إليك 9 لوحات فنية شرحت تاريخ كرة القدم بصورة لا تتخيلها
أن تحب رياضة مثل كرة القدم يعني أن تجعل من مشاهدة مبارياتها طقسا محببا، تترقبها وتنصرف إليها بكيانك وحواسك عاقدا آمالا على الفريق الذي تهتف له وتشجعه بحرارة، النادي الذي ارتبطت به لسنوات وطالما أحبطتك خساراته وأطربك هدف باهر يعلن فوزه.
تُسلِّط انفعالاتنا التلقائية تلك الضوء على البُعد الاجتماعي لكرة القدم، التي هي لعبة قائمة بأكملها على حشد مجهودات وإمكانيات كل لاعب على حِدَة لصالح إرادة جماعية (1)(2)، يشرح علم النفس هذا الأمر في سياقات عدة، تتفق جميعها على أن الإنسان كائن اجتماعي، الانتماء إلى مجموعة يُمثِّل جزءا رئيسيا من جوهره، ويجري ذلك على لاعبي كرة القدم كما يجري على الجمهور، وبسبب ذلك حفل تاريخ كرة القدم بالعديد من اللحظات النابضة بالحياة التي طالما حازت انتباه الفنانين لتسجيلها برسومهم وألوانهم.
بالتزامن مع كأس العالم الماضي 2018، نُظِّم معرض في باريس أُعيد فيه تعليق لوحات تاريخية بعد تحوير مضمونها قليلا بتضمين كرة القدم (3). ففي عمل "دعوة القديس ماثيو" (Calling of Saint Matthew) التي تعود للفنان "كارافاجيو"، غاب الضوء المشع من وجه المسيح وشخصه وحل محله جهاز تلفاز يعرض مباراة كرة قدم.
وفي لوحة "عرض زواج" (The Proposal) للرسام السويدي "كنوت إكوال"، تظهر امرأة ترسل نظرها بعيدا نحو ركن خفي، ورجل يقطع لعبة الشطرنج دون أن يحفل بالبيادق التي سقطت أرضا فقط ليعرض عليها الزواج. لكنه في النسخة المحورة لا يفعل ذلك للغرض ذاته، وإنما لمشاهدة مباراة كرة قدم! يتمسك الفنانون القائمون على المعرض برؤيتهم أن كرة القدم كالفن، من شأنها أن تُحدث طوفانا من المشاعر، يُنزلها البعض منزلة مقدسة، من هذا المنطلق رموا إلى منحها المكانة التي تستحق. في السطور التالية نستعرض مجموعة من اللوحات كانت الكرة بطلها الرئيسي، لكن محتواها تجاوز النظرة التبسيطية للكرة بوصفها لعبة أو رياضة مجردة.
السيدات يلعبن التسوجو
ينسدل لون الذهب الخالص في لوحة الفنان دو جين "سيدات صينيات يلعبن التسوجو" فتبدو وكأنها قادمة من أحد الأحلام. تنهمك فيها مجموعة من سيدات البلاط في لعب كرة قدم أشبه بالقمر على العشب الندي، لا تُبدي أيٌّ منهن انزعاجها بقدميها المقيدتين والفساتين متعددة الطبقات التي لم تمنعهن من تمرير الكرة إلى بعضهن بعضا بأناقة. توحي انحناءة ظهورهن إلى أنهن مستغرقات في اللعب منذ بعض الوقت. يجمع دو جين في قطعته الفنية بين أرباب إلهامه من المناظر الطبيعية والزهور المتفتحة إلى البشر.
كيف تدحرجت الكرة وصولا إلى هؤلاء السيدات حتى تُكوِّن ذلك المشهد؟ قبل نحو ألفي عام إبان فترة الدول المتحاربة، أي قبيل توحيد البلاد، وُجدت كرة القدم في الصين تحت اسم "تسوجو" (cuju) أي "ركل الكرة" (4)(5)، ومورست بوصفها تدريبا عسكريا سرعان ما لقي صدى وتجاوبا واهتماما بين مختلف الطبقات وصولا إلى الطبقات الحاكمة.
كان الإمبراطور غاوزو (ليو بانغ) ذا نشأة وخلفية قروية متواضعة، تحول إلى السياسة حتى بات إمبراطورا، فدعا ليو بانغ والده للعيش في القصر الإمبراطوري. لبى والده دعوته، وإن بدا عليه هناك سيماء الاغتمام لعدم تمكنه من لعب التسوجو، لأجل هذا شيَّد ليو بانغ ملعبا ضخما لإقامة مباريات الكرة في الأعياد والمناسبات. تراوح عدد الفريق آنذاك بين 12-16 لاعبا، وسرى اعتقاد بأن الكرة ترمز إلى الكرامة، وبالتالي لم تسمح القواعد التي وضعتها أسرة هان (التي ينتمي إليها الإمبراطور) للاعبين بلمس الكرة بأيديهم.
لخفة اللعبة وشعبيتها، تَشكَّل أول فريق كرة قدم نسائي في نحو 900م، وأثبتت النساء براعتهن حد أن تفوقت فتاة في سن السابعة عشرة على طائفة من الجنود. لم يدم ذلك المجد طويلا، ففي القرن العاشر وجد أحد الأباطرة في نفسه نزعة للأقدام الصغيرة لدى السيدات، فأمر بتقييد أقدام الفتيات في العاشرة بإحكام لمنع نموها (6). ولتسعة عقود نُظر إلى هذا التقليد بوصفه سمة جمالية تخص الإناث الصينيات، وهو ما يظهر مع السيدات اللاتي قدَّمهم دو جين في لوحته.
خضعت كرة التسوجو لتغييرات، فُرِّغت حشوتها من الريش وعُبِّئت بالهواء، وبلغت شعبيتها الذروة بين جميع فئات المجتمع، فأُنشئت نوادٍ للمحترفين تَدرَّب مرتادوها على يد مدرسين محترفين لقاء مقابل مادي. وحين أتى عهد أسرة مينج الحاكمة، حين خط دو جين رسمته، كانت رياضة السوجو آخذة في الانحدار، وانتهى الأمر بها لتصبح مرتبطة ببيوت البغاء تمارسها الغانيات لإغواء زبائنهن. وفي محاولة للحد من ذلك، حظر الإمبراطور المؤسس لسلالة مينغ، تشو يوان تشانج، هذه الرياضة، لتبدأ طريقها نحو الأفول.
لعبة كرة القدم (1839)
ننتقل إلى قارة أخرى وزمن آخر هو العصور الوسطى. يتريث الوقت قليلا عند الريف الإنجليزي في لوحة "لعبة كرة القدم" لـ"توماس ويبستر"، وفيها يحتل مجموعة من الأولاد التكوين وهم يسحقون بعضهم بعضا ويضغطون على حارس مرمى صغير متوتر لا تخصص له سوى مساحة صغيرة، ليبدو محاصرا وكأنهم على وشك الانقضاض عليه.
عُرف ويبستر بلوحاته النوعية، وتفضيله للأطفال وتقديمهم في موضوعات تُصوِّر أحداثا من الحياة اليومية في القرى الريفية بطريقة لا تخلو من روح الدعابة. تتحول كرة القدم في عمله من التسوجو إلى رياضة الغوغاء الإنجليز في القرن الثاني عشر، وتُقام كاحتفالات ومنافسات بين المدن والقرى، تضم عددا غير محدود من اللاعبين موزعين على فرق متنافسة، يُكوِّنون كتلا بشرية تتصادم فيما بينها بغرض الحصول على كرة مصنوعة من مثانة الخنزير بأي وسيلة ممكنة.
أحدثت المباريات جلبة وفوضى عارمة، هاج الجمهور واللاعبون، ولحق الضرر بالمدن، وأحيانا لحق الموت بالمشاركين. نتيجة لذلك، خرجت تصريحات مناهضة للعبة أدت إلى تحريمها لعدة قرون في إنجلترا واسكتلندا. لم يرضخ الجميع لقرار الملوك المتعاقبين، فعادت الألعاب الشبيهة بكرة القدم إلى شوارع لندن في القرن السابع عشر، وحُظرت من جديد عام 1835، قبل أن تعود مجددا وتشق سبيلها إلى المدارس العامة بعد ذلك.
في هذه المرحلة اختلفت طريقة ممارسة اللعبة بين الفِرَق الإنجليزية والاسكتلندية. ففي حين فضَّلت الفِرَق الإنجليزية الجري إلى الأمام بالكرة بطريقة الرجبي، آثر الاسكتلنديون تمرير الكرة بين لاعبيهم. هذا النهج الأخير هو ما أصبح سائدا في النهاية، لأنه كان أقل قسوة وضراوة. وبحلول بداية القرن التاسع عشر، كانت الكرة تُلعب في جميع أنحاء بريطانيا أيام الثلاثاء، وتنافست الفِرَق في الشوارع والريف.
ظلَّت الكرة طليقة في البيئات الريفية على الأغلب حتى أواخر القرن التاسع عشر، حين بدأت في الانتقال إلى البيئات الحضرية المصطنعة حيث الملاعب الكبيرة والحقول المشذبة، وهو ما يظهر في عمل توماس هيمي بعنوان "سندرلاند ضد أستون فيلا".
سندرلاند ضد أستون فيلا (1895)
في تلك الأيام لم تكن هناك كاميرات تصور كل مباراة جارية، فاعتاد الفنانون المحليون حضور مباريات كرة القدم ورسم مشاهد اللعبة لتضمينها بعد ذلك في الصحف. في الثاني من يناير/كانون الثاني عام 1895، كان الرسام "توماس هيمي" موجودا بين الحضور في مباراة بين ناديين إنجليزيين من دوري كرة القدم الإنجليزية هما سندرلاند وأستون فيلا، فكانت أول منافسة كبيرة لكرة القدم للأندية تنتهي بنتيجة التعادل (7)(8).
تُظهر لوحة "سندرلاند ضد أستون فيلا" مهاجم فريق أستون فيلا يحاول إحراز هدف في المرمى رغم تكتل اللاعبين من الفريق المتنافس أمامه. يعتني هيمي بالتفاصيل من ملابس اللاعبين التي تخبرنا أنهم في فصل الشتاء إلى القش المتراكم حول الملعب وتبعثره الريح بين أقدام اللاعبين. فقد كان القش هو الغطاء المستخدم في ملاعب كرة القدم في هذا الوقت عندما كان الصقيع متوقعا.
كثيرا ما يكتسح اللون الأزرق القاتم لوحات هيمي، لكونه رساما بحريا وساحليا اختار في فنه الألوان المائية والزيتية، وإن لم يمنعه ذلك أيضا من رسم مناظر حضرية مثل هذه. إذ وُلِد على متن سفينة من إنجلترا إلى أستراليا عام 1852، بينما كانت عائلته في طريقها من نيوكاسل إلى أستراليا. فيما بعد سيُمضي قدرا كبيرا من وقته عند مصب نهر تاين يرسم القوارب أو اللوحات الملهمة لحطام السفن، لكن لوحته هذه ستظل أحد إبداعاته التي عُلِّقت على جدران الأندية الرياضية وانتشلت اسم صاحبها من الضياع.
أي عصر شتوي في إنجلترا (1930)
بعد أكثر من ثلاثة عقود على لوحة هيمي، غامت الدنيا في العمل الزيتي لـ"كريستوفر آر دبليو نيفينسون" المعروف باسم "أي عصر شتوي في إنجلترا". في تلك اللوحة، يمارس اللاعبون كرة القدم في مدينة مانشستر تحت زخات المطر ووسط العوادم المنبعثة من مداخن المنازل والمصانع التي تكسو السماء ثوبا رماديا. تعمد كريستوفر إدراج قطار ينطلق بسرعة تتصاعد منه الأبخرة في التكوين خلف اللاعبين، ربما رمزا للحداثة والهواء الخانق الذي يعبث بسكان المدينة منذ حدوث الثورة الصناعية.
يُظهر كريستوفر إذن إحساسا فذا بالموقع في مشهد شتوي لمباراة كرة قدم في فترة ما بعد الظهيرة الباردة والرطبة داخل ملعب يقع في منطقة صناعية. تُوالي لوحة كريستوفر المدرسة التكعيبية، إذ تأثر الفنان بالحركة المستقبلية الإيطالية قبل أن يتحول في الأخير إلى فنان حرب خلال الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى لوحاته في ذلك الزمن بأنها "من الصور المروعة التي لا تُنسى لهذا الصراع".
قبيل الحرب بيوم
بعد سنوات حين كانت الحرب العالمية الثانية على وشك الاندلاع، أُعلن في سبتمبر/أيلول 1939 عن تعليق إقامة المباريات (9)(10)، ليدَّعي نادي بورتسموث الإنجليزي أن لديه الرقم القياسي في الاحتفاظ بكأس الاتحاد الإنجليزي لأطول فترة لفوزه عام 1939 واحتفاظه بالكأس طوال فترة الحرب حتى 1946.
في لوحة "قبل الحرب بيوم، مباراة كرة قدم – 1939" لبول سميث يحاول اللاعبون تسجيل هدف، فيما يراقبهم الجنود مرتدين زيهم الحربي موشكين على التوجه إلى جبهة القتال، حيث كان الهدف مختلفا جدا. الألوان هنا كالحة تنسحب منها الحياة، يتطلع كلٌّ منهم إلى الكرة، يتجمد أحدهم في الخلف باستسلام، يقفون جميعا بميل مفعمين بالحماس في هدنة مع الواقع، لكنهم يبدون من بعيد وكأنهم في لحظة وداع كئيبة.
الأمر اللافت في هذه اللوحة هو التركيز على الجماهير. في سنوات ما بين الحربين العالميتين، تحديدا منذ عام 1923 فصاعدا، كانت كرة القدم قد شاعت في جميع أنحاء أوروبا (11)، ونالت اهتمام الفنانين مثل ويلي باومايستر وألكسندر رودشينكو، ليُوضع لاعبو كرة القدم مثل جورج بست في الصفحة الأولى من الصحف وتتكثف التغطية الرياضية في التلفاز. ساعدت هذه العوامل على تغيير صورة كرة القدم وجذب طبقة جديدة من مشجعيها خارج قاعدتها التقليدية من الطبقة العاملة، لتبدأ الجماهير الغفيرة في الزحف إلى الملاعب.
الذهاب إلى المباراة
تتدفق الحشود عبر البوابات في يوم مثلج مسرعين نحو ملعب برندين بارك القديم في لوحة الرسام "لورانس ستيفن لوري" بعنوان "الذهاب إلى المباراة". يبدون من زاوية علوية أقرب إلى أعواد ثقاب، أو عصي على حد وصف النقاد. ينأى توماس بنفسه عن تصوير المباريات نفسها، مقابل التركيز على الجماهير ومشهد شامل للملعب لا يزيد حجم اللاعبين فيه على بضع ضربات صغيرة بالفرشاة. ولا يشتهر لوري بشخصياته الشبيهة بالعصي فحسب بقدر ما يتشابه مع كريستوفر نيفينسون في المشاهد الصناعية كمداخن المنازل والمطاحن التي يُلقي بها في عرض أعماله وخلفيتها.
كان لوري أحد أشهر الرسامين البريطانيين في القرن العشرين وأحد أبرز مشجعي مانشستر سيتي، والتقطت لوحاته طقوس وإيقاعات حياة الطبقة العاملة في الشمال، وامتلأت بالمناظر الحضرية والشخصيات البشرية المفعمة بالحياة، وإن أدى استخدامه لأشكال منمقة وافتقار العديد من مناظره الطبيعية إلى تأثيرات الطقس إلى أن وصفه النقاد بالسذاجة (12).
حازت اللوحة على شهرة واسعة تجعلها أغلى أعمال لوري وأكثرها رواجا في السوق. ففي مزاد أُقيم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دفع مركز الفنون 7.8 ملايين جنيه إسترليني لاقتنائها إضافة إلى لوحة أخرى بعنوان "رسوم الذهاب إلى المباراة" (13).
دافعو الضرائب يوم السبت
تغيب تلك اللهفة للمقبلين على الملعب في لوحة الرسام جيرالد كينز "دافعو الضرائب يوم السبت – 1953″، لتظهر الجماهير مصطفة في طابور عند ملعب فراتون بارك في بورتسموث، بملابس معظمها داكنة يبدو على محياهم الضيق. يجسد جيرالد قلق الحشد، قلق ما بعد الحرب وإمكانية تبديده بكرة القدم.
رسم جيرالد هذه اللوحة الزيتية في الـ22 من عمره، تراءت له بينما كان غافيا ينام، فاستيقظ ليفرغ حلمه سريعا قبل أن يتيه في بوتقة النسيان. ولعله اختار لها هذا الاسم لأنه ما من أحد ممن عرف الحرب لم يدفع ضريبتها، لكنهم أيام السبت يتخففون من ذلك الحمل الجاثم على أرواحهم بحضور المباريات.
كارثة هيلزبره (1989)
على نهج جيرالد سار الفنان النمساوي جورج إيسلر، فتضمنت لوحاته المناظر الطبيعية والصناعية ومشاهد جماعية كوسائل النقل العام، لكنه يمضي قُدما في لوحة "هيلزبره" (Hillsborough) مجسدا الجزء الأكثر قتامة من اللعبة ألا وهو حوادث كرة القدم.
يُجسِّد إيسلر في لوحته كارثة ملعب هيلزبره، ملعب نادي شيفيلد وينزداي، في 15 إبريل/نيسان 1989، حين جُرح نحو 700 شخص وفقد 96 من مشجعي ليفربول حياتهم سحقا على المدرجات من شدة الاكتظاظ، بينما كان نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على وشك البدء (14). بُثَّت تلك الحادثة على التلفاز في حينها، مما أثار رعب ملايين المشاهدين آنذاك، وتُظهر اللوحة بعض المعجبين يجتهدون من أجل الوصول إلى بر آمن.
لم يكن الملعب يتسع لأكثر من 35 ألف متفرج، وكان من المتوقع أن يكون عدد الحضور مهولا، وهو ما حدث. لم تتحمل المدرجات العدد، فتدافع الجمهور داخلها وحاولوا الخروج فدُهس عدد كبير منهم، فقد كان تصميم الملاعب الإنجليزية في تلك الفترة أشبه بالسجون بوجود سياج حديدي ما بين المدرجات والملعب خشية اقتحام الجماهير للملعب وإثارة الشغب، لكن السياج الحديدي كان سببا رئيسيا لزيادة الكارثة. تلك المأساة أدت إلى تنفيذ تدابير السلامة وتغيير ملاعب كرة القدم جذريا على مدى العقود التالية. قد تُذكِّرنا تلك الحادثة مع اختلاف المعطيات والسياق بـ"مجزرة بورسعيد" عام 2012، حين سقط 74 قتيلا في مباراة لكرة القدم في مصر.
الفن متنفسا للحكايات والذاكرة
تُطوى السنوات وتُعقد النسخة الثانية والعشرون من كأس العالم في قطر. يستعد الفنان الماليزي باتريك روزاريو المقيم في الدوحة بسلسلة "كرة القدم الشعبية" (Grassroots Football Painting) المكونة من 100 لوحة عن سرد قصص تراث لعبة كرة القدم وجماليتها باستخدام القهوة والألوان المائية. (15).
يأمل روزاريو من خلال لوحاته أن يتعرف الملايين على عبق كرة القدم ويُقدِّروا الأماكن التي تُلعب فيها، إذ يرى في الرياضة جسرا لبناء السلام، وترميم الأسوار والارتقاء فوق الاختلافات بين الثقافات والأمم (16)(17)، ووسيلة لخلق بيئة من المشاركة.
يستخدم روزاريو القهوة في الرسم بوصفها وسيطا متعدد الاستخدامات، وتستند اللوحات إلى صور التُقطت من جميع أنحاء العالم لأطفال ورهبان وراهبات ومزارعين وعامة يستمتعون باللعبة في مساحة حرة بعيدا عن الجماهير الصاخبة في الملعب، كالريف والقرى والشوارع وحقول الأرز والأزقة وأسطح المراكز التجارية والمناطق الجليدية، وغيرها.
تُظهر لوحاته المئة مراحل ازدهار اللعبة بمختلف أشكالها في العالم، والشغف الذي يحرك ممارسيها من مختلف المهن والأعمار، إذ قادته مهنته في مجال الشحن إلى ما يقرب من 75 دولة، بينما أخذته رحلته في الرسم إلى جميع قارات العالم تقريبا، ما حدا به إلى القول: "لوحاتي هي مشاهد من الحنين إلى الماضي وكرة القدم الشعبية. هذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء: الأزقة والقرى والحقول والأحياء الفقيرة".
____________________________________
المصادر:
- كتاب فيم نفكر حين نفكر في كرة القدم، سايمون كريتشلي. ترجمة: محمود عبدالحليم . مدارات للأبحاث والنشر (2022).
- Q&A: Simon Critchley on football, philosophy and his new book ‘What We Think About When We Think About Soccer’
- What happens when Art History meets football
- Modern Sports Played in Ancient China
- cuju-in-china
- ancient chinese football cuju
- Not a photograph, but one of the oldest football paintings in the world
- The famous Sunderland v Aston Villa painting that hangs in the lobby of the SoL – a history of
- The history of British football in paintings
- Your endurance will win you your lives
- The Representation of Association Football in Fine Art in England
- Celebrating football through art
- Salford museum pays £7.8m for LS Lowry’s Going to the Match
- Vinte anos do Desastre de Hillsborough
- Stories of the beautiful (and sometimes ugly) game told at Qatar exhibition for World Cup
- Panaji church among 100 football theme paintings for World Cup
- Grassroots football comes alive at this Doha studio and leaves a whiff of coffee…