هل تريد أن تصبح قائدا ناجحا؟.. 5 تغييرات في أسلوب حياتك تضمن لك ذلك

ما لم نقدر الأشياء الصغيرة في حياتنا اليومية فمن الصعب المواصلة وتحقيق المكاسب الكبيرة (شترستوك)

أن تكون مديرا ناجحا شيء، لكن أن تكون قائدا فهذا شيء آخر مختلف تماما، والاختلاف الرئيسي يكمن في أن المدير سيركز على تخطيط وتنظيم وتنسيق الموارد لإدارة المهام وتحقيق النتائج، أما القائد فهو ملهم بالدرجة الأولى ويحفز ويؤثر على كل من حوله، مما يدفع الناس إلى الإنجاز وتحقيق أهدافهم وغاياتهم أثناء العمل وصولا إلى الصورة الكبرى، وهي النجاح الدائم والمتواصل، والسعادة بهذا النجاح.

في الحقيقة، كثيرا ما ينسى القادة أنفسهم وسط دوامة العمل، فأن تملك عملك وشركتك الخاصة، أو أن تكون قائدا لإحدى المؤسسات الكبرى في العالم، يعني الكثير من المسؤوليات والضغط والعمل الكثير والمتواصل، وكل هذا قد يأتي على حساب صحتك وعائلتك ووقتك واستمتاعك بالحياة.

ووجدت دراسة أجريت على الآلاف من رجال الأعمال وخبراء الموارد البشرية في جميع أنحاء العالم، أن القادة وكبار المدراء "يحترقون" بمعدلات قياسية، وبعبارة أخرى، مستويات التوتر لدى القادة أعلى من أي وقت مضى، وأكثر بكثير من غيرهم من البشر.

لكن كيف من الممكن أن تكون قائدا ناجحا وفي الوقت نفسه لا تنسى حظك من الدنيا؟

هناك عدد من التغييرات الصغيرة في أسلوب حياتك يمكنك بوصفك قائدا إجراؤها، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على نجاحك وسعادتك بشكل عام، وهي طرق جربها قادة سابقون وأثبتت نجاعتها، ولعل من أهمها:

الركائز الخمس للوصول إلى السعادة
الاحتفال بنصر صغير حققته في اليوم السابق حتى لو كان هذا النصر شيئا شخصيا جدا وبعيدا عن العمل (غيتي)

1. احتفل بنصر صغير واحد على الأقل كل يوم

هذا أمر بالغ الأهمية، فبدلا من التفكير طوال الوقت بالمشاكل الكثيرة التي ما زالت بحاجة إلى حلها، حاول أن تحتفل بنصر صغير حققته في اليوم السابق حتى لو كان هذا النصر شيئا شخصيا جدا وبعيدا عن العمل، فهذا يعطيك دفعة معنوية كبيرة وشعورا مغايرا بالحياة.

إعلان

وفي هذا السياق، يقول فيني أندريتش، وهو رائد أعمال ناجح والشريك المؤسس لشركة "سبيس جوي" (Spacejoy)، في تصريحات نقلتها مجلة "فوربس" (Forbes) "كان التغيير الأكبر والأبسط الذي أجريته هو أنني بدأت في الاحتفال بفوز صغير واحد على الأقل كل يوم".

ويوضح "نسمع الوالدين يقولان لطفلهما الصغير: ممتاز وأحسنت مليون مرة كل يوم لأشياء صغيرة يفعلها الطفل. وبالمثل، يحتاج رائد الأعمال إلى هذا التقدير للمضي قدما، وقبل أن أبدأ يومي، أقضي 10 إلى 15 دقيقة كل صباح في الاحتفال بأشياء حققتها في اليوم السابق".

وأضاف "على سبيل المثال، قمت بالأمس بتجميع دراجتي، وهو شيء لم أفعله من قبل، ورغم أن الأمر بسيط ويمكن لأي شخص القيام به، فإنني توقفت لحظة للاحتفال به. ما لم نقدر هذه الأشياء الصغيرة في حياتنا اليومية، فمن الصعب المواصلة وتحقيق المكاسب الكبيرة، احتفل بهذه اللحظات الصغيرة ولاحظ كيف سيكون حالك اليوم أفضل من الأمس".

التمارين الرياضية المنتظمة تؤدي لزيادة عدد خلايا الدماغ بالمنطقة المرتبطة بشكل مباشر بالتعلم والذاكرة (شترستوك)

2. القادة يحترقون بسرعة.. أهمية النظام البدني المنتظم

ترتبط قوتك الذهنية ارتباطا مباشرا بمستويات لياقتك البدنية، فأشياء مثل التركيز وسرعة التعلم والذاكرة الواضحة ليست سوى قليل من الفوائد التي ستحصل عليها من نظام بدني منتظم.

وفي الواقع، فإن التمارين الرياضية المنتظمة تؤدي إلى زيادة عدد خلايا الدماغ في منطقة تسمى "الحُصين" (Hippocampus)، وهذه المنطقة مرتبطة بشكل مباشر بالتعلم والذاكرة.

كما أن التمارين الرياضية تقلل من التوتر وتمنع الإرهاق، ولهذا ولكي تتمكن من اتخاذ أفضل القرارات الممكنة لشركتك ومؤسستك، يجب أن تعمل "قشرة الفص الجبهي" (prefrontal cortex)، وهي "الرئيس التنفيذي" لعقلك بشكل صحيح، فكلما زاد إجهادك، انخفض النشاط في هذه المنطقة الرئيسية من الدماغ.

إعلان

وكما أسلفنا في بداية هذا التقرير، فإن مستويات التوتر لدى القادة عالية جدا بسبب الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها كل يوم، والمسؤوليات الكبيرة التي يتحملونها، ومن هنا تأتي أهمية الرياضة، إذ وجدت دراسات علمية أخرى أن التمارين الرياضية المنتظمة تجعل المرء أكثر مرونة في مواجهة الآثار العاطفية للتوتر الحاد الذي قد نواجهه في العمل والحياة، وفقما ذكرت منصة "إنتربنيور" (entrepreneur) في تقرير لها مؤخرا.

التأمل يسمح لأفكارك بالتدفق والاستماع إلى ما يحاول عقلك الباطن إخبارك به (شترستوك)

3. خصص وقتا لنفسك

لا تترك العمل والتفكير في مشاكله يستهلك كل وقتك وطاقتك، إذا فعلت ذلك ستجد نفسك يوما ما من دون طاقة أو قدرة على المواصلة. خصص وقتا كل يوم لك وحدك، مثل أن تقضي ساعة بمفردك، أو أن تفرغ توترك بكتابة اليوميات أو الاستماع إلى "البودكاست" أو القراءة أو التأمل، ومحاولة الاستفادة مما يجري حولك، أو أن تصمت فقط وتسمح لأفكارك بالتدفق من خلالك والاستماع إلى ما يحاول عقلك الباطن إخبارك به.

الكثير منا يبدأ يومه بطريقة خاطئة تماما، مثلا يفتح عينيه ليتصفح بريده الإلكتروني ورسائل العمل التي وردت أثناء نومه، وفي هذا السياق يقول الكاتب جون هتلر إنه "لأمر مدهش عدد الأشخاص الذين يفتحون عيونهم من النوم ويبدؤون بتصفح هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية أولا في الصباح للتحقق من الأسواق، أو معرفة رسائل البريد الإلكتروني التي تصل بين عشية وضحاها، أو ببساطة تصفح تويتر الخاص بهم. ضع في اعتبارك أن تبدأ كل يوم بعيدا عن الإنترنت. يمكنك التأمل أو الصلاة أو ممارسة الرياضة أو القراءة أو قضاء بعض الوقت مع زوجتك أو أطفالك بدلا من ذلك. الاحتمالات لا حصر لها لبدء يوم صحي بعيدا عن ضغوط العمل ومتطلباته التي لا تنتهي"، حسب ما ذكرت منصة فوربس في تقرير آخر لها.

القائد الناجح يستقي المعرفة من مصادر عدة، ولهذا القراءة جزء أساسي من حياة أي قائد ناجح (شترستوك)

4. القراءة والتعلم المستمر

إن أخذ وقت خاص بك سيعطيك فرصة للراحة والمراجعة والتعلم، ومن ثم الانطلاق بحماس أكبر للعمل والإنجاز، وفي الحقيقة فإن من أهم صفات القائد الناجح هي الرغبة والقدرة على التعلم المستمر. الفضول مهم لأنه يجعل الناس يسعون لتثقيف أنفسهم في الموضوعات الجديدة والأفكار المبتكرة الناشئة في العالم.

إعلان

ويجمع القائد الناجح المعرفة من مجموعة متنوعة من المصادر، ومن أهمها الكتب التي هي تراكم خبرات الآخرين، ولهذا فإن القراءة هي جزء أساسي من حياة أي قائد ناجح، فهي تمنحه فسحة للتأمل والاسترخاء والتعلم، كما يستمع إلى الأشخاص ذوي الخلفيات والخبرات المتنوعة، ويطرح الكثير من الأسئلة على أقرانه والموظفين والأصدقاء وحتى الغرباء. كل هذه الأنشطة تسمح للقادة بتوسيع آفاقهم. وفي الواقع فإن الإبداع يزداد عندما يكون عقلك دائما في حالة تحفيز، ويعرف القادة الناجحون أن هناك دائما المزيد لاكتشافه.

غالبا ما يشعر الأشخاص المصابون برهاب الخوف بعدم الأمان وبالتالي التخلي عن أفكار ومشاريع ناجحة (شترستوك)

5. لا تخف من الفشل

الخوف من الفشل، والذي يُطلق عليه أيضا رهاب الخوف، هو شعور دائم وساحق بالفزع الذي يصاحب تنفيذ المشاريع أو السعي لتحقيق أهداف الحياة. وغالبا ما يشعر الأشخاص المصابون برهاب الخوف باليقين التام من أنهم سيفشلون حتى لو كان هذا الشعور لا أساس له، ويمكن أن يتداخل هذا الإحساس بعدم الأمان مع أفكارهم وعواطفهم وأفعالهم، وهو يسبب حالة من الشلل والوقوف في المنتصف، وعدم القدرة على الفعل، والتخلي عن أفكار ومشاريع ناجحة، ولكن الخوف من الفشل أدى لتعطيلها.

وفي الواقع فإن أفضل الطرق للتخلص من هذا الشعور هو فهم وتحديد سبب خوفك من الفشل، وكيف يمكن للفشل أن يؤثر عليك حقا؟

وعلى سبيل المثال، هل تبذل جهدا كبيرا أو تعمل بشكل محموم ليس لتحقيق النجاح، ولكن ببساطة لتجنب العواقب التي تعتقد أنها قد تحدث إذا فشلت؟ أو هل تنخرط في سلوكيات الحماية الذاتية مثل التسويف أو التجنب لمنح نفسك سببا للبعد عن الفعل؟ هذه أسئلة من المهم الإجابة عنها، وبمجرد تحديد السلوكيات المجهدة أو التخريبية الذاتية، يمكنك تغيير أفعالك لجعل النجاح هو طريقك في الحياة.

إعلان

إذا كنت تريد أن تكون قائدا ناجحا فلا تخش من الفشل، وحتى لو فشلت حقا فإن الفشل هو طريق النجاح، وعند القادة الناجحين فإنهم يحولون الخوف من الفشل إلى دافع إيجابي يقودهم إلى التخطيط والتركيز والاستعداد بشكل أفضل.

وبعد، فإن للقادة خصائص معينة تحددهم بوصفهم نماذج يتطلع إليها الآخرون ويسعون للاقتداء بها وتقليدها، وعادة ما يكون للقادة الفعالين روتين مع العادات والأشياء التي تتم ممارستها يوميا، إذ يطور القادة العظماء مجموعة من العادات الخاصة بهم، التي تملي عليهم كيف تسير أيامهم، وكيف يمكنهم الوصول إلى أقصى إمكاناتهم، وتحقيق السعادة لهم ولعائلاتهم وكل من حولهم.. فهل أنت منهم؟

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان