كيف يحتفل جيرانك بعيد الأضحى؟ عادات عربية للتعبير عن البهجة

في تونس.. لابد وأن تجذب انتباهك رائحة البخور التي تنبعث من كل البيوت وأصوات المذياع الذي يبث الأغاني الخاصة بعيد الأضحى

غزة.. ثالوث محن يفقد عيد الأضحى بهجته
يأخذ عيد الأضحى طابعا مختلفا حسب ثقافة وعادات كل بلد (الأناضول)

تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في المنطقة العربية، حيث يأخذ طابعا مختلفا حسب ثقافة وعادات كل بلد، إلا أن الفرحة التي تأتي بقدوم العيد والخير الذي يعم أيامه أمور لا تتغير باختلاف المكان.

الأشرطة الملونة لتزيين الأضحية في تونس

تقول سمية الجبالي، ربة منزل "تنطلق مراسم العيد الكبير (ما درجت تسميته في تونس) فعليا قبل أيام من يوم العيد، إذ يحرص المواطنون على اقتناء أضحية العيد كل حسب مقدرته الشرائية، بالإضافة إلى مختلف المستلزمات من أدوات شواء وتوابل وحتى المشروبات والعصائر".

وأضافت للجزيرة نت "تحفل الأسواق بأشكال مختلفة من معدات الشواء، حيث يكون للأطفال نصيب كبير منها، إذ يتم تصميم أشكال مصغرة من الشوايات وأواني المطبخ قصد إشراك الأطفال يوم العيد في الفعاليات التي تتمحور في مجملها حول الشواء وإعداد أطباق باستخدام لحم الأضحية".

وتكمل الجبالي حديثها "في صباح يوم العيد يتوجه المصلون في أبهى حلة لأداء صلاة العيد وتهنئة بعضهم البعض، وعند العودة إلى البيت لابد أن تجذب انتباهك رائحة البخور التي تنبعث من كل البيوت وأصوات المذياع الذي يبث الأغاني الخاصة بعيد الأضحى".

ومن العادات التي بدأت في الاندثار اليوم عادة تزيين أضحية العيد، حيث يجتمع صبية الحي الواحد ممسكين بالخراف المزينة بالأشرطة الملونة متباهين بجمال الأضحية وكبرها وخصوصا قرونها الضخمة.

ويحرص رجال العائلة على المشاركة في الذبح، إذ يجوبون بيوت العائلة أو الحي جميعها لإتمام المهمة. وفور انتهاء عملية الذبح تبدأ الفعاليات الرئيسية التي يشارك فيها الصغير والكبير، حيث تعلق الأضحية ويسمح للجميع بتشكيل طبقه كل حسب رغبته.

عادات بحرينية

يقول الكاتب البحريني عادل مرزوق "يبدأ عيد الأضحى بصلاة العيد وتبادل التهاني ثم التضحية بالأضحية. ولأن البحرين بلد زراعي وليس صحراويا كما هو حال معظم دول الخليج الأخرى، فكان ذبح البقر أكثر انتشارا".

يتبع البحرينيون تقليد "الحيه بيه" الذي توارثوه من الأجداد، إذ يصنع الأطفال قبل عيد الأضحى حصيرة صغيرة من سعف النخيل ويوزعون بداخلها الحبوب مثل القمح، وفي ليلة عرفات يتزين الأطفال بالزي التراثي ويتوجهون مع أهاليهم إلى أقرب ساحل، ويلقون بالحيه بيه في البحر، ويرمز هذا الطقس التراثي للتضحية بأجمل ما لدى الأبناء لآبائهم، إذ يغني الأطفال الأهازيج التقليدية المرتبطة بالحج وعيد الأضحى.

العصبان والقريش على المائدة الليبية

تقول نورا بن رمضان، ربة منزل من ليبيا "بعد صلاة العيد نذبح الخروف ونفطر على الكبد، ثم نقطع اللحم ونطبخ العصبان (الممبار) الذي نطهوه بالبخار ويُحشى بالأرز والخضراوات ولحم من الخروف، لتناوله على الغداء ونشوي بجانبه لحم الأضحية".

وتضيف "نصنع (القريش) أيضا وهو قطع اللحم التي نجففها في الشمس لمدة 3 أيام ونملحها ثم نحمرها في الزيت. ولا يوجد وقت لدى النساء للخروج أول يوم في العيد لانشغالهن بتجهيز أصناف اللحم، بينما الرجال يخرجون بعد الغداء لزيارة الأقارب والجيران".

وتتابع المواطنة "اليوم الثاني نذهب لزيارة الأقارب ومعنا بعض الطعام ونتصدق بجزء من الخروف للمحتاجين، كما نعد أشهى الحلويات الخاصة بالعيد مثل: الكعك والمقروض (سميد البسبوسة محشو بالتمر) وغريبة اللوز والبقلاوة".

البوزلوف على مائدة أول أيام الأضحى

تقول نوال قابوس (مُدرسة من الجزائر) إن العائلات تحرص على شراء الكبش قبل العيد 5 أو 10 أيام، ويربط بحبل أمام البيت حيث يفرح الأطفال باللعب معه واصطحابه والسير به مع أصدقائهم في الأسواق، وتقوم بعض العائلات بتزيين الكبش بالحناء.

وتضيف "نظرا لمحدودية الدخل وارتفاع سعر الكبش مع اقتراب العيد، يساعد أهالي القرى في جمع المال بالمسجد وشراء الأضحية للأسر الفقيرة والمحتاجة، وتربط أمام كل بيت أضحيته حتى لا يعلم من اشتراه له".

وتحكي نوال للجزيرة نت عن تجهيزات العيد وتقول "نقوم بسن السكاكين قبل العيد وشراء أوان جديدة وكبيرة لغسل أمعاء الكبش بعد ذبحه، حيث يذبح أمام البيت ثم تعلق الأضاحي، وبعد ذلك يشارك الجميع في تنظيف الشوارع والدرج والطرقات بأنابيب المياه. وأول يوم في العيد لا نأكل من لحم الكبش، إلا بعد انتهاء تصفية دمائه التي تأخذ يوما كاملا. ونطبخ هذا اليوم بعض الأطباق التقليدية مثل: البكبوكة والدوارة (الكرشة) والبوزلوف (رأس الخروف)".

وتضيف "اليوم الثاني نقطع الكبش ونأخذ جزءا منه للشواء، وتقوم بعض العائلات بتجميد جزء كبير منه لتناوله على مدار العام نظرا لمحدودية دخلهم المادي".

عادة بوهيروس الشعبية بالمغرب

تقول كريمة سنداد، ربة منزل من المغرب "قبل العيد نجهز التوابل الخاصة ونطحنها لتجهيز الأطباق المغربية للعيد، وفي الصباح نفطر الحلوى مع الشاي ثم نرتدي ملابس العيد للصلاة".

وتابعت للجزيرة نت "وبعد ذبح الأضحية، نعلق الشحم في الشمس، ونلف به الكبد والرئة والقلب استعدادا لشيه بالفحم، لنأكله مع الخبز والشاي، ثم نقطع الكتف والرأس والأرجل ونطبخها ليلة كاملة ونفطر بها صباح اليوم التالي".

تضيف "اليوم الثاني يلعب الأطفال (بوهيروس) أو ما يسميها البعض (زمزم) حيث التراشق بالماء والتي يشارك فيها الجميع كبارا وصغارا. أما اليوم الثالث فهو من نصيب الأهل والجيران لنتشارك معهم تناول الطعام".

عصير الشربوت السوداني

تقول آمنة عثمان، مُدرسة من السودان "نستيقظ يوم العيد باكرا وننظف البيت ونبخره ونغير المفروشات ونعلق الزينة، وتجهز النساء أنواعا مختلفة من المخبوزات والحلويات".

وتضيف "بعد الصلاة والذبح يتبادل الجيران والأهل الزيارات للتهنئة وتناول الحلويات والمخبوزات التي تم تجهيزها باكرا، وأثناء ذبح الأضحية تقوم النساء بتجهيز المخللات والمشروبات، مثل عصير الشربوت (التمر) الذي نشتهر به في السودان ويتم تحضيره ليلة العيد، حيث يخمر التمر ويوضع في الثلاجة ويقدم بعد تناول اللحم، مما يساعد على عملية هضم الطعام. كذلك مشروب الليمون المخلوط بالروب (الزبادي) لفائدته في الهضم أيضا".

وتكمل آمنة حديثها للجزيرة نت حول الأضحية وتقول "يتم الذبح في بيت العائلة الكبير حيث يحضر كل شخص خروفه ونتبادل اللحم بيننا ونعطي جزءا للمحتاجين (7 أكوام لحم) وبعد الذبح يعطي الرجال العيدية (النقود) للأطفال والنساء. ومن الأكلات الشهيرة صينية العيد، اللحم المحمر واللحم المشوي على الفحم وكباب الحلة، مع الشعرية والكسكس الحلو، والكبدة والكباب، والكمونية".

ومن أجل السماح للعاملين في الخرطوم بزيارة أهلهم في الأقاليم وقضاء العيد معهم، تكون إجازة العيد الرسمية 15 يوما.

المصدر : الجزيرة

إعلان