شعار قسم ميدان

أطفالك والفنون.. كيف تُعلِّم طفلك قراءة اللوحات الفنية؟

كانت الأم تُطالِع كتاب "الصرخة" لرضوى عاشور، التفتت ابنتها لغلاف الكتاب الذي استقرَّت عليه نسخة غير مُلوَّنة من لوحة "الصرخة" لإدوارد مونش. سألت الصغيرة: "مَن هذا الرجل؟ ولماذا يبدو عليه الخوف والحزن؟ أخبرتها الأم أن الغلاف يحمل لوحة شهيرة تحمل اسم "الصرخة"، أبدت الصغيرة اهتماما باللوحة وسألت عنها، ولكن لم يكن لدى الأم الكثير من المعلومات، فجلستا للبحث معا.

طلبت الصغيرة أن تشاهد لوحات أخرى، بالفعل بدأت رحلة البحث عبر الإنترنت عن لوحات فنية تنتمي إلى مدارس مختلفة وفترات زمنية متعددة، قضت الأم وطفلتها بعض الوقت في تأمُّلها والحديث عنها والبحث عن معلومات حولها. كان الأمر ممتعا لكلتيهما، وكان ذلك مفاجئا للأم كذلك، هذه ليست حكاية افتراضية، بل هي واقع حدث مع كاتبة التقرير وابنتها.

"لماذا تحاول أن تفهم الفن؟ هل تحاول أن تفهم أغنية الطائر؟ لماذا نحب الليل أو الزهور أو كل شيء حولنا دون أن نفهمه لكننا نتوقَّف أمام اللوحات؟ ليت الناس يُدركون أن الفنان مجرد جزء ضئيل من العالم، ولا ينبغي إيلاؤه أهمية أكثر من الأشياء الأخرى التي تُسعدنا في هذا العالم دون أن نحاول أن نشرحها".

(بابلو بيكاسو)

عندما نتحدَّث عن تقديم الفن للأطفال فإن أول ما يتبادر للذهن في الغالب هو تعليمهم بعض تقنيات الرسم المختلفة، أو تركهم يغمسون أصابعهم في الألوان، هذا بالتأكيد جزء أساسي من عملية تقديم الفن للأطفال، لكن الأمر يتخطَّى ذلك إلى مساحة أخرى، وهي ما يُطلَق عليه "تقدير الفن" (Art appreciation) عبر تعريض الطفل لمختلف أنواع الفنون البصرية سواء الكلاسيكية أو المعاصرة وفتح باب النقاش حولها وتأمُّلها.

إذا كنت تعتقد أن الطفل لن يتمكَّن من التواصل مع مثل هذه اللوحات أو أنها أعقد من أن يستقبلها، فربما عليك أن تراجع هذا التصوُّر، يواجه البعض منا شعورا بعدم القدرة على التواصل مع الفنون التشكيلية، ويرجع هذا نسبيا للهالة النخبوية التي تشكَّلت حول عالم الفن في القرن العشرين، وعلى الرغم من أن الفن أصبح متاحا حاليا أكثر من أي وقت مضى، فإن الكثير من الأشخاص يشعرون أنهم مستبعدون من الحديث حول الفن الرفيع، ويجدون صعوبة في استقبال التوجُّهات الفنية خاصة الحديثة منها والمعاصرة، التي يظنون أن الكثير منها يرتكز حول مفاهيم مُغلقة تحتاج إلى قاعدة معرفية لتقديرها.

لكن الأطفال على الجانب الآخر لا يحملون تردُّدنا، ولا تعوقهم مفاهيمنا السابقة، وهم منفتحون تماما لاستقبال الفنون المختلفة، والتعاطي معها وإثارة النقاش حولها أيًّا كانت المدرسة الفنية التي تنتمي إليها. (1)

لا تقتصر فائدة تقديم الفنون للأطفال على المتعة البصرية فقط، وتنمية مساحات التذوق الفني لديها، لكنها تتخطَّى ذلك إلى فوائد أخرى من بينها تحسين القدرات اللغوية والمساعدة في اكتساب اللغات الجديدة، فوفقا لدراسة منشورة في دورية "بروسيديا" (Procedia) للعلوم السلوكية والاجتماعية، فإن استخدام الفنون البصرية في تعليم اللغات يساعد في تعزيز مهارات التحليل والاستدلال والتساؤل، ويدعم التفكير الإبداعي، ويُحسِّن من طريقة ملاحظة العالم والاستجابة له وتمثيله، وهي نتائج دعمتها أطروحة أخرى مُقدَّمة من جامعة ولاية هومبولت حول فوائد تعليم الفنون في اكتساب لغة ثانية.

يمكن تفسير الأمر بما يحدث عندما يتعرَّض الطفل الصغير للوحة جديدة، ويحاول التعبير عما يشاهده، فهو يترجم أفكاره إلى لغة، وحينما تناقش تعليقاته فإنك تساعده في البحث عن مفردات تُعينه على التعبير، ما يؤدي إلى زيادة حصيلته اللغوية وتنميتها، سواء على مستوى اللغة الأم، أو اللغة الثانية في حالة تقديم الفنون من خلال صف تعليم اللغات على سبيل المثال.

يساعد تقديم الفنون أيضا على تحسين المهارات الرياضية والقراءة لدى الأطفال. تؤكِّد هذه الحقيقة مؤسسة "فيجوال ثينكنج ستراتيجيز" (Visual Thinking Strategies)، وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية تُدرِّب المعلمين في المدارس والمتاحف والمؤسسات التعليمية، وقد طوَّرت بعض برامجها منذ أكثر من 20 عاما لمحو الأمية المرئية وتعليم ودعم مهارات التفكير النقدي، ومهارات التواصل والتعاون عبر تقدير الفنون.

تستخدم هذه البرامج 3 أسئلة للتعامل مع الفنون البصرية: "ما الذي يحدث؟ ما الذي تراه يجعلك تقول ذلك؟ وماذا يمكنك أن تجد أكثر من ذلك؟"، وقد أظهر طلاب الفصول الذين درسوا هذه البرامج فهما أفضل للصور المرئية، وتطوُّرا أسرع في استيعاب الرياضيات، ونموا لمهارات القراءة، إضافة إلى نمو اجتماعي وعاطفي أفضل.

طبقا لكيم مورين (Kim Morin) أستاذة الفن المتكامل في جامعة فريسنو: "لا يكفي أن تكون قادرا على قراءة الكلمات فقط، خاصة في ظل العيش في مجتمع رقمي، بل تحتاج أيضا إلى أن تكون قادرا على قراءة الصور وفهمها". تساعد الملاحظة الدقيقة للفن الأطفال على تنمية مهارات التخيُّل والتصوُّر وهو ما يُحسِّن مهارات القراءة لديهم، فإذا كان بإمكانك أن تتصوَّر ما تقرؤه فسيكون ذلك أفضل من قراءة كلمة بعد كلمة.

ينطبق الأمر نفسه على الرياضيات أيضا، فالقدرة على تفكيك الرسوم البيانية، وتحسُّن القدرة على التصوُّر والتخيُّل، تُنمِّي قدرة الطفل على إدراك واستيعاب المفاهيم الرياضية المجردة. (2)

لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، حيث يوفِّر النقاش حول اللوحات فرصة للطفل لتطوير الثقة في النفس وبناء المهارات الاجتماعية المختلفة. لا يحتاج تقديم لوحة ما إلى طفلك إلى أن تتوافر لديك أي معلومات سابقة حولها، لا توجد إجابات خاطئة، والسماء هي حدودك. عندما يشارك كل فرد من أفراد الأسرة أفكاره حول اللوحة نفسها، سرعان ما يُدرك الطفل أن لكل شخص القدرة على رؤية الشيء نفسه بطريقة فريدة، وسيشهد كيف تتعدَّد وتتنوَّع الطرق المختلفة للنظر إلى الأشياء اليومية التي نألفها. (3)

مارك روثكو (Mark Rothko) فنان أميركي وبروفيسور جامعي، بيعت إحدى لوحاته بمبلغ 75.1 مليون دولار لتصبح واحدة من أغلى 20 لوحة زيتية في العالم. إلى جانب ذلك كان روثكو شغوفا بتدريس الفنون للأطفال، وقد عمل مدرسا للفنون ﻷكثر من 20 عاما للطلاب من رياض الأطفال وحتى الصف الثامن، وكان رائدا فكريا في مجال التربية الفنية للأطفال.

نشر روثكو مقالا عام 1934 بعنوان "تدريب جديد لفناني المستقبل ومحبي الفن"، وترك نحو 49 ورقة من الملاحظات المدوَّنة عُرفت بـ "كتاب الخربشة" (scribble book) دوَّن فيه عددا من الملاحظات القيمة التي يمكننا الاستفادة منها في هذا الإطار:

  • علِّم أبناءك أن الفن شكل عالمي للتعبير، وعنصر أساسي مثل التحدُّث أو الغناء:

طبقا لروثكو، يمكن لأي شخص أن يصنع الفن، فهو جزء أساسي من التجربة الإنسانية ولا يحتاج إلى وجود موهبة فطرية أو تدريب مهني، فالفن يتعلَّق بالتعبير، وتحويل عواطف الإنسان إلى تجربة بصرية يمكن لمَن حوله استقبالها. وفي المقابل، فإن روثكو يعتقد أن حرمان الطفل من التعبير الفني يمكن أن يكون ضارا تماما مثل إعاقته عن تعلُّم التعبير باستخدام اللغة.

  • احذر من قمع إبداع الطفل بالمعرفة الأكاديمية:

بالنسبة إلى روثكو، تُعَدُّ القدرة على تحويل العالم الداخلي للفرد إلى فن أكثر قيمة بكثير من إتقان التقنيات الأكاديمية، وكان يرى أن تعبيرات الطفل هشة، لذا عندما نُوجِّهها باستخدام معايير صارمة، أو بتأكيد أهمية الكمال التقني، فإنهم يجنحون إلى التوافق، مما يكبت إبداعهم الطبيعي.

  • البداية باللوحات الحديثة والمعاصرة بدلا من الكلاسيكيات:

ينصحنا روثكو حين نرغب في تقديم الفنون للأطفال أن نبدأ بالأعمال التي تنتمي للقرن العشرين، مثل لوحات هنري ماتيس أو ميلتون أفيري أو بابلو بيكاسو، فهؤلاء الفنانون -طبقا لرأيه- سعوا خلف شخصية نقية للتعبير المرئي، غير محجوبة خلف إطار الأسلوب والتقاليد الكلاسيكية.

  • اسعَ إلى تنمية مفكِّر مبدع لا فنان محترف:

يساعد تقديم الفنون للأطفال على أن يصبحوا أكثر وعيا بأنفسهم، وأكثر تعاطفا وتعاونا. خلال تجربته في تعليم الفنون للأطفال، لم يكترث روثكو إذا كان طلابه سيستمرون في متابعة حياتهم المهنية في مجال الفنون، لكنه ركَّز على تنمية تقدير عميق للتعبير الفني لديه، وكتب قائلا: "ربما يفقد معظم هؤلاء الأطفال خيالهم وحيويتهم عندما يكبرون، لكن قلة لن تفعل ذلك" (4).

بالإضافة إلى النصائح التي طرحها مارك روثكو، هناك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على طفلك عندما تُقدِّم له لوحة فنية، على سبيل المثال: "قل لي ماذا ترى؟"، "ما مشاعرك تجاه هذا العمل؟"، "في رأيك، هل يحكي هذا العمل قصة؟ ما رأيك فيه؟ لماذا أحببته؟ أو لماذا لم يعجبك؟"، من خلال هذه الأسئلة يمكن أن تصبح قطعة فنية واحدة هي نقطة البداية لمحادثة شائقة مع طفلك، تذكَّر أن تخبره أنه لا توجد إجابات خاطئة ولا أخرى صحيحة.

عندما تقف أمام لوحة جديدة، ربما تتساءل حول المفتاح الملائم لتقديمها لطفلك، في هذا الصدد هناك العديد من الطرق التي تسمح لكما معا باستكشاف اللوحات وتفكيك مفاتيحها:

  • السعي خلف العناصر الأساسية:

الخط والشكل واللون والملمس كلها عناصر أساسية في التكوين البصري، بإمكانك تتبُّعها مع طفلك بوصفها مدخلا للتعرُّف على اللوحات والتواصل معها. مع الأطفال من العمر الصغير بإمكانك التوقُّف للبحث عن الأشكال، ابحثوا معا عن المثلثات والدوائر والمستطيلات وغيرها، تتبَّعوا الخطوط المستقيمة والأخرى المنحنية.

اطرح أسئلة حول الألوان، بدرجاتها المُستخدَمة، والتباين بينها، وتأثير تجاور الألوان، ولا تنسَ الملمس، إذا كنتما تتأمَّلان لوحة على شاشة الحاسوب فاحرص على أن تكون بجودة عالية، بحيث تُمكِّنكما من تأمُّل كل تفصيلة، وناقِشا معا التقنيات التي استخدمها الفنان لإبراز الملامس المختلفة.

في بورتريه آرنو فيلليني أدهشت ابنتي الصغيرة قدرة الفنان على تصوير كل هذه الملامس المختلفة، وانطلقت أسئلتها تحمل دهشتها: كيف رسم معدن الثريا المصقول هكذا؟ وكيف أبرز الاختلاف بين ملمس الفراء البني الحرير الأخضر في ملابس الزوجة؟ وكيف تبدو عينا الكلب الصغير لامعة وحية هكذا؟

إضافة إلى ذلك، طرحنا الأسئلة حول عناصر اللوحة المختلفة، ما الذي يعنيه وجود المرآة خلف الزوجين؟ وإلى ماذا ترمز الأيقونات الصغيرة حولها؟ كانت هذه هي المرة الأولى التي أُشاهد فيها اللوحة، وكان علينا أن نطرح العديد من الأسئلة والإجابات وأن نقوم ببعض البحث. يمكنكم مشاهدة اللوحة بجودة أعلى من هنا.

  • الموضوع/ الفنان/ الدولة/ الحقبة الزمنية:

بدلا من تقديم لوحة واحدة للطفل يمكنك تقديم عدد من اللوحات التي تدور حول موضوع واحد، فمثلا يمكنك أن تجد هنا مجموعة من الأعمال الفنية التي تنتمي لحقب زمنية مختلفة ومدارس متباينة وأشكال تعبيرية تنوَّعت بين الرسم والنحت، وكلها تدور حول موضوع واحد هو الأمومة، كيف عبَّر كل فنان عن الأمومة بطريقة مختلفة؟ ستكشف لكم الأساليب وطرق التعبير المختلفة الكثير حول الفنانين ومدارسهم الفنية والحقب الزمنية التي ينتمون إليها.

وبالمثل بإمكانك اختيار بلد ما وتأمُّل الملامح الفنية المميزة للحقب الزمنية المختلفة التي مرَّ بها، ومشاهدة أشهر لوحاتها. أو اختر فنانا في كل مرة وتأمَّل مع طفلك عددا من لوحاته، سيُساعدكم التأمُّل وطرح الأسئلة المختلفة على فهم ملامحه الفنية المميزة، وكيف تطوَّر أسلوبه بمرور السنوات.

  • محاكاة الفن:

تُتيح الرغبة في محاكاة الفن الفرصة للتأمُّل والنظر إلى اللوحات والاستمتاع بها، والتحدُّث عن عناصرها الفنية المختلفة. ويستطيع الطفل في النهاية الوصول إلى طريقته الخاصة في التعبير والمحاكاة، ويمكنه أن يستخدم مختلف الأدوات، سواء الألوان أو الصلصال أو إعادة تدوير أوراق الجرائد. من الضروري أن تُركِّز على عملية خلق الفن وتأمُّله بدلا من التركيز على المنتج النهائي. وهكذا يمكن لطفلك أن يتعلَّم قراءة لغة الفن وأن يتحدَّث بها أيضا. (5)

  • زيارة المعارض الفنية ومتاحف الفن في مدينتك:

تُوفِّر الزيارات الميدانية للمعارض ومتاحف الفن فرصة للطفل للتعرُّف عن قُرب على اللوحات الفنية، بدلا من رؤيتها عبر شاشات الحاسوب أو الهاتف، هناك العديد من متاحف الفن في الدول العربية المختلفة، مثل متحف الفن الحديث ومتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، بيت جميل بجدة، متحف علي بورقيبة بتونس، المتحف الوطني للفنون الجميلة بالأردن، متحف محمود خليل وحرمه بالقاهرة، المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى معارض الفنون المعاصرة، وهو ما يجعلها قائمة لا تنتهي ومُتجدِّدة دائما.

هناك بعض الكتب والمصادر التي يمكن أن تجدها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 الذي انطلق يوم 30 يونيو/حزيران، وربما تساعدك في تقديم الفنون للأطفال، سواء عبر طرح أنشطة مُسلية للقيام بها مع طفلك أو عبر تقديم مواد بصرية للنقاش حولها، وعلى رأسها كتاب "Against the wall".

يضم هذا الكتاب لوحات الجرافيتي التي حوَّلت جدار العزل الإسرائيلي في فلسطين إلى لوحة حية للمقاومة والتضامن، ويضم أعمال فنانين من بينهم بانكسي ورون إنجليش وغيرهم من الفنانين الفلسطينيين. هذا الكتاب سيُقدِّم لطفلك الكثير حول الفن والحكايات والتاريخ، إنها عدة عصافير تضربها بحجر واحد.

كتاب آخر سيكون مفيدا هو كتاب "Drawing Egypt" لمارجو فيون، وهي فنانة وُلدت بمصر عام 1907 لأب سويسري وأم نمساوية، قدَّمت على مدار 75 عاما مجموعة هائلة من اللوحات الفنية، تتنوَّع فيها الوسائط الفنية بين الحبر والألوان المائية والرصاص وغيرها. بالإضافة إلى هذين المثالين هناك العديد من المطبوعات التي تُقدِّمها الجامعة الأميركية يمكنك تصفُّحها من هنا أو شراؤها من جناح مطبوعات الجامعة الأميركية بالقاهرة خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.

على جانب آخر، فإن هناك بعض القصص تدور حول الفن، أو تمس عالمه دون أن تُقدِّم للطفل معلومات جامدة، من بينها "أحمر، أزرق وقليل من الأصفر" للكاتب بيورن سورتلاند والرسّام لارس إياينغ. تدور القصة حول فتاة تُدخلنا إلى عالم الفن والرسم، بواسطة ارتدائها الثوب الأحمر، لتُعرِّفنا على مجموعة من أشهر رسامي القرن العشرين تُقابلهم خلال رحلتها، وهي صادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.

أما قصة "The Little Hippo" فتحكي قصة فرس نهر صغير، يتعرَّف إلى رجل مصري ويصبح صديقه، حيث يُعرِّفه المصري على عاداته وإيمانه بالحياة بعد الموت. في أحد الأيام ينام كلا الصديقين وتمرّ عليهم آلاف السنوات، حتى يستيقظ فرس النهر وينطلق في رحلة بحث عن عائلته. بعد تجوال حول العالم، يصل فرس النهر إلى متحف اللوفر في باريس، فرنسا، ويجد عائلته نائمة هناك، فينضمّ إليهم.

كتب تلوين اللوحات العالمية كذلك تكشف عالم الفنون وتُعرِّف الأطفال على العديد من اللوحات العالمية، وتسمح لهم في الوقت نفسه باستخدام ألوانهم الخاصة للتعبير، يُمكنك إيجادها بسعر زهيد في جناح الهيئة العامة للكتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

تُوفِّر لعبة البازل في حد ذاتها المتعة والتحدي للطفل، لكن ماذا لو حملت البازل لوحات فنية عالمية؟ سوف تسمح للطفل بتأمُّل كل تفصيلة في اللوحة عبر تأمُّل القطع الصغيرة المختلفة. يمكنك إيجاد العديد من منافذ بيع البازل، ولعل أشهرها "فلافي بير" في معرض الكتاب صالة 3 جناح "D 72" (صالة المستلزمات التعليمية) .

في النهاية، تذكَّر أنه لا توجد حدود، لا توجد لوحات بعينها يمكنك البدء بها، لكن يمكنك اختيار لوحات بها عناصر سردية قوية تسمح لخيال الطفل بالحركة، لا تقد طفلك لعالم الفن، بل اتركه يقودك، وستندهش من النتائج!

__________________________________________

ملاحظة:

** هذا التقرير هو جزء من سلسلة تقدمها كاتبة المادة لتعليم الأطفال نطاقات مختلفة، عادة ما نظن أنها حصرية للكبار فقط، لكنها ليست كذلك أبدًا، يمكنك الإطلاع من هذه الروابط على دليل لتعليم الفلسفة للأطفال، ودليل لتعليم الموسيقى للأطفال، ودليل لتعليم العلوم للأطفال.

المصادر :

1-ART WORLD ELITISM IN THE CONTEMPORARY AGE

2- Art appreciation helps young children learn to think and express ideas

3- We Are All the Same: Teaching Empathy Through the Arts

4-How to Teach Art to Kids, According to Mark Rothko

5- Art Appreciation 101 for Young Children

المصدر : الجزيرة