السلطة والقهر عند كافكا.. تشاؤم العقل وقلق الروح

midan - kafka 2
منذ حوالي مئة عام، وتحديداً في أغسطس 1914، اجتاحت العواصم الأوروبية الاضطرابات وسال الدم وانتشر العنف وتحمّس العالم للمغامرة الكبرى المسماة الحرب، وفي خلال أيام قليلة أَعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحربَ على صربيا، وأَعلنت ألمانيا الحرب على روسيا وفرنسا، فيما انساقت بعدها لوكسمبورغ وبلجيكا وإنجلترا لدق طبول الحرب.

وبينما كان الجنود يجوبون أرجاء العاصمة البوهيمية براغ (منطقة في وسط أوروبا) بهتافات الحرب، كان هناك شاعر وكاتب مجهول يقطن بزقاق "بيل"، رقم عشرة، ويكتب الجملة الأولى من روايته "المحاكمة": (لابد أن أحداً قد افترى على "جوزف ك" إذ اعتقل ذات صباح دون أن يكون قد اقترف شراً). فيما بعد ستكون هذه الجملة من أشهر الجمل الأدبية في العالم؛ حيث افتتح بها "فرانز كافكا" -وبطريقة مواربة- روايته؛ ليعبّر بها عن مخاوف الإنسان الحديث وقلقه، ذلك الإنسان الذي فقد السيطرة على حياته في عالم يسوده الاستبداد، ونظام قائم على الشكّ والمراقبة.

لكن ما الذي كان يعرفه كافكا؟ لقد ولد في عام 1883، وتوفّي بِداء السُل في عام 1924، ولم يبلغ الشهر الأخير ليتم عامه الحادي والأربعين. ولم يعش ليشاهد كيف انحط البشر إلى مستوى الحشرات وحالها، حيث صارت تُباد مثلها بالغاز السامّ. فإن كان قد استطاع أن يتصوّر إنسانًا مُنحطًا إلى حشرة في روايته "المسخ"، فليس ذلك لأنه كان نبيًا، إنّ الكُتّاب أو حتى العباقرة منهم ليسوا عرّافين، بالإضافة إلى أن كافكا لم يكن مفكرا ولا سياسيا، ولا حتى صحافيا، ورغم ذلك كتب في رواياته مشاهد شديدة التشابه بحالة الإنسان في عصرنا الحديث، فكيف توقع كافكا من مكتبه الصغير آليات القهر والتسلط التي ستنتجها وتستخدمها الدولة في العصر الحديث -خاصة الدول الشمولية- أو كيف أصبح عالمنا عالماً كافكاوياً، وحقق نبوءة كافكا؟

ما العالَم الكافكاوي؟

undefined

لكن ما العالم الكافكاوي الذي صاغه الأديب كافكا وصار منتشرا منذ منتصف القرن الماضي تقريباً؟ يروي "جوزيف سكوفيرسكي" في أحد كتبه، هذه القصة الحقيقة:

دُعي مهندس من براغ إلى ندوة في لندن، فذهب وشارك في الندوة ثم عاد إلى براغ، وبعد ساعات من عودته تناول أول صحيفة "رود – برافو" -وهي صحيفة الحزب الرسمية- وقرأ: "مهندس تشيكي حضر ندوة في لندن أطلق تصريحاً هجومياً للصحافة الغربية عن وطنه الاشتراكي وقرر البقاء في الغرب".

لم يصدق مهندسنا عينيه، لكن لا مجال للشك، المادة تشير إليه. صدمت سكرتيرته عندما دخلت مكتبه: يا إلهي! لقد عدت لا أفهم شيئًا! هل رأيت ما كتبوا عنك؟ رأى المهندس الخوف في عيني سكرتيرته، فذهب إلى مكتب "رود برافو"، ووجد المحرر المسؤول عن الخبر الذي اعتذر قائلا: نعم، إنه موضوع مرعب فعلا، لكن المحرر لا علاقة له بالموضوع، لقد تلقى نص المادة مباشرة من وزارة الداخلية! هكذا ذهب المهندس إلى وزارة الداخلية، وهناك قالوا: نعم، بالطبع، هناك خطأ، لكنهم لا علاقة لهم بالأمر، لقد تلقوا التقرير عن المهندس من المخابرات في السفارة بلندن، طالب المهندس بتكذيب، فرفضوا؛ لأن التكذيب غير ممكن، لكن لن يحدث له شيء، عليه ألا يقلق.

لكن المهندس أصابه القلق، أدرك فجأة أنه مراقب، وأن مكالماته مسجلة، وأنه ملاحق في الشوارع، ولم يعد بوسعه النوم، طاردته الكوابيس حتى لم يعد يحتمل الضغط، قام بالكثير من المخاطرات الحقيقية ليترك البلاد بطريقة غير مشروعة، وأخيرا أصبح مهاجرًا.

الروائي التشيكي
الروائي التشيكي "ميلان كونديرا" يعتبر من أشد المعجبين بأدب "كافكا" (وكالة الأنباء الأوروبية)


ويعلق الروائي التشيكي الأصل "ميلان كونديرا" أن هذه القصة تعد مثالا لقصة من العالم "الكافكاوي"، وهذا المسمى مستمد من عمل فنان حدده خيال روائي، فما "الكافكاوية"؟ 
يشرح "كونديرا" أنه من الممكن تلخيص تجليات "الكافكاوية" في أربعة عناصر يمكن العثور عليها في الحياة اليومية العامة مثلما يمكن العثور عليها في روايات كافكا نفسه:

الأول: عالم المؤسسة، حيث واجه المهندس سلطة لها صفة "متاهة بلا حدود"، ولا يستطيع أبدا أن يبلغ نهاية دهاليزها غير المتناهية، ولن ينجح في العثور على من أصدر الحكم المشؤوم، إنه إذن يواجه الوضع نفسه الذي واجهه "جوزيف. ك أمام المحكمة، أو "المساح ك" في مواجهة القلعة، ثلاثتهم في عالم ما هو إلا مؤسسة متاهية هائلة، واحدة لا يستطيعون الفكاك منها، ولا أحد يعلم من يسن القوانين داخلها.

والثاني: الملف في الفصل الخامس من القلعة يشرح فيه عمدة القرية بالتفصيل لـ "ك" تاريخ ملفه الطويل، باختصار: قبل عدة سنوات، تلقت القرية أمرًا من القلعة باستخدام مساح، فرد العمدة بجواب سلبي: (لا حاجة لأي مساح)، لكن الرد ضل طريقه إلى مكتب الوظيفة القديم إلى "ك"، في اللحظة التي كانت فيه المكاتب المعنية بالأمر تعمل على إلغاء الطلب القديم المهمل. وبعد رحلة طويلة وصل "ك" إلى القرية بالخطأ، وأكثر من ذلك، فهو ليس له عالم ممكن، عدا القلعة وقريتها، فوجوده كله غلطة. في العالم "الكافكوي"، أخذ الملف دور الفكرة الأفلاطونية، إنه يمثل الواقع الحقيقي. في حين أن الوجود المادي للإنسان ليس إلا ظلا معروضًا على شاشة الوهم، حقيقة أن "المساح ك"، ومهندس براغ ليسا إلا ظلي بطاقات طيفيهما، وحتى هما أقل كثيرا من ذلك. إنهما ظلا خطأ في الملف، ظلا بدون الحق حتى في الوجود كظلين.

والثالث: العلاقة بين الخطيئة والعقاب، فبخلاف بطل "دستويفسكي راسكولينكوف" -الذي لا يستطيع احتمال شعوره بالذنب فيرضى كي يستريح بالعقاب، وبالتالي فإن الخطيئة في حالته، هي من يبحث عن العقاب- يبدو المنطق لدى كافكا معكوسًا بصورة كلية: يتمّ أولًا إنزال العقاب، ثم يبدأ البحث عن الخطيئة، تمامًا كما يفعل "ك" في رواية "القضية" بعد اتهامه، باحثًا في تفاصيل حياته؛ كي يعثر على خطيئته، وهو الأمر الذي سيظهر بعد ذلك بوضوح في المحاكمات الستالينية؛ حيث يجبر الحزب المتهمين على الاعتراف بذنب يدينهم.

وأخيرًا: العنصر الكوميدي في روايات كافكا لا يمثل لحنًا مضادًا للتراجيدي -كما هو الأمر لدى شكسبير- ولا يتواجد لكي يسعف الناس على تحمل التراجيدي، بل يحطم الكوميدي التراجيديّ في المهد أيَّ رعب في الكافكاوية، ذلك الرعب الذي لا يتيح أي سلوى للناس؛ ففي رواية "المحاكمة" رجلان عاديان تمامًا يفاجئان جوزيف. ك في السرير ذات صباح، ويخبرانه أنه موقوف، ويأكلان طعام إفطاره. كان "ك". مواطنًا مدنيًّا منضبطًا. فبدلًا من أن يطرد الرجلين من شقته، يقف في ملابس نومه ويدافع عن نفسه مطولًا، عندما قرأ كافكا الفصل الأول من المحاكمة لأصدقائه ضحك الجميع، بمن فيهم المؤلف، لكن الأمر لم يكن قطعًا مضحكًا لـ "جوزف ك" ولا المنهدس البراغي الذي فقد وطنه. لكن كيف اكتشف كافكا من مكتبه في شركة التأمينات في براغ ذلك العالم الكافكاوي؟

آليات القهر.. كيف اكتشف كافكا أدبه؟
"ما فعله "كافكا" هو إعادة اكتشاف العالم المحيط به في شكل روائي فني مبدع."- "ميلان كونديرا" 
"الشعراء لا يخترعون القصائد

القصيدة موجود في وراء ما

إنها هناك.. منذ زمن بعيد.. بعيد

لم يفعل الشاعر سوى أن اكتشفها".

– الشاعر "جان ساكسيل"

ما يقوله "جان ساكسيل" في قصيدته ويؤكد عليه "كونديرا" أن الكتابة تعني للشاعر تحطيم جدار يختفي وراءه في الظلام شيء ما؛ لهذا فإن "القصيدة" تنفذ إلينا بوصفها انبهارا، كذلك الرواية، ففي نظر "كونديرا" ما فعله كافكا هو إعادة اكتشاف العالم المحيط به في شكل روائي فني مبدع.
كيف تكونت إذن الأعمال التي تميزت كنبوءة اجتماعية سياسية عند موظف منغمس في حياته الخاصة وفي فنه؟

تأمل "كونديرا" هذا الغموض وهو يشرح الآليات التي اعتمد عليها أدب كافكا في كتابه "فن الرواية" حين يحكي أنه رأى مشهدًا صغيرًا في منزل صديقة قديمة له اعتقلت عام (1951) خلال المحاكمات الستالينية في براغ، وأدينت بجرائم لم ترتكبها. لقد وجد المئات من الشيوعيين أنفسهم في الوضع نفسه في ذلك الوقت، لقد تماهوا طوال حياتهم مع حزبهم عندما أصبح فجأة جلادهم، فوافقوا تماما مثل جوزيف. ك على "فحص حياتهم؛ حيث أدق التفاصيل"؛ لكي يعثروا على الجريمة المخبوءة، وفي النهاية الاعتراف بجرائم متخيلة.

بينما أنقذت صديقة "كونديرا" حياتها؛ لأنها رفضت بشجاعة نادرة الخضوع "للبحث عن جريمتها"، رافضة مساعدة جلاديها، وهنا أصبحت غير صالحة للاستعمال في المشهد الأخير للمحاكمة، وهكذا بدلا من أن تُعدم حُكم عليها بالسجن المؤبد. وبعد أربعة عشر عاماً، رد إليها الاعتبار وأفرج عنها. عندما اعتقلت هذا المرأة كان عمر طفلها سنة واحدة، وعندما خرجت من السجن انضمت إلى ابنها البالغ خمسة عشر عامًا وتمتعت بمشاركته العيش في عزلة متواضعة، وعندما ذهب "كونديرا" لرؤيتها ذات يوم كان عمر ابنها خمسة وعشرين عاما.

كانت الأم تبكي غضبا وألما لسبب تافه تمامًا: لقد نام الصبي أكثر من اللازم، وسأل "كونديرا" الأم: "لم تنزعجين من سبب سخيف كهذا؟ هل يستحق البكاء بسببه؟ ألست تبالغين؟" أجاب الشاب بدلا عن أمه: "لا، إن أمي لا تبالغ، أمي امرأة رائعة شجاعة، لقد قاومت عندما انهار الجميع، إنها تريد أن تجعل مني رجلا حقيقيًّا، حقيقة إنني نمت كثيرا، لكن أمي وبختني على شيء أكثر، إنه موقفي، موقفي الأناني، أريد أن أصبح كما تريد مني أمي أن أكون، وأشهدك -بوعدي- أنني سأصبح."

عمل فني يجسّد وجه الأديب
عمل فني يجسّد وجه الأديب "فرانز كافكا" في العاصمة التشيكية براغ. (مواقع التواصل الإجتماعي)


ويعلِّق كونديرا: إن الذي فشل الحزب في تحقيقه مع الأم نجحت الأم في تحقيقه مع الأب، لقد أرغمته على أن يمتثل لهذه التهمة السخيفة، بدلا من "البحث عن جريمة"، أرغمته على الاعتراف علنا، فقد كان "كونديرا" مذهولا من هذه المحاكمة الستالينية المصغرة. وفهم أن الآلية النفسية التي توظف الأحداث التاريخية الكبيرة (الخارقة وغير الإنسانية) هي نفسها التي تنظم الأوضاع الخاصة العادية جدا والإنسانية.

كذلك توضح الرسالة الشهيرة التي كتبها كافكا، ولم يرسلها إلى والده أنه من العائلة، ومن العلاقة بين الطفل وتحدي سلطة الأبوين استخلص معرفته بتقنية الإحساس بالذنب التي أصبحت أكبر علامة في أدبه، فلقد كان والده في شدته وقوة شخصيته، بمثابة كابوس مقيم لـ كافكا، ففي قصة (الحكم) لكافكا يتحدث عن ذلك الأب الذي يتهم ابنه، ويأمره بإغراق نفسه، فيقر الابن بالتهمة الوهمية. والابن هنا هو نفسه جوزيف. ك المدان بذنب لم يقترفه؛ ليذبح نفسه؛ استجابة لضغوط تهيمن عليه؛ حيث ينزع المجتمع الشمولي في صيغته الأكثر تطرفا إلى خلط الحدود بين العام والخاص، وتطالب السلطة أن تكون حياة المواطنين شفافة تماما.

إن المثل الأعلى "للحياة بدون أسرار" يتطابق مع العائلة النموذجية، فعلى المواطن ألا يخفي شيئًا أبدًا عن الحزب أو الدولة، تمامًا مثل الطفل الذي يجب ألا يحتفظ بسر عن أمه أو أبيه؛ حيث تُظهر المجتمعات الشمولية ابتسامة مثالية، فهي تريد أن تبدو مثل "عائلة واحدة كبيرة". وتبدأ قصة جوزيف. ك بانتهاك خصوصية؛ إذ يأتي رجلان مجهولان لاعتقاله في سريره، ومنذ ذلك اليوم، لم يشعر بوحدته! فالمحكمة تتبعه وتراقبه، في حين كانت حياته الخاصة تختفي شيئًا فشيئًا، وتبتلعها المنظمة الغامضة التي تلاحقه.

ويذكرنا هذا بمشاهد شبيهة بالواقع العربي؛ حيث تحتفظ الشعوب -مهما كانت درجة مقتها على السلطة- بآليات دفاعية تجاه أي نقد يوجه للدولة من الخارج حتى لو كان صحيحًا، وكأن لسان حالهم يقول: دعونا نقتل بعضنا بعضا في الداخل، لكن لا يتطاول أحد على جلادينا! لكن هل الشعور بالذنب كانت آلية القهر الوحيدة التي عايشها كافكا، ومنها بنى عليها أدبه؟

نبذة من ماضي كافكا.. تشاؤم العقل وقلق الروح

undefined

"أحاول باستمرار التواصل مع شيء لا يمكن إشراك الغير فيه، لشرح شيء لا يمكن تفسيره، ولأتحدّث عن شيء أشعره أنا وحدي في عظامي ولا يمكن لأحد آخر أن يحس به. من حيث الجوهر، هو ليس إلّا هذا الخوف الذي تحدّثنا عنه غالباً، لكنّ الخوف ينتشر ليصل إلى كل شيء، الخوف من الأمور الكبيرة كما الصغيرة، والخوف من العجز عن نطق كلمةٍ واحدة، على الرغم من أن هذا الخوف قد لا يكون مجرّد خوف، بل توقٌ إلى شيءٍ أكبر من كل ما هو مخيف."

– (من رسائل كافكا)

لم تكن قسوة والد كافكا هي المنبع الوحيد الذي انبثق منه اكتشاف كافكا لآليات القهر والتسلط، فالإخفاق العاطفي الذي عاشه كافكا كان سببا آخر يدفعه لاكتشاف آليات القهر حوله؛ فقد دخل في علاقتي حب عاشهما مع امرأتين: خطوبته على "فيليس باور"، ثم علاقته بالصحافيّة التشيكيّة "ميلينا يسينسكا". وحسب الباحث "كاكوتاني" -في "رسائل حب كافكا"- استخدم كافكا هذه الرسائل كحقل تجارب لصراعاته الداخليّة المتشابكة: شكوكه وهواجسه التي ستشقّ طريقها إلى رواياته في النهاية.

إن هذه الروح المرهفة القلقة التي امتلكها كافكا كانت لها جذور؛ فلقد عايش الناس يموتون من الجوع، وكان يأتي إلى مكتبه مصابو السل والكوليرا والجنود المرتعشون من الكوابيس. وكان يقرّر مع رؤسائه في العمل صلاحية إرسال المرء للحرب من عدم صلاحيته.

كذلك كان شكّ كافكا في نجاحه مُلازماً وحافزاً له، فذكر مخاوفه وشكوكه في العديد من رسائله، وفي يومياته مخاوفه من الامتحانات ومن السلطة ومن أبيه، حتى من مفهوم الهوية؛ فقد كانت اللغة الألمانية حاجزاً يفصل اليهود الألمان عن التشيك، واليهودية تفصل بين الأقليّة الألمانية في براغ واليهود. فكان اليهود الألمان في براغ أقليّة داخل أقليّة. أما كافكا فشعر بالانفصال عن اليهود والألمان والتشيك على المستوى النفسي؛ لهذا تساءل في مذكراته: ما القواسم المشتركة بيني وبين اليهود؟ إنه لا تكاد توجد قواسم مشتركة بيني وبين ذاتي، ويتوجب عليّ أن أقف في هذه الزاوية سعيدًا؛ لأنني أستطيع التنفس.

لقد عاش كافكا حياة مضطربة قلقة، عاصر فيها أعمال عنف وقهر موجهة من الغالبية التشيكية في براغ إلى الأقلية الألمانية، ومن الأقلية الألمانية نحو الأقلية الألمانية اليهودية، وداخل ذلك القهر المركب عانى كافكا من تسلط أبيه والشعور بالغربة والضعف والانعزال عن الجميع؛ حيث تذهب الكاتبة الأمريكية سينثيا أوزيك إلى أن تلك الأسباب كلها هي من دفعت كافكا لاكتشاف آليات القهر والتسلط في وقت مبكر جدا من بداية العصر الحديث.

المصدر : الجزيرة

إعلان