شعار قسم ميدان

وثائقيات ملهمة يجب على المبدعين والمصممين مشاهدتها

midan - أفلام للمبدعين

رغم أن الأفلام الوثائقية عبارة عن مصدر جوهري للمعرفة إلا أنها قد تكون -أيضًا- مصدرا من مصادر الإلهام والإبداع الذي يعتبر سمة مميزة لا غنى عنها للمصممين والمبدعين. لذا إن كنت من الكتاب، المصّورين، المهندسين المعماريين، ومصممي الغرافيك، أو حتى من المهتمين بالفنون والثقافة البصرية، ستجد ضالتك في هذا التقرير الذي يعرض العديد من الوثائقيات الملهمة المحّفزة على تدفق الإبداع.

نمط الحروب

يّعد فيلم نمط الحروب (Style Wars) من الأفلام الفريدة التي تناولت الجذور الأميركية لثقافة الهيب هوب التي كانت تنمو باضطراد متزايد في أواخر السبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. فيلم نمط الحروب هو فيلم أميركي من إخراج توني سيلفر وإنتاج مشترك بين توني سيلفر وهنري تشالفانت، عُرض للمرة الأولى على شاشة التلفزيون في 1983، ثم عُرض للمرة الثانية في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي في عام 1984. 

يعرض الوثائقي الفنانين الشباب الذين يكافحون في سبيل التعبير عن أنفسهم من خلال فنهم، كما يلتقط العديد من اللحظات التاريخية لثقافة الهيب هوب مع التركيز -بشكل خاص- على فن الكتابة على الجدران (الجرافيتي) التي تعتبر عنصرا رئيسا من العناصر الخمسة لثقافة الهيب هوب، التي تّضم موسيقي الراب (Rap)، وإيقاعات البيِت بوكس (beatbox)، ورقص البريك دانس (Breakdance)، وفن تشغيل الأقراص الموسيقية دي جي (DJ). متناولًا الصراع واختلاف وجهات النظر بين الفنانين الشباب وعمدة مدينة نيويورك في ذلك الوقت إد كوخ، حول مدى أخلاقية فن الكتابة على الجدران. ([1]) يمكن مشاهدة الفيلم الوثائقي كاملًا؛ من هنا.

المستقبل من خلال التصميم

فيلم المستقبل من خلال التصميم   (Future By Design) هو فيلم وثائقي من تأليف وإخراج وليام غازيكي صدر في (يونيو/حزيران) عام 2006 بميزانية تقدر بحوالي ربع مليون دولار أميركي. يركز الوثائقي خلال ساعة ونصف على إغراق العقل وإمعان التفكير في عمليات ومفاهيم عَالِم المستقبليات والمصمم الهندسي الراحل "جاك فريسكو"، صاحب الاهتمامات المتعددة التي تشمل العلوم والهندسة والعمارة جنبًا إلى جنب مع التصميم والفلسفة، المشهور بنشره لتصاميم البناء المستقبلية واليوتوبيا المجتمعية التي تعتمد على الشواغل البيئية والتعليم. ([2])  

يتناول هذا الوثائقي أطروحة جاك فريسكو للمستقبل القريب التي توصل إليها بعد سنوات من التعّلم والأبحاث التجريبية، حيث يرى مستقبلا خاليا من سيطرة المال والسياسة والمصالح الشخصية والقومية. مستقبل به حضارة عالمية قوية غير قائمة على أي نظام اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي، وذلك من خلال نظام شامل يجمع بين التعليم التشاركي المرتكز على الإبداع واستخدام التكنولوجيات الجديدة، وأنظمة النقل والمواصلات المتطورة، والموارد النظيفة والمتجددة للطاقة. ([3]) يمكن مشاهدة الفيلم الوثائقي كاملًا؛ من هنا.

بيل كانينغهام نيويورك

فيلم بيل كانينغهام نيويورك (Bill Cunningham New York) هو فيلم وثائقي أميركي صّدر في (مارس/آذار) عام 2010 من إنتاج فيليب جيفتر وإخراج ريتشارد بريس. يتناول هذا الوثائقي لمحة عن تاريخ مصور أزياء صحيفة نيويورك تايمز الراحل "بيل كانينغهام"، الذي اشتهر بالتقاط الصور الصريحة للفنانين والمشاهير في الشوارع دون الحصول على إذن أصحابها. ساهم كانينغهام بشكل كبير في تطور صحافة الأزياء عبر توثيق اتجاهات الموضة في شوارع مدينة نيويورك جنبًا إلى جنب مع مقالاته الأسبوعية في الجريدة ذاتها حول الموضة وتّطور أزياء الشوارع.  ([4])  

استقبل الفيلم استقبالًا حافلًا من قِبل النقاد، إذ تم ترشيحه لأكثر من 12 جائزة منها جائزة جمعية بوسطن لنقاد السينما عام 2011، وجائزة مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي عام 2011، وجائزة رابطة نقاد السينما الأسترالية عام 2012. كما فاز الوثائقي بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان سيدني السينمائي عام 2010، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان نانتوكيت السينمائي، ومهرجان ملبورن السينمائي الدولي، وكذلك مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي عام 2010. ([5]

جون بورتمان: حياة البناء

يّعد هذا الفيلم (John Portman: A Life of Building) من الأفلام الوثائقية المهمة في تاريخ التصميم المعماري الحديث، فهو من تأليف وإخراج بين لويترمان وتم إصداره في عام 2011. يتناول الفيلم السيرة الذاتية للمهندس المعماري والمطّور العقاري الأميركي ذو الصيت المدّوي "جون بورتمان"، الحاصل على وسام الابتكارات في تصميم الفنادق من المعهد الأميركي الوطني للمهندسين المعماريين عام 1978، وكذلك الميدالية الفضية للتصميم المبتكر عام 1984 بالإضافة إلى العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى. 

يعرض الوثائقي في صورة مميزة نهج بورتمان الذي يّعد -الآن- واحد من أهم وأفضل المهندسين المعماريين الأكثر ابتكارًا حول العالم، واشتهر بتصميماته الفريدة وديكوراته المميزة وكذلك مبانيه التي أعادت تحديد معالم 60 مدينة في 4 قارات حول العالم لأكثر من 45 عام على التوالي. كما يركز الفيلم على عرض اللقطات الفاصلة بين الفترات الزمنية لمباني بورتمان التي أعادت تعريف المناظر الحضرية وناطحات السحاب في أميركا جنبًا إلى جنب مع الصين وبقية القارة الآسيوية.  ([6]

تيمز فيرمير

فيلم تيمز فيرمير (Tim’s Vermeer) هو فيلم وثائقي من إخراج ريمون تيلر وإنتاج كلٍ من بين جيليت وفارلي زيغلر، تم عرضه للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2013. يتناول الفيلم محاولات المخترع المهووس بالفن ومؤسس شركة "نيو تك" التي تعمل في مختلف مجالات رسوم الكمبيوتر "تيم جينيسون"، لتفسير وحل لغز من أعظم أسرار الفن على مر العصور، ألا وهو كيف تمكن الفنان الهولندي "يوهانس فيرمير" من رسم لوحة "فتاة قرط اللؤلؤ" قبل اختراع التصوير الفوتوغرافي بحوالي 150 سنة. ([7])  

لوحة "فتاة قرط اللؤلؤ" هي لوحة رسمها الفنان الهولندي "يوهانس فيرمير" في القرن السابع عشر وبالتحديد في عام 1665، وتعتبر واحدة من أشهر اللوحات في تاريخ الفن، حيث أطلق النقاد عليها لقب "موناليزا الشمال" عندما تمت إعادة اكتشافها، ذلك نظرًا لتميزها بالجاذبية والغموض الموجودين في لوحة الموناليزا. ([8]) لذا يحاول جينيسون خلال هذا الفيلم الوثائقي التاريخي فك غموض هذه اللوحة عبر العديد من الأفكار والافتراضات. 

بريس بوز بلاي

يّعد فيلم بريس بوز بلاي (PRESSPAUSEPLAY) من أكثر الأفلام الوثائقية الملهمة والمحّفزة للإبداع، فهو من إخراج ديفيد دورسكي وفيكتور كوهلر، وتم عرضه للمرة الأولى في مهرجان أفلام الجنوب الغربي السينمائي عام 2011. يتناول الفيلم العديد من المقابلات مع المبدعين الأكثر تأثيرا في العالم خلال العصر الرقمي، يتناقشون حول مميزات وعيوب التكنولوجيا الرقمية في تأثيرها على عملية الإبداع، وكيف أطلق العصر الرقمي العنان للإبداع وأصبحنا في عالم يستطيع فيه كل شخص أن يصبح فنانًا. ([9]

يلقي الفيلم الضوء على تأثير ازدياد التكنولوجيات الرقمية في المجتمعات الإبداعية بين المخرجين والموسيقيين والمصورين والمصّممين. فأصبح المخرجون قادرين على تحقيق طموحاتهم وتنفيذ أفلامهم عبر تلك التكنولوجيات مثل كاميرات الفيديو الرقمية الصغيرة وبرامج التحرير التي أصبحت أسهل من أي وقت مضى. كذلك أصبح الموسيقيون قادرين على تسجيل الموسيقى الخاصة بهم وتعديلها عبر البرمجيات الرقمية لتسجيل الموسيقى وتعديلها، بل أصبح بإمكانهم طرحها -أيضًا- للمستمعين عبر شبكة الإنترنت. ([10])  

أما بالنسبة للمصّورين والمصّممين فتأثير التكنولوجيات الرقمية لم يختلف كثيرًا عن تأثيرها على المخرجين والموسيقيين، بيد أن التصوير الرقمي من خلال الكاميرات الرقمية الصغيرة أصبح منافسًا أكثر فاعلية للتصوير التقليدي، في حين أن تحرير الصور والتعديل عليها والتلاعب بها أصبح أكثر بساطة وتطورًا عن أي وقت مضى. يمكن مشاهدة الفيلم كاملًا مجانًا؛ من هنا.

الصوتيات البصرية: الحداثة من يوليوس شولمان

يّعد فيلم الصوتيات البصرية (Visual Acoustics) واحدا من الأفلام الوثائقية الفريدة التي توضح مدى تطور العمارة الحديثة، بيد أنه يتناول حياة "يوليوس شولمان" الذي يعتبر واحدا من أعظم المصورين المعماريين في العالم.  عُرض الفيلم للمرة الأولي في (أكتوبر/تشرين الأول) عام 2009، حيث فاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي ومهرجان أوستن السينمائي، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان لون ستار السينمائي الدولي.  ([11])  

يلقي الفيلم الضوء على أهمية العمارة الحداثية في المجتمع المعاصر، ودور المصمم المعماري "يوليوس شولمان" في تصنيع شكل فني غير معتاد من العمارة الحداثية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على صور شولمان التي جسدت الجمال لحركة الحداثة ودورها في صياغة نمط الحياة في جنوب كاليفورنيا إلى بقية الأمم خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

المصدر : الجزيرة