الصينيون يؤخرون الزواج ويقاومون الإنجاب.. ما الحل؟
ألغت بكين عام 2015 سياسة الطفل الواحد التي استمرت عقودا، وأدخلت في مايو/أيار الماضي سياسة الأطفال الثلاثة.
نشرت صحيفة غارديان تقريرا من الصين تقول فيه إن الشباب أصبحوا يؤخرون الزواج ويقاومون إنجاب الأطفال، ويفضلون الاهتمام بتطوير أنفسهم مهنيا وأكاديميا والحصول على المال في وقت تواجه فيه البلاد ما وصفه بعض المحليين بأنه "قنبلة زمنية ديموغرافية".
وقالت: أوائل الشهر الجاري نشرت وكالة أنباء الصين الرسمية (شينخوا) مقطع فيديو يذكّر الشباب المولودين عام 2000 بأنهم مؤهلون للزواج. وسرعان ما ظهر وسم (هاشتاغ) في قائمة الموضوعات الأكثر بحثا على موقع ويبو (Weibo) لكن كثيرين فهموا ذلك على أنه محاولة من الحكومة للضغط عليهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتركيا.. إلزامية فحص الأمراض للمقبلين على الزواج
لماذا يعزف الشباب شمال سوريا عن الزواج؟
لكل الأزواج الباحثين عن السعادة في العام الجديد.. إليكم هذه النصائح لتجسيد خطة التغيير
وجاءت ردود الفعل من الشباب في عبارات مثل "من يجرؤ على الزواج هذه الأيام؟ ألا نحتاج لكسب المال؟ أوقفوا هذه الرسالة المزعجة لي!". علما بأنه وبموجب القانون الصيني، يمكن للرجال أن يتزوجوا من 22 والنساء من 20.
الأسبوع الماضي، أفادت الحكومة أن معدل النمو السكاني انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 61 عاما، حيث تجاوز عدد المواليد عدد الوفيات بصعوبة عام 2021، رغم الجهود المبذولة لتشجيع الأزواج على إنجاب أطفال السنوات القليلة الماضية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن يي ليو المحاضر البارز بمعهد لاو تشاينا في كينغز كوليدج لندن قوله إن موقف الشباب الصيني تجاه الزواج يشكل تهديدا كبيرا لجهود بكين لتغيير أزمة ديموغرافية تلوح في الأفق، وأن هذا الموقف، مقرونا بمستوى أعلى من التعليم والتحسين الاقتصادي، سيصبح مشكلة أكبر السنوات القادمة.
وقال وانغ فينغ أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا، إيرفين، إن عددا متزايدا من الشباب في مجتمعات شرق آسيا أصبحوا يؤخرون الزواج مع ازدهار المنطقة، مشيرا إلى أن هذا التغيير كان سريعا بشكل خاص في المناطق الحضرية بالصين.
وبمقارنة بيانات الإحصاء السكاني الصيني عامي 1990 و2015، قال وانغ إن نسبة الصينيات غير المتزوجات أواخر العشرينات من العمر قد قفزت 8 مرات في غضون 25 عاما.
وتُظهر بيانات التعداد من عامي 2000 و2010 أن الشباب الحاصلين على تعليم جامعي، والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما، هم على الأرجح غير متزوجين. والنساء بالمدن المتقدمة، على وجه الخصوص، لديهن طموحات أقل للزواج.
وحكت واحدة من هؤلاء الشباب، وهي فيكي ليو من شمال تيانغين ولدت عام 1997، أنه بمجرد تخرجها بدرجة الماجستير في إنجلترا العام الماضي، بدأ والداها ترتيب لقاءات لها مع الشباب، مضيفة "إنني بالغة. أريد مهنة ودائرة جيدة من الأصدقاء. أنا فقط لا أريد أن أكون مقيدة بحياة أسرية في وقت مبكر جدا".
وأثار هذا قلق السلطات حيث أصبح الانخفاض في النمو السكاني أكثر وضوحا السنوات الأخيرة. ولعكس هذا الاتجاه، ألغت بكين عام 2015 سياسة الطفل الواحد التي استمرت عقودا، وأدخلت في مايو/أيار الماضي سياسة الأطفال الثلاثة.
وقال يي فوشيان من جامعة ويسكونسن ماديسون ومؤلف كتاب "بلد كبير مع عش فارغ" إن هناك إجراءات ملموسة يمكن أن تتخذها الحكومة لتهدئة الموقف، على سبيل المثال، فرص العمل للشباب والمساعدة في تكاليف المعيشة وتكلفة الممتلكات، وتسهيل تربية الأطفال.