومحقيق الأحلام من زاوية أخرى وهي زاوية الإجراءات التي تتخذها لتدمير الأحلام. بمعنى آخر، كل المطلوب منك أن تنفذ "عكس" ما جاء في هذه المحاضـرة للوصول إلى النجاح الذي تنشده وتحقق أحلامك التي تسعى إليها.

                

احتفظ بأهدافك لنفسك.. لا تخبر بها الآخرين

        

محاضـرة سريعة مكوّنة فقط من ثلاث دقائق، ورغم ذلك فهي تعدّ من أهم محاضرات "تيد" وأشهرها على الإطلاق، ألقيت في 2010 بواسطة ديريك سايفرس وحققت مشاهدات لامست سقف الخمسة ملايين وتحجز مكانها الدائم في قوائم "تيد" كواحدة من أشهر محاضراتها في تصنيف التحفيز ووضع الأهداف.

       

عندما يكون لديك هدف طموح وتضع خطة طموحة لتحقيقه يكون الحماس مشتعلاً بداخلك إلى درجة أنك لا تستطيع أن تبقي فمك مغلقاً، وتهرع لإخبار الآخرين.. فلنفترض حسن النية هنا، وأن هؤلاء "الآخرين" يتمنون لك الخيـر، ففي الواقع -حتى لو كانوا يأملون في نجاحك- فإن تسرّعك لإخبار الآخرين ليس أمراً محموداً أبداً. كان من الأفضل أن تُبقي اهدافك طيّ الكتمـان.

         

السبب ليس الحسد كما هو شائع، بل دراسة علميـة سيكولوجية مؤكدة تخبرك بنتيجة أساسية وهي أنه عندما تشارك الآخرين أهدافك تشعر بشعور رائع، هذا الشعـور من شأنه أن يقلل إمكانية تحقيق الهدف. من الأفضل أن تدخّر هذا الشعور إلى ما بعد تحقيق الهدف بالفعل، ثم الإعلان عنه والاحتفاء به مع الآخرين. بمعنى آخر: أخبر الآخرين بأهدافك التي قمت بتحقيقها، وليس الأهداف التي تنوي تحقيقها، إذ شتّـان ما بين الحالتين..

        

في المحاضرة يشرح المتحدث التجربة العلمية النفسية التي تم إجراؤها ونتائجها ويطرح مجموعة مركزة من النصائح بخصوص صناعة الأهداف ومشاركتها وتحقيقها، وموعد الإفصاح عنها للآخرين.

           

إذا كنت تريد أن تحقق أهدافك فلا تركّز عليها

          

للوهلة الأولى قد يبدو أن في عنوان المحاضـرة خطأ ما.. الكل يعرف أن تحقيق الأهداف لا يتم سوى بالتركيز عليها طوال الوقت ووضعها نصب الأعين طوال الوقت، بداءً من الصباح الباكر حتى موعد النوم. حسناً، ريغي ريفرز له رأي آخر تماماً من خلال كلمته على مسرح "تيد" التي ألقاها في نوفمبر 2013، والتي حققت مشاهدات تجاوزت المليونين ونصف مليون مشاهدة وتمت ترجمتها إلى تسع لغـات من بينها اللغـة العربية.

    

اذا أردت أن تحقق أهدافك فلا تركز على الأهداف نفسها، بل ركز على سلوكياتك التي تقود إلى تحقيق هذه الأهداف. الهدف في حد ذاته خارج عن سيطرتك، لست أنت فقط من تتحكم فيه. بينمـا سلوكياتك هي الشيء الذي يمكنك التحكم فيه بكيفية مطلقة. إذا كان هدفك أن تنقص وزنك 5 كيلوغرامات، فهذا الهدف في النهاية خارج قدرتك على التحقيق لأنه يتطلب عوامل كثيرة، بينما سلوكياتك لتحقيق الهدف هي ملك لك وحدك، أنت فقط من تشعر بالجوع، أنت فقط من تستطيع تنظيم غذائك، أنت فقط من تشعر بالتحسن بعد فترة من بدء الحمية.

    

أي رغبة في الحياة خاضعة لهذه المنهجية. حدد أهدافك الاجتماعية والوظيفية والمهنية والإنسانية والدراسية والصحية كما تشاء، ولكن عند البدء في اتخاذ الإجراءات لا تنظر إلى الهدف دائماً، بل كثّف كافة مجهوداتك في تفعيل "السلوكيات" التي تجعلك تصل إلى هذا الهدف. الأمر أشبه بالرغبة في صعود قمة الجبل، ومن ثم البدء في تسلّق الأحجار. هل سيكون تركيزك الدائم على "قمة الجبل" أم على الخطوات التي يجب أن تتخذها بحذر أثناء تسلقك للجبل للوصول إلى قمته؟

    

عموما، تركز غالبية محاضرات "تيد" في كافة التخصصات -بطريقة أو بأخرى- على الدروس التخطيطية في الحياة، سواءً عبر خطاب تحفيزي أو مشاركة تجارب شخصية. غير أنه  يمكن اعتبار ما جاء في هذا التقرير من محاضرات هو أكثر ما تحتاج أن تتذكـره وأنت تضع خططك الجديدة، سواءً كنت تشاهدها في مطلع العام الجديد أم في منتصف العام أو حتى في نهايته.

المصدر : الجزيرة