"سكبة رمضان" و"مطبخ ساعد".. مبادرات خيرية في دمشق لإعانة الأسر المحتاجة

مواقع التواصل الاجتماعي_ الصفحة الرسمية لجمعية ساعد على الفيسبوك_ مطبخ ساعد يقدم وجبات الإفطار على حائط الجامع الاموي
من فعاليات مبادرة "مطبخ ساعد" بجوار حائط الجامع الاموي في دمشق (مواقع التواصل)

دمشق – ينتشر عشرات الشبان والشابات الدمشقيين خلف طاولات خشبية على الحائط الجنوبي للجامع الأموي منذ الصباح الباكر لتحضير وطهو ما يقارب ألف وجبة طعام يوميا، والتي تقدم للأسر المحتاجة خلال شهر رمضان المبارك ضمن مبادرة شبابية تحمل اسم "مطبخ ساعد".

تقول رشا (22 عاما)، إحدى المتطوعات في المبادرة، للجزيرة نت "تنشط المبادرة في أعمالها خلال شهر رمضان منذ 10 أعوام، ولكن ما دفعني للانضمام إليها هذا العام هو ملامستي لواقع الفقر المدقع الذي باتت يعيشه الناس خلال الأشهر الماضية خاصة بعد هذا الغلاء الصادم الذي شهدناه".

وتضيف رشا "أخشى أن آلاف الصائمين في دمشق كانوا سيضطرون لأكل أرغفة الخبز الحاف على موائد إفطارهم لولا هذه المبادرات المنتشرة في جميع أنحاء دمشق، فالمعيشة أصبحت صعبة للغاية ولم يعد الجوع مستبعدا هذه الأيام".

وإلى جانب مطبخ ساعد هناك العديد من المبادرات الخيرية التي تنشط في مختلف مدن وأحياء دمشق وريفها وتسعى إلى سد حاجة الصائمين من ماء وغذاء خلال الشهر الفضيل.

وتعيش معظم الأسر السورية في مناطق سيطرة النظام أسوأ واقع معيشي وخدمي منذ اندلاع الثورة في البلاد قبل 11 عاما وما استتبع ذلك من صراعات، وبلغت نسبة الفقر في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 90%، في حين يعاني ما يقارب 60% من السوريين من انعدام الأمن الغذائي وفق بيان برنامج الأغذية العالمي.

***للاستخدام الداخلي فقط*** سوريا_ دمشق_ شام مصطفى_ مواقع التواصل الاجتماعي_ الصفحة الرسمية لمؤسسة سوريا بتجمعنا_ تعبئة السلال الغذائية
مؤسسة "سوريا بتجمعنا" خلال تعبئة السلال الغذائية الرمضانية (مواقع التواصل)

وجبات الخير

تنال أحياء دمشق القديمة القسط الأكبر من الدعم المقدم من المبادرات الخيرية خلال الشهر الفضيل، فينتشر الشباب المتطوعون على طول الطريق الواصلة بين منطقة باب توما والجامع الأموي والتي يتدفق عبرها آلاف السوريين الصائمين للمشاركة في الصلوات والعبادات والفاعليات المقامة في باحة الجامع خلال ساعات النهار؛ مما يسهل على المتطوعين الوصول إلى المحتاجين منهم.

وتبرز جمعية ساعد ومبادرتها "مطبخ ساعد" كإحدى أكثر المبادرات نشاطا وإسهاما في تقديم الأغذية للمحتاجين من الصائمين قبل حلول موعد الإفطار في العديد من أحياء العاصمة وريفها، وتنوعت الوجبات بين "الكبسة باللحم" و"الكبسة بالدجاج" و"المجدرة".

في حين أطلق مشروع "عَمّرها التطوعي" مجموعة من المبادرات الخيرية في دمشق بحلول شهر رمضان المبارك، وكان أبرزها مبادرة "ماء وتمر" التي تهدف إلى تقديم الماء وأنواع مختلفة من التمور وأقراص العجوة إلى الطلبة والموظفين وغيرهم من الصائمين المتأخرين عن الوصول إلى منازلهم في وقت الإفطار ضمن ساحات دمشق الرئيسية.

سوريا_ دمشق_ شام مصطفى_ مواقع التواصل الاجتماعي_ حملة _سكبة رمضان_ أثناء تعبئة وجبات الإفطار
من حملة "سكبة رمضان" في أثناء تعبئة وجبات الإفطار الرمضانية (مواقع التواصل)

يقول فارس (27 عاما)، أحد منسقي المبادرة، للجزيرة نت "نجحنا منذ بداية الشهر المبارك بتوزيع 5 آلاف قارورة مياه معدنية وحوالي 230 كيلوغراما من العجوة وما يقارب 3 آلاف كأس (كيس) من التمور على الصائمين المتأخرين عن منازلهم في وقت الإفطار، وهذا كله بفضل الله تعالى ثم بفضل المتبرعين".

وفي إطار تقديم الوجبات أيضا ينشط مشروع "بادر التنموي" من خلال مجموعة من الفرق التطوعية لإحياء حملة "سكبة رمضان" للعام العاشر، ووفق مدير المشروع عبد الحفيظ القسطي فإن الحملة تقدم نحو 3340 وجبة يوميا في 32 منطقة في دمشق وريفها.

وتأتي هذه المبادرات على ضوء مرور شهر رمضان على السورين في مناطق النظام وسط تفاقم لأزمات قديمة جديدة معيشية وخدمية؛ حيث شهدت أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية في أسواق دمشق وريفها ارتفاعا غير مسبوق تجاوز في بعض السلع الأساسية نسبة 150% منذ أول أيام الشهر الفضيل.

مواقع التواصل الاجتماعي_ الصفحة الرسمية لجمعية ساعد على الفيسبوك_ مطبخ ساعد يقدم وجبات الإفطار على حائط الجامع الاموي
وجبات طعام يعدها مطبخ ساعد لتقديمها على الإفطار (مواقع التواصل)

"رمضان بيجمعنا".. الدعم لمستحقيه

وللتأكد من وصول الدعم إلى مستحقيه تفضل بعض المنظمات والجمعيات أن تتم مبادراتها وأن تقدم معوناتها من خلال نظام توزيع السلال الغذائية، والذي يعتمد على جمع بيانات الأسر المحتاجة قبل التوزيع للمفاضلة بينها وفق الأحقية.

وهي الطريقة التي تنتهجها مؤسسة "سوريا بتجمعنا" الخيرية كل عام في الشهر الفضيل منذ قرابة 10 سنوات في مبادرتها "رمضان بيجمعنا"، ويعمل عشرات المتطوعين في المؤسسة على تنسيق وتوزيع السلال الغذائية والمساعدات المالية والملابس والأدوية على المحتاجين في مقرهم الواقع في محافظة دمشق أو عبر جولات ميدانية يقومون بها في مختلف المحافظات السورية.

وسعت المبادرة هذا العام إلى توزيع 2500 سلة غذائية و500 وجبة إفطار، إضافة إلى توزيع 1500 قطعة ملابس للأطفال وفق رئيس مجلس أمناء المؤسسة رامي الحلبي.

وتحتوي كل سلة غذائية تقدمها المؤسسة على العديد من المواد الغذائية كالزيت النباتي والطحين والأرز والبرغل الخشن والحمص والشاي والسكر وغيرها من المواد الأساسية التي شهدت أسعارها ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة.

وتقول خولة (41 عاما)، إحدى المستفيدات من المبادرة في ريف دمشق للجزيرة نت "جاءت السلة الغذائية في وقتها، فاليوم كما تعلمين وصل سعر لتر الزيت في السوق إلى 16 ألف ليرة (4.1 دولارات) وكيلو الأرز إلى 6 آلاف ليرة (1.5 دولار) وأنا بالكاد أجني 70 ألف ليرة (17 دولارا) في الشهر".

وإلى جانب المبادرات التي ذكرناها تنشط العديد من المبادرات والفاعليات الخيرية في دمشق وريفها خلال الشهر الفضيل كمبادرة "أهل الخير" ومبادرة "سكبة رمضان".

المصدر : الجزيرة