"الإجهاد الزومي" مصطلح جديد فرضته جائحة كورونا.. كيف تتخلص منه؟

قبل جائحة كورونا كان 10 ملايين شخص يستخدمون تطبيق زوم في اجتماعات العمل، مقارنة بحوالي 300 مليون الآن أصبحوا مضطرين للتعامل مع هذا النوع من الاجتماعات.

هل أصبح العمل عن بعد خطرا على المكاتب؟ (بيكسلز)
يحتاج مستخدمو زوم إلى تحسين قدرتهم على إرسال واستقبال الإشارات غير اللفظية (بيكسلز)

هل تجد نفسك مرهقا تماما بعد يوم من الاجتماعات على تطبيق "زوم" (Zoom) أو ما شابهه من تطبيقات الاجتماع عن بعد، على الرغم من أنك بالكاد تحركت أو تركت كرسي مكتبك؟ اطمئن أنت لست وحدك.

يطلق على هذه الظاهرة "الإجهاد الزومي" (Zoom Fatigue)، وهي منتشرة على نطاق واسع، حيث يواصل الكثير منا العمل عن بعد ويعقد الاجتماعات الافتراضية على منصات مؤتمرات الفيديو مثل الزوم.

أعراض الإجهاد الزومي

تقول إليزابيث ديريكسون الحاصلة على الماجستير في العمل الاجتماعي، والمتخصصة في الصحة العقلية، إنه تمت صياغة إجهاد الزوم مؤخرا لوصف الاستنزاف الجسدي والمعرفي والعاطفي الذي نمر به من مؤتمرات الفيديو، مقارنة بالاجتماعات وجها لوجه.

وتقول إن الأعراض تشمل التعب، وزيادة ضغوط العمل، والشعور بالإرهاق، والتهاب العيون، وانخفاض مستويات التركيز.

وفي مقالها على موقع "توك سبيس" (Talkspace)، تقول آشلي ليد بالنظر إلى عدد الذين يستخدمون اجتماعات الفيديو هذه الأيام، فليس من المستغرب أن يصبح "إجهاد الزوم" جزءا من مفرداتنا.

قبل جائحة كورونا في نهاية 2019، كان 10 ملايين شخص يستخدمون اجتماعات الزوم، مقارنة بحوالي 300 مليون شخص أصبحوا مضطرين للتعامل مع هذا النوع من الاجتماعات في أبريل/نيسان 2020، عندما أصبح العمل عن بعد ظاهرة منتشرة بسبب فيروس كورونا.

وتقول ديريكسون إننا عندما نحضر العديد من مؤتمرات الفيديو طوال اليوم، ينصب اهتمامنا على شاشة صغيرة ذات مدخلات حسية مختلفة كثيرا، حيث يتعين علينا معالجة المعلومات بشكل مختلف دون الاستفادة من الإشارات اللفظية والتعليقات في الوقت الفعلي.

كذلك إن كنت في اجتماع وجها لوجه، فأنت قادر على الخروج لمدة دقيقة، وقد تلاحظ لوحة على الحائط، وقد تشعر بالانزعاج من صوت نقر زميلك بالقلم. تمنح هذه المشتتات الصغيرة عقولنا الوقت الكافي للتكيف وإعادة التركيز، ولكن في مؤتمرات الفيديو، ليس لدينا نفس هذه المعالجة الحسية.

ويقدم الباحث جيريمي بيلنسون -في مقال أكاديمي على موقع "تي إم بي" (TMB)- تفسيرات أربعة محتملة لإجهاد الزوم، تتمثل في الكم المفرط من نظرة العين المقربة، والعبء المعرفي، وزيادة التقييم الذاتي الناتج عن التحديق في صورنا الخاصة على شاشة الفيديو، وتقيد حركتنا الجسدية.

النعاس المستمر له أسباب عدة مثل النوم القهري والإجهاد النفسي الشديد والأورام والعدوى البكتيرية والإصابات الدماغية الرضية. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Andrea Warnecke/dpa-tmn/dpa Credit: Andrea Warnecke / dpa-tmn / Andrea Warnecke/dpa-tmn/dpa
يجب عليك تجنب تعدد المهام أثناء الوجود في اجتماع عن بعد (الألمانية)

نظرة العين القريبة

وفقا لبيلنسون، فقد أظهرت الأبحاث أن التحديق أثناء التحدث يسبب الإثارة الفسيولوجية، إضافة إلى أنه يخنق الجميع. عند مقارنة ذلك بالاجتماعات الحقيقية سنجد أن من النادر جدا أن يحدق أحد المستمعين في مستمع آخر، ومن النادر أيضا أن تستمر هذه النظرة الموجهة غير المتكلمة طوال مدة الاجتماع. إضافة إلى ذلك، فإن مقدار نظرة العين على زوم أعلى 8 مرات من نظيرتها في الاجتماعات المباشرة.

العبء المعرفي

في التفاعل وجها لوجه، يتدفق الاتصال غير اللفظي بشكل طبيعي، لدرجة أننا نادرا ما ننتبه بوعي لإيماءاتنا وغيرها من الإشارات غير اللفظية. لكن في تطبيق زوم، يظل السلوك غير اللفظي معقدا، حيث يحتاج المستخدمون إلى العمل بجدية أكبر لإرسال واستقبال الإشارات غير اللفظية.

ويضطر المستخدمون إلى مراقبة السلوك غير اللفظي بوعي وإرسال إشارات للآخرين يتم القيام بها عن قصد، مثل التمركز في مجال رؤية الكاميرا، أو الإيماء بطريقة مبالغ فيها لبضع ثوان، إضافية للإشارة على الموافقة، أو النظر مباشرة إلى الكاميرا لمحاولة إجراء اتصال مباشر بالعين عند التحدث.

هذا الرصد المستمر للسلوك، والانتباه حتى للطريقة التي نتحدث بها في الفيديو تتطلب مجهودا.

مرآة طوال اليوم

على الرغم من أنه يمكن للمرء تغيير الإعدادات لإخفاء الرؤية الذاتية، فإننا في الواقع أصبحنا نحدق في أنفسنا ساعات طويلة خلال فترة الاجتماعات كل يوم. وهو ما يؤدي إلى التقييم الذاتي لأنفسنا، وهذا بالطبع أمر مرهق نفسيا، خصوصا بالنسبة للنساء.

قلة الحركة

أثناء الاجتماعات الحقيقية التي نكون فيها وجها لوجه، يتحرك الناس ويتنقلون ويقفون، ويكتبون في مفكراتهم، ويمشون لشرب القليل من الماء. كما ثبت أن الحركة تؤدي إلى أداء أفضل أثناء الاجتماعات، فالذين يمشون يأتون بأفكار إبداعية أكثر من الجالسين.

هناك طرق متعددة للتواصل مع زملاء العمل، ويجب ألا يكون الفيديو هو الطريقة الوحيدة لإنجاز المهام (بيكسلز)

كيف نتعامل مع إجهاد الزوم؟

أخذ فترات الراحة

إذا كان هناك خطر من زيادة الإجهاد الزومي، فإنه يجب أخذ استراحة غداء، إضافة إلى استراحات قليلة تتراوح بين 15 و20 دقيقة على مدار اليوم. يمكن أن يساعد أخذ فترات راحة في تعزيز إنتاجيتك، كما توصي ديريكسون بالوقوف أو التحرك والمشي خلال فترات الراحة، لاستعادة طاقتك وتركيزك.

الحد من عدد مكالمات الزوم

هناك طرق متعددة للتواصل مع زملاء العمل، ويجب ألا يكون الفيديو هو الطريقة الوحيدة لإنجاز المهام. إلغاء مكالمة زوم واحدة من جدولك والتحول إلى إحدى هذه الطرق، يمكن أن يقلل من الإرهاق الذي تشعر به على مدار اليوم.

قلل مدة مكالمات الفيديو

وفقا لديريكسون، فإن تحديد مواعيد اجتماعات أقصر تضم عددا أقل من الأشخاص يمكن أن يقلل من إجهاد مؤتمرات الفيديو. إذا كنت أحد منظمي الاجتماعات، قم بتخصيص وقت قصير له، وإرسال جدول الأعمال والنقاط الرئيسية مسبقا لتوفير بعض الوقت.

إن الحد من عدد الموجودين في المكالمة يمكن أن يجعل الأمر أقل إجهادا، فضلا عن تقليل الصعوبات التقنية والتأخيرات والذين يتحدثون مع بعضهم بعضا.

تجنب تعدد المهام

يجب عليك تجنب تعدد المهام أثناء وجودك في اجتماع الزوم، فبالرغم من أننا قادرون على القيام بذلك في بيئة العمل الطبيعية، فإن هذه المهارة يصعب العمل بها في بيئة مجتمعات الفيديو، ويمكن لتعدد المهام أن يشعرك بالتعب أكثر أثناء مكالمة الفيديو.

هوايات من دون شاشات

خارج العمل، اقض وقتا طويلا من دون شاشات. يمكن أن يساهم قضاء المزيد من الوقت على الهاتف والحاسوب -حتى لو لم يكن للعمل- في إجهاد الشاشة.

تقول ديريكسون إنه يجب عليك العثور على أنشطة تساعدك على فك الضغط، فبعد 6 ساعات من اجتماعات الزوم، فإن آخر ما يجب عليك فعله هو اللجوء إلى هاتفك للمرور على مواقع التواصل الاجتماعي، حاول أن تمنح نفسك وقتا منظما خاليا من الشاشات.

حاول الخروج، فالهواء النقي والضوء الطبيعي يساعد  في علاج بعض إجهاد الزوم.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان