محاكاة للأسواق العتيقة.. تجمع ثقافي يحتفي بالرموز الفلسطينية يجمع الجالية العربية في لندن
السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط: هذا المهرجان الثقافي هو تجمع من أجل فلسطين وحول الجالية الفلسطينية للاحتفاء بالهوية والعادات الفلسطينية.
لندن – بكل حماس وشغف تنفض الجالية العربية في بريطانيا عن نفسها حالة الركود الاجتماعي والثقافي التي صاحبت وباء كورونا، فتعيد المهرجانات والتجمعات الثقافية العربية لصخبها ونشاطها المعتاد، وكان لزاما أن تكون الأنشطة المرتبطة بفلسطين أول ما يعود.
وفي العاصمة البريطانية لندن اجتمع المئات من أبناء الجالية العربية، في "البازار الفلسطيني الكبير" الذي نظمه منتدى التفكير العربي الأحد الماضي.
تخليد الشهيدة شيرين أبو عاقلة
واختار المنظمون أن يكون الافتتاح بتخليد ذكرى الصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، فخصصت لها زاوية خاصة، وكانت أكثر لحظات المهرجان تأثيرا هي خلال الحديث عنها وعن كفاحها من أجل إيصال الصورة الحقيقية لما يعانيه الفلسطينيون في ظل الاحتلال ووحشية اغتيالها.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsاتهموها بالعنصرية.. طلاب غاضبون يطردون السفيرة الإسرائيلية من كلية الاقتصاد بلندن
أبرز نجومه كوربن وقطان.. مهرجان فلسطين في لندن لربط الجيل الجديد المغترب بوطنه
وحضر في البازار الكثير من الثنائيات التي لها دلالة خاصة، لعل أهمها الاحتفاء بالثقافة الفلسطينية في بلاد كانت السبب في وعد بلفور وتتحمل مسؤولية احتلال الأراضي الفلسطينية.
شيء من أرض فلسطين
وفي صراع السرديات والروايات تحضر الرموز، كسند قوي، يسند به كل صاحب قضية موقفه، وما أكثر الرموز لدى أهل فلسطين، والتي ضجت بها قاعات "البازار الكبير" من اللباس والأكل والحلي وطقوس الفرح والاحتفال.
"ما أراه هناك هو تأشيرة وجواز سفر نحو بلادي التي لم أزرها منذ أكثر من 12 سنة ولا أستطيع زيارتها لظروف خاصة، هنا أجدد الصلة ببعض أشياء من البلاد الغالية" يقول حسام -وهو مواطن بريطاني من أصول فلسطينية- لم ينس أن يحمل معه كوفيته التي قال إنها هدية من والده وعمرها 25 سنة.
"نحن أهل فلسطين لدينا ارتباط وثيق بكل ما يذكرنا بالأرض وعندنا خشية من أن تسرق منا حتى هذه الرموز؛ لهذا ترانا نحملها معنا متى سنحت لنا الفرصة"، يضيف حسام في حديثه مع الجزيرة نت وهو يشير بيده لركن تباع فيه الأزياء الفلسطينية، ليقول إن "هذا الزي مثلا هو جزء من تعريف المرأة الفلسطينية وما يفرحني هو حرص الشابات من أصول فلسطينية على ارتدائه في كل محفل".
حالة الفرح على الوجوه والبهجة لا تكاد تخطئها العين، بين أصدقاء قدامى جمعتهم الصدفة في هذا "السوق الفلسطيني الكبير، أو باحثات عن اقتناء قطع ومقتنيات فلسطينية سواء ألبسة أو زينة للبيوت، أو منسجم مع أنغام الدبكة الفلسطينية.
حضور عربي
ولم يقتصر الحضور على الجالية الفلسطينية فقط، بل كان تلخيصا لكل خريطة الوطن العربي أو لجزء كبير منها، كما هو حال أم محمود؛ وهي سيدة مصرية تعيش في بريطانيا منذ 30 سنة، قدمت رفقة أبنائها، "لا أفوت فرصة لأي محفل فلسطيني بدون الحضور؛ فهذا أقل واجب يمكن تقديمه لأهلنا لنقول لهم إننا معكم في فرحكم ولحظات حزنكم".
وبابتسامة هادئة تحكي أم محمد كيف أن خزانة ثيابها مليئة بالملابس الفلسطينية، التي تقتنيها كلما حضرت لمهرجان فلسطيني، "لا أمل من هذه الثياب كلما ارتديتها شعرت وكأنني جزء من تاريخ فلسطين".
رسالة جيل لجيل
التركيز على الجانب الثقافي وإبراز كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية يفسره محمد أمين رئيس منتدى التفكير العربي بكونه رسالة مفادها "أن الفلسطينيين عبر العالم يتوارثون القضية أبا عن جد وأنهم متمسكون بالعودة ويورثون ثقافتهم لأبنائهم جيلا بعد جيل".
ويصف رئيس المنتدى في حديثه للجزيرة نت الحدث بكونه "يوما فلسطينيا متكاملا فيه الثقافة الفلسطينية، والطعام الفلسطيني، معطر بالوفاء، فيه سعادة اللقاء وروح العائلة الواحدة، وفيه وحدة عربية كاملة على فلسطين ومن أجلها".
رمزية المظاهرات الفلسطينية في لندن
وعن رمزية تنظيم مثل هذه المظاهرات في لندن فإن محمد أمين يرى أنها تحمل رسالة مهمة تفند "ادعاء الاحتلال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، هي مقولة واهية وكاذبة وإن فلسطينيي الجيل الثالث الصغار وأبناء الجالية العربية لن ينسوا فلسطين ومتمسكون بها وبالعودة إليها أكثر من الكبار من الآباء والأجداد".
من جهته رأى السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط أن هذا المهرجان الثقافي "هو تجمع من أجل فلسطين وحول الجالية الفلسطينية للاحتفاء بالهوية والعادات الفلسطينية".
وأضاف السفير الفلسطيني "أن الثقافة والحضارة الفلسطينية باقية ولن تندثر ويحملها معه الفلسطيني أينما كان"، قبل أن يعبر عن فخره لمشاهدة العائلات الفلسطينية والعربية "وهي تلتقي وتجتمع، ولم يعد الأمر حكرا على الكبار فقط؛ بل بحضور الشباب والأطفال وحرصهم على المشاركة وبفعالية في هذه الأنشطة، وهذا مصدر اعتزاز وفخر".
وظهر جليا من خلال كل أنشطة المهرجان حالة التعطش لكل ما هو فلسطيني من خلال حجم الإقبال الكبير على اقتناء كل ما له علاقة بفلسطين، وفي مقدمتها الكوفية التي كشف العديد من المشاركين أنهم ينوون إهداءها لأصدقائهم الأجانب.