زراعة الشعر باهظة الثمن وليست طويلة الأمد.. إليك البديل الأحدث
لا يبدو حقن الخلايا الجذعية مباشرة في فروة الرأس مجديًا إذ يعزز تطور الأورام السرطانية
شهدت تقنيات زرع الشعر عدة تطورات، ومن شأن استخدام الروبوتات أن يخفض من تكاليف هذه العملية.
وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" Le Figaro الفرنسية، قالت الكاتبة بولين لينا إن تساقط الشعر يعتبر ظاهرة طبيعية تصيب رجلًا واحدا من بين رجُلين في سن الأربعين، و4 من كل 5 رجال بعد سن الثمانين. وترتبط مشكلة الثعلبة الأندروجينية بنشاط بعض الهرمونات الذكورية التي تسرّع عملية تجديد الشعر إلى غاية استنفاد القدرة التجديدية لبصيلات الشعر.
اقرأ أيضا
list of 4 items6 نصائح لتحمي شعرك من التساقط بسبب كورونا
شعر الملكة تيي يثير حيرة رواد مواقع التواصل؟ وعلماء الآثار يوضحون الحقيقة
هذه أحدث صيحة لعلاج تساقط الشعر
وفيما يتعلق بمنتجات العناية بالشعر والأدوية، إذا كانت "العلاجات" الحالية قادرة على إظهار فعالية أكبر ورائحة أقل مقارنة ببول الإبل أو روث الأوز التي كانت من العلاجات المستخدمة سابقا لهذه المشكلة، فإنها نتائجها تظل غير ملحوظة وأحيانا مصحوبة بآثار غير مرغوب فيها.
حسب البروفيسور فرانك دوتي، رئيس وحدة الجراحة التجميلية الترميمية والتجميلية في مستشفى جامعة نانت، فإن الطلب على الجراحة لحل هذه المشكلة "في ازدياد مستمر، خاصة أن عمليات زرع الشعر التي يتم إجراؤها اليوم تقدم حلا فعالا".
في المتوسط، يمكن لكل بصيلة أن تنتج 25 شعرة مدى الحياة، وذكرت الكاتبة أنه يمكن لبعض الشعيرات أن تفلت من "مشكلة" هرمون التستوستيرون لأن بصيلات الشعر تكون غير حساسة له وتستمر في إنتاج الشعر مدى الحياة. ومنذ عصر القدماء المصريين، حاول الجراحون نقل هذه المناطق ذات الشعر الدائم إلى مناطق الصلع.
وتقتضي أقدم تقنية في جراحة فروة الرأس إزالة منطقة التاج ثم تمديد الأقسام التي ينمو فيها الشعر، وهي جراحة غير مكلفة ولكنها تقتصر على الحالات التي يكون فيها الصلع بمنطقة صغيرة. كما تم تطوير تقنية تمديد الجلد بالبالون ولكنها مؤلمة ولم تعد مستخدمة اليوم.
وفي خمسينيات القرن الماضي، طوّر الجراحون طعوم بصيلات الشعر التي لاقت بعض النجاح، حيث يُزرع الشعر في شكل حزم تتكون من 10 شعرات. وهي الأكثر ممارسة اليوم.
وتتمثل التقنية الأكثر تكلفة، التي تسمى "زرع وحدة بصيلات الشعر" (FUT)، في إزالة شريط من فروة الرأس في منطقة التاج واستخراج الطعوم الدقيقة التي تسمح بزراعة 3 أو 4 شعرات بحد أقصى كل مرة، في وقت يكون المريض تحت التخدير العام. وذكر الأستاذ دوتي أن هذه العملية "يمكن أن تستمر من 5 إلى 6 ساعات".
جراحة حديثة
السنوات الأخيرة، تمكن الجراحون من استخلاص كل بصيلة شعر قبل زرعها على حدة، مما يضمن تدخلا جراحيًا خاليًا من الندوب بفضل أدوات الإزالة والغرس التي تحدث ثقوبا متناهية الصغر في فروة الرأس. وتعتمد النتيجة على مهارة الجراح وقدرته على التركيز: اعتمادا على مستوى الصلع، ستحتاج إلى زراعة ما يصل إلى 4000 بصيلة في جلسة أو جلستين. من الضروري أيضًا معرفة كيفية توزيع أنواع طعوم الشعر وتوجيه الشعيرات المراد زرعها بشكل صحيح ليكون مظهر الشعر طبيعيا.
تستغرق هذه العمليات وقتا طويلا بشكل خاص، ويختار العديد من الجراحين إحاطة أنفسهم بمهنيين ذوي خبرة يمكنهم المشاركة في العملية دون تعب. يتم أيضًا استخدام تقنية الاقتطاف (FUE) وتقنية أقلام تشوي (DHI) التي تجرى تحت التخدير الموضعي، وعادة ما تكون تكاليفها أقل.
وقد أصبحت تركيا وجهة الرجال الذين يعانون من مشاكل الصلع، حيث تقدم العيادات الجادة هذه العروض مقابل أقل من 3000 يورو، من خلال القيام بعملية تصحيح كاملة للصلع. ويدخل هذا النوع من العمليات ضمن السياحة الطبية، حيث تشمل تكاليف العملية الإقامة في فندق وتذكرة الطائرة، وهي أقل تكلفة مقارنة بدول أوروبية أخرى. إذ إنها تساهم في اقتصاد تركيا بنحو مليار يورو سنويا.
روبوتات الغرس
وبما أن تكلفة العمالة ووقت العملية هي السبب الرئيسي لجذب المزيد من العملاء، فإنه يمكن برمجة روبوتات الغرس لتقليل التكلفة وأداء هذه المهمة، إذ يمكن برمجة هذه الأجهزة المجهزة بأدوات التصوير المعزز بالذكاء الاصطناعي حسب احتياجات كل مريض.
تعمل الخوارزمية التي تم ابتكارها على توجيه الأذرع المفصلية للروبوت التي تقوم بدقة متناهية ودون كلل بتخدير كل منطقة، واستخراج الوحدات المسامية ثم زرعها في وقت قياسي، مما يضمن بقاء طعوم الشعر. من خلال مضاعفة عدد المرضى الذين يتم علاجهم كل يوم، يمكن تعويض الثمن الباهظ لهذه الروبوتات بسرعة.
أمل الخلايا الجذعية
أظهرت دراسة أميركية أن بصيلات الشعر لدى الأشخاص الذين يعانون من الصلع ليست ميتة وإنما في حالة سبات، خاصة بداية الصلع. وكل الآمال معلقة على جهود البحث عن المنتج المعجزة القادر على إنعاش نشاط الخلايا الجذعية التي فقدت القدرة على التحول إلى خلايا سلفية تسمح بتجديد الشعر باستمرار.
في المقابل، لا يبدو حقن الخلايا الجذعية مباشرة في فروة الرأس مجديًا فهو يسبب العديد من المشاكل، وقد يساهم في تعزيز تطور الأورام السرطانية. لذلك يحاول العلماء عزل المركبات القادرة على تحفيز النشاط التجديدي للخلايا الجذعية الموجودة في بصيلات الشعر.
ومتوسط عمر الشعر 5 سنوات، يمكن أن يبقى بعضها في مكانه لمدة تصل إلى 7 سنوات
وقد أكدت دراسة صينية نُشرت عام 2020 أن التطبيق المنتظم لمستخلص يحتوي على المركبات المنزوعة من الخلايا الجذعية الدهنية يمكن أن يزيد من كثافة الشعر وجودته لدى مرضى الثعلبة الأندروجينية. في المقابل، يجب تأكيد النتائج لدى عدد أكبر من المرضى، حيث شملت الدراسة 38 شخصا فقط، لكنها تبدو واعدة.