مهاجر ليبي يتبنى أطفالا مصابين بحالات متأخرة من السرطان حتى لا ينهوا حياتهم بمفردهم
يمكن أن يضمن العطاء ومساعدة الآخرين للشخص رفاهية لا تقدر بثمن، وكذلك يمنحه رضا شخصيا.

يتعرض آلاف الأطفال حول العالم -بصفة يومية أحيانا- إلى التخلي عنهم في ظل ظروف قاسية، ويجدون أنفسهم بمفردهم.
وبينما يفضل العديد من الأزواج إنجاب طفل بيولوجي، يختار البعض الآخر التبني ويضمنون للأطفال المتروكين مستقبلا أفضل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفي فرنسا.. حملات رمضانية لاقتناء مصاحف بلغة برايل لتوزيعها على المكفوفين
مليون ونصف خطوة مشيا لجمع التبرعات لضحايا كورونا.. مُسن يصبح أيقونة في صفوف مسلمي بريطانيا
والده توفي بسبب تأخر إسعافه.. ساديو ماني يتبرع لقريته بأكثر من مليون دولار لبناء مستشفى ومدرسة
وفي إفادة مؤثرة أوردتها صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (Los Angeles Times) عُثر على رجل يتبنى أطفالا مصابين بسرطان عضال حتى لا ينهوا حياتهم بمفردهم.
وفي تقرير نشرته مجلة "سانتي بلوس" (SantePlusMag) الفرنسية؛ قالت الكاتبة لورنس أو إن المهاجر الليبي محمد بزيك كرّس حياته لمساعدة الأطفال المصابين بمرض السرطان. وقد نُشرت شهادته المؤثرة في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
وغالبا ما يقال إن السرطان قاتل ينمو بسرعة في جسم الإنسان. ووفقا للوكالة الوطنية للصحة العامة الفرنسية، يعد مرض السرطان السبب الرئيسي للوفاة بين صفوف الرجال والثاني لدى النساء في فرنسا.
وحاول محمد بزيك تقديم الدعم للأطفال المصابين بهذا المرض ومرافقتهم في رحلة كفاحهم.
وبالفعل، فقد قرر هذا الرجل استقبال أيتام صغار مصابين بمرض السرطان ميؤوس من شفائهم، والاعتناء بهم حتى لا يتركهم يموتون بمفردهم.
وأفادت ميليسا تيسترمان -المنسقة التي تحاول إيجاد أسر حاضنة للأطفال المرضى- أن "الشخص الوحيد الذي يعتني بطفل قد لا ينجو من هذا المرض".
وتذكر الكاتبة أن محمد بزيك عانى بالفعل من وفاة 10 أطفال تحت رعايته وتوفي بعضهم حتى بين ذراعيه. بالإضافة إلى ذلك، قضى هذا الرجل ليالي بلا نوم في رعاية فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات تعاني من تشوه نادر في الدماغ.
وأفادت الدكتورة سوزان روبرتس -وهي طبيبة الأطفال المسؤولة عن هذه الحالة- أن هذه الفتاة تعرضت لنوبات يومية، كانت عمياء وصماء وتشعر دائما بألم شديد. وفي الواقع، لقد ولدت هذه الفتاة وهي مصابة بما يسمى "قيلة دماغية"، وهو عيب نادر يضع جزءا من الدماغ خارج الجمجمة.
وأوضح محمد بزيك أنه بدأ في رعاية الأطفال برفقة زوجته داون بزيك سنة 1989. وقد وهبت داون حياتها لهذه المهمة، بل وقدمت دروسا للأسر الحاضنة لتعليمهم كيفية التعامل مع المرض ووفاة طفل، وناضل الزوجان طوال حياتهما لمساعدة أولئك الأطفال فاقدي السند.
وأنجب الزوجان طفلا بيولوجيا سنة 1997 وأطلقوا عليه اسم آدم، ولكنه كان يعاني من داء التقزم.
وفي وقت لاحق، مرضت داون بزيك وفقدت حياتها. وعلى الرغم من آلام فقدان زوجته، استمر محمد بزيك في تقديم المساعدة للأطفال المرضى.
الإيثار أساس السعادة
وإلى جانب الآثار الإيجابية التي يمكن أن تحدثها الأعمال السخية للآخرين، يبدو أن الإيثار يوفر أيضا مزايا للفرد الذي يقوم به.
وفي الواقع، يمكن أن يضمن العطاء ومساعدة الآخرين للشخص رفاهية لا تقدر بثمن ورضا شخصيا.
ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" (Nature)، هناك علاقة قوية بين الإيثار ومستوى سعادتنا؛ فعندما تعطي دون أن تتوقع أي شيء في المقابل، فإن مناطق الدماغ المرتبطة بنظام المكافأة تنشط، مما يمنحك شعورا بالسعادة الفردية.