فقدان الحيوان الأليف.. حزن يحتاج إلى شرح علمي
الدعم والتفهم يأتيان كأحد أشهر بنود حزمة العزاء التي يحصل عليها أحدنا من عائلته وأصدقائه إذا فقد غاليا من جنس البشر، لكن -لسوء الحظ- لا يحصل الجميع على ذلك الدعم إذا مات حيوانهم الأليف، إذ لا يزال بعض الناس لا يفهمون إلى أي مدى يمكن أن تكون الحيوانات مركزية في حياة إنسان، وقد لا يفهمون سبب الحزن على "مجرد حيوان أليف"، رغم أن فقدانه قد يكون الأصعب على النفس.
لماذا الحيوانات الأليفة مهمة؟
يعتقد البعض أن امتلاك حيوان أليف رفاهية غير مبررة، لكن الواقع أثبت أن الإنسان قد يستفيد من الحيوان الأليف أكثر مما يعطيه بالمقابل.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsفوائد مدهشة لاقتناء حيوان أليف لأطفالك
دراسة جديدة: الكلاب تحزن وتعلن الحداد على موت الأصدقاء
تساعد الحيوانات الأليفة أصحابها على اكتساب الشعور بالمسؤولية، وتقلل من التوتر، وتساعد الأطفال في مهاراتهم العاطفية والاجتماعية.
ويمكن أن يقلل التفاعل مع الحيوانات الأليفة من الشعور بالوحدة، ويزيد من مشاعر الدعم الاجتماعي، وتحسين المزاج، وهو ما يفسر استقدام كلاب تساعد في إرشاد المرضى وتقليل التوتر والقلق لديهم.
وبحسب موقع "نيوز إن هيلث" (Newsinhealth)، فإن الكلاب يمكن أن تساعد الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، في تحسين تركيزهم.
لماذا نشعر بالحزن عند فقد الحيوانات الأليفة؟
يؤدي فقدان شخص عزيز إلى الشعور بالانهيار، وينطبق الشيء نفسه على موت قطة أو كلب أو أي نوع آخر من الحيوانات الأليفة، رغم أن بعضنا لا يتفهم حسرة القلب التي تصاحب موته.
من الأسباب التي تجعل فقدان حيوان أليف خسارة كبيرة، هو أن حب الحيوانات غير مشروط. ووفقا لموقع "فير فري هابي هومس" (Fearfreehappyhomes)، تبدو العلاقة بين الحيوان الأليف وصاحبه كأنها علاقة بين الوالد والطفل، ويرتبط بالحب والقبول غير المشروط، وهو ما لا يحصل عليه الشخص دائما في علاقاته الإنسانية.
لذا، يشعر الأشخاص بالحزن الشديد بعد فقدان حيوان أليف، ويشبه ذلك الحزن الذي يرافق فقدان صديق قريب أو فرد من العائلة.
السبب الثاني للحزن، هو أنه بموت الحيوان الأليف يفتقد صاحبه صفات ربما لن يجدها مجتمعة في بشريّ. ووفقا لموقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday)، فإن صفات مثل الصدق والثقة والقبول والاحترام والتسامح والدعم والموثوقية والذكاء والتعاطف والحب غير المشروط، قد تجتمع كلها في الحيوان الأليف لكن قد لا تجتمع في شخص واحد.
السبب الآخر للحزن، هو التغييرات التي تحدث في الروتين الشخصي عند موت الحيوان الأليف. فمع وجود حيوان أليف يبدأ الشخص بتنظيم روتين يومي، بدءا من إطعامه في فترات محددة، وممارسة الرياضة من خلال اصطحاب الكلب للمشي في أوقات معينة خلال اليوم.
وعندما يختفي ذلك الحيوان الأليف، قد يتم التخلص من الروتين اليومي الكامل للشخص، مما يجعله يشعر بالضياع والحزن. ويمكن أن تتراكم الاضطرابات الصغيرة في روتين الشخص بسهولة، لتكون مرهقة ومضرة بالصحة أكثر من الأحداث الكبيرة.
سبب أخير يجعل الحزن على فقد حيوان أليف قد يضاهي الحزن على فقد إنسان أو ربما يتخطاه، هو عدم التفهم وغياب الدعم. فبحسب مقال على موقع "دكتوركونر" (Doctorconnor)، يمكن للجميع أن يتفهموا ويتعاطفوا مع فقدان شخص ما، بينما لا يمكن لأي شخص أن يدرك كيف يمكن أن تكون خسارة الحيوانات الأليفة مؤثرة.
وقد يدلي بعض الناس بتعليقات غير حساسة، مثل "يمكنك اقتناء حيوان أليف آخر"، مما يزيد من الشعور بأن الآخرين لا يفهمون ما يمرّ به الشخص المتألم، وبالتالي لا يحصل على نفس القدر من الدعم الاجتماعي من الآخرين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالعزلة أكثر من أي وقت مضى.
وبسبب وصمة العار التي تحيط بالحزن أثناء فقدان الحيوانات الأليفة، وغياب مساحة التعبير أو التعامل مع المشاعر المصاحبة للحدث، يكون الشعور بالحزن أكبر.
ماذا يجب أن تفعل عند فقدان حيوان أليف؟
هناك عدد من النصائح التي تقدمها مؤسسة "بي تشيوي" (Be.chewy) لمساعدة الحيوانات الأليفة، من أجل المساعدة على تخطي الحزن على فقدان حيوان أليف، منها:
-
إظهار المشاعر
الشعور بالحزن أو الصدمة أو الوحدة هو ردّ فعل طبيعي لفقدان حيوان أليف، وإظهار تلك المشاعر لا يعني أن صاحبها ضعيف أو أن مشاعره في غير محلها.
ومحاولة تجاهل الألم أو منعه من الظهور لن تؤدي إلا إلى تفاقمه على المدى الطويل.
-
الوقت الكافي للحزن
يبدأ الحزن كبيرا ويتلاشى تدريجيا، وليس من الجيد تعجّل الشفاء، وعلى الشخص المتألم إعطاء نفسه الوقت الكافي للبكاء والحزن.
-
تذكر الحيوان الأليف على وسائل التواصل
من الجيد والمريح للشخص الذي فقد حيوانه الأليف الاستفادة من شبكة الإنترنت، ومشاركة خسارته وذكرياته ومشاعره مع أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تسمح تلك المشاركة بمنح الشخص المتألم بعض الدعم الذي يحتاج إليه.
من الجيد أيضا عمل قائمة بالأمور التي شارك فيها الحيوان الأليف وصاحبه سويا، إذ يمكن أن يساعد ذلك على إدراك مقدار الحب والاهتمام الذي حظي به الحيوان الأليف من صاحبه، بدلا من لوم الشخص لنفسه والتفكير في الأشياء التي لم يفعلها مع حيوانه المفقود.
-
التبرع للحيوانات الأليفة
يمكن التبرع بالمال لمأوى للحيوانات أو جمعية خيرية للحيوانات باسم الحيوان الأليف كذكرى، كما أن ذلك -في نفس الوقت- يساعد الحيوانات الأخرى المحتاجة، ويشعر الشخص بالراحة والتحسن النفسي.
-
الرعاية الذاتية
يمكن أن يؤثر الحزن على الصحة العقلية والجسدية إذا ما استسلم له الشخص، لذا فإن من الأفضل ممارسة أنشطة بسيطة مختلفة تساعد المصاب على تخطي الحزن وتصنع روتينا جديدا في حياته، مثل المشي والتأمل أو ممارسة الرياضة.
كل تلك الأنشطة من شأنها تصفية الذهن وخلق مساحة جديدة للتعاطف مع الذات، وهو ما يحتاجه الشخص الذي فقد حيوانه الأليف في تلك المرحلة من حياته أكثر من أي شيء آخر.