أظهرت دراسة في جامعة ألاباما أن المصافحة المتينة بالأيدي تدل على قلة نسبة الخجل، وقلة القوّة العصبية الغاضبة لدى المرء، مع وفرة الانفتاح على الناس.
إنه ليس شيئًا يرغب المرء في الاعتراف به، لكنه حقيقي. خلال ثوان من مقابلة شخص جديد، يُكوِّن الناسُ انطباعًا سريعًا عن كفاءته وأمانته وجاذبيته. يحدث ذلك خلال تعارف سريع. في الواقع، كشفت مقالة حديثة في مجلة (Psychology Today) عن بحث أجري في جامعة برينستون أظهر أننا نحكم على أمانة الشخص بسرعة قياسية، في غضون 100 مللي ثانية فقط.
يدرس علماء النفس منذ فترة طويلة تأثير الانطباع الأول. وكثيرًا ما كتب قادة الأعمال وتحدثوا عن كيفية جعل الانطباع الأول رائعًا – وذلك بإظهار الثقة، والمصافحة القوية، والتحضير للقاء وإجراء البحث الكافي. ومع ذلك، فإنني أعتقد أن الانطباع الثاني هو أكثر أهمية بكثير من الأول، لهذه الأسباب:
بدايةً، تركز معظم البحوث التي تجرى عن الانطباعات الأولى على الأشياء التي لا نملك الكثير من السيطرة عليها. فقد لا نملك تغيير ملامح الوجه، أو الحضور، أو نبرة الصوت التي يراها علماء النفس ضرورية لترك انطباع أول إيجابي.
لإثبات وجهة نظري، تَفَكرْ في بعض الناس في حياتك الذين تثق فيهم حق الثقة، وتحبهم وتحترمهم. لوك، على سبيل المثال، يتفهم شغفك لإنجاز المشروع، لذا فقد بقي في العمل حتى وقت متأخر للمساعدة. كانت هانا تساندك عندما كانت الأجواء في العمل صعبة. وأجرت كلوديا بحثًا إضافيًا لمحاولة مساعدتك في إيجاد حل لمشكلة ما. هل ترى الرابط المشترك؟ معظم الناس الذين حازوا على إعجابنا لا يمتلكون مظهرًا مميزًا أو طريقة حديث مميزة. بل هم يتصرفون بطريقة معينة. فيفعلون أشياء تبهرنا.
ينطبق الشيء نفسه على الانطباعات الثانية المبهرة – الأفعال أصدق من قسَمات الوجه. فيما يلي بعض النصائح التي تعلمتها والتي يمكن أن تغير طريقة تعاملك مع جميع العلاقات الجديدة.
قبل بضع سنوات ذَكَرَني الرئيسُ التنفيذي السابق لشركة وول مارت، بيل فييلدز، بمدى قوة الإنصات عندما قال لي: "أنت لا تتحدث بما فيه الكفاية. لذا، فأنت تعرف الكثير عنا ولكننا لا نعرف شيئًا عنك". كان بيل مُحقًّا؛ فقد كنت أجمع معلومات عن جميع من في الغرفة – في محاولة لفهم لماذا كانوا هناك، وما الذي أرادوا الخروج به من الاجتماع. خلال انطباعاتك الأولى، يجب أن يكون هدفك هو طرح المزيد من الأسئلة، وتقديم عدد أقل من البيانات، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات للاستعداد للانطباع الثاني.
في حين أظهرت دراسة تركز على مكان العمل أن 79 في المئة من الموظفين الذين استقالوا يشيرون إلى عدم التقدير كعامل رئيسي لاستقالتهم، وتظهر دراسة أخرى أن 83 في المئة من النساء اللواتي يفكرن في الطلاق يشيرون إلى عدم التقدير باعتباره العامل الأساسي. إن الاهتمام الحقيقي بمعرفة طباع الأشخاص الذین نلتقیھم وأهدافهم سيغیر انطباعك عن کل من تقابلهم، وإذا کنت تعبر عن تقدیرك للآخرین، فسوف یغیر ذلك من انطباعھم عنك.
في حين أن الانطباعات الأولى مهمة، فإن الانطباعات الثانية تؤثر بشكل دائم على الأشخاص الذين تلتقون بهم. فاستمع أكثر لتعرف أكثر. وقدم قيمة للآخرين. واهتم بالناس بصدق. ومن فضلك، ذكّرني أن أقص شعري إذا التقينا وجهًا لوجه. مجرد حقيقة أن تَذْكُرَ ذلك سوف تبهرني بلا شك.
_____________________________
المقال مترجم عن: الرابط التالي