شعار قسم ميدان

الهروب إلى الوباء… لماذا ننجذب للأعمال الفنية التي تتناول الأوبئة؟

ميدان - الهروب إلى الوباء... لماذا ننجذب للأعمال الفنية التي تتناول الأوبئة؟

"سوف يأتي يوم تدفن فيه كل البشرية

كل ما أنجبه الصبر الجميل الطويل

كل ما بلغ حد الروعة

كل ما هو شهير

وما هو جميل

العروش العظيمة والأمم الجميلة

كل ذلك سيهوي في درك واحد

ويمحق في ساعة واحدة"

(المهابهارتا الهندية)

  

في الوقت الذي تجتاح فيه جائحة كورونا العالم وتُحاصرنا إحصائيات المصابين والوفيات طوال الوقت، وقد اضطررنا للجلوس في المنزل لفترات طويلة، فإن هذا قد منح الكثيرين الفرصة والوقت للقراءة ومشاهدة الأفلام، وبينما تبدو الأفلام الكوميدية والبرامج الترفيهية خيارا مناسبا للهرب من الإحباط والاكتئاب الحاصل بسبب التعرض المستمر لأخبار الوباء، فإن ما حدث كان العكس، فبدلا من أن يهرب الناس من الوباء بدا وكأنهم يهربون إليه، حيث تصدّر فيلم "عدوى" (Contagion) (والذي يتناول قصة فيروس نشأ -ويا للمصادفة- في الصين) قوائم المشاهدات، وتصدّرت "شركة الطاعون" (Plague Inc.) قوائم ألعاب الهواتف في الولايات المتحدة الأميركية (وفيها يقوم اللاعبون بنشر فيروس مميت). فلماذا يلجأ الناس إلى وسائل الترفيه المرتبطة بالأوبئة والأمراض، بينما يحيط بنا الوباء من كل جانب؟ 

       

يسمح لنا الفن باستعراض طرق مختلفة لفهم الأزمة فهما لا يقوم على العلم والمنطق والتفكير التحليلي، لكنه فهم قائم على العواطف البشرية وارتباطاتها
يسمح لنا الفن باستعراض طرق مختلفة لفهم الأزمة فهما لا يقوم على العلم والمنطق والتفكير التحليلي، لكنه فهم قائم على العواطف البشرية وارتباطاتها
   
الهرب من الوباء إلى الوباء

طبقا لجولي نورم، أستاذة علم النفس المشاركة في كلية ويلسيلي بماساتشوستس، فهذه الألعاب/الأفلام/الكتب تمنحنا شعورا بالسيطرة على وضع يبدو في الوقت الحالي غير قابل للسيطرة بدرجة مرعبة. ففي أغلب هذه الأعمال يكون الفيروس/البكتيريا/الغزو الفضائي أخطر بكثير من فيروس "كوفيد-19″، وعلى الرغم من هذا تتمكّن الإنسانية -متمثِّلة في الشخصية الرئيسية غالبا- من الانتصار، وهو ما يمنحنا بعض الأمل في أننا سنتمكّن من الانتصار على فيروس "كوفيد-19". وهناك سبب آخر هو ما يُطلق عليه علماء النفس الاجتماعيون المقارنة الاجتماعية الهابطة، فعندما نرى في هذه الأعمال كوارث أسوأ مما نمر به، ونسب وفيات أعلى من تلك الناتجة عن فيروس كورونا، فإن تلك المقارنة تُشعرنا بالراحة.

  

يُضيف Mikkel Fugl Eskjær، أستاذ الاتصال وعلم النفس في جامعة آلبورج بالدنمارك، أن الطرح الخيالي في الأفلام والأعمال الأدبية يمنحنا وسيلة لمعالجة المعلومات المعقدة التي لا تغطيها وسائل الإعلام، والتي تطرح جانبا واحدا من الحكاية يتعلق بالحقائق والمعلومات. فعندما يواجه الناس الأزمات أو القلق على نطاق مجتمعي واسع فإنهم يسعون للبحث عن المعلومات على عدة مستويات، وبينما تعرض وسائل الإعلام معلومات قائمة على حقائق، يسمح لنا الفن باستعراض طرق مختلفة لفهم الأزمة فهما لا يقوم على العلم والمنطق والتفكير التحليلي، لكنه فهم قائم على العواطف البشرية وارتباطاتها. والعواطف هي جوهر الإدراك البشري، فعبر الفن والثقافة نرى ونسمع ونشعر كيف يكون تفشي الوباء، ونتعاطف مع الأشخاص الذين يعانون وهؤلاء الذين يحاربون الفيروس. بالإضافة إلى ذلك فإن الأفلام التي تدور في إطار كارثي تحمل رغم أجوائها الكارثية نظرة متفائلة تنتصر للروح الإنسانية والأخلاق والضمير الإنساني.(1)


وقد أشار الفيلسوف سلافوي جيجيك إلى هذه النقطة، فهو يطرح السؤال حول الدور الذي تلعبه صورة الدمار في أفلام الكوارث، ويرى أنه في ظل صعوبة تخيل مشروع يوتوبيا عالمية قائمة على العمل والتعاون تبدو الطريقة الوحيدة التي تُمكِّننا من الترحيب بالفكرة هي عن طريق دفع الثمن على المستوى الذهني عبر مشاهد الدمار المتطرف. والمدهش في أفلام الكوارث كيف توحد الكارثة والدمار بين البشر، وتتلاشى التوترات العِرقية وينشأ تعاون مجتمعي عابر للأعراق، وكأن الطريقة الوحيدة لتخيل اليوتوبيا هي استحضار حالة الكارثة المطلقة.(2)


فيما يلي مجموعة من الأعمال الأدبية والسينمائية التي تناولت أحداث أوبئة متفشية، سواء كانت متخيلة أو تنتمي إلى الواقع بشكل من الأشكال، ربما يساعدنا الانغماس فيها على الاعتقاد بأن كل هذا سوف يمر.


رواية "العمى": خوسيه ساراماجو

undefined

  

"كيف يبدو العالم الآن. سأل الكهل ذو العين المعصوبة، فقالت زوجة الطبيب، لا فرق بين داخل المحجر وخارجه، بين هنا وهناك، بين القلة والكثرة، بين ما نمر به الآن وما سنمر به. والناس، كيف يواجه الناس هذه الحالة، سألتها الفتاة ذات النظارة السوداء، إنهم يسيرون كالأشباح، لا بد أن هذه هي الحالة التي أطلقت عليها تسمية شبح، أن يكون المرء واثقا أن الحياة موجودة، يعيشها بحواسه الأربع، كما نسميها، ومع ذلك لا يستطيع أن يراها".


تدور الرواية حول تفشي وباء "العمى"، إذ تبدأ بمشهد لرجل يصاب بالعمى فجأة بينما يقود سيارته، وتتابع انتشار العدوى إلى سكان المدينة واحدا بعد آخر. مع تفشي الوباء تُقرِّر السلطات عزل المصابين في مستشفى قديم للأمراض العقلية. تحت حراسة مسلحة من جنود الجيش، حيث يزدحم المصابون في ظروف غير آدمية، تتبع الرواية مجموعة من الشخصيات هم طبيب العيون وزوجته (وهي الشخصية الوحيدة التي لم تصب بالعدوى وما زالت مبصرة، لكنها ادّعت العمى كي تصاحب زوجها وترعاه، إلا أنها تُخفي هذه الحقيقة) بالإضافة إلى عدة شخصيات أخرى.


مع ازدياد أعداد المصابين ونقص المؤن الغذائية، تظهر هشاشة الحضارة الإنسانية والقيم والأخلاق وكل ما يتشدق به الإنسان، تسيطر مجموعة مسلحة من العميان على المؤن الغذائية الشحيحة وتبدأ في توزيعها في البداية مقابل الأشياء الثمينة ثم مقابل اغتصاب النساء، إلى أن تقود زوجة الطبيب ثورة صغيرة تنتهي بإحراق المبنى والخروج منه ليكتشفوا أن المكان قد صار بلا حراسة بعد أن أُصيب الحراس وجميع سكان المدينة بالعمى، وأن المدينة صارت فوضى حقيقية، وقد انهار المجتمع تماما، تتبع الرواية الشخصيات الرئيسية وهم يحاولون النجاة وسط كل هذه الفوضى والدمار. 


"لقد توقفت الموسيقا. لم يعرف العالم صمتا كهذا، وأصبحت دور السينما والمسرح ملجأ لمَن لا مأوى له وكفّ عن البحث عن مأواه. أما دور المسارح الأكبر فقد استخدمت كمحاجر صحية من قِبل الحكومة أو القلة القليلة من المبصرين لاعتقادهم المستمر أن المرض قد يمكن علاجه بوسائل وإستراتيجيات معينة لم تكن فعالة فيما سبق في مواجهة الكوليرا والأوبئة الأخرى المعدية".

 

فيلم "العمى" (Blindness) 2008

   

إخراج فرناندو ميريليس، وبطولة جوليان مور ومارك روفاللو، والمأخوذ عن رواية "العمى" سابقة الذكر، في الفيلم نرى أحداث الرواية نفسها تقريبا، بتغييرات طفيفة. لكن بينما تعمّد ساراماجو الاقتصاد في الأوصاف البصرية، والإغراق أكثر في الأوصاف المعتمدة على حواس أخرى كالروائح والأصوات، فهنا يرسم المخرج صورة العمى القاسية، نرى الهشاشة الإنسانية وتهاوي العالم في صورة ديسيوتيوبية مقبضة.

     

رواية "اليوم السادس": أندريه شديد 1960
أندريه شديد كاتبة فرنسية من أصل لبناني، وُلدت في القاهرة عام 1920، على الرغم من انتقالها للعيش في فرنسا منذ عام 1946 فإن الأجواء المصرية والريف المصري ظهرا بوضوح في أعمالها، وخاصة في روايتها "اليوم السادس" التي تتناول فيها أحداث ظهور وباء الكوليرا في مصر خلال الأربعينيات. تبدأ الرواية بزيارة البطلة صِدِّيقة إلى قريتها التي فتك بها وباء الكوليرا، حيث ماتت شقيقتها. وتتناول بوصف بديع وقاتم الموت الجاسم في كل ركن في القرية. 
     
– أنت بعيدة جدا، ولا تعلمين عنا شيئا.

– أنا لا أعلم شيئا، يا «صالح»؟!

– لقد مات أحد عشر شخصا من أسرتنا، وأما عن القرية، فلم أعد أدري عدد موتاها، ولكن أسوأ ما في الأمر هو المستشفى… فقد كانت سيارة الإسعاف تصل، ويدخل الممرضون المنازل بالقوة، فيخرجون أمتعتنا ويحرقونها، ويحملون مرضانا ويذهبون.

– إلى أين؟

– لا يخبروننا بذلك مطلقا. 

  

  undefined

  

تعود صديقة إلى المدينة حيث ينتظرها زوجها المشلول سعيد وحفيدها الطفل "حسن"، والذي تحلم بأن يكبر ويصير مثل معلمه "سليم" المعلم المثقف. وحين يُصاب الأستاذ سليم بالكوليرا يخبرها أنه في اليوم السادس إما أن نموت وإما أن نبعث من جديد. وفي اليوم السادس كان حسن والعجوز جالسين متجاورين على آخر درجة من سلم المدرسة المهجورة، وظلا ينتظران حتى منتصف الليل فلم يأتِ أحد. 

  

يُصاب الحفيد الطفل "حسن" بالكوليرا فتقرر صديقة أن تحارب حتى النهاية، أن تأخذه بعيدا عن الناس والهواء الفاسد، متمسكة بأمل أن يُشفى، وأن تحارب المرض حتى اليوم السادس. تنطلق صديقة مع الطفل على مركب تحمل في قلبها الأمل، حيث تلتقي بالقرداتي الصعلوك (أوكازيون) الذي يبلّغ السلطات عن المصابين بالكوليرا في مقابل المال، وعندما يكتشف أوكازيون وجود الطفل المصاب بالكوليرا على المركب يصرخ لتحذير المراكبي (أبو نواس) الذي يقول له بلا مبالاة إن الموت بصحبتهم في كل مكان. تستمر رحلتهم في سبيل الأمل، لكن الرواية تنتهي بموت الطفل.

    

"وإذا بابتسامة ترتسم على ثغرها، إنها تسمع أصواتهم. وتسيل أنهار هائلة، وتستسلم أم حسن للتيار يحملها في وداعة. إن الغلام موجود في كل مكان، إنه كائن، بالقرب منها، وأمامها، وفي صوت هؤلاء الرجال وفي قلوبهم. إنه لم يمت".

  

فيلم "اليوم السادس" 1986

الفيلم من إخراج يوسف شاهين، بطولة داليدا، محسن محيي الدين، عبد العزيز مخيون. الفيلم مأخوذ عن الرواية، لكن يوسف شاهين أضاف عمقا مميزا لعدد من الشخصيات، أهمها شخصية القرداتي الذي قام بدوره "محسن محيي الدين" في الفيلم، والذي يقع في حب "صديقة’، يرسم "يوسف شاهين" صورة سينمائية بديعة تتأرجح بين مشاهد الموت، والجثث الملقاة، وبين رقصات محسن محيي الدين وأغانيه الممتلئة بالحياة، وأغنية "بعد الطوفان" التي يطرح فيها محمد منير أملا مستتر بعد الطوفان.

  

  

"الطاعون": ألبير كامو 1947

"كان الناس قد قبلوا أولا أن يُقطعوا من الخارج كما كانوا يقبلون أي إزعاج مؤقت ليس من شأنه إلا أن يمس بعض عاداتهم. ولكنهم وعوا فجأة شكلا من الحجز، تحت سماء بدأ الصيف فيها يتقلص، وشعروا شعورا غامضا بأن هذا الانزواء كان يهدد حياتهم كلها".

  

تدور الرواية في مدينة وهران الجزائرية أثناء الاحتلال الفرنسي، حيث تمتلئ المدينة بجثث الجرذان النافقة، وينتشر وباء الطاعون في المدينة، في البداية تسعى السلطات للتعتيم على الأمر، وتنكره وسائل الإعلام. لكن الوباء يتفشى بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وهو ما يؤدي لعزل المدينة فتخضع لحجر صحي عام لا يُسمح ﻷحد بالدخول أو الخروج منها. تتعقب الرواية مواقف سكان المدينة ومشاعرهم في ظل الحجر العام والشعور بالعزلة والنفي، وجهود الشخصيتين الرئيسيتين الطبيب والراوي "جان ريو" و"جان تارو" في مقاومة الوباء، عبر عمليات عزل المرضى والتخلص من الجثث في سبيل حماية الأصحاء متمسكين بمسؤوليتهم الأخلاقية تجاه الجماعة.

  

  undefined

  

المرض هنا أخلاقي وسياسي بقدر ما هو فسيولوجي. في الرواية كانت هناك العديد من العلامات المنبئة بالأزمة الوشيكة، كالفئران الميتة في المصانع والمستودعات والمباني السكنية، ومع ذلك تم تجاهل هذه العلامات من قِبل السلطات حتى تفشى الطاعون وصار عليهم إغلاق المدينة وعزلها عن العالم.(3)

    

"وانقطعت الصحف عن التحدث بشيء، هي التي بالغت في التحدث بحكايات الجرذان. ذلك أن الجرذان كانت تموت في الشوارع والناس في غرفهم، وأن الصحف لا تهتم إلا بالشارع. ولكن المحافظة والبلدية بدأتا تتساءلان، والواقع أن أحدا لم يفكر في أن يتحرك، ما دام كل طبيب لم يقف إلا على حادثتين أو ثلاث. ولكن كان حسب أحدهم أن يفكر بجمع الأرقام حتى يذعر وينبهت. ولم تكد بضعة أيام تمضي حتى تضاعف عدد الموتى، فبات واضحا للذين يهتمون بهذا الشر الغريب أن في الأمر وباء حقيقيا".

   

"موت في البندقية": توماس مان 1922

undefined

  

بطل الرواية جوستاف أشنباخ، كاتب ألماني شهير، ينتقل في رحلة من ميونخ إلى البندقية حيث يلتقي الكاتب الخمسيني بفتى مراهق يُدعى تادزيو، يفتتن بجماله، ويسعى خلفه، متعقبا إياه سرا في شوارع البندقية التي وقعت في براثن الكوليرا، حيث يتفشى في المدينة وباء الكوليرا. لكن أصحاب المصالح الاقتصادية يحاولون قمع الشائعات وروائح مضادات الجراثيم وينكرون الوباء. وبينما يتفشى الوباء، ويهرب سكان المدينة، فتخلو شوارعها؛ لا يستطيع أشنباخ تركها، لينتهي به الحال بالموت في البندقية.

  

وهنا يبدو توماس مان أكثر حِدّة في اتهامه للمجتمع البرجوازي الغربي. فالوباء هنا داخلي وخارجي، يظهر في الرغبات المكبوتة تحت غطاء الاحترام والثراء عند شخصية أشنباخ، فأشنباخ نتاج لبيئته، للنظام البرجوازي الأوروبي القائم على فكرة أن كل شيء آخر، النساء والطبقة العاملة والعالم غير الغربي، موجود فقط ﻹشباع رغباته وشهواته.(4)

    

"الحرافيش": نجيب محفوظ 1977

undefined

  

"لا يُفرِّق هذا الموت الكاسح بين غني وفقير، قوي وضعيف، امرأة ورجل، عجوز وطفل، إنه يطارد الخلق بهراوة الفناء… إنها الشوطة، تجيء لا يدري أحد من أين، تحصد الأرواح إلا من كتب الله له السلامة".

  

الرواية تتناول عشر قصص ﻷجيال عائلة سكنت حارة مصرية تعكس فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب، والقصة التي نتناولها هنا هي القصة الأولى، حكاية عاشور الناجي، الفتوة الأول الذي تتعاقب الأجيال من بعده، عاشور الطفل مجهول النسب الذي رباه الشيخ عفرة زيدان في كنفه، وحين شبّ وكبر قوي الجسد، لكنه رفض استخدام قوته إلا لنصرة الحق، وحين يضرب الوباء الحارة، يدرك عاشور رغم قوته البدنية الكبيرة أن هذا عدو لا قِبَل له بملاقاته، يفر بعيدا ببعض أهله إلى الخلاء كما رأى في منامه، وحين يعود يجد أن أهل الحارة جميعا قد فنوا بعد أن أصابتهم "الشوطة" ولم ينجُ إلا هو.

  

"عدوى" (Contagion) 2011

  

إخراج ستيفن سودبرج، بطولة ماريون كوتيار، مات ديمون، جود لو، كيت وينسيليت.

    

منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا، ارتفعت نسبة مشاهدات هذا الفيلم بشكل غير مسبوق، وامتلأت مواقع التواصل بالنقاشات حول مدى التشابه بين أحداث الفيلم والأزمة الحالية على الرغم من سبقه بتسع سنوات كاملة.

  

في الفيلم، وبعد عودتها من رحلة عمل في "الصين"، تصاب بيث إيمهوف بأعراض سعال وإعياء وتتدهور سريعا لتموت بعدها هي وابنها الذي أُصيب بالعدوى، والتي أخذت في الانتشار بشكل سريع في جميع أنحاء العالم. يتتبع الفيلم محاولات السيطرة على الوباء من الحكومات، الفوضى العالمية، حالات نهب المتاجر والذعر العام، المقابر الجماعية لضحايا الوباء، ومحاولات إيجاد اللقاح. مشاهد كثيرة تذكرنا بما نراه اليوم في نشرات الأخبار. والمدهش أكثر هذا المشهد الذي يفسر نشأة الفيروس، ويعيد الأمر إلى خفاش، وهي مصادفة أخرى غريبة.

      

"اندلاع" (Outbreak) 1995

 

من إخراج وولفجانج بيترسون، وبطولة داستن هوفمان، مورجان فريمان، كيفين سبيسي.

  

يتم إرسال الكولونيل سام دانيلز من معهد البحوث الطبية للأمراض المعدية في الجيش الأميركي للتحقيق في أمر فيروس اكتُشف حديثا في أفريقيا، والذي يؤكد خطورته ويُحذِّر رؤساءه في تقاريره، لكنهم لا يعبأون معتقدين أنه بعيد جدا ومن غير الوارد أن يصل إلى الولايات المتحدة الأميركية. إلا أن الفيروس ينتقل بالفعل إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر قرد حامل للعدوى يتم تهريبه من زائير. تحاول الحكومة التكتم على الأمر، إلا أن الفيروس ينتشر ويتحول إلى وباء فيضطر الجيش لفرض الأحكام العرفية والحجر الصحي، مع استمرار محاولات البحث عن مصل مضاد للفيروس.

المصدر : الجزيرة