شعار قسم ميدان

من الخامسة للتاسعة صباحا.. الوقت الأمثل لتكوين شخصية ناجحة

ميدان - منبه
مقدمة الترجمة

قبل أن تبدأ قراءة هذا المقال، لنكن واضحين: هذا الموضوع ليس موضوعا آخر شبيها بموضوعات تيم فيريس عن إدارة الوقت أو بعض العبارات المبتذلة مثل "الطيور المبكرة تحصل على الطعام". أنا لا أتحدث عن ملء جدولك إلى حافته لجعل نفسك تبدو أكثر انشغالا من الحقيقة، ولكن -من وجهة نظر قيادية- أن تفهم الفرق الحقيقي بين كيف عليك أن تقضي وقتك في المكتب وخارجه.

نص المقال

إذا كان عقلك وعملك يبدآن في الساعة التاسعة صباحا ويغلقان في الخامسة مساء فستكون مجرد موظف آخر، بينما تتكون الفرق الرائعة فعلا من أشخاص قرروا أنهم يريدون أن يكونوا قادة، وليس مجرد موظفين. يتجلى ذلك القرار في أن تصبح قائدا في الخيارات المتميزة التي تتخذها خلال الفترتين من التاسعة إلى الخامسة ومن الخامسة إلى التاسعة.

لقد أخذ الأمر مني أكثر من عشر سنوات من إدارة الأعمال وبنائها لأدرك أن القوة الحقيقية والقدرة على الصمود لدى القائد -ناهيك عن الإبداع والطاقة- تحدث قبل أن يأتي أحد إلى العمل وبعد أن يغادر الجميع. 

undefined

الجميع يعرف كيف هو الحال من التاسعة إلى الخامسة، اجتماعات، ورعاية العملاء، وإدارة العمل، وهذه ليست أعمالا شاقة بالضرورة، بل هو العمل الذي يُتوقّع منك القيام به، وبشكل أساسي هو الحد الأدنى للحفاظ على وظيفتك والمواصلة فيها.

هؤلاء هم الأشخاص الذين يرتدون قميص الفريق ولكنهم موافقون تماما على الجلوس في مقاعد البدلاء. القادة يتوقون إلى اللعب، وليس فقط يتوقون، بل يعملون بأقصى جهدهم لتحقيق ذلك.

من السهل أن تجد نفسك عالقا وسط "التكليفات" عندما تكون قد قررت بالفعل إغلاق عقلك في الخامسة مساء، وهو السبب في أنني أرى أشخاصا مصابين بالإرهاق أو الملل أو التعب خلال نهار العمل. ليس هناك رغبة في التحسن، فقط الكثير من دفع عربة التسوق حتى يحين موعد الخروج.

 

ما بين الساعة التاسعة والخامسة بالنسبة لي ليس هو الوقت المناسب للإبداع أو لعمل أي من المهام التي عليّ إنجازها، بل هو الوقت الذي أمنحه لمساعدة أفراد فريقي في تحدياتهم وزراعة مواهبهم، وهو كذلك وقت مناسب لأكون متاحا لعملائي للرد على أسئلتهم، واستغلال الفرص الجديدة، والمساعدة في الطلبات غير المتوقعة.

في الصباح عندما يكون اليوم في بدايته لا يكون هناك ما يشغل رأسي بشكل سلبي، إنه ذلك الوقت الذي نكون فيه أكثر إنتاجية وإبداعا لأن عقلنا يكون مفتوحا بالكامل
في الصباح عندما يكون اليوم في بدايته لا يكون هناك ما يشغل رأسي بشكل سلبي، إنه ذلك الوقت الذي نكون فيه أكثر إنتاجية وإبداعا لأن عقلنا يكون مفتوحا بالكامل

 
تكمن المؤسسات في الأشخاص الذين يقضون ساعاتهم ما بين التاسعة والخامسة في تحقيق أشياء تخصهم، وهؤلاء غالبا هم المديرون في الوسط، ولكن الوصول إلى القمة يتطلب أن يسأل هؤلاء بالتحديد أنفسهم: "ماذا يمكنني أن أفعل لأساعد في نمو وتطوير فريقي؟"

ونحن نسمي هذا "بالتحضير".

من الخامسة صباحا إلى التاسعة صباحا

في الرابعة والنصف صباحا ينطلق المنبه، آخذ حماما وأتناول الإفطار، ثم أبدأ يومي.

أقرأ كل ما يمكنني قراءته، وأكتب هذه المقالة التي تقرأها، أي أنني أمارس الإبداع العقلي.

في الصباح عندما يكون اليوم في بدايته لا يكون هناك ما يشغل رأسي بشكل سلبي، إنه ذلك الوقت الذي نكون فيه أكثر إنتاجية وإبداعا لأن عقلنا يكون مفتوحا بالكامل.

استغلال هذه الفرصة وهذا الوقت لتنمو كل صباح يؤدي إلى ظهور إشارات واضحة للقادة في مكان عملك. هؤلاء الأشخاص يعملون بجد شديد ليصبحوا الأفضل فيما يفعلونه دون اختصارات أو هراء.

أسهل مؤشر على هؤلاء القادة الناجحين وهؤلاء الذين يقضون حياتهم غير معروفين هو قدرتهم على تمييز ما يجب القيام به بين التاسعة والخامسة وبين الخامسة والتاسعة
أسهل مؤشر على هؤلاء القادة الناجحين وهؤلاء الذين يقضون حياتهم غير معروفين هو قدرتهم على تمييز ما يجب القيام به بين التاسعة والخامسة وبين الخامسة والتاسعة
 
من الخامسة إلى التاسعة مساء

وافق على كل شيء، وكن حاضرا في وقت مبكر، وقدم نفسك للجميع، الأمر بهذه البساطة.

اذهب إلى جميع المؤتمرات، واخرج لتناول الشراب مع أصدقائك في العمل، وانخرط وكن فعالا في المجتمع.

تتعلق الحياة بالأشخاص الذين نعرفهم، وبإمكاني أن أخبرك أنك لن تعرف أحدا إذا لم تخرج وتقابل الناس، لن تعرف أبدا متى ستقابل الأشخاص المناسبين.

أسرعوا، فما يكوّننا خياراتنا.

كل يوم لديك الخيار في أن تستيقظ وتكون جيدا للغاية فيما تفعله، كما أن لديك أيضا الخيار في أن تنجز الحد الأدنى. بخبرتي، أسهل مؤشر على هؤلاء القادة الناجحين وهؤلاء الذين يقضون حياتهم غير معروفين هو قدرتهم على تمييز ما يجب القيام به بين التاسعة والخامسة وبين الخامسة والتاسعة.

 

ربما لا يستطيع العاملون المستقلون أو أصحاب الأعمال المنفردة الربط كثيرا، لأنه لا يوجد فريق لبنائه، ولكن حتى لو كنت جزءا من هذه المجموعات فيجب أن تمارس تلك العادات لتتحاشى بناء فريق غير صحي من الخفافيش. كن مستعدا دوما لما تلقيه الحياة لك.

خلاصة القول، الأمر بهذه البساطة: من التاسعة إلى الخامسة لنمو الفريق، ومن الخامسة إلى التاسعة للنمو الشخصي.

 _______________________________________

مترجم عن: (آي إن سي)

المصدر : الجزيرة