دفع المراهقين للتصرف كرجال يعرض حياتهم للخطر

التربية الذكورية قد تتسبب في دفع المراهقين للانتحار (بيكسابي)

ينشأ الكثير من الذكور ضمن محيط عائلي يتبنى قواعد ومعايير تقليدية عن الذكورة تؤثر سلبا على سلامتهم النفسية والجسدية، وقد أظهرت بعض الدراسات أن هذه الفئة كانت أكثر عرضة للخطر أثناء الجائحة.

في تقرير نشره موقع "ذا ديلي بيست" (The Daily Beast) الأميركي، تقول الكاتبة إيما براون إن دراسة استقصائية أجرتها منظمة "بروموندو" التي تُعنى بالمساواة بين الجنسين، عام 2017، على شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، أظهرت أن أولئك الذين نشؤوا ضمن "بيئة ذكورية" أكثر عرضة للمعاناة من حالات الاكتئاب الحادة التي تدفع إلى التفكير في الانتحار، وأكثر عرضة لحوادث المرور مقارنة بالرجال الذين لا يؤمنون بتلك القواعد الجنسية المنحازة.

وترى هولي شاكيا، الأستاذة والباحثة في الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا – سان دييغو، أن الصورة النمطية للذكورة تحدّ من قدرات الرجال والفتيان، وتؤثر سلبا على النساء على حد سواء.

وقد قادت شاكيا فريقا من الباحثين الذين حللوا بيانات حوالي 200 ألف شخص تم تتبعهم على مدى عقدين من الزمن بدءا من منتصف التسعينيات، عندما كانوا مراهقين، حتى عام 2009، عندما كانوا في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.

وتوصل الباحثون إلى أن أولئك الذين تصرفوا بطرق "ذكورية" كمراهقين كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب في مرحلة البلوغ، والتدخين، وتعاطي المخدرات.

إعلان

ووفقا للتحليل الذي شمل 74 دراسة، فإن الرجال الذين يؤمنون بضرورة الاعتماد على أنفسهم، وضرورة فرض سلطتهم على المرأة، هم أيضا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل الصحة العقلية وأقل طلبا للمساعدة النفسية مقارنة بأقرانهم.

العديد من المراهقين المضطربين يجدون أنه من السهل مشاركة قلقهم وفزعهم على خط ساخن مع الأشخاص الذين من سنهم وليس معآبائهم
التربية الذكورية تعرض المراهقين للأمراض النفسية (غيتي)

المخاطر في أثناء الجائحة

وحسب الكاتبة، فإن تلك المعايير الاجتماعية التقليدية للذكورة أسهمت في تعميق أزمة الرجال خلال جائحة "كوفيد-19″، حيث تُظهر الدراسات أن هذه الفئة هي الأكثر رفضا لارتداء أقنعة الوجه.

وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص المتشبثين ببعض المعتقدات المنحازة ضد النساء، مثل عدم تقبّل فكرة تولي المرأة مناصب عليا في العمل، استهانوا أكثر من غيرهم بالتهديد الذي يشكله فيروس كورونا، ورفضوا ارتداء الأقنعة واتخاذ التدابير الأخرى للوقاية من العدوى، وهذا ما يفسر أن نسبة الإصابة بالفيروس بين هذه الفئة بلغت 28%، مقابل 3% بالنسبة للرجال الأقل تحيزا ضد المرأة.

ويعتقد الخبراء أن الضغط الذي يواجهه المراهقون للتصرف وفقا لمعايير الذكورة السائدة يدفعهم نحو سلوكيات تعرّضهم للخطر، مثل تجنب طلب المساعدة من المختصين.

وتقول الكاتبة إنها تحاول باعتبارها أمّا، أن تربي ابنها بعيدا عن القوالب النمطية التقليدية في تربية الأولاد، وتشجعه على تبنّي المفاهيم الصحيحة للرجولة.

ويؤكد ويل كورتيناي، المعالج النفسي في كاليفورنيا، والرائد في مجال صحة الرجال، أن هذه التفاوتات يمكن معالجتها من خلال تغيير الأفكار والافتراضات المتعلقة بالذكورة التي تشكل سلوك الأولاد والرجال، لأن المجتمع هو المسؤول بدرجة أولى عن رسم هذه "القيود الذكورية".

المصدر : ديلي بيست

إعلان