الجميع يتقدم بالعمر.. هل نحن مستعدون لتقبل تجاعيد الشيخوخة؟

خلال العام الماضي 2020، تنامى رفض معايير الجمال المتزايدة التي أصبحت مرهقة ولا جدوى منها، وتزايد الوعي حول مشاكل التمييز على أساس السن

صور نساء ورجال لديهم تجاعيد في الوجه
من غير المستغرب أن تخشى النساء العلامات الواضحة التي يتركها العمر على وجوههن بسبب نظرة المجتمع (بيكسلز)

تتشكل التجاعيد عندما تفقد البشرة مرونتها مع التقدم بالعمر؛ وهو ما يجعلها من إحدى السمات المميزة للشيخوخة. ورغم أننا نتقدم في العمر بشكل مختلف فإننا جميعنا تقريبا نتوقع رؤية بعض التجاعيد بمرور السنين.

في مقال نشره موقع "فوكس" (vox) الأميركي، قالت الكاتبة آنا نورث إن التجاعيد تظل من "عيوب" الجسم البشري التي يرغب الكثيرون في إخفائها، وذلك ما يفسر إنفاق الناس حول العالم ما يصل إلى 200 مليار دولار على العلاجات التي إما تضمن التخلص منها أو تخفيفها أو منع ظهورها.

صور نساء ورجال لديهم تجاعيد في الوجه
من النادر رؤية التجاعيد في وجوه الأشخاص الذين يظهرون في الإعلانات (بيكسلز)

بيان ضد الشيخوخة

وبحسب مؤلفة كتاب "بيان ضد الشيخوخة" آشتون أبلوايت؛ "إذا اعتبرت التجاعيد وعلامات الشيخوخة مشكلة، فيمكن إقناعنا بشراء أي منتج لإخفائها".

ولطالما كانت النظرة المعتادة للتجاعيد جامدة؛ ففي حين أن حركات إيجابية مثل الدعوة إلى تقبل الجسم وتنوع أحجامه أسهمت في زيادة عدد العلامات التجارية التي تنتج ملابس ذات مقاسات كبيرة؛ لا يزال من النادر رؤية تجاعيد الوجه في وجود الأشخاص الذين يظهرون في الإعلانات حتى بالنسبة للعلامات التجارية التي تستهدف النساء الأكبر سنا.

إعلان

تغيير في ظل الجائحة

لكن هذه النظرة بدأت تتغير في ظل الجائحة التي دفعت الأميركيين إلى إعادة التفكير في علاقتهم بمظهرهم بشتى الطرق، مثل ترك الشعر الرمادي بالظهور خلال فترات الإغلاق دون صبغه.

وذكرت الكاتبة أن وصمة "شيخوخة الجلد" متجذرة في الثقافة الأميركية، ويبدو أنها لا تزال راسخة مثلما كانت دائما. ولعل ذلك ما يؤكده ارتفاع عدد الذين يلجؤون إلى الجراحة التجميلية من بين الأشخاص الذين سئموا النظر إلى معالم وجوههم الطبيعية في مكالمات الفيديو، فيما يعرف بـ "طفرة زوم".

وخلال العام الماضي 2020، تنامى رفض معايير الجمال المتزايدة التي أصبحت مرهقة ولا جدوى منها، وتزايد الوعي حول مشاكل التمييز على أساس السن.

صور نساء ورجال لديهم تجاعيد في الوجه
العام الماضي 2020 تزايد الوعي حول مشاكل التمييز على أساس السن (بيكسلز)

تاريخ وصمة التجاعيد ومحاولة إزالتها

أشارت الكاتبة إلى أن علاجات مكافحة علامات الشيخوخة بعيدة كل البعد عن كونها حديثة العهد. وتعود التعديلات التجميلية للوجه إلى مصر القديمة إن لم يكن قبل ذلك، حسب أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة "ستانفورد" (Stanford) زكية رحمن. وقد تضمنت العديد من العلاجات المبكرة استخدام الأحماض على الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين وإضفاء مظهر أكثر شبابا.

وفي القرنين الـ16 والـ17، كانت النساء الأوروبيات يقمن بوضع اللحوم على وجوههن لتقليل التجاعيد. وظهرت عمليات شد الوجه أول مرة في أوائل القرن الـ20، حيث قام جراحون بإحداث شق حول خط الشعر لشد الجلد مما يقلل من التجاعيد. وفي عام 2002، حدثت نقلة نوعية في هذا المجال بالسماح باستخدام البوتوكس في مستحضرات التجميل لمنع التجاعيد من الظهور.

وجهات آمنة لسفر المرأة
الأجهزة الذكية مثلت التطور الآخر الذي كان له تأثير أكبر في صورة الجسم (مواقع التواصل)

صور مثالية

وذكرت الكاتبة أن الهواتف الذكية مثلت التطور الآخر الذي كان له تأثير أكبر في صورة الجسم، فمع ظهور الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، زاد العدد الهائل من الصور التي نشاركها يوميا بشكل كبير على المنصات الاجتماعية في السنوات الأخيرة. ويتم تعديل العديد من هذه الصور بعناية بالاستعانة بالإضاءة والمرشحات وبعض تطبيقات الفوتوشوب، مما يسمح للمستخدمين بنشر صور مثالية لأنفسهم.

إعلان

وتقول زكية رحمن إن الصور التي نراها، مهما كانت معدلة "تعطينا أفكارا عما هو طبيعي وما هو جميل. وفي كثير من الأحيان، نعتقد أن هذه الصور تمثل الواقع". وبحكم مهنتها، أكدت رحمن أن عددا متزايدا من الأشخاص باتوا يرغبون باكتساب مظهرة شخص آخر رؤوا صورته على إنستغرام أو مقطع فيديو شاهدوه على تيك توك.

ولا يتعلق الأمر فقط بتعرض النساء لتعليقات انتقادية، بل يمكن أن تواجه النساء الأكبر سنا التمييز في أماكن العمل والتوظيف أيضا، حيث أظهرت دراسة نُشرت عام 2017 أنه كلما كانت المرأة أكبر سنا، قلّ احتمال توظيفها. وبناء على ذلك، من غير المستغرب أن تخشى العديد من النساء العلامات الواضحة التي يتركها العمر على وجوههن.

المصدر : فوكس

إعلان