شاهد- مبادرة رمضانية في العراق.. اتصل لتصلك وجبتا الإفطار والسحور
أطلق أحد النشطاء في مدينة الفلوجة غرب بغداد قبل سنوات مبادرة "مطبخ الخيرات" بالتعاون مع عدد من الأغنياء، للتبرع للمحتاجين. الفكرة مبنية على إعداد وجبات طعام يومية للأسر المعسرة، وتوسعت خلال شهر رمضان المبارك لتتجاوز الفلوجة إلى مدن عراقية أخرى.
يقول حسام العزامي صاحب فكرة "مطبخ الخيرات" -للجزيرة نت- إن فكرته لاقت قبولا لدى الكثيرين، ليزداد بعد ذلك عدد المساهمين وتتضاعف الموائد المعدّة للفقراء، وهو ما دفع أصحاب المطبخ لإنشاء قاعدة بيانات لفقراء الفلوجة، ثم توسعت بعد ذلك لتشمل مناطق أخرى في عموم محافظة الأنبار، ومن ثم إلى المحافظات العراقية الأخرى بما فيها أحياء في بغداد.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsحتى لا تضيع ساعات رمضان في المطبخ.. استعدادات لاستقبال الشهر الكريم
ويوضح العزامي أن عدد الوجبات التي يتم توزيعها تبلغ في بعض الأيام 5 آلاف وجبة، وهو ما شهد به الشيخ حمد عيفان إمام وخطيب جامع سعد بن معاذ في الفلوجة.
ويؤكد العزامي أن العوز الشديد الذي شهده آلاف العراقيين في السنوات الأخيرة، كان السبب وراء مبادرته.
أولوية رمضان
وفي شهر رمضان ذي الخصوصية عن غيره من الأشهر، يحرص الناس على الإحسان وتقديم الصدقات. ويقول بارق الدليمي -أحد المتطوعين للعمل في المطبخ- "نضاعف جهودنا ونوسع الأعمال عبر زيادة الأحياء والأسر المستهدفة، وإضافة آلاف وجبات الطعام المتمثلة في الإفطار والسحور، على مدى أيام شهر الصيام".
ويضيف "ولأن بعض الأحياء البعيدة لا يتمكن أصحابها من المجيء إلى مقر المطبخ، فقد تم توفير سيارات لتوصيل الوجبات لمستحقيها في منازلهم بالاعتماد على استبانات معدة مسبقا".
اتصل ليصلك
لم تكن فكرة إيصال الأطعمة -وخاصة وجبتي الفطور والسحور في رمضان- إلى المنازل هي الوحيدة، بل استحدث القائمون على المطبخ ما يسهل للفقراء الحصول على الموائد، إذ يقول المتطوع في قسم التوصيل أحمد المحمدي إنه تم وضع رقم هاتف خاص لتلقي الاتصالات من المحتاجين، حتى يتم إدراجهم ضمن من يتم إيصال الوجبات لهم بسيارات متطوعي القسم.
واشتهر الأمر وتداوله الجميع بعبارة "اتصل ليصلك إفطارك والسحور". ويعزز المتطوع أحمد إسماعيل قول المحمدي مضيفا أن فكرة الاتصال أعفت الكثيرين من القدوم بأنفسهم، إذ كانوا يترددون في الحضور واستلام الطعام بأنفسهم حياء من أعين الناس.
وفي رمضان الحالي، قررت إدارة المطبخ إضافة سيارات "كرفانية" (مقطورة) تقف في بعض الأحياء، لتقديم الفطور والسحور لمحتاجين لم تكن أحياؤهم ضمن المدرجة في سجلات المبادرة، وهو ما بينه للجزيرة نت طارق حمد أحد المشرفين المتطوعين.
ويؤكد إسماعيل على أن المبادرة تحرص على تجهيز وجبة متكاملة حتى لا تشعر الأسر المتلقية بالانتقاص، حيث "نقدم وجبة طعام للمتعففين كالتي نتمناها لأسرنا"، تضم أفضل الأطعمة وبطبخ ممتاز مع سلة فواكه ومشروبات غازية وعصائر، وأحيانا يتم إضافة الحلوى.
توسعة
تزايد أعداد المسجلين ضمن استحقاقات المطبخ مؤخرا، مما جعلها سببا لتبرع الكثيرين لبناء مقر كبير له، بحسب ما ذكر العزامي.
وأوضح أن أعمال المؤسسة زادت لتشمل جوانب أخرى إلى جانب تقديم الوجبات، حيث تم استحداث أقسام لكفالة الأيتام برواتب شهرية، وقسم لتوفير جرع علاجية لمرضى السرطان، ودار لرعاية الأيتام تضم ألعابا ترفيهية، إلى جانب توفير علاجات لبعض الأمراض.