شعار قسم ميدان

أفـلام "نهاية العام" تساعدك لجعل عامك المقبل أكثر نجاحا

midan - movie

على الرغم من الطابع الديني الذي يحمله عيد الميلاد "الكريسماس" للعالم الغربي خصوصا، فإنه من أكثر المناسبات العالمية التي يتم الاحتفال بها بشكل عام باعتبارها رديفا لنهاية العام الميلادي، وبدء عام ميلادي جديد. نهاية (ديسمبر/كانون الأول) من كل عام هو موسم العطـلات الأساسي عالميا، ويرتبط دائما بمختلف الأنشطة الترفيهية بدءا بكثيف إصدارات الأفلام السينمائية العالمية الجديدة، مرورا بانتعاش حركة الرحلات السياحية، وليس انتهاء بالاستعداد لبدء عام جديد بمختلف الطرق.

 

كانت السينما وما زالت من أكثـر النوافذ الإبداعية التي تسلط الضوء على أعياد الكريسماس بجوانب مختلفة، سواء الدراما أو الكوميديا أو حتى سينما الرعب. معالجات مختلفة متنوّعة للغاية اتخذتها الشاشة الفضيـة لأعياد الكريسماس ونهاية العام، أخرجت في النهاية مجموعة من أكثر الأفلام تشويقا وشهـرة في تاريخ السينما، وإن شابَ مُعظمها ثنائية "الدراما الهادفة" و"الكوميديا" بشكل أساسي.

 

هنا نستعرض مجموعة من أبرز الأفلام التي تدور قصتها الأساسية حول نهاية العام. أفلام متنوّعة التصنيفات بعضها قد يمثّـل وقفة حقيقية مع النفس قبل انقضاء العام وبدء عام جديد، وبعضها الآخر هدفه المُطلق هو الترفيه، والبعض الثالث -وهذا هو الأغلب في أفلام الكريسماس- يقدم رسالة عميقة في قالب من الكوميديا والدراما لتساعد مُشاهدها على بدء عام جديد أكثر نجاحا من عامه المنقضي.

    

أنشودة عيد الميلاد.. على خطى السيد سكـروج

     

في ليلة عيد الميلاد الكل يبدو سعيدا مستشبرا إلا السيد "سكروج". إضاءة في كل مكان، احتفالات، أشجـار الكريسماس تزيّن الطرقات في لندن العريقة في القـرن التاسع عشر، والكل يتبادل التهاني، إلا السيد "سكـروج". الأطفال يجتمعـون حول المارة طالبين منهم الهدايا وبعض المال لشراء بعض الحلوى، ولكنهم يرهبـون السيد "سكـروج". الكل في عطلة الميلاد إلا السيد "سكـروج" الذي يتوجّـه إلى متجــره ويأمر مساعده بأن يعمل في ليلة الميلاد أيضا.

 

السيد "سكروج" رجل طاعن في السن، شديد البخل، مكروه من الجميع، حاد الصفات، يحتقر الناس ويتأفف من فقـرهم. يتمنى أن يموت الفقــراء حتى تعتدل الكثافة السكـانية، يرفض دعوات أقربائه للاحتفال. في ليلة الميلاد يعود إلى منزله ليدخل في "حـالة" بين الحلم واليقظة. حالة مخيفة تجعله يرى الموت بعينيه، ويندم على لحظـات تفريطه في الإحسـان إلى الناس، ويتمنى لو أن له كـرّة فيتصدّق ويكون من الصـالحين.

 

يفيق السيد "سكـروج" من هذه الحالة المرعبة، ليكتشف أنه لم يمت بعد. إنها ليلة عيد الميلاد، وأمامه فرصة عظيمة ليصلح كل ما ارتكبه من أذى للناس، فيخرج من كآبته ويشيع الابتسامات بين الناس، ويغدق على الفقراء. ليلة واحدة حوّلت السيد "سكـروج" من عجوز بخيل يخشاه الناس إلى شخص صالح أينما حلّ في مكان نشر فيه الخير.

 

"أنشـودة عيد الميـلاد" (A Christmas Carol) هي قصة قصيرة رائعة من أدب الروائي الإنكليزي العملاق تشارلز ديكينز، صدرت في عام 1843. تعتبر هذه القصة واحدة من أبرز روايات ديكينز على الإطلاق وأكثرها شهرة بين البالغين والأطفال، وتم تقديمها في عدة أفلام. أبرز هذه الأفلام هو فيلم بنفس الاسم من إنتاج عام 2009 قائم على التحريك ثلاثي الأبعاد، من بطولة الممثل الكوميدي الشهير جيم كاري. حاز الفيلم تقييما نقديا إيجابيا مرتفعا للغاية، وإيرادات ضخمة وصلت إلى 324 مليون دولار، وترشح لجوائز عالمية. (1، 2)

    

رجل العـائلة.. فرق بين "السعادة" و"التعاسة المرفّهة"

    

جاك كامبـل رجل أعمال ناجح، لديه كل شيء يريده في الحياة. أموال طائلة، سيارات فارهة، رئيس تنفيذي لشركة عملاقة، منزل فخم في مبنى يقطنـه أغنى أغنياء نيويورك. وسامة مفـرطة، علاقات متعددة بنسـاء ساحرات، حيـاة رياضية وصحية وإنسـانية يحسده عليها كل من يراه فيها. وجهه لا يتوقف عن بث ابتسامة واثقة لكل من يراه.

 

في ليلة الكريسماس يجبـر جاك كامبل موظفي شركته العملاقة على الاجتماع لتنسيق المراحل الأخيرة لعقد واحدة من أكبر صفقات الشركة. ينفض الاجتماع ليهـرع الجميع ليقضي ليلة الكريسماس مع أسرته والاحتفال، بينما يعود جاك كامبل وحيدا إلى شقته الفارهة التي تحولت إلى شقة كئيبة، لا زوجة فيها ولا أطفال.

 

عندما يخلد جاك إلى النوم يستيقظ ليجد حياته فجأة اختلفت كليا. خطيبته القديمة أصبحت زوجته، أصبح لديه طفلتان، أصبح يعيش في بيت متوسط يعج بالزائرين والأقارب. ملابسه رخيصة الثمن، يعمل موظفا في شركة مملة. في البداية يصاب بالفزع من هذه الحياة ولا يعرف ما الذي جاء به إلى هنا، ثم بمرور الوقت يبدأ في التأقلم مع زوجته وابنتيه. يكتشف أنه أكثر سعـادة بكثيـر من حيـاته السابقة المليئة بالمظاهر التي تبدو سعادة، ولكنها في واقعها تعاسة مطلقة. إلى أن يأتي الوقت الذي يستيقظ فيه جاك من حلمه، ليعود مرة أخرى إلى واقعه التعيس المليء بالترفيه.

 

فيلم "رجل العائلة" (The Family Man) هو فيلم من إنتاج عام 2000 بطولة كل من نيكولاس كيدج وتينا ليوني. حقق الفيلم إيرادات كبرى تجاوزت 125 مليون دولار، ويدور بشكل كامل في أجواء ليلة الكريسماس، مناقشا واحدة من أهم معضلات الحيـاة: هل السعادة الحقيقية في الطموحـات الكبرى والثراء، أو في عائلة بسيطة هادئة هانئة؟

 

ربما المزية الأهم التي يقدمها الفيلم هو إشـارته إلى أن الأوان لم يفت بعد، وأنه بإمكـان كل من يعيش بفكـر وحيـاة جاك كامبل أن يستدركها، ويغيّـر مساره تدريجيا ليوازن ما بين الطموح والسعادة الحقيقية. رسالة شديدة الأهمية في نهاية الفيلم، رغم كونها أثّـرت قليلا على مساره الدرامي الذي كان من الممكن أن يكون أفضــل إذا جسّد معاناة البطل وقد فاتته فرصة السعادة الحقيقة. ما يجعله فيلما يحتوي على رسالة أكثر من اهتمامه بالنسق الدرامي الواقعي. (3، 4)

    

الحب بالفعــل.. في كل مكـان

 

"كلمـا شعرت بالحزن من الحالة التي يشهدها العالم الآن، دائما أتذكـر المسافرين الذين وصلوا للتوّ إلى بوابة مطار هيثـرو. المشاهدات المحيطة بنا قد تجعلنا نميل إلى الاعتقاد أننا نعيش في عالم مليء بالكراهية والطمع، ولكنني لا أرى ذلك. يبدو لي دائما أن الحب في كل مكان. صحيح أنه غير مميز وليس دائما محل الحديث عنه، لكنه دائما هناك. الآباء والأبناء، الأمهات والأطفال، الأزواج والزوجات، الأصدقاء. عندما تصطدم الطائرات بالأبراج، لا يكون هناك رسائل أخيـرة مليئة بالحقد والكراهية، بل تكون رسائل الركاب الأخيرة مليئة بالحب والوفاء والوداع. إذا تمعنت في النظر، لديّ دائما شعور خفي بأن الحب بالفعل.. في كل مكان"

(مونولوج شهيـر من بداية الفيلم)

  

فيلم بريطـاني درامي رومـانسي من إنتـاج عام 2003، يعتبر واحدا من أبرز أفلام الكريسمـاس الشهيـرة على مستوى العالم منذ لحظة إنتـاجه حتى اليوم. الفيلم ترشح لـ 18 جائزة دولية على الأقل، وحاز إعجابا كبيـرا جمـاهيريا ونقديا، انعكس على إيراداته الضخمة التي لامست سقف ربع المليـار دولار انطلاقا من ميزانية متوسطة لا تزيد عن 30 مليونا.

 

الفيلم عن "الحب" بكل أنواعه، وذلك عبر قصص متداخلـة لمجموعة مختلفة تماما من الأشخاص في أيام عطـلات الكريسماس في بريطانيا. رئيس الوزراء البريطاني الذي يقع في حب فتـاة تعمل في مكتبه، وأديب يسافر بعيدا ليجد نفسه عاشقا لخادمته، وممثل يقع في حب ممثلة أخرى، وشاب يعشق فتـاة هي في الأساس زوجة صديقه، وشيخ كبير في السن تغريه فتــاة شابة وتحاول أن تجعله يخون زوجته الحبيبة. مجموعة من القصص المتداخلة التي تدور جميعها حول "الحب" ومشتملاته من خيانة وألم ومشـكلات.

 

هذه التشكيلة من المواقف والأحداث استطاع الفيلم أن يعالجها ببراعة، حيث جسّد كل هذه الأحداث والشخصيات بشكل سلس وسريع وبعيد تماما عن الملل أو الحيرة أو الارتباك. ثم جمع معظم أطراف هذه العناصر في نهايات سعيدة مليئة بالأمل وتعج بالرسالات الواضحة، مغلفة جميعا بإطـار أعيـاد الكريسمـاس.

 

الفيلم يناسب أجواء الكريسماس بشكل ممتاز، خصوصا أنه من بطولة كوكبة كبيرة من الممثلين البريطانيين الكبـار على رأسهم هيو غرانت وآلان ريكمـان وإيما ثومبسون وكيرا نايتلي وكولين فيرث وليـام نيسون، واعتبر واحدا من أبرز الأفلام البريطانية الذي جمع العديد من نجوم الصف الأول في السينما البريطانية. (5، 6)

     

العطـلة.. حيـاتك قد تكون حلمَ غيــرك

     

في نهاية العام، ومع بدء عطلات الكريسمـاس في العالم الغربي، تجد "أيريس" الصحفية الإنجليـزية نفسها وحيدة تماما في الوقت الذي يحتفل فيه الجميع، هي تعيش في كوخهـا الصغيـر الواقع في ضواحي العاصمة البريطانية. وفي نفس التوقيت، تجد أماندا الأميـركية التي تعمل في هوليوود نفسها منهارة تماما بسبب انشغالها المبالغ فيه في عملها، ومشاحناتها المستمـرة مع زوجها.

 

حيـاتان مختلفتان تماما، كل منهما ترى أنها قمة التعاسة. يجمعهنّ القدر في لقاء إلكتـروني في إحدى مواقع تبادل الأماكن، حيث تتفق أيريس البريطانية على الذهاب إلى محل إقامة أماندا في لوس أنجلوس، بينما تنتقل أماندا الأميـركية إلى محل إقامة أيريس في بريطانيا. في البداية تشعر كل منهما بالوحشة من طريقة حياة الأخرى، ثم تكتشف كل منهما أن حيـاة الأخرى هي ما كانت تسعى له بالفعل، وأنها تستطيع أن تتأقلم مع نمط الحياة، بل وتكتسب كل منهمـا خبرات شتّى أثنـاء "العطلة" تجعل حيـاتهما أفضـل فيما بعد.

 

فيلم "العطلــة" (The Holiday) هو فيلم رومانسي درامي هادئ من إنتاج عام 2006، يصلح بشكل ممتاز للمشاهدة أثناء ليلة شتـوية باردة. الفيلم من إخراج "نانسي مايرز" المخضـرمة في إخراج هذا النوع من الأفلام الدرامية الهادئة، ومن بطولة النجمة البريطانية كيت وينلست والأميـركية كاميرون دياز، إلى جانب جود لو وجاك بلاك. حقق الفيلم مراجعات نقدية إيجابية للغاية وإيرادات تجاوزت سقف 200 مليون دولار، وترشح لعدد من الجوائز. (7، 8)

    

وحيد في المنزل.. كوميديـا التسعينيـات الأشهــر
   
واحد من أشهـر وأنجح أفــلام أعياد الميلاد على الإطلاق، حقق إيرادات هائلة في دور السينما وتقييمـات إيجابية كبرى من طرف كل من الجمهور والنقاد، واعتبر من أكثر أفلام التسعينيات الكوميدية نجاحا على الإطلاق. طبعا نحن نتحدث عن فيلم "وحيد في المنزل" (Home Alone) الغني عن التعريف، والذي عادة ما يتم بثّـه بشكل خاص في معظم وسائل الإعلام المرئية في فتـرة أعياد الميــلاد.

 

الجزء الأول من الفيلم من عام 1990، وفيه تقرر عائلة السيد مكاليستر السفـر إلى باريس في عطـلات أعياد الميلاد. العائلة كبيرة وتعج بالأطفال، ودائما الأب والأم مشغـولان بالتحضيرات وحصد الحقائب وترتيبات السفر، ثم يكتشفان في النهاية بعد وصولهم إلى باريس بأن ابنهم الأصغـر "كيفين" ليس معهم، وأنهم تركوه وحيدا في المنزل في أميـركا. ويصـادف بقاؤه بمفـرده في المنزل قيام عصـابة من اللصوص بالتخطيط للسطو على المنزل الفخم، مما يجعل الطفـل الصغير ذا الثمـانية أعوام يقــرر التصدي للصوص بتجهيـز سلسلة كبيرة من المقالب المضحكة التي يحفظهـا كل من شاهد الفيلم عن ظهــر قلب.

 

الجزء الثاني من الفيلم ظهـر في عام 1992، بعد عامين من النجاح الهائل الذي حققه الجزء الأول، حيث تقرر عائلة مكاليستر السفـر مرة أخرى لقضاء إجازة عيد الميـلاد في ميــامي، في أقصى الجنوب الشرقي من أميـركا. تستعد العائلة للسفر، ويركّـز الوالدن هذه المرة على كيفن تحديدا حتى لا يتركـانه في المنزل بمفــرده مثل المرة السابقة. كيفين مع أسرته في المطـار، ولكنه -هذه المرة- يركب الطـائرة الخطأ ويتوجّـه -بمفرده- إلى "نيويورك" أكبر مدن أميركا وأخطرها وأكثرها زحاما. فقط ليقرر الفتى الصغير أن يستمتع بوقته، إلى أن يقابل مرة أخرى عصابة اللصوص ليلقنهم درسا جديدا في المدينة العمـلاقة.

 

حقق الفيلمـان نجاحا هائلا، حيث وصلت إيرادات الجزء الأول من الفيلم إلى نحو 476 مليون دولار انطلاقا من ميزانية لا تتجاوز18  مليونا. بينما حقق الجزء الثاني من الفيلم إيرادات ضخمة أيضا لامست سقف الـ 360 مليون دولار، انطلاقا من ميزانية متواضعة بدورها لا تزيد عن 20 مليونا. حقق الجزءان معا إيرادات تجاوزت الـ 800 مليون دولار، وترشحا لعدد كبير من الجوائز العالمية.

 

الطريف أن "ماكولي كولكين" الذي لعب دور الطفل الشقي "كيفين" لم يحقق تقريبا على مدار سنوات حيـاته نجاحا أو شهـرة في مسيرته الفنية سوى في هذا الدور. والطريف أيضا أن الرئيس الأميـركي الحالي "دونالد ترمب" ظهـر في إحدى لقطـات الجزء الثـاني من الفيلم. (9، 10، 11، 12)

    

إنهـا حيـاة رائعــة.. نظــرة للحيــاة من زاوية أخــرى

     

فيلم "إنها حيـاة رائعة" (It’s a wonderful life) هو واحد من أفضـل أفلام السينما الأميـركية على الإطلاق، تم اختياره في التسعينيات ليحفظ ضمن سجل لأفلام الوطنية في مكتبة الكونجرس كأثر حضاري وتاريخي للولايات المتحدة. وتبوّأ مكانة دائمة في أفضــل أفلام القـرن العشـرين عالميا، وواحد من أفضـل الأفلام التي تم إنتـاجها في أميـركا على الإطـلاق في تاريخ السينما.

 

الفيلم من إنتاج عام 1946، وترشح لخمس جوائز أوسكـار، وسجـّل تقييما نقديا إيجابيا مرتفعا للغاية في مواقع تقييم الأفلام على المستوى النقدي والجماهيري لما يحمله من رسالة إنسـانية عميقة في إطار درامي مُحكم قائم بالأساس على اقتباس من رواية بعنـوان "الهدية الأعظم" التي ألّفها الكاتب الأميــركي فيليب فان دورين ستيرن في عام 1939 ونُشـرت في عام 1945.

 

في ليلة الميـلاد كان جورج بايلي يمر بأوقات سيئة في حياته، وضاقت عليه الأرض بما رحبت. لم يعد أمامه لمواجهة الحيـاة سوى الهرب منها تماما بالانتحـار. هنـا فقط يظهر ملاك حارس لإنقاذ جورج في اللحظة الأخيرة، ويقرر مساعدته حتى يستطيع الحصـول على "أجنحة" باعتبار أنه ملاك حارس من الدرجة الثانية يجب أن يساعد بشريا للحصول على جناحين مثل بقية الملائكة.

 

يصطحب الملاك جورج وهو في قمة بؤسه إلى رحلة في الماضي. يجعله الملاك يرى الأفعال الكثيرة المليئة بالخير التي قام بها، بدءا من مساعدته لأهله وأقاربه، وأصدقائه، وإنقاذه للكثيرين من السقوط في قبضة الديون والأزمات. ويظهر له كيف أن وجوده في الحيـاة جعل حيـاة الآخرين أفضل، وأن حياته تعني الكثير جدا لمن هم حوله حتى لو لم يعلنوا له ذلك، أو حتى قابلوا خدماته بالجفاء. وجوده في الحياة كان سببا في إنقاذ الكثيرين من مصير مأساوي ومظلم، ولكنه لم يكن واعيا بمقدار الخير الذي يبذله.

 

الفيلم هو أقرب إلى رسالة حث للمشاهد للنظـر إلى الحياة من زاوية أخرى، وأن الأزمات والكوارث عندما تتصاعد لتصل إلى ذروتها غالبا تقوم بتغطية كل شيء حسن فعلناه في حياتنا، بشكل قد ينسينا أهمية وجودنا نفسه، ويعمي عيوننا عن إدراك أبسط الحقائق. قد لا تكون لدينا القدرة على التواصل مع ملاك حارس هنا أو هناك ينبّهنا لهذه المعاني، ولكن ربما الفيلم ذاته هو الذي يلعب دور الملاك الحارس في تنبيـه الملايين إلى هذه المعاني، خصوصا أنه من أكثر الأفلام عرضا في أوقات الاحتفال بأعياد الميـلاد. (13، 14)

   undefined

 
في النهاية، من المستحيـل حصـر أهم الأفلام التي قدمتها السينما في مناسبة أعياد الميلاد أو نهاية العام بشكل عام، لكن يمكن القول إن القاسم المشترك بين كافة هذه الأفلام هو تقديم رسالة ما من ورائها، حتى إذا كانت تدور في إطـار ترفيهي أو درامي بحت. وبالفعل، بعض هذه الأفـلام يمكن القول قطعـا إنها تساهم في تغييــر شخصية من يشاهدها، وربما تظـل قابعة في عقله الباطن مدى الحياة.

المصدر : الجزيرة