لأن المصابين بالسمنة يشترون أي شيء.. لماذا يجب الحذر من هذه الأساليب في إنقاص الوزن؟

تدعي الشركات المنتجة لمكملات إنقاص الوزن الشائعة، أن منتجاتها تعمل على "تسريع عملية التمثيل الغذائي، أو منع امتصاص الدهون أو النشا"، لكن أحد المختصين يقول إنهم "يُطلقون ادعاءاتهم بناء على تجارب معملية على الحيوانات، وليس البشر"

‫تجارب سريرية تظهر فاعلية دواء للسكري في إنقاص الوزن، كرش، الكرش
‫عدم توافر العقاقير الآمنة، يجعل الناس يتجهون إلى الأخذ بالخيارات العشوائية (غيتي)

لاحظت الممثلة الكوميدية البريطانية دون فرينش ذات يوم أن صورتها تُستغل في إعلان عن مكمل غذائي يسمى "كيتون التوت" يوصف بأنه حارق للدهون، يزعم أنها فقدت أكثر من 6% من وزنها في 5 أشهر. فسارعت لنفي ذلك عبر حسابها على موقع تويتر، واصفة إياه بالهراء.

يقول غونتر كونل، أستاذ التغذية في جامعة ريدنغ، "هذا مجرد مثال واحد على العديد من المكملات العشبية والغذائية التي توصف بأنها فعالة للتنحيف على الإنترنت، وهي مدعومة بادعاءات زائفة".

عدم توافر العقاقير الآمنة، يجعل الناس يتجهون إلى الأخذ بالخيارات العشوائية، فيقول الدكتور عبد الطهراني، استشاري الغدد الصماء في مستشفيات جامعة برمنغهام، "إن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، قد يشترون أي شيء يصادفهم، بدافع اليأس". كدواء "سيبوترامين" (Sibutramine)، المثبط للشهية، الذي تم سحبه من المملكة المتحدة في عام 2010، بعد الاشتباه في تسببه بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

عقاقير تساعد في إنقاص الوزن بأمان

وفقا للبروفيسور جون واس، أستاذ الغدد الصماء في جامعة أكسفورد، توجد عقاقير قد تساعد في إنقاص الوزن بسرعة وبشكل آمن، في مقدمتها عقار "ليراغلوتيد- آر إكس" (liraglutide- Rx) -يصدر بأسماء أخرى، هي: "فيكتوزا" (Victoza)، و"ساكسندا" (Saxenda)- الذي يقلل وزن الجسم بمعدل 7.5%، في أقل من 9 أشهر، عن طريق محاكاة هرمون يُثبط الشهية.

وقد أظهر بحث، شمل 195 ممن يعانون من السمنة المفرطة، أنهم فقدوا 16% من وزنهم في عام واحد، بعد إعطائهم هذا العقار يوميا، بالتوازي مع التمارين الرياضية المنتظمة.

لكن إرشادات المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE)، قصرت وصف هذا الدواء على المصابين بالسمنة المفرطة، بمؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 35 أو أكثر. والذين يعانون من مقدمات السكري، وارتفاع ضغط الدم. مع التقيد بنظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، فهما أساسيان، بحسب "مايو كلينك" (Mayoclinic).

ومن بين العقاقير الآمنة لخفض الوزن، يرشح الدكتور واس عقار "أورليستات" (Orlistat)، الذي يمنع امتصاص الدهون، ويقلل 3% من الوزن في السنة، وصدرت به 355 ألف وصفة طبية في المملكة المتحدة عام 2019.

فقدان الوزن ليس سهلا

ليس من السهل فقدان الوزن بتناول طعام أقل، وممارسة نشاط أكثر، "فحوالي 70% من حالات الوزن الزائد أسبابها جينية"، لذا يحتاج الناس إلى العقاقير، لكونها "فعالة وآمنة وآثارها الجانبية قليلة، ويمكن أن تُخفض أكثر من 5% من الوزن الزائد، في غضون 3 أشهر"، بحسب الدكتور واس.

لكن البروفيسور كونل يحذر أن "علينا أن نكون على دراية بمكونات الدواء، خاصة عند الشراء عبر الإنترنت".

ويضيف الدكتور الطهراني، أن الناس لا ينجذبون فقط للأعشاب أو المكملات الغذائية، بل يشترون أيضا أية أدوية عبر الإنترنت، لذا فهو يعتبر أن جراحة السمنة، أو تحويل مسار المعدة أو ربطها، تبقى الحل الآمن للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن المفرطة، "فهذا النوع من الجراحة يمكن أن يساعد المرضى على فقدان ما يصل إلى 60% من وزنهم الزائد". وإن كان اشتراط أن يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر، وأن تكون السمنة مرتبطة بمرض السكري، قد يُصّعب من فرص إجرائها.

احذر من هدر أموالك

وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تضاعفت السمنة في جميع أنحاء العالم 3 مرات، منذ عام 1975. وفي بريطانيا وحدها، أصبح ثلث السكان يعانون من "السمنة"، بعد أن كانت النسبة 5% في السبعينيات. وواكب هذه الطفرة العالمية انفجار آخر في مبيعات المكملات الغذائية والعُشبية جعلها تتجاوز  140 مليار دولار في عام 2020، بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية (Dailymail).

وأظهرت مراجعة حديثة لـ121 دراسة لمكملات إنقاص الوزن، "عدم كفاية الأدلة على أن المكملات العشبية والغذائية تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير". وفي عام 2018، حددت دراسة أميركية 776 من المكملات الغذائية "المغشوشة" تم بيعها بين عامي 2007 و2016، 40% منها لفقدان الوزن.

كما نظرت دراسة نُشرت على جزأين، عامي 2020 و2021، في تجارب 60 نوعا مختلفا من هذه المكملات، ولم تجد لأي منها تأثيرا ملموسا أيضا. وقالت مؤلفة الدراسة، إن "الناس يهدرون أموالهم على هذه المكملات".

المكملات الشائعة

تدعي الشركات المنتجة لمكملات إنقاص الوزن الشائعة، أن منتجاتها تعمل على "تسريع عملية التمثيل الغذائي، أو منع امتصاص الدهون أو النشا"، لكن البروفيسور كونل، يقول إنهم "يُطلقون ادعاءاتهم بناء على تجارب معملية على الحيوانات، وليس البشر".

فعلى سبيل المثال، هناك زعم بأن مكملات كيتون التوت تعزز فقدان الوزن، عبر تسريع عملية التمثيل الغذائي، إلا أن كونل يقول إن "الفحص الدقيق يكشف أن هذا يعتمد على دراسات أجريت على الفئران".

أما مستخلص الشاي الأخضر، فقد وجدت دراسة من تايوان نشرت في عام 2016، أنه قد يتسبب في "زيادة في إنزيمات الكبد"، لذا يُحذر كونل، من شُرب أكثر من 800 مليغرام (1.2 لتر) منه في اليوم، "كي لا يُصبح ساما للكبد".

أيضا مكملات خل التفاح، فرغم أن دراسة نُشرت في عام 2018، أظهرت أن من استهلكوا 30 مليلترا من خل التفاح يوميا، فقدوا 3 أرطال (1.4 كيلوغرام) من الوزن على مدى 12 أسبوعا، فإن كونل، يشكك في "آلية هذه الدراسة".

هناك مادة أخرى متداولة بشكل شائع وهي عقار الفينول فثالين المُليّن، وهو مادة مسرطنة محتملة قد تؤدي أيضا إلى مشاكل في المعدة. بحسب كونل. ومكمل آخر يسمى " دينيتروفينول" (Dinitrophenol- DNP)، يُباع باعتباره "حارقا للدهون". وهو يحتوي على مادة كيميائية استخدمت في صنع الذخائر في الحرب العالمية الأولى وتسببت في وفاة 32 شخصا في المملكة المتحدة منذ عام 2007.

لكن كونل في النهاية مقتنع أكثر بالمكملات التي تحتوي على الفاصوليا البيضاء، "لأنها تمنع امتصاص النشا عن طريق تثبيط الإنزيمات، مما يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول، ويقلل من إحساسك بالجوع".

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان