شعار قسم ميدان

وسائل فعالة لتشجيع طفلك على تناول الطعام الصحي

midan - kid
مقدمة الترجمة
التغذية الجيدة والمتوازنة هي من أكثر الأمور التي تؤرق الوالدين، إذ يختلف تقبل الأطفال لأنواع الطعام من مرحلة عمرية لأخرى،  يُسلط المقال الضوء على الأسباب الكامنة خلف رفض الأطفال في مرحلة عمرية معينة لبعض الأطعمة وكيفية التغلب على هذه المشكلة.

        

نص التقرير
إذا كان لديك طفل انتقائي في منزلك، فلست وحدك. يقول ما يقرب من 50% من الآباء عن أطفالهم في سن ما قبل المدرسة إنهم انتقائيون في مأكلهم. تتحوّل أوقات الطعام  مع هؤلاء الأطفال الانتقائيين إلى أوقاتٍ عصيبة. وفي هذه الحالات، تشيع عادةً مخاوف بشأن بقايا الطعام غير المستهلكة، وإن كان طفلك يتناول ما يكفي من الطعام الجيد وليس الكثير من الطعام السيء، أو حتى إن كان يحصل على حاجته من الطعام في الأساس. صراع السلطة الناتج قد يحوّل أوقات تناول الوجبات إلى أوقاتٍ عصيبة، وتخطيط تلك الوجبات لتناسب تفضيلات طفلك يعتبر شيئًا مستحيلًا تقريبًا.
          

هناك أخبار جيدة مع ذلك: إذ إن بعض السلوكيات التي يظهرها الأطفال الانتقائيون في مأكلهم، مثل رفض الطعام الجديد أو التنقيب في الطعام الموضوع أمامهم (حين يريد طفلك أن يأكل طعامه المفضل فقط) هي سلوكيات طبيعية. تشير الدراسة إلى أنه مع الوقت والتعرض المتكرر -دون ضغط-  فإن معظم الأطفال سيقبلون الطعام الجديد. بإمكانك أيضًا أن تتنفس الصعداء؛ لأن غالبية الأطفال الذين يصنفون باعتبارهم انتقائيين مع الأطعمة، ليس لديهم في الحقيقة نظامٌ غذائيٌ محددٌ بدقةٍ، ولا يعانون من تأخرٍ في النمو.

             

ونحن من موقعنا كباحثين في التغذية، أجرينا دراساتٍ مع العائلات ولدينا استراتيجيات عدة بإمكانك استخدامها لجعل أوقات الطعام أسعد وأكثر صحية. توصلت هذه الدراسة ودراسات تغذية أخرى مع الأطفال الصغار إلى خمسة أشياء بإمكانك اتباعها لتقليل التوتر أثناء وجبات الطعام ومساعدة طفلك الانتقائي في مأكله للحصول على تغذية صحية.

         

غيّر منظورك للأمر
يفضل الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة إطعام أنفسهم باعتباره أفضل معبر عن تفضيلاتهم وأفعالهم، كما يمكن أن يشكل الطفل في تلك المرحلة آراءً قوية تجاه أنواع الطعام المختلفة
يفضل الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة إطعام أنفسهم باعتباره أفضل معبر عن تفضيلاتهم وأفعالهم، كما يمكن أن يشكل الطفل في تلك المرحلة آراءً قوية تجاه أنواع الطعام المختلفة
             
غالبًا ما تكون أول خطوة بالنسبة للأبناء، هي تغيير المنظور. قد يؤثر النمو البطيء (مقارنة بالنمو السريع أثناء مرحلة الطفولة المبكرة) خلال سنوات ما قبل المدرسة على الاستهلاك الغذائي للطفل، كما يمكن أن تؤثر التغيرات النفسية؛ مثل نمو الإحساس بالاستقلالية، على استهلاك الطفل. يفضل الأطفال في تلك المرحلة إطعام أنفسهم باعتباره أفضل معبر عن تفضيلاتهم وأفعالهم، كما يمكن أن يشكل الطفل في تلك المرحلة آراءً قوية تجاه أنواع الطعام المختلفة.

         

بوصفنا لهم بأنهم انتقائيون في مأكلهم، فإننا نصف السلوكيات المناسبة من ناحية النمو بأنها غير متوافقة. وعندما نتناولها من منظور اعتبارها غير متوافقة، فإن التفاعل مع الطفل خلال أوقات الطعام غالبًا ما يتخلله التوتر. لذا نركز غالبًا على محاولة إجبار الطفل على الخضوع لطلباتنا بدلًا من تنمية علاقة صحية مع الطعام. وتصبح عبارات مثل "يجب عليك تناول ثلاث لقمات إضافية" اعتيادية، مما قد يؤدي إلى تسارع دورة الخلاف بينك وبين طفلك.

        

قد تؤدي هذه الدورة المتصاعدة من الضغط والرفض في بعض المواقف إلى انسحابك من محاولة حث طفلك على الأكل، مُقدِّمًا له ما يفضله، ومن ثم تسمح بانتصار العادات الغذائية السيئة. بدلًا من اعتبار الطفل غير مطيع، نرى أن عرض الاستقلالية هذا أثناء وجبات الطعام أمر مناسب تمامًا للمرحلة العمرية. سيفرق طفلك بين الأطعمة بناء على الصفات التصنيفية التي تعرَّف عليها مؤخرًا، مثل الطعم والقوام والتقديم ومدى الألفة مع الطعام. اجعل تركيزك منصبًا على حث سلوكيات الطعام الصحي في طفلك دون ضغط، واستمتع بالوقت الذي تقضيانه معًا أثناء الوجبات بدلًا من التركيز على ما يأكله طفلك. 

          

تكيَّف لكن لا تلبّ طلباتهم
undefined
            
يعد التكيف مع تفضيلات طفلك أثناء وجبات الطعام نصرًا لجميع الأطراف؛ فهم يمارسون بعض الاستقلالية بينما يأكلون الطعام الذي أعددته في نفس الوقت. سلْ طفلك خلال مرحلة التخطيط للوجبة ماذا يريد أن يأكل هذا الأسبوع، أو اصطحبهم معك في جولات تسوق البقالة واطلب منهم اختيار نوع من الخضراوات لتجربته.

            

لا يعني التكيف مع تفضيلات طفلك أن عليك تناول أصابع الدجاج المقرمشة (تشيكن تندرز) كل ليلة. إذا كنت تقدم طعاما تايلنديًا حارًا، فكر في إعداد طبق أقل حرارة لأجل أطفالك. يمكن أن تكون الوجبات التي تسمح للأطفال في هذه المرحلة بخدمة أنفسهم فكرةً جيدةً أيضًا حتى يصبح بإمكانهم التفاوض في كم وطبيعة الطعام (على سبيل المثال، لا تضع الصلصة مقدمًا).

          

اجعل الطفل يتذوق الطعام الجديد
undefined
            
لا تضغط على طفلك لتناول طعام لا يحبه. ليس في الأمر ما يسوء إن لم يحب طفلك البروكلي. اختبر باحثون بريطانيون عدة طرق لتشجيع الأطفال الصغار على تجربة الخضراوات التي لا يحبونها. وقد وجدوا بعد 14 يومًا أن أنجح الاستراتيجيات اشتملت على الجمع بين التقديم اليومي المتكرر للطعام وعرض جوائز غير غذائية لتجربة هذا الطعام غير المفضل، وكذلك تناول الآباء لنفس الطعام مع الطفل.

    

وحتى لو رفض الطعام في المرة الأولى، حاول مجددًا ومجددًا (دون ضغط). قد يتطلب الأمر عرض الطعام الجديد على الطفل من 10 إلى 15 مرة ليتقبله. من الأسهل جعل الطفل يتذوق الطعام الجديد بدلًا من تناوله، لذا ابدأ بتقديم كميات صغيرة. قد يساعد استخدام الجوائز مثل الملصقات في تحسين قبول طفلك للطعام الجديد وجعل العرض المتكرر لهذا الطعام أمرًا مسليًا. امدح طفلك لتجربته طعاما جديدا، ولكن كن حياديًا إن اختار ألا يأكله.

       

كن قدوة لهم في المأكل الصحي
undefined
      
من المهم تناول الطعام مع طفلك عندما تقدم طعامًا جديدًا. فلا تتوقع من طفلك أن يتناول الخضراوات إن لم تأكلها أنت أيضًا. إذ إن الأطفال الذين لديهم آباء يجعلون من أنفسهم قدوة في عادات الطعام الصحية، يكونون أقل انتقائية وأكثر قدرة على تجربة الطعام الذي لا يحبونه وعلى تناول المزيد من الفواكه والخضراوات.

         

الأطفال يُعدّون صلصة جيدة!
الأطفال الذين يشاركون في إعداد الوجبات لديهم سلوك أكثر إيجابية تجاه الطعام، وعلى الأرجح، فإنهم نتيجةً لذلك يتناولون الطعام الذي ساعدوا في إعداده
الأطفال الذين يشاركون في إعداد الوجبات لديهم سلوك أكثر إيجابية تجاه الطعام، وعلى الأرجح، فإنهم نتيجةً لذلك يتناولون الطعام الذي ساعدوا في إعداده
     
يقلل إشراك العائلة كلها في إعداد الطعام من التوتر أثناء تناول الوجبات. لا يجب عليك إعداد الوجبة بمفردك، بل دع طفلك يغسل الخضراوات بينما تقطعها، أو اسمح له باعداد الطاولة حين يكون الطعام في الفرن.

    

يُظهر البحث أن الأطفال الذين يشاركون في إعداد الوجبات لديهم سلوك أكثر إيجابية تجاه الطعام، وعلى الأرجح، فإنهم نتيجةً لذلك يتناولون الطعام الذي ساعدوا في إعداده. بمنح لقب "طباخ الصلصة" لطفلك، فإنك تساعد في زيادة استهلاكه للطعام الصحي على المدى القصير، وتعلميه عادات صحية تدوم معه مدى الحياة. حين تسمح لطفلك بتنمية ذوقه وتفضيلاته واستمتاعه بالأطعمة الصحية، تكون وجبات الطعام مع العائلة أكثر متعة على المدى القريب، وسيتحسن نظام طفلك الغذائي على المدى الطويل.

 ________________________________________________

   

مترجم عن: ذا كونفرزيشن

المصدر : الجزيرة