تشعرك بالسخط وتؤلم شريكك.. كيف تتوقف عن مقارنة زواجك بالآخرين؟

مقارنة علاقتك بالآخرين تؤثر على سعادتك وشعورك بالرضا تجاه زواجك (شترستوك)

قد تصادف أحيانًا أزواجًا يبدو لك أنهم يتمتعون بعلاقة أفضل من علاقتك الزوجية، وأحيانًا ترى أزواجًا آخرين علاقاتهم أسوأ من علاقتك بشريكك.

وربما يبدو طبيعيا أن تقارن زواجك بمن حولك، إلا أن المقارنات المتكررة للعلاقة الزوجية مع الآخرين قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، إذ تؤثر على شعور الطرفين بالرضا تجاه علاقتهما، وتصوراتهما لمستقبل هذه العلاقة، وثقتهما بنفسيهما.

تقلل سعادتك وتشعرك بالسخط

أشارت دراسة حديثة نشرتها "المكتبة الوطنية للطب" (National Library Of Medicine) إلى أن مقارنة علاقتك بالآخرين تؤثر على سعادتك وشعورك بالرضا تجاه زواجك، وتترك تأثيرات سلبية طويلة الأمد لا تنتهي بانتهاء الفكرة.

وأظهرت نتائج الدراسة أن الأزواج يقارنون أنفسهم باستمرار بالأزواج الآخرين؛ وكانت المقارنات بمن هم في علاقات أسوأ أكثر من المقارنات بمن هم في علاقات أفضل، إلا أن تأثير الأخيرة كان أكبر.

وتسبب المقارنة بالزيجات التي تبدو أفضل شعور الأشخاص بالسوء تجاه أنفسهم وشركائهم وعلاقتهم الرومانسية. وعندما تتكرر هذه المقارنات تسبب شعورا أكبر بالسخط، والحزن، والإحباط، وباحترام متدنٍ للذات.

وعلى المستوى الشخصي، فإن الأفراد الذين يقارنون أنفسهم على نحو متكرر بالآخرين هم أكثر عرضة للشعور بالذنب والندم والحسد والرغبة في الدفاع عن أنفسهم دائما.

الأفراد الذين يقارنون أنفسهم على نحو متكرر بالآخرين هم أكثر عرضة للشعور بالذنب (شترستوك)

تهدم علاقتك بشريكك

أوضحت الدراسة أيضا أن تأثير هذه المقارنات يتعدى مشاعرك الشخصية ويؤثر سلبًا على شريكك أيضًا، فيؤدي ذلك إلى انخفاض شعور الطرف الآخر بالرضا عن العلاقة، كما يؤدي إلى مزيد من الصراعات بينكما.

ويوضح المعالج النفسي أراش إمام زاده لموقع "سيكولوجي توداي" (Psychology Today) أن البعض يرون أنفسهم من خلال منظور شركاء حياتهم لهم، فإذا كانت الزوجة تشعر بالسوء تجاه زوجها بسبب مقارنته بمن هو أفضل منه يؤثر ذلك سلبًا في الزوج وفي نظرته إلى نفسه، وهذا من شأنه أن ينعكس سلبا على العلاقة بين الشريكين؛ سواءً كان ذلك بشكل واع أو غير واع.

وتقول مستشارة الصحة العقلية الأميركية ميغان هاس، لموقع "سايك سنترال" (Psych Central)، إن "مقارنة شريكك بشخص آخر تؤدي إلى تآكل الإحساس بالالتزام والاستقرار في العلاقة، وتشعر شريكك بعدم الامتنان له"، لذلك تعدّ المقارنات مهددة لاستمرار العلاقات.

كيف تتعامل إذا كنت من يتعرض للمقارنة؟

إذا كنت أنت الطرف الذي يتعرض للمقارنة، تنصح هاس بضرورة طرح المشكلة ومناقشة شريك حياتك، بدلًا من ترك مشاعرك السلبية تتفاقم. وتضيف "أخبر شريكك بما تشعر به، وبرغبتك أن يتوقف عن مقارنتك بالآخرين، وأن ذلك يسبب لك الشعور بالألم وعدم الحب".

وتلفت إلى أنه يمكن النظر إلى مقارنة شريكك لك بغيرك على أنها فرصة لمعرفة ما يفتقده الطرف الآخر في علاقتكما.

وللتوقف عن المقارنات، سيكون من المفيد أن تركز على الأسباب الحقيقية لعدم شعورك بالسعادة والرضا عن زواجك ومحاولة حلها، سواء بمناقشتها مع شريكك أو مع معالج نفسي.

وهذه بعض نصائح المتخصصين النفسيين التي يمكن أن تساعدك:

ركز على حياتك وكرّس طاقتك لتحسين ما تملك (بيكسلز)

قلل من تصفح مواقع التواصل

تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة هذه المقارنات نتيجة التعرض لحياة الآخرين طوال تصفح تلك الوسائل، وهو ما تناولته دراسة نشرت عام 2018، وأفادت بأن استخدام هذه المنصات لمقارنة أنفسنا بالآخرين يمكن أن يؤثر تأثيرا كبيرا على الصحة العقلية ويؤجج الشعور بالغيرة.

وكشفت دراسة أجراها موقع "ستايليست" (Stylist) في المملكة المتحدة أن 40% من النساء يشعرن بالاستياء أكثر من علاقتهن بسبب مشاهدة الأزواج الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ركز على زواجك

بدلًا من التركيز على ما يمكن أن يكون أفضل، يمكنك تكريس طاقتك لتحسين ما تملك وما يمكن أن يساعدك في تعزيز ما لديك بالفعل.

وسائل التواصل الاجتماعي تسهم في إثارة المقارنات نتيجة التعرض لحياة الآخرين طوال تصفح تلك المواقع (بيكسلز)

تذكر ما تحبّه في شريكك

حاول إعادة الاتصال بشريكك وتوطيد علاقتكما بمشاركة الصفات التي تجذبكما إلى بعضكما بعضًا، بدلًا من التركيز على ما ينقصكما.

حدد ما يثير أفكارك

قد يكون ما يثير أفكارك السلبية هو مشاهدة صور الآخرين بكثرة على مواقع التواصل، أو عندما تشاهد فيلمًا رومانسيًّا، أو ربما عندما تلتقي مع مجموعة معينة من الأصدقاء الذين يحبون التباهي بمدى روعة علاقاتهم.

لذلك، دوِّن ما يثير هذه المشاعر السلبية ومن تميل إلى مقارنة نفسك بهم، وكن أكثر وعيًا عندما تتعرض لهذه المثيرات، ولا تسترسل مع أفكارك السلبية في هذه الأوقات. يمكن أن يساعدك ذلك في الوصول إلى جوهر سبب مقارنة حياتك بالآخرين.

قم بفعل معاكس

أوصت مستشارة الصحة العقلية هاس بفعل عكس ما توجهك إليه أفكارك السلبية، وأوضحت أن "إستراتيجية فعل العكس هي جزء من العمل على التعافي من الإدمان، إلا أنها يمكن أن تكون مفيدة في أي موقف، ويعني ذلك القيام بعكس ما تفعله عادة لإيقاف العادات المدمرة التي اكتسبتها". فمثلًا، عندما تجد نفسك منغمسًا في سلبيات شريكك، اكتب قائمة بكل ما تحبه وتشعر بالامتنان له فيه، بدلًا من الانخراط في هذه الأفكار السلبية.

تذكر أنك لا ترى الصورة كاملة

حتى مع إدراكنا أننا لا نرى الحقيقة كاملة، وأن ما يخفى من حياة الآخرين أكبر مما يظهر لنا، فإن هذه المقارنات تجد طريقها إلى أفكارنا. لذلك، من المفيد أن نذكر أنفسنا دائما بأننا غالبًا لا نرى إلا جزءًا صغيرًا عندما ننظر إلى علاقات الأزواج الآخرين، ولا يمكن الاستناد إلى هذه الحقيقة المنقوصة وإجراء مقارنة كاملة بحياتنا.

المصدر : مواقع إلكترونية