أدخل العرب العديد منها.. موروثات رمضانية قديمة وطقوس متجددة عند مسلمي أوغندا
ما يزال مسلمو أوغندا يحتفظون بعاداتهم في شهر رمضان ومنها دق الطبول بالقرى لإيقاظ الصائمين في وقت السحور
يعد شهر رمضان في أوغندا فرصة لتجديد إيمان المسلمين وتنمية روحانياتهم بالتقرب إلى الله تعالى بالصوم والصلاة والزكاة.
كما يمثل شهر رمضان مناسبة لممارسة طقوس وشعائر قديمة ارتبطت بالشهر الفضيل، فضلا عن كونه رحمة تتنزل عليهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsرمضان زمان في ماليزيا.. عندما تمتزج روح الإسلام الحنيف بالعادات والتقاليد المالايوية الأصيلة
رمضان زمان في قرى مصر.. حنين لمظاهرات النقر على الأواني واللمة حول المسجد انتظارا للأذان
رمضان زمان في ريف سوريا.. مسحراتي كفيف يطوف القرية مناديا على كل شخص باسمه
ويحتفظ مسلمو دولة أوغندا بموروثاتهم القديمة في شهر رمضان المعظم، ويولونه اهتماما خاصا؛ فهو من الشهور المحببة لديهم.
وتشد من أزرهم منظمات وجمعيات خيرية وإنسانية، تقدم دعما غير محدود، كواحدة من مظاهر الإحسان في شهر رمضان.
ثقافة قديمة
يقول قاضي المسلمين بمنطقة بيوكي (شرق أوغندا) السادات مصطفى -للجزيرة نت- إن لدينا ثقافة قديمة ارتبطت بشهر رمضان المعظم، حيث نقبل على هذا الشهر ونحن أكثر سعادة واطمئنانا، ولدى الشعب المسلم في أوغندا بعض المميزات؛ حيث يتناول مثلا "عصيدة الماتوكي" المصنوعة من الموز في الإفطار وفي وجباته الرئيسة في غير رمضان. بجانب تناول وجبة تعرف بـ"الشباتي" بديلا عن الخبز.
ويضيف مصطفى "ما يميز رمضان في أرياف قرى أوغندا هو أن المسلمين يفطرون في بيت واحد من بيوت الحي، وفي اليوم التالي يختارون بيتا آخر للإفطار فيه".
ويتابع "معظم المسلمين يتناولون الإفطار في المساجد وفيها نصلي صلاة التراويح، وبعض الأسر تصليها جماعة في الأحياء".
ويقول مصطفى إن المنظمات الإنسانية تقدم سلة غذائية مستمرة للمسلمين في مناطق أوغندا الفقيرة، لتخفف العبء عن كاهلهم في رمضان.
ونبه إلى أن العرب حينما دخلوا إلى أوغندا في العصور القديمة أدخلوا معهم العديد من العادات الإسلامية التي ارتبطت الآن بثقافة المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم.
صناعة الطعام
يعمل يوسف الله ركع -أوغندي الجنسية وباكستاني الأصل- في إعداد وجبات إفطار رمضان في مساجد أوغندا لأكثر من 15عاما.
ويقول يوسف -للجزيرة نت- "رمضان في أوغندا يتسابق فيه الخيّرون والمتبرعون لدعم إفطارات المساجد".
ويضيف "في مسجد سانقا تم دفع تكلفة الشهر كامل، حيث نقدم إفطارا لأكثر من 300 صائم، نعطيهم وجبة الأرز باللحمة مع قطعة موز". ولفت إلى أن مسلمي أوغندا يعيشون وسط نِعم كثيرة في شهر رمضان.
عادات رمضانية
يستدرك الشيخ هارون جمبة عبد الحميد -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ماكريري- أن موروثات أوغندا في شهر رمضان قديمة بقدم وجود المسلمين فيها.
ويقول -للجزيرة نت- إن مسلمي أوغندا ما يزالون يحتفظون بعاداتهم في شهر رمضان، ويشير إلى دق الطبول بقرى أوغندا لإيقاظ الصائمين في وقت السحور.
ويبلغ عدد المسلمين في أوغندا -بحسب إحصاءات رسمية- 12 مليون نسمة، أي ما يعادل 25% من إجمالي السكان البالغ 42 مليون نسمة.
ويقول جمبة إن هناك بعض الموروثات النادرة في شهر رمضان، حيث تجتمع الأسر الأوغندية على مأدبة إفطار ضخمة بهدف الدعاء لأحد الأموات ومنها ينصرفون لأداء صلاة التراويح".
يتساوى فيها الليل والنهار
يلفت جمبة إلى أن عادات المسلمين في أوغندا تشابه بعض البلدان الأفريقية، وما يميز أوغندا أن المسلمين يصومون 12 ساعة وأن أوقات الفطور والسحور لا تتغير كثيرا.
وأرجع سبب ذلك لموقعها الجغرافي؛ إذ تقع على خط الاستواء، ويتساوى فيها طول الليل والنهار على مدار العام.
أوضاع اقتصادية
يقول إسماعيل عبد النور إمام مسجد كاسنقا بالعاصمة كمبالا -للجزيرة نت- إنه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة لكثير من المسلمين في أوغندا فإن شهر رمضان يأتي بخيره ورحمته.
وأضاف أن عدد من المحسنين من الدول العربية يقدمون دعما ماليا وعينيا للمساجد في شهر رمضان.
المساجد ساحة للذكر
يقول عبد النور "أصبحت المساجد ساحة للذكر وتلاوة القرآن وهي عامرة بالإفطار للصائمين وبصلاة التراويح"، ويضيف أن شهر رمضان شهر للعبادة وليس للأكل والشرب.
ويعتبر مسجد القذافي الذي تحول مؤخرا لاسم المسجد الوطني من أكبر المساجد في أوغندا، وهو ساحة لشعائر المسلمين.
وبداخله كلية للشريعة الإسلامية، كما يحوي أيضا مكتبة ضخمة يرتادها طلاب العلم من مسلمي أوغندا ومن البلدان الأخرى.
وينصت مسلمو أوغندا إلى محطتي بث إذاعي وتلفزيوني خاصتين بهم، وهما إذاعة "بلال" ومحطة تلفزيون "السلام" وتبثان باللغة الإنجليزية ولغة "الباقندا"، ثاني أكبر لغة في أوغندا.