وسائل فعالة لتشجيع طفلك على تناول الطعام الصحي

هناك أخبار جيدة مع ذلك: إذ إن بعض السلوكيات التي يظهرها الأطفال الانتقائيون في مأكلهم، مثل رفض الطعام الجديد أو التنقيب في الطعام الموضوع أمامهم (حين يريد طفلك أن يأكل طعامه المفضل فقط) هي سلوكيات طبيعية. تشير الدراسة إلى أنه مع الوقت والتعرض المتكرر -دون ضغط- فإن معظم الأطفال سيقبلون الطعام الجديد. بإمكانك أيضًا أن تتنفس الصعداء؛ لأن غالبية الأطفال الذين يصنفون باعتبارهم انتقائيين مع الأطعمة، ليس لديهم في الحقيقة نظامٌ غذائيٌ محددٌ بدقةٍ، ولا يعانون من تأخرٍ في النمو.
ونحن من موقعنا كباحثين في التغذية، أجرينا دراساتٍ مع العائلات ولدينا استراتيجيات عدة بإمكانك استخدامها لجعل أوقات الطعام أسعد وأكثر صحية. توصلت هذه الدراسة ودراسات تغذية أخرى مع الأطفال الصغار إلى خمسة أشياء بإمكانك اتباعها لتقليل التوتر أثناء وجبات الطعام ومساعدة طفلك الانتقائي في مأكله للحصول على تغذية صحية.

بوصفنا لهم بأنهم انتقائيون في مأكلهم، فإننا نصف السلوكيات المناسبة من ناحية النمو بأنها غير متوافقة. وعندما نتناولها من منظور اعتبارها غير متوافقة، فإن التفاعل مع الطفل خلال أوقات الطعام غالبًا ما يتخلله التوتر. لذا نركز غالبًا على محاولة إجبار الطفل على الخضوع لطلباتنا بدلًا من تنمية علاقة صحية مع الطعام. وتصبح عبارات مثل "يجب عليك تناول ثلاث لقمات إضافية" اعتيادية، مما قد يؤدي إلى تسارع دورة الخلاف بينك وبين طفلك.
قد تؤدي هذه الدورة المتصاعدة من الضغط والرفض في بعض المواقف إلى انسحابك من محاولة حث طفلك على الأكل، مُقدِّمًا له ما يفضله، ومن ثم تسمح بانتصار العادات الغذائية السيئة. بدلًا من اعتبار الطفل غير مطيع، نرى أن عرض الاستقلالية هذا أثناء وجبات الطعام أمر مناسب تمامًا للمرحلة العمرية. سيفرق طفلك بين الأطعمة بناء على الصفات التصنيفية التي تعرَّف عليها مؤخرًا، مثل الطعم والقوام والتقديم ومدى الألفة مع الطعام. اجعل تركيزك منصبًا على حث سلوكيات الطعام الصحي في طفلك دون ضغط، واستمتع بالوقت الذي تقضيانه معًا أثناء الوجبات بدلًا من التركيز على ما يأكله طفلك.

لا يعني التكيف مع تفضيلات طفلك أن عليك تناول أصابع الدجاج المقرمشة (تشيكن تندرز) كل ليلة. إذا كنت تقدم طعاما تايلنديًا حارًا، فكر في إعداد طبق أقل حرارة لأجل أطفالك. يمكن أن تكون الوجبات التي تسمح للأطفال في هذه المرحلة بخدمة أنفسهم فكرةً جيدةً أيضًا حتى يصبح بإمكانهم التفاوض في كم وطبيعة الطعام (على سبيل المثال، لا تضع الصلصة مقدمًا).

وحتى لو رفض الطعام في المرة الأولى، حاول مجددًا ومجددًا (دون ضغط). قد يتطلب الأمر عرض الطعام الجديد على الطفل من 10 إلى 15 مرة ليتقبله. من الأسهل جعل الطفل يتذوق الطعام الجديد بدلًا من تناوله، لذا ابدأ بتقديم كميات صغيرة. قد يساعد استخدام الجوائز مثل الملصقات في تحسين قبول طفلك للطعام الجديد وجعل العرض المتكرر لهذا الطعام أمرًا مسليًا. امدح طفلك لتجربته طعاما جديدا، ولكن كن حياديًا إن اختار ألا يأكله.


يُظهر البحث أن الأطفال الذين يشاركون في إعداد الوجبات لديهم سلوك أكثر إيجابية تجاه الطعام، وعلى الأرجح، فإنهم نتيجةً لذلك يتناولون الطعام الذي ساعدوا في إعداده. بمنح لقب "طباخ الصلصة" لطفلك، فإنك تساعد في زيادة استهلاكه للطعام الصحي على المدى القصير، وتعلميه عادات صحية تدوم معه مدى الحياة. حين تسمح لطفلك بتنمية ذوقه وتفضيلاته واستمتاعه بالأطعمة الصحية، تكون وجبات الطعام مع العائلة أكثر متعة على المدى القريب، وسيتحسن نظام طفلك الغذائي على المدى الطويل.
________________________________________________
مترجم عن: ذا كونفرزيشن