5 حيل لمقاومة حرارة الجو الشديدة في الجزائر
الجزائر- يقول المثل الشعبي الجزائري "ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻧﻌﺎﻳﻢ (نعيم)، ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺼﻤﺎﻳﻢ ﻧﻘﺎﻳﻢ (نقائم)"، و"الصمايم" في القاموس المحلي الجزائري موسم "السمائم"، وهي الفترة الأكثر حرارة في السنة وتدوم 40 يوما، ويعدها أصحاب المناطق الحارة من 25 يوليو/تموز إلى الخامس من سبتمبر/أيلول.
ويُشبه السكان المحليون حرارة الشمس بمفعول السم، حيث يعتقدون أن الريح الساخنة (الشهيلي) تجلب الأمراض وتؤثر على الحيوانات، ويتعامل سكان المناطق الأكثر حرارة في الجزائر مع موسم "الصمايم" بمجموعة من العادات اليومية التي تكفيهم "شر" الموسم.
وخلال السنوات الماضية، سجل عدد من ولايات الجزائر أرقاما قياسية في درجات الحرارة، كما صنفت ضمن أسخن المناطق في العالم، الأمر الذي يجعل سكان هذه المحافظات أصحاب خبرة في التعامل مع الحرارة الشديدة.
ويقترح سكان المناطق الحارة -الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت- 5 حيل يتبعونها لتفادي مضاعفات الحرارة الشديدة، والتي اكتسبوها من خبرتهم في التعامل مع الطقس، وتشكل لهم طوق "نجاة" في المناطق الأكثر سخونة.
1- الكفاصة
و"الكفاصة" طريقة لباس ينصح سكان المناطق الحارة باتباعها، حيث تقضي هذه الطريقة بتغطية كامل الجسم من الرأس حتى القدمين، ويلبس هؤلاء قفازات في عز الحر.
ويقول علي من ولاية تندوف (2000 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة) للجزيرة نت إنه في الحرارة الشديدة يجب تغطية الجسم وليس تعريته كما يفعل كثيرون؛ لأن التغطية تمنع الاتصال المباشر بين أشعة الشمس والجلد، كما أنها تجعل الجسم يكيف نفسه على الحرارة فيشعر الشخص ببرودة أكثر.
2- النيلة
ينصح سكان المناطق الصحراوية الحارة في الجزائر بتعميم لباس قماش "النيلة" في فصل الصيف، وقماش النيلة يستخدم في أفريقيا وفي صحاري بلاد المغرب العربي، وهو قطني تتم إضافة مادة واقية من الشمس إليه تستخرج من نبات النيلة.
وتستخدم النسوة في المناطق الحارة النيلة واقيا طبيعيا من الشمس، وهو فعال جدا في حماية البشرة من التصبغات.
كما يلبس الرجل أيضا قماش النيلة الذي يترك اللون الأزرق على جلده لذلك سمي "الرجل الأزرق"، ويعتقد سكان هذه المناطق أن "الأزرق النيلي" هو اللون الأقل امتصاصا للحرارة، حسب خبرتهم.
3 – تغطية الرأس بالشاش
يعد الشاش (قماش قطني خفيف) من مميزات الزي الصحراوي الذي يلبسه سكان المناطق الحارة لحماية رأسهم من الحرارة المرتفعة، ويعتقد هؤلاء أن لف الرأس بقطعة قماشية قطنية لفات عديدة يحميه من ضربة الشمس.
ويصل طول بعض لفات الشاش لدى السكان المحليين إلى أكثر من 7 أمتار. وعن هذا يقول المختار (32 عاما) إن لف الرأس يفصل الإنسان عن الطقس فلا يشعر بأنه تحت أشعة الشمس، وينفي الرجل أن اللفات تزيد الشعور بالحرارة.
4 – الهندسة
تشتهر مدينة وادي سوف الجزائرية باسم "الألف قبة وقبة"؛ وذلك نسبة للمنازل التي تحتوي على القباب، ويؤكد سكان هذه المنطقة الصحراوية الحارة أن تلك القباب التي اعتمدها أجدادهم ما هي إلا مكيفات هواء طبيعية.
يشعر الجالس في قاعة الضيوف في منزل سوفي "بوادي سوف" تحت القبة بأن تيار الهواء يلف من فوق رأسه؛ لذلك يتمسك الجيل الجديد من أبناء هذه المدينة بهذا النمط المعماري.
كما يحرص سكان المناطق الحارة على استخدام الطين ليكون طبقة خارجية لجدرانهم، إلى جانب دهن المنازل من الخارج باللون الأبيض؛ مما يشكلا عازلين طبيعيين لدرجة الحرارة.
5- شمع النحل وزيت الزيتون
لا يقتصر الحر الشديد وفترة "الصمايم" على المناطق الصحراوية فحسب في الجزائر، فهنالك بعض الولايات القريبة من الساحل التي سجلت درجات حرارة قياسية مثل محافظة "شلف" التي تبعد عن العاصمة نحو 170 كيلومترا، و50 كيلومترا عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
وتقول عتيقة (52 عاما) للجزيرة نت إن "الهروب نحو الشواطئ والشلالات للسباحة بالنسبة للمناطق الساحلية تعد واحدة من أبرز ملطفات الجو". وتعطي هذه السيدة أحد أكثر الوصفات الشعبية شيوعا لمداواة الحروق الناتجة عن التعرض للشمس في الشواطئ.
ويخلط شمع العسل بزيت الزيتون للحصول على كريمة تسمى محليا "بوهوم"، وتدهن المناطق التي تعرضت للحروق. وبحسب من جربوا هذا المرهم الطبيعي فإنه يعالج حتى حروق النار من الدرجة الثانية.