شعار قسم ميدان

النسوية الإلكترونية.. مواقع التواصل وخلق مناخ نسوي جديد

midan - women

أصبح الإنترنت فضاء هاما للنشاط النسوي. فهل نشهد الآن نقلة من الموجة النسوية الثالثة إلى الرابعة؟ فيما يلي بحث أجرته إيلاسيد مونرو حول تاريخ النسوية، وعرض لآثار التطورات المعاصرة المحتملة على السياسات النسوية.

 

في وقت مبكر من العام الحالي، وجدت الصحفية سوزان موور نفسها أمام عاصفة إعلامية ضخمة. وذلك بسبب فقرة كتبتها في المجلة البريطانية نيو ستيتسمان تزعم فيها أن النساء تشعر بالذنب إذا لم تحصل على الجسد المثالي المجاز اجتماعيا. ولا خلاف كبير في أي مما سبق، لكن المشكلة كانت – لسوء الحظ – في توصيفها الطائش لذلك الجسد: لقد شبهت هذا الجسد المثالي بجسد "متحولة جنسيا برازيلية". اعتبر هذا تشبيه مهين لعدد من الأسباب: يفهم منه استحالة النظر إلى المتحولات جنسيا باعتبارهم نساء، إضافة إلى سخرية قاسية من مجتمع المتحولين جنسيا بشكل عام. (استخدمت في هذه المقالة مصطلح "متحول" للإشارة إلى من ينبذهم التقسيم الثنائي التقليدي لنوع الجنس.) حتى أن الإشارة إلى البرازيل كانت مضللة، فهي صاحبة أحد أسوء الأرقام فيما يتعلق بجرائم الكراهية ضد المتحولين جنسيا في العالم. بعد أيام من الواقعة، كتبت صديقتها جولي بورشيل في "ذا أبسيرفير" تزعم اضطرار موور إلى مغادرة موقع تويتر للتواصل الاجتماعي كرها بسبب قطيع من المتحولين جنسيا. كانت هذه الفقرة مهينة حقا ودالة على رهاب من المتحولين جنسيا، ثم علقت على ردة الفعل بمزيد من القسوة قائلة: "إنهم محظوظون أني لم أدعهم بالمخنثين". دفع ذلك لين فيثرستون النائبة عن دائرة "هورنسبي ووود غرين" الانتخابية إلى المطالبة العلنية بإقالتها. وسريعا قامت الجارديان – الصحيفة الأخت لذا أبسيرفر – بحذف المقالة من موقعها الإلكتروني.

 

قد يبدو الأمر مجرد مشاحنة إعلامية أخرى، لكنه يفيد كنافذة على مجموعة كاملة من القضايا ذات الأهمية المركزية عند النسوية المعاصرة. فعندما تقف وسط معركة موور/بورشيل التويترية، ستشعر أن هاتين النسويتين البارزتين بعيدتان كل البعد عن النسوية المعاصرة. لقد انتقد كثيرون من المعلقين الإلكترونيين وصف موور وبورشيل أنفسهما بالنسويتين وكتاباتهما الداعمة لقضايا نسوية في نفس الوقت الذي تستعملان فيه لغة إقصائية كهذه. عادت موور إلى تويتر فيما بعد، ونشرت اعتذارا دقيقا ومدروسا، مستفاد – حسبما قالت – من حوارات مع منتقديها، أما بورشيل فلم تفعل ذلك. إن النسوية المعاصرة تتميز بتعدد أهدافها، ومن السهل الغفلة وسط هذه الأصوات النشاز عن أحد ثوابت هذه الحركة كما هو الوضع حاليا، وأعني بذلك اعتماد الحركة على شبكة الإنترنت.

 

موجات النسوية
  (pexels.com )
  (pexels.com )


مع ازدياد النسوية المعاصرة وضوحا وتشظيا معا، عاد الاهتمام ينصب على موجات النسوية السابقة بصورة كبيرة. في وقت مبكر من هذا العام، أذيع فيلم القناة الرابعة الوثائقي "أسرار سافرجت" بمناسبة الذكرى المئوية لاقتحام إميلي ويلدينغ دافيدسون المأساوي لمضمار خيل إبسوم عام ١٩١٣. يحلل الفيلم الوثائقي لقطة الصدام التاريخية بين دافيدسون وحصان الملك، ليخلص إلى أنها استشهدت بصورة عرضية. إلا أن الفيلم عرض لقطاع عريض من الجمهور أنواع الظلم التي وقعت على النساء في القرن العشرين فيما يخص الحق في التملك والاقتراع. وهذه كانت الموجة النسوية الأولى.

 

مع اكتساب جميع النساء اللاتي تعدى عمرهن الواحد والعشرين حق التصويت عام ١٩٢٨، انتقل اهتمام الحركة النسوية إلى التمييز ضد المرأة في المجتمع. لقد صكت الموجة النسوية الثانية عبارة "الشخصي سياسي" كأداة لتسليط الضوء على ما للتمييز على أساس الجنس والنظام الأبوي من تأثير على جميع جوانب حياة النساء. كما أعلنت نسويات رائدات – مثل بيتي فريدان – بوضوح أن النسوية في موجتها الثانية تهدف إلى تحطيم القوالب النمطية المتعلقة بنوع الجنس (gender)، وبالتالي التأكيد على أهمية النسوية بالنسبة للرجل كأهميتها بالنسبة للمرأة. إلا أن الموجة النسوية الثانية تعاملت مع النساء كمجموعة متجانسة، دون الانتباه إلى الاختلافات العديدة التي تقسم فئة "النساء". ولفت كتاب بيل هووكس "ألست امرأة؟" الانتباه إلى انخفاض قيمة الأنوثة السوداء، وتهميش النساء ذوات البشرة الملونة داخل الحركة النسوية. مما دعم – حسب زعمها – العنصرية والطبقية داخل الحركة، لتقاسي النساء وحدهن مرارة ذلك. كان ذلك الكتاب نقطة محورية في تطور الموجة النسوية الثالثة، بكشفه عن الحاجة إلى حركات نسوية متعددة.

 

لقد تأثرت الموجة النسوية الثالثة بالأبحاث الأكاديمية عن نظرية التشويذ (queer theory). وتفترض النظرية أن النوع والجنسانية فئات سائلة، لا تنطبق بسهولة على الفهم الثنائي للذكر والأنثى. فالفهم المتزايد لهويات مزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا هي إحدى السمات المميزة للموجة الثالثة. وتبرهن حالة موور/بورشيل على أنها عملية مستمرة، فالظهور المتزايد للأشخاص المتحولين داخل النشاط النسوي يدفع إلى زيادة متزامنة في التمييز، يأتي على الأخص من داخل الحركة النسوية الراديكالية. وبصورة أكثر عمومية، نقول إن النقد قد وجه إلى الموجة النسوية الثالثة بسبب اهتمامها بالتحرير الفردي، على عكس مناظرات "الشخصي سياسي" في الموجة الثانية. واهتمام الموجة الثالثة بالسياسة المجهرية (micropolitics) يتماشى مع تحول موثق نحو الفردية في سنوات القرن العشرين الأخيرة، ويزعم البعض أن ذلك قد يكون نزعا للطابع السياسي (depoliticising)، ونقلا للمسئولية عن التغيير إلى كاهل الفرد، مما يزيد تحقيق التغيير واسع المدى صعوبة.

  

الموجة النسوية الرابعة
undefined

 
أشار كثير من الكتاب إلى النقلة التي أتاحها الإنترنت من "الموجة النسوية الثالثة" إلى "الموجة الرابعة". لكن ما لا يمكن لأحد إنكاره هو الدور الهام الذي لعبه الإنترنت في خلق ثقافة تحذيرية، يمكن من خلالها فضح حالات التمييز على أساس الجنس وكراهية المرأة والوقوف ضدها. وهذه الثقافة إحدى صور التأثير المستمر للموجة الثالثة، بتركيزها على السياسة المجهرية ومواجهة التمييز على أساس الجنس وكراهية المرأة بصورها المختلفة في الخطاب اليومي، والدعاية، والأفلام، والتلفاز، والأدب، والإعلام، وغيرها. واجهت الموجة النسوية الرابعة معارضة ممن يرون أن الاستخدام المتزايد للإنترنت لا يكفي لإنشاء حقبة جديدة. لكن دور الإنترنت في تسهيل خلق مجتمع عالمي من النسويات اللاتي يستخدمن الإنترنت للمناقشات والأنشطة معا أمر يزداد وضوحا. فالإناث ما بين ١٨ و٢٩ سنة هن المستخدمات الأكثر قوة لمواقع التواصل الاجتماعي، وعدد النساء في الفضاء الرقمي بشكل عام يزداد مع الوقت، ذلك طبقا لتقرير "#مستقبل النسوية: نسوية إلكترونية" (#FemFuture: Online Feminism) المنشور مؤخرا من قبل مركز برنارد لأبحاث المرأة في جامعة كولومبيا. كما يوضح التقرير أن تبني التقنيات الجديدة – مثل تويتر – يزداد في المناطق الجغرافية التي ما تزال النساء تواجه فيها ظلما اجتماعيا. ففي تركيا – على سبيل المثال – تشكل النساء ٧٢% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ولقد عانت عدة شركات ضخمة من حجم الحشد الذي تستطيع الحملات النسوية تحقيقه عبر الإنترنت. ففي وقت مبكر من هذا العام، اضطر فيسبوك إلى مواجهة مشكلة خطاب الكراهية القائم على أساس الجنس في صفحاته بعد الالتباس في موقفه من اعتبار الإساءة إلى صور النساء انتهاكا لشروط الخدمة. وفي بريطانيا، هناك مواقع مثل "الكلمة المحظورة" (The F Word)، وحجرة النساء (The Women’s Room)، وحملات إلكترونية مثل "مشروع التمييز اليومي على أساس الجنس" و"لا صفحة ثالثة بعد الآن"، نجدها قد نجحت مع غيرها في جذب آلاف من المؤيدين الذين أدركوا دور الإنترنت كمنتدى للنقاش ومساحة للنشطاء في الوقت نفسه.

 

إن تأثير الحملات الإلكترونية على الواقع من عدمه لهو موضوع متنازع فيه. وهناك قلق بخصوص الانفصال المتزايد للنقاش والنشاط الإلكتروني عن قضايا الواقع. ويستخدم مصطلح النشاط الركودي (Slacktivism) لوصف الحملات "ذات المردود النفسي الإيجابي" التي تحصل على دعم شعبي كبير – مثل انتشار عريضة على فيسبوك – والتي لا تعالج بالضرورة قضايا ملحة. فبينما يشير التقرير إلى الحياة التي يبثها الإنترنت في النسوية، نجد أن إنتاج ذلك لحركة سياسية تغييرية من عدمه هو محل خلاف كبير. إن المجهود الذي تبذله جوليا شوستر لتشجيع النساء على الانخراط في العمل النسوي بنيوزيلاندا يشير إلى أن النشاط الإلكتروني غالبا ما يكون حكرا على الشباب، بسبب الطبيعة المنغلقة لبعض الشبكات الاجتماعية، فالنقاش النسوي كثيرا ما يكون "مخفيا" عمن لا يربطهم بالشبكة صلات كافية. مما قد يخلق – حسب شوستر – انقساما بين النسويات صغيرات السن والنشطاء الأكبر سنا، مثلما تخفي ناشطات الموجة النسوية الجديدة سياساتهن – بشكل عفوي – عن أقرانهن الأكبر. وكثير من هؤلاء الأكاديميين الذين يشغلون مواقع بحث ونشر عن النسوية ينتمون إلى الفئة العمرية الأكبر، بالتالي يسعنا القول إن النسوية الأكاديمية قد أخفقت في دراسة الهيئة التي تكتسبها الموجة الرابعة حاليا بشكل صحيح.

 

لعل الانتقال إلى النشاط الإلكتروني يعكس النقص المستمر في التمثيل السياسي داخل الديمقراطيات الغربية، فلا تشغل النساء – وذلك على سبيل المثال – إلا أربعة من بين الثلاثة والعشرين كرسيا المحيطة بطاولة مجلس وزراء حكومة وستمنستر الائتلافية. كما أن هناك بحث أجرته جامعة ليفربول في فترة الاستعداد لانتخابات ٢٠١٠ العامة في بريطانيا، أظهر أن السياسيات أقل عرضة بكثير للظهور في البرامج الإخبارية الكبرى مقارنة بزملائهن من الرجال، وكثيرا ما يطغى النقاش حول صفاتهن الجسدية على حساب النقاش حول سياساتهن.

 

فهم الاختلاف
(pexels.com)
(pexels.com)


تعتبر التقاطعية إحدى القضايا الرئيسية عند النسوية المعاصرة، بمعنى أن محاور القمع المختلفة تتقاطع، مما يسفر عن نتائج معقدة وأحيانا متعارضة. إن تجارب نساء الطبقة العاملة البيض والسود في الولايات المتحدة مختلفة إلى درجة هائلة، ومع ذلك يندرج كل منهما تحت فئة "النساء"، حسبما أوضحت بيل هووكس. لقد ألفت النسويات الأكاديميات فكرة التقاطعية منذ ثمانينيات القرن العشرين على الأقل، حينما تحدثت نسويات الموجة الثالثة الرائدات مثل هووكس، وجلوريا أنزالدوا، وأودري لورد عن تهميش النساء ذوات البشرة الملونة داخل النسوية ذاتها. وهكذا قوضت أولئك النسويات فكرة كفاية الجنس وحده كمعيار سليم لتحديد الهوية.

 
في محاولة للفت الانتباه إلى محاور الاختلاف هذه، تدافع نسويات معاصرات عن عدد من التكتيكات، بما فيها ممارسة "تفقد-الامتياز" المطعون فيها كثيرا. و"تفقد-الامتياز" كتكتيك عبارة عن تذكير شخص ما بأنه لا يملك التحدث نيابة عن الآخرين، وعليه ألا يفعل. ولا شك أن الأفراد يتحدثون من وجهة نظر خاصة جدا. لقد ولدت عبارة "تفقد امتيازك" في الإنترنت، ويبدو أن النشطاء الشباب الذين شبوا على التواصل عبر غرف الدردشة على الإنترنت يعانون من مشكلات مع هذه العبارة أقل بكثير من النسويات الأكبر سنا. ورغم ذلك تنبه زادي سميث في نيو ستيتسمان على أن عبارة "تفقد امتيازك" كثيرا ما يساء إليها، فتستخدم كوسيلة للإزاحة بعد إفراغها من أي أمل في التفاهم أو التقارب.

 

إن ظهور "تفقد-الامتياز" يعكس واقع التيار النسوي الرئيسي الذي لم يزل تطغى عليه الطبقات الوسطى البيضاء المغايرة جنسيا. لقد استضافت بارفان أمارا عددا ممن يعرفن أنفسهن بنسويات من الطبقة العاملة من أجل مقالة نشرت في الجريدة الإلكترونية "ذا إف وورد"، وذكرت أن كثيرا من النساء اللاتي تحدثت إليهن يعتبرن أنفسهن مستبعدات من تيار النسوية الرئيسي على الإنترنت وفي الواقع كذلك. وأشارت أمارا إلى أن الجامعة هي المكان الذي تتعرف فيه كثير من النساء بالنسوية، وأن النساء اللاتي لا ينخرطن أكثر في العملية التعليمية يواجهن عقبات عند محاولة الاشتراك في هذه الجدالات الأكاديمية التي توجه النسوية.

  

لغات جديدة

مراسم تشييع جثمان إميلي ويلدينغ دافيدسون، بعد مقتلها نتيجة لإلقاء نفسها تحت حصان الملك جورج الخامس في مضمار خيل إبسوم. 
(مواقع التواصل الإجتماعي)
مراسم تشييع جثمان إميلي ويلدينغ دافيدسون، بعد مقتلها نتيجة لإلقاء نفسها تحت حصان الملك جورج الخامس في مضمار خيل إبسوم. 
(مواقع التواصل الإجتماعي)

إن إدراك طبيعة مجتمع النساء غير المتجانس جلب معه عدة من المصطلحات التي تهدف لضمان عدم التحدث باسم هؤلاء الذين تجمعهم هوية معينة، أو تصنيفهم برعونة. ربما تسبب هذه المصطلحات شيئا من التشويش للمشاركين الجدد، مثل "الهوية الجنسية المعيارية" (Cisgender/تعبير يشير إلى من يملكون هوية جندرية وجنسية تنطبق على التصنيف الذي افترض لهم عند الميلاد)، و"النساء الملونات" (WoC)، و"النسوية الراديكالية المقصية للمتحولين جنسيا" (TERF). قد تتعرض إلى "تفقد-الامتياز" على الإنترنت، أو ربما تم فضحك ملفاتيا "doxed" (اختراق ملفاتك الشخصية ونشرها، ويرجع التعبير الإنجليزي إلى صيغة ملف.docx المستخدم لحفظ كثير من البيانات الافتراضية). ولقد استعمل الفضح الملفاتي في الأغلب من قبل النشطاء المعادين للمتحولين جنسيا، لنشر معلومات عن هويات هؤلاء المتحولين. إن نمو هذه التقنيات الجديدة يشير إلى مركزيتها بالنسبة للجدال والنشاط النسوي المعاصر. فالمصطلحات التي ذكرت وغيرها الكثير لا قيمة لها من ناحية الحد الأقصى للحروف الذي يفرضه تويتر، لكن قد تصلح لممارسة "وسم المربع" (hashtagging)، وهي ممارسة إلكترونية تسمح باسترجاع وربط البيانات سريعا.

 

الخاتمة
يكاد لا يمر عام دون أن يدق ناقوس موت النسوية، إلا أن مثل هذا التشاؤم المنتشر غير مبرر. وسواء كنا نشهد وقائع الموجة النسوية الرابعة أم لا، فمن الواضح أن فهم النساء لموضعهن في هذا العالم وكفاحهن السياسي يناله التغيير. ومع انضمام مزيد ومزيد من النسويات الشابات إلى شبكة الإنترنت، نجد أن اهتمام الأكاديميين بتأثير التقنيات الحديثة على الجدل والنشاط النسوي قضية ملحة وضرورية.

وفي حين يكثر الجدال حول الحدود الفاصلة بين الموجات النسوية الثانية والثالثة والرابعة، نرى بوضوح أن النسوية المعاصرة تحركها عدد من القضايا الرئيسية. وتظل التقاطعية والطبيعة الإقصائية لتيار النسوية الرئيسي أمورا تشغل بؤرة الاهتمام. وتتركز القدرة السياسية الكامنة للموجة الرابعة في إفساح المجال أمام هؤلاء النساء اللاتي ما زلن يتعرضن للتهميش من قبل التيار الرئيسي.

المقال مترجم عن:  https://www.psa.

المصدر : الجزيرة