شعار قسم ميدان

سيرة ذاتية قصيرة جدا لإيفانكا ترمب

midan - ivanka trump
مقدمة المترجمة
نجم جديد لاح مع تولي ترمب عرش الولايات المتحدة، هو ابنته إيفانكا، فماذا تخبئ تلك الابتسامة الخلابة والمسيرة الناجحة والأعمال المربحة؟ وهل تصعد إيفانكا ترمب خلف ظل أبيها أم أنه هو من يعتمد عليها؟

 

نص التقرير
إنها عشية السابع والعشرين من (يونيو/حزيران) 1988، موعد نزال الملاكمين تايسون وسبينك، حيث يحتشد 22 ألف شخص في قاعة أتلانتيك سيتي. جاك نيكلسون، وارن بيتي، أوبرا وينفري، مادونا، كل المشاهير الكبار هناك، وسيكون معهم في الحدث ذاته شخص آخر، إنها إيفانكا ترمب الصغيرة ذات الست سنوات، بشريطة على شعرها تجلس في مقعد في الصف الأول. فلماذا قد يجلب أحدهم فتاة صغيرة إلى نزال ملاكمة؟ 

 
هي الطفولة التي نجمت عن عادات وخبرات لا يعدها معظم الأميركيين مفيدة  لطفل صغير، رغم أنها في نهاية المطاف ساعدت بعمق على إفادتها وبطريقة غريبة، وهي أربع سنوات قبل تأسيس مجلة "MS" حركة "اصطحاب فتياتنا للعمل" النسوية. لكن سيظل لآل ترمب السبق الكبير وإيفانكا الآن في خضم الثورة ذكراها القوية لتلك الليلة مذكورة في كتابها الصادر عام 2009 "ورقة ترمب".

  

شوهدت ماليا أوباما تظهر نظرات السأم والاعتراض أمام والدها في بعض الأحيان، وكانت جولي نيكسون تبدو كأكثر الناس بؤسا في العالم مقارنة بإيفانكا ترمب
شوهدت ماليا أوباما تظهر نظرات السأم والاعتراض أمام والدها في بعض الأحيان، وكانت جولي نيكسون تبدو كأكثر الناس بؤسا في العالم مقارنة بإيفانكا ترمب
  

المتصارعون يخرجون من زواياهم، يرن الجرس، وبعد 90 ثانية يهوي سبينكس ساقطا على الأرض ويبدأ الحكم في العد: "ثمانية! تسعة!"، وبذلك انتهت أكبر مباراة منذ مباراة الضربة القاضية الشهيرة في مانيلا قبل أن تبدأ. وقد شهد الحشد حدثا تاريخيا، ولكن في ذلك الوقت اشتعلت المشاعر في القاعة من فرط الغضب، 22 ألف شخص يشعرون أنهم قد خدعوا وحرموا من ليلة ترفيهية وعنف محتمل (البعض -بما في ذلك أولئك الذين وضعوا رهانهم على سبينكس- شعروا أن المباراة كانت ذات نتيجة مخططة مسبقا)، فهل ستحدث حركة شغب؟

 

تقول إيفانكا: "قفز والدي إلى الحلبة، كان يرتدي حُلة كلاسيكية مذهلة، مظهر مناسب للثمانينيات حقا. أتذكر أنه كان شجاعا للغاية، وواثقا للغاية، وله جاذبية شديدة، في محاولة  منه للسيطرة على المشهد، لم أكن سوى فتاة صغيرة، لكنني كنت مندهشة، وأتصور أنه كان مشهدا مخيفا، لكنني لم أشعر بالخوف لأن والدي كان هناك يملك زمام الأمور".

 

أذكر كل شيء، الحشود التي تشعر أنها خُدِعت، ويقين ترمب أن العدد الكبير من الناس الغاضبين يمثل فرصة يمكن الاستفادة منها فقط في يد النوع الصحيح من الزعماء، والبذاءة المعتادة في المصارعات الكبيرة، والتيار الخفي من المقامرة والأموال تنجرف بهدوء لاتجاهات مغايرة. ولكن ما أذكره بوضوح أكثر، هناك  أسفل  المظلة، على رأسها شريط الشعر وترتدي فستانها تلك الفتاة الصغيرة التي تعتقد أن والدها هو أعظم رجل عاش على الإطلاق. ليس غريبا لطفلة ذات 6 سنوات أن ترى والدها مثال الرجل الحقيقي، أما ما هو غير عادي هو أن تبقى تلك المشاعر حتى مرحلة المراهقة وسن الرشد ومرحلة الاستقلال وبداية الحياة الزوجية والأسرية.

 

فقد شوهدت ماليا أوباما تظهر نظرات السأم والاعتراض أمام والدها في بعض الأحيان، وكانت تشيلسي كلينتون تبدو مستاءة جدا بالنسبة لفتاة بعمر 18 عاما عندما تسير بجانب والديها عبر حديقة البيت الأبيض إلى الطائرة، وكانت جولي نيكسون تبدو كأكثر الناس بؤسا في العالم مقارنة بإيفانكا ترمب.

  undefined  

ما لدينا هنا في الابنة البكر المحاصَرة التي تشعر بالمرارة على الدوام، هي فتاة عقدت اتفاقا مع نفسها منذ فترة طويلة أنها لن تفقد أبدا ومطلقا اهتمام والدها، فبعد طلاق والديها حرصت إيفانكا على إبقاء والدها مرتبطا بشكل كامل بها، والآن ما زالت المرأة الوحيدة في العالم التي لم يفلت دونالد ترمب ببطء من حبها، وحتى الآن أسفر الاتفاق عن نتائج مذهلة: مهن ناجحة جدا في مجال عرض الأزياء والتلفزيون، والبناء، وإدارة الفنادق، والموضة، كلها مكافآت ثرية لكونها طفلة والدها المفضلة، شخصه المفضل على الإطلاق. والآن فقط -من خلال موضعة نفسها في قلب حملته الرئاسية العنيفة- بدت تكلفة هذا التفاني المطلق أعلى من مكافآته المحتملة.

 

وضعت إيفانكا ترمب كل رهاناتها على نجاح والدها كما هي دائما، ولكن مثل مايكل سبينكس في عام 1988، فهذه المرة تقود هي زمام الأمور بنفسها، وتعمل إيفانكا ترمب في تمكين المرأة، لكنها بكل فخر جزء من الإدارة التي تريد سحب تمويل الأبوة المخطط لها. أصدرت كتابا جديدا يسمى "النساء اللواتي يعملن" دون الحصول على موافقة من النساء الملهمات اللاتي نقلت عنهن، لذلك تلقت الإهانات الغنية لبعضهن -من جين غودال إلى ريشما سوجاني- باعتبارها رأي كل منهن في أجندة ترمب. وقدمت ترنيمة لا نهاية لها من الثناء على الرجل الذي أعاد -بمفرده- إحياء ووحد حتى أكثر الفصائل المهمشة سابقا للحركات النسوية المشتركة في كراهيته، إنها الحيل القديمة ذاتها -ابتسامة ساحرة، وحساب إنستغرام المذهل، والبرامج التلفزيونية الأبرز- تفشل في الجذب هذه المرة.

 

فمانهاتن -مدينة ولادتها- صوتت ضد والدها بمعدل تسعة إلى واحد، وواشنطن -منزلها الجديد- رفضته بمعدل 23 إلى واحد، وقد أبدلت مخزونا عميقا من حسن النية بانفجار يتعاقب يوميا من السخرية والكراهية، فقد كانت تحظى باحترام وحتى حب في الدوائر التي سافرت فيها قبل الحملة، ولكن منذ فترة طويلة اتخذت قرارا، وهو أنها سوف تجعل مهمتها هي "الحفاظ على اسم العائلة وحماية سمعتها".

 

إنها مثل جيري ماجوير، كل يوم تمر "بحصار يبلع الكبرياء"، وهي كذلك مثل جين دارك في مخيلتها الخاصة: "أنا لست خائفة، لقد ولدت للقيام بذلك". وهكذا، في هذه اللحظة، ترتعش إيفانكا ترمب على شفا هويتين متصلتين ومتميزتين في الوقت ذاته. فمن ناحية، تعبر بسرعة الحدود التي تفصل الشهرة البسيطة عن الشهرة التي بلا حدود، وهي على وشك أن تصبح من مشاهير نمط الحياة الدوليين، وهو أمر لم نشاهده منذ أيام الأميرة ديانا.

  undefined

 

وهي تنشر بانتظام تفاصيل مبهرة لحياتها المنتقاة بعناية (منتقاة ومتصلة كلمتان تهتم بذكرهما كثيرا)، وأطفالها الظرفاء وزوجها الجذاب، في عرض للمنازل الجميلة التي يقضون فيها وقتهم. وهي دائما في اجتماعات مع رؤساء ولايات وغيرهم من كبار الشخصيات، أحيانا يكون ذلك في البيت الأبيض، وأحيانا في نادي مارالاغو، حيث ينظر القادمون الجدد إليه حولهم في رهبة، وتسترخي هي في قصر طفولتها جالسة على طاولة الطعام الطويلة وعليها السكاكين والشوك ذات اليد الذهبية وأغطية المائدة المطرزة، بينما في مكان ما في الظلام خارجا، ينساب الماء الدافئ على الشاطئ الأبيض الممتلئ بقصور الرمل.

 

وتعد إيفانكا لملايين من النساء الصينيات الشابات آلهة، ومن ناحية أخرى أصبحت شيئا لم تكنه أبدا في حياتها، فقد أصبحت حقا وبعمق مكروهة بشدة، فالجلوس في قصر عائلي مع الشوك ذهبية اليد بينما يقترح والدك تخفيضات لبرنامج غذائي للنساء والرضع والأطفال يعد في أحسن الأحوال رسالة معقدة للغاية. فهناك كونها ابنة محظوظة ودؤوب للملياردير التي تبذل قصارى جهدها لزيادة حيازات الأسرة، وهناك أن تكون الشخص الذي يعمل على انتزاع من يد الفقراء بعض الأشياء القليلة التي يملكون، وبالتالي فتحت عليها شلالات الصحافة المنتقدة التي تجرحها وتسبب لها الغضب.

 

سجينة الطفولة
"لقد انفصلا عن بعضهما البعض" كذلك كتبت إيفانكا ترمب بحزن عن والديها في كتاب "ورقة ترمب". كان العنوان العريض في نيويورك بوست "أفضل علاقة جنسية حصلت عليها على الإطلاق" فوق صورة لدونالد ترمب على وجهه علامات الرضا الشديد، وبدا الأمر منطقيا، ولكن عندما تفتح الصحيفة تكتشف أنه كان في الواقع مارلا مابلز هي التي أفصحت بهذا الادعاء المذهل، وستعرف على الفور أن هذه المرأة لا تمزح. كان الطلاق واضحا وعنيفا، اتهمت إيفانا دونالد بالاغتصاب الزوجي وأخذت الأطفال إلى مارالاغو للهروب من هجوم الصحافة (من  المفترض)، وطالبت بملكية القصر الذي أحبته جدا، ولكن لم تتمكن مارلا من إبقاء فمها مغلقا وقالت: "هو الآن يسمي منزل الشاطئ خاصته "مارلا" لاجو".

 
قبل خطة الهروب في فلوريدا، سارت إيفانكا البالغة من العمر 9 سنوات بجانب إحدى أكشاك الصحف، وشاهدت العنوان المحبط "الحب يتهشم على الصخور" فوق صورة لأبويها: "هناك، لكي يراها العالم كله… كان الأمر مدمرا، مسيئا ومهينا أن أرى أمرا خاصا يعرض بكثافة للعلن". لم تعد قادرة على الذهاب إلى المدرسة لأن الصحفيين كانوا معسكرين على طول طرقها المعتادة، وسألها أحدهم عما إذا كانت ادعاءات مارلا صحيحة، وسألها آخر مع من ستعيش بعد الطلاق.

 

دائما كان دونالد ترمب وإيفانكا يرتفعان معا ويسموان في الهواء الرقيق لتفاهمهما الخاص، وعلاقتهما الجيدة والمتفهمة
دائما كان دونالد ترمب وإيفانكا يرتفعان معا ويسموان في الهواء الرقيق لتفاهمهما الخاص، وعلاقتهما الجيدة والمتفهمة
 

توقف شقيقها دونالد الابن عن التحدث مع والدها لمدة عام، وكان كل شيء في حالة خراب، وهكذا فعلت إيفانكا شيئا يفعله العديد من الأطفال الصغار ممن يمرون بتجارب الطلاق القبيح، فقد أعادت كتابة وقائع الأحداث في عقلها وحولت الذكريات القاسية إلى قصة جميلة. أصبحت مثالا للشخص المتفائل في صفها الخامس وتقول: كان الطلاق أمرا جيدا لأنه "جعلني أقرب إلى والدي"، وجعلها تدرك أنه "لم يعد بإمكاني أن أعتبره أمرا مفروغا منه". فبعد أن انفصل والداها، "كنت أذهب  لرؤيته كل صباح قبل المدرسة، كما بدأت المرور بمكتبه في طريقي إلى البيت بعد الظهر، فقط لألقي التحية، بلا تعجل للعودة إلى ما كنت أفعل لأن لا شيء كان بأهمية أبي".

 
وفي المدرسة، كانت تختبئ في خزانة عامل النظافة للاتصال بمكتب والدها، وكان هو دائما ما يرد على المكالمة أيا من كان معه في المكتب -سواء كان أحد المشاهير، أم  بائع، أم مراسل، أم سياسي-، كان يضع المكالمة على وضع مكبر الصوت فخورا بتفاني هذه الطفلة الجميلة، وكانت تجلس في غرفة نومها في برج ترمب وتحفظ أسماء جميع المباني السكنية المهمة (سان ريمو، وماجستيك، إلدورادو، داكوتا) والذين عاشوا فيها وما دفعوه.

 

وكانت الأسماء متعة لها، وسيلة لإثبات حبها لأبيها الذي أحب العقارات، وحكت لنفسها قصة اجتماع والديها كما لو كانت الحدث الرومانسي الأعظم، فعندما رأى دونالد ترمب مجموعة من العارضات -بما في ذلك إيفانا زيلنيكوفا البالغة من العمر 27 عاما- تبحثن عن طاولة في كازينو ماكسويل بالم، فأشار إليهن للجلوس معه وهي دلالة على "حسه الكلاسيكي النبيل"، وكان لقاء "مصادفة من قصص الخيال" ويبدو أن الالتقاء بعارضات أزياء في كازينو ماكسويل بالم وجمعهن حولك على الطاولة في السبعينيات لم يكن"صدفة من قصص الخيال"، بل على الأحرى خطة محكمة، بيد أن الفتيات الصغيرات يحببن أن يحلمن حول الطريقة التي التقى بها والديهم، وهذا هو حلم إيفانكا، فهما الزوجان المثاليان اللذان انفصلا للتو ومع ذلك ازدادت الرابطة الأسرية تماسكا بسبب ذلك.

  

مرت السنوات وتزوج والدها في نهاية الأمر مارلا المحطمة وجالبة السحر الأسود، ومرت السنوات (ومثل الزوجة التي تتحمل وتسكت عن علاقة عابرة لزوجها) لم تبد إيفانكا أبدا أي شكوى أو اتهام، بل انتظرت بصبر وانتصرت. وذات مرة خلال زواجه الثاني قصير المدى، جلس الأب والابنة معا في طائرته الخاصة على مدرج نيويورك على استعداد للإقلاع إلى فلوريدا، ولكن مارلا مابلز لم تكن موجودة معهما، وشاهد الاثنان سيارتها تهتز على المدرج، وظهرت مارلا منها "محمومة ومرتبكة تماما" تركض باتجاه الطائرة لتلحق بها، وفي تلك اللحظة تماما أعطى دونالد الطيار الأمر بالإقلاع، وارتفعت الطائرة عاليا فوق المرأة اليائسة التي تتلاشى على المدرج. وكانت هذه هي الحياة، ففي النهاية دائما دونالد وإيفانكا ما يرتفعان معا ويسموان في الهواء الرقيق لتفاهمهما الخاص.
 

 الغرابة
دائما تسرع إيفانكا بالثناء على ذكورية والدها بطريقة لا ترتبط عادة مع الابنة وأبيها، وقد أشادت بـ
دائما تسرع إيفانكا بالثناء على ذكورية والدها بطريقة لا ترتبط عادة مع الابنة وأبيها، وقد أشادت بـ "قوته" و"قدرته على التحمل"، واصفة أسلوبه الشخصي "بالجريء والراقي والمقدام"
    
دعونا الآن ننظر إلى التهمة الجنسية التي يبدو أنها موجودة عن دونالد وابنته، والتي أفزعتنا على مدار عقد ويزيد، ولنكون أكثر تحديدا هي تهمة من اتجاه واحد، فالرجل العجوز الفاحش يتفوه بالتعليقات الجنسية عن ابنته في حين أنها تتغاضى عنها باعتبارها جزءا من شخصية والدها. في مرحلة معينة قررت النساء اللائي عملن في مكاتبهن أنهن نلن كفايتهن من التعليقات الجنسية التي لا تنتهي من الزملاء، فتغير العالم، ولكن لا، ليس الأمر كذلك لإيفانكا، فهي تبتسم فقط عندما يقول والدها للمحاورة ويندي ويليامز في مقابلة عام 2013 أن الشيء المشترك بينه وبين ابنته هو "الجنس".

  

دونالد ترمب هو رجل غير قادر على الكناية أو التعبير المخفف، وهو ما يتطلبه الهوس المحلي بالرومانسية العائلية في أميركا، فهي بلد تحتفل برقصات الأب وابنته، وتنتشر بها صيحة "ليلة الابنة مع الأب خارجا"، وتوقع أن يقدم والد العروس أداء نابعا من حزنه الرقيق من فقدان  فتاته الحبيبة. ينطوي كل ذلك على مشاعر متعمقة جدا، ولكن دونالد ترمب غير قادر على التحكم في نفسه، لذا نجدنا نراه يتحدث عن جسد ابنته مع المحاور هوارد ستيرن، بل إنه أخبر المضيف أنه لا بأس أن يطلق على ابنته وصفا غير لائق.

 

ولم تتحدث إيفانكا أبدا ونهائيا عن والدها بهذه الطريقة، لكنها تسرع بالثناء على ذكوريته بطريقة لا ترتبط عادة مع الابنة وأبيها، وقد أشادت بـ "قوته" و"قدرته على التحمل"، واصفة أسلوبه الشخصي "بالجريء والراقي والمقدام"، ودافعت عن شخصيته "الرائدة والحيوية والرائعة"، وعندما أطلق العنان للصواريخ على سوريا شعرت إيفانكا "بالفخر" .

 

لا يرى الرئيس الأميركي ابنته من الناحية الجنسية فحسب بطبيعة الحال، بل إن لديه احتراما حقيقيا وفخرا لذكائها ومهارتها التجارية، وقدرتها على نحو سلس الاندماج مع الناس من جميع الطبقات الاجتماعية في المسيرات والاجتماعات وقصور فاحشي الثراء، وقد ظهر أبناؤه الاثنين الفتيان في النهاية في برنامج  "ذا ابرينتس" ولكن من يذكرهم؟ فأعظم نعم الله على هذين الشابين هي قدرتهما على الاندماج في الحشود، وظهورهما باعتبارهما راكبين متكررين يحاولان فقط ارتياد درجة سفر أعلى.

 

undefined  

إنها إيفانكا التي تعلق في الذاكرة بصوتها المنخفض الجذاب وسرور والدها بها، هي من سينصت لها دائما، هي من تستند أفكارها دائما في التعليم العاطفي من تنشئتها الخاصة. ولكن الغرابة الحقيقية تكمن في طبيعة الرابطة التي لا يمكن اختراقها، فبينها وبين أبيها علاقة أكثر حيوية من أن تكون زوجية وأكثر متانة من أن تكون علاقة غير لائقة على الرغم مما يتفوه به كثيرا.

 

بجوار والدها تعتبر إيفانكا نوعا من العلامات التجارية الفاخرة، مع مساحيق التجميل الباهتة وشعرها الذهبي الأنيق، وبملابسها الباهظة الثمن، ومجوهراتها المتقنة، وطريقة حديثها المنتقاة والدقيقة. يخطئ والدها ويتلعثم في محاولة للعثور على الكلمة الصحيحة ثم يستسلم قائلا: "جاريد رائع، إنه… إنه… جاريد رائع!"  بينما تتوقف ابنته للحظات تبحث عن كلمة في معجمها الخاص وتأتي بكلمة محسنة قليلا من الكلمة المرادة، فهي لا تقول أبدا "أعلم" أمرا ما، بل "أدرك" أمرا ما، ولا شيء "غير عادي"، بل "فريد من نوعه". تخيل كيف سيكون مثيرا للإعجاب هذا الاطلاع الواسع على الكلمات الكبرى الذي تراه إن كنت أنت لا تسطيع إيجاد كلمة بنفسك، بالنسبة له هي أشبه بالمعجزة.

 

كلاهما ضروري للآخر، ميلانيا تبقى في نيويورك في انتظار إنهاء ابنها لسنته الدراسية، بينما نقلت إيفانكا جميع أطفالها الثلاثة، وألحقت أكبرهم بروضة أطفال جديدة بمجرد وصول والدها إلى واشنطن. ما الهدف من الفوز بهذه "الفرصة" الهائلة إذا لم تكن إيفانكا موجودة لتشهدها وتستفيد منها؟ في بعض الأحيان يبدو أنها ليست ضرورية لفكرته عن كونه رئيسا فحسب، بل في بعض الأحيان يبدو أنها الهدف من كونه رئيسا بالأساس.
 

الصخب الشديد
ولدت إيفانكا ترمب غنية، ومرت بمرحلة بينية كانت فيها ابنة رجل ذي ديون فلكية، ولكنها أصبحت وريثة مرة أخرى، ثم تزوجت رجلا غنيا بثروة أسرية، لكنها لم تكن يوما متكاسلة بلا عمل. فمنذ أن مد جدها يده بالدولار الفضي أمامها ثم انتزعها بعيدا حتى وجدت طريقة لكسبها، عملت وعملت وعملت. عندما بدأت في كسب المال عن طريق عرض الأزياء في الثانوية قالت والدتها إنه إذا أرادت السفر بجانبها في الدرجة الأولى فعليها أن تدفع ثمن الزيادة، وعندما أرادت فتح كشك بيع عصير الليمون كان عليها أن تسدد للمنزل ثمن المكونات قبل أخذ أي أرباح.

  undefined

 

في قصر غرينتش العائلي ساعدت إخوتها على تنفيذ مقلب في زملائهم، ودفنت رؤوس أسهم هندية زائفة وتظاهروا باكتشافهم، وباعوهم لهم بخمسة دولارات للواحدة. وهي ابنة امرأة نشأت في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية وولدت من جديد في الرأسمالية الأميركية، وخلال فترة الثمانينيات كانت نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة ترمب، وعادت إيفانا إلى موقع البناء في وسط المدينة بعد 48 ساعة من الولادة (تعنف الجميع وتحفز على العمل كما يذكر عامل في المشروع بعد سنوات). وإيفانكا هي أيضا ابنة رجل متأثر بعمق بتعاليم نورمان فنسنت بيل، خصيصا تلك التي في كتابه "السر"، وقد أكدت إيفانكا دائما أنه -نتيجة لهذه القيم- ستتمكن من التفوق في العمل على أي شخص في أي مشروع.

 

هذه هي الأشياء التي عرفت إعجاب والدها بها: الكد في العمل، والتمثيل الجيد والشكل المثالي، والدرجات الممتازة في المدارس الرفيعة، والصلابة العقلية والعاطفية. أما بالنسبة للنساء، فقد فضل أيضا قيادة مدرسة للسلوك، فبعد أول وجبة غداء مع بولا وايت شعرت فجأة بأنها مضطرة لاتخاذ دورة في "الإتيكيت". أظهرت إيفانكا كل ما سبق، وفوق كل شيء أظهرت العمل الكادح، فقد تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف في وارتون، وبصفتها سيدة أعمال شابة لم تعرف بالإفراط في الاحتفال بل بأخلاقياتها في العمل.

 

عندما جلب دونالد ترمب شرائح اللحم، والمياه المعبأة في زجاجات، والنبيذ وكل شيء يحمل اسم ترمب لحدث في حملة العام الماضي، أوضح أمرا ما، وهو أنه لا يعتبر التطلعات الرئاسية متعارضة مع التسويق للسلع الاستهلاكية. وبالمثل، لم تجد إيفانكا حاجة لوقف بيع الأحذية وحقائب اليد والملابس التي تحمل اسمها لمجرد أنها تعمل الآن في البيت الأبيض. كان الأمر ليصبح سخيفا إن أغلقت علامتها التجارية الصغيرة نسبيا حتى انتهاء مهامها الحكومية، إذ يعمل في الشركة 20 موظفا فقط، ولن يتضرر الكثير من الناس، ولكن آل ترمب لا يتراجعون أبدا، هم دائما يتاجرون ويستغلون أي فرصة ممكنة.

 

لإدراك الطرق التي بها تمتثل بالكامل لمعايير السلوك الأخلاقي التي أنشأها مكتب أخلاقيات الحكومة ليست كثيرة ليخذلها السقف المنخفض الذي وضعه مكتب أخلاقيات الحكومة بقدر إدراك عدم استعداد آل ترمب لارتداء هذه الحلة للالتزام. كيف يمكن لموظفي الخدمة المدنية أن يتصوروا أن موظفا فدراليا مشهورا بشكل كبير بمكتب خاص بالبيت الأبيض وإمكانية الوصول إلى الرئيس قد ترغب في مواصلة الاستفادة من بيع الأقراط والصنادل وحمالات الصدر الرياضية؟ لم يتوقع المغفلون هذا أبدا.

  

إيفانكا سريعة التعلم، ساعية للمثالية، وشخص يكره أن يُفاجأ في العلن بشيء لا يعرفه، يمكنك النجاح في أي مهنة بهذه الطريقة من خلال سد أي ثغرات بدروس مكثفة بعيدا عن أنظار زملائك حتى تعرف أخيرا ما تعرف
إيفانكا سريعة التعلم، ساعية للمثالية، وشخص يكره أن يُفاجأ في العلن بشيء لا يعرفه، يمكنك النجاح في أي مهنة بهذه الطريقة من خلال سد أي ثغرات بدروس مكثفة بعيدا عن أنظار زملائك حتى تعرف أخيرا ما تعرف
  

ترتدي إيفانكا بانتظام منتجات من علامتها التجارية أو تحملها معها أينما تكون، بينما تقوم بواجباتها الرسمية: فستان "فيت أن فلير" لعمل نهاري في البيت الأبيض، حقيبة كوكتيل مارا في لتناول العشاء مع رئيس الوزراء الياباني. فالصور تسافر في جميع أنحاء العالم، وتحدد وسائل الإعلام المنتجات بسرعة وأحيانا توفر روابط للشراء على الإنترنت.

 

سيكون عنوان كتابها الجديد "المرأة العاملة" مألوفا جدا لزبائن علامتها التجارية لفترة طويلة، فقد كانت تلك العبارة نتيجة لمشروع تسويق مكثف، وكانت هي الفكرة المحركة وراء العلامة التجارية، وعرض الموقع محتوى يتعلق بهذه العبارة التي تقول إيفانكا -في مبالغة مقبولة- أنها أصبحت "حركة" وهي على ما يبدو استجابة لحركة شيريل ساندبرج عن النساء والعمل والقدرة على القيادة. ما توفره إيفانكا ليست معلومات جديدة عن المرأة والعمل، بل مجموعة من البضائع مصممة بذكاء لمرافقة هذا المفهوم، فمن خلال عدم متابعة فكرة كبيرة بآثار التسويق الواضحة ارتكبت ساندبرج خطيئة "ترمبية" عظمى وتركت مصدر مال يفلت من يدها.

  

المبتدئة
عندما تخرجت إيفانكا من الكلية وذهبت لفترة وجيزة للعمل في شركات "فوريست سيتي"، كانت متوترة جدا من التأخير في اليوم الأول لدرجة أنها وصلت قبل ساعتين من بدء العمل، وشمل أول مشروع لها إنشاء مركز للتسوق، لذلك التحقت في دروس ليلية عن الهندسة في جامعة نيويورك، ونشاطها الليلي المفضل هو تفقد رسائل البريد الإلكتروني الخاص بها.

 
إنها سريعة التعلم، ساعية للمثالية، وشخص يكره أن يُفاجأ في العلن بشيء لا يعرفه، يمكنك النجاح في أي مهنة بهذه الطريقة من خلال سد أي ثغرات بدروس مكثفة بعيدا عن أنظار زملائك والتظاهر في الباقي حتى تعرف أخيرا ما تعرف. ولكن المهارات التي تعلمتها في عالم الأعمال -وهي أن كل شيء قابل التفاوض وأن كل شخص لديه سعر ما- لا تنطبق دائما في واشنطن. وفقا للتقليد العائلي أعطى ترمب طفلته وظيفة ضخمة مُفترِضا أنه بإمكانها -بفضل ذكائها، ومثابرتها وتميز آل ترمب المعتاد- التفوق بسرعة في ذلك، ولكن مهمتها الحالية، التي تبدو أنها موازنة سياساته المختلفة المناهضة للمرأة مع آمال وتطلعات الملايين من النساء الحقيقيات -العديد منهن غاضبات للغاية- هي مهمة محكوم عليها بالفشل.

   undefined  

تمكين المرأة ولكن دعم الرجل الذي يريد حرمان الملايين منهن ليس فقط من الإجهاض ولكن كذلك من وسائل منع الحمل؟ حسنا يمكننا أن نتمنى لها حظا سعيدا في ذلك! ومع ذلك، دعت إيفانكا بكل شجاعة سيسيل ريتشاردز، الرئيسة القوية لاتحاد الأبوة المخطط لها إلى اجتماع خاص، وكانت إيفانكا قد وصلت إلى حل رائع لمعارضة الإدارة للأبوة المخطط لها التي معظمها معارضة 3% من خدماتها كالإجهاض (لا يمول بالدولار الاتحادي كما هو قائم).

 

ما يمكن أن تفعله هيئة الأبوة المخططة هو فتح عيادات إجهاض منفصلة، ​​وربما تحمل اسما جديدا تجاور عياداتها القائمة، وذلك وفقا لشخص على دراية بتفكير إيفانكا حول هذه المسألة. ويمكن تمويل مرافق الإجهاض الجديدة والمنفصلة بأموال خاصة، والعيادات الرئيسة بـ 500 مليون دولار من الأموال الاتحادية التي هي حاليا محل الخلاف. ألم يوجد أحد في الأنحاء ليخبر إيفانكا أن العدو الذي لا يريده أن يصنعه أي ناشط تمكين المرأة هو سيسيل ريتشاردز؟ لا أحد ليقول لها أن الأبوة المخطط لها بإمكانها فقط التخلي عن خدمات الإجهاض إذا ما حدثت معجزة وبدأت يوما ما في تجارة السيارات؟  قالت ريتشاردز لمجلة كوزموبوليتان: "إنها تتولى قضايا المرأة وللأشهر الثلاثة الأولى من هذه الإدارة، شهدت النساء هجوما لا هوادة فيه على كل حق أساسي حققناه، وخاصة ما حققنا على مدى السنوات الثماني الماضية من الحصول على المساواة والوصول للرعاية الصحية".

 
كون إيفانكا تحسب أن المشكلة الشديدة العميقة والسياسية للإجهاض والأبوة المخططة يمكن حلها ببساطة مع قدر من المكر بإعادة التسمية يعطينا لمحة عن كونها تعاني في واشنطن، ولماذا ليس من المرجح أن تتحسن الأحوال بالنسبة لها في أي وقت قريب. إنه -في مكتبها بالبيت الأبيض كما هو الحال في الجناح الغربي- وقت الهواة، فهي تقول إنها تقوم بإنشاء صندوق خيري يهدف إلى التماس تبرعات من الشركات والبلدان باسم تمكين المرأة في مجال تنظيم المشاريع، وهو أمر محفوف بتضارب المصالح المحتمل مع مؤسسة  كلينتون، ولكنها تفعل ذلك في حين لا تزال تعمل في البيت الأبيض.

 

وأعلنت أن جزءا من عائدات كتابها -يصل إلى 200.000 دولار- سوف تذهب إلى الأعمال الخيرية، مما يدفع الجميع إلى التساؤل من سيحصل على بقية المال من الكتاب الذي لا توفر له الدعاية رسميا ولكنها تسلط عليه الضوء باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي. وهي تخبر الناس باستمرار أنها لا تزال "تتعلم" كيف تعمل الأمور في واشنطن، ولكن هذا ليس مادة في الصف السابع، إنه الجناح الغربي للبيت الأبيض، حيث يبدو أن لديها قدرا هائلا من القوة، وحيث  تبدو حماية علامة ترمب التجارية -وإرث والدها، والتي سوف يؤثر بالتأكيد على قيمة علامة ترمب التجارية في العقود المقبلة- بذات الأهمية كما خدمة الأمة.

5. النساء اللائي يعملن
undefined
 
يبلغ عدد النساء اللواتي يكتبن مراجعات الكتب للمنشورات الرئيسة والذين صوتوا لصالح دونالد ترمب صفر، وهكذا فإن كتاب إيفانكا الجديد معترف به حاليا باعتباره جريمة ضد الإنسانية متخذا مكانه في مكان ما بين "بروتوكولات حكماء صهيون" و"المرأة الكاملة".

   

مع ذلك، إن لم يسلك طريق السياسة لم يكن الكتاب ليحصل على اهتمام محرري مراجعات وتقييمات الكتب، وكان ليجد جمهوره الحقيقي عن طريق مداهمات وسائل الإعلام من قبل المؤلفة الطموحة، وكان من الممكن أن تحمله الأمهات الداعمات إلى المنزل لبناتهن المراهقات المهتمات بمجال الأعمال عندما رأينه حسب أن فتياتهن سيعجبن بهذا الكتاب وأنه لن يضرهن وربما يتعلمن الكثير عن العمل في أميركا مما لم يتعلمنه في مكان آخر كمعرفة أن النساء يجب أن يتعلمن أن يفعلن شيئا أكثر احتمالا للرجال القيام به، مثل التفاوض على المرتبات في البداية والعلاوات على طول الطريق، وكيفية القيام بهذه الأشياء.

 

وأيضا التعلم حول إجراء المقابلة وكيفية التعامل مع الأشخاص في العمل، وكيفية تعيين موظفين جدد، وكيفية استخدام الاجتهاد للتفوق على الزملاء. ولكن بالطبع تم نشر"النساء اللواتي يعملن" عندما كانت إيفانكا تخطو لتصبح واحدة من أقوى الناس في عالم أكثر خطورة، وهكذا أخذه المراجعون والنقاد بحماسة مفهومة. انتظر المؤلفون  بفارغ الصبر لحظة نشر الكتاب رسميا  لتخبر مراجعاتهم الحقيقة عن المؤلفة ومعتقداتها على النساء.

 

"كتبت إيفانكا ترمب كتابا مؤلما ولا أحد سيقرأه" كان ذلك عنوان مراجعة على موقع صحيفة نيويوركر، وهكذا أنتجت المعادلة السياسية الأميركية الحالية أنقى تعبير لها، إنه كتاب عن لا شيء  للا أحد، هل هناك أي شيء أكثر إغضابا للنخبة الساحلية من التفاني -بلا نظير- الذي يحمله الكثير من الطبقة المتوسطة من الأميركيين لإدارة ترمب؟ وهم أكثر من سيتضرر من اقتراحات الرئيس.
     

تقدم إيفانكا النسوية باعتبارها أزياء يمكن ارتداؤها، كحاجة استهلاكية ينبغي أن يلبيها رائد أعمال عاقل، وبأن المرأة يمكن أن تفعل أي شيء لأن كل ما تحتاجه هو الموقف الصحيح وحقيبة اليد المناسبة
تقدم إيفانكا النسوية باعتبارها أزياء يمكن ارتداؤها، كحاجة استهلاكية ينبغي أن يلبيها رائد أعمال عاقل، وبأن المرأة يمكن أن تفعل أي شيء لأن كل ما تحتاجه هو الموقف الصحيح وحقيبة اليد المناسبة
  

ما فشلت النخبة في فهمه هو أن بين الرجل العادي وترمب الذهبي هناك نوع من الفهم الكامل، وهو نوع الفهم الذي وصفه جورج أورويل في "الشعب الإنجليزي" فيما يتعلق بالتفاني العميق لعاهلهم الذي أعربت عنه الأحياء الفقيرة في لندن وقت اليوبيل الفضي للملك جورج الخامس: كان من الممكن أن نرى فيه "بقاء أو فكاهة فكرة قديمة تقريبا قِدَم التاريخ، وهي فكرة الملك وعامة الشعب في نوع من التحالف ضد الطبقات العليا".
   

وصفت ديانا بعبارة رائعة صاغها توني بلير صباح اليوم التالي لمقتلها، وهي عبارة "أميرة الشعب". إيفانكا هي أميرة الشعب، ولكن من نوع مختلف، فهي ترتدي أثواب الأزياء الراقية من حيث التكلفة المذهلة، لكنها تبيع الأحذية التي يمكن لصراف البنك تحمل شرائها. مثل العديد من معجبيها -ومثل ديانا- هي ابنة طلاق فوضوي، لكنها وجدت وسيلة لإعادة كتابة هذه القصة غير اللطيفة إلى واحدة من قصص تفاني الابنة لأبيها، تعترف إيفانكا في بعض الأحيان إلى واقع وجود مربيات ماهرات، لكنها تنشر صورا وفيديوهات لها مع أطفالها لتعرف الشعب الأميركي أنها أم واحدة منه.

 
وهي تقدم نوع من نسوية "المشد" التي تعبر فوق الانقسام السياسي والتي يمكن أن توحد حتى مؤيدي الاختيار ومؤيدي الحياة (في أمر الإجهاض) وتقدم النسوية باعتبارها أزياء يمكن ارتداؤها، كحاجة استهلاكية ينبغي أن يلبيها رائد أعمال عاقل، وباعتبارها الاعتقاد بأن المرأة حقا يمكن أن تفعل أي شيء لأن كل ما هو تحتاجه هو الموقف الصحيح وحقيبة اليد العملاقة المناسبة. لعلها لم تجرب أبدا في حياتها زيارة عيادة إجهاض، أو البقاء على الهاتف لساعات لتتشاجر مع شركة تأمين صحي، لم تعش أبدا في شريحة الدخل التي لن يساعدها كثيرا برنامجها المقترح "الائتمان الضريبي لرعاية الطفل" ولا يريد معجبوها أن تتعرض لأي من هذه الأمور، فهم لم يعجبوا بنكرة.

 

كما الأميرات تكرس إيفانكا نفسها لاحتياجات الملك، فهو الملك "لير"، وكل قوة ذكائه قد أفسحت المجال لنفاد صبره ولكن لير مع ابنة واحدة، وعلى عاتقها تقع مهمة الحرص ألا يدمر نفاد صبره المرعب  ليس إمبراطوريتهم المشتركة فحسب، بل العالم بأكمله، إنه يعتمد بشكل غريب عليها الآن وكذلك يفعل.

 

______________________________

التقرير مترجم عن: الرابط التالي

المصدر : الجزيرة