خريف إيران.. من الشارع إلى قصر الشاه

طهران- "الخريف ملك الفصول" بيت للشاعر الإيراني مهدي أخوان ثالث يردده الإيرانيون اليوم وهم يتمشون على الأرصفة المصفرة بأوراق الشجر المتساقطة.

وفي طهران مدينة الفصول الأربعة حمل أبناؤها الخريف من الشارع إلى قصر "سعد آباد" شمال شرقي العاصمة، وهو قصر الشاه سابقا.

"من لم يلتقط صورا خريفية فهذه فرصته الأخيرة"، بهذه العبارة أعلنت وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعة اليدوية الإيرانية إطلاق مهرجان الصور الخريفية السنوي في طهران.

وجاء في الإعلان أنه لن يتم تجميع أوراق الشجر المتساقطة في قصر "سعد آباد" لمدة أسبوع، ليودع الناس الموسم بالتقاط صور ذات طابع خريفي.

وللمناسبة فتحت الوزارة أبواب القصر للحضور مجانا خلال هذه الفترة المحددة على عكس باقي أيام السنة.

ويقول رئيس العلاقات العامة لمجموعة سعد آباد الثقافية التاريخية محمد كلهر إن المواطنين استقبلوا المهرجان بحفاوة بعدما منعتهم القيود الصحية التي فرضتها جائحة كورونا من التقاط صور الخريف خلال السنتين الماضيتين.

وتلقب مجموعة "سعد آباد" بـ"جوهرة السياحة في طهران"، وهي عبارة عن أرض بمساحة 1.1 مليون متر مكعب (أي 110 هكتارات)، وتضم غابات طبيعية يتوسطها نهر دربند المنحدر من جبال ألبرز شمال العاصمة.

كما تضم المجموعة 15 قصرا تحولت إلى متاحف، بعضها تابعة لرئاسة الجمهورية، ويُستقبل فيها كبار الضيوف.

وأسس المجموعة ملوك القاجار (سلالة من الشاهات حكمت بلاد فارس قبل نحو قرنين)، وكانت مقر سكنهم الصيفي.

وبعد انقلاب 1921 في إيران اتخذ رضا خان قصر "سعد آباد" مقرا له في فصل الصيف، ثم سكن فيه نجله الشاه محمد رضا بهلوي، قبل أن تطيح به وبمملكته ثورة 1979 التي قادها الإمام الخميني الذي أعلن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، وبأمر من الأخير باتت مجموعة "سعد آباد" مؤسسة "المستضعفين" شبه الرسمية، لتصبح اليوم أجمل منطقة في العاصمة الإيرانية طهران.