هل بلوغ العشرين من العمر سنة 2021 أقل صعوبة مما كان عليه قبل عام؟

بلوغ العشرين من العمر في عام 2021 يعدّ أقل صعوبة مما كان عليه في عام 2020
شباب العشرين يمرون بمرحلة محورية في بناء هويتهم الاجتماعية (بيكسلز)

تعتقد مجموعة من النواب وممثلي منظمات المجتمع المدني أن الأزمة الصحية سلطت الضوء على إخفاقات السياسات التي تستهدف الشباب. ونتيجة لذلك، يمكن أن يكون ذلك بمثابة فرصة لإعادة النظر في وضعيتهم التي خلفتها هذه الأزمة.

وفي تقرير صحيفة "لوموند" (lemonde) الإسبانية، قال الكتّاب (باتريك برناسكوني، ماري جورج بوفيت، برتراند كولي، بياتريس ديكامبس، ألباني جيلوت، دومينيك جيلير، ريجيس خوانيكو، أميناتا كوني، فرانسوا ناتون، فلورنسا بروفيندييه، سيلفي تولمونت) من ممثلي منظمات المجتمع المدني، إنه لمدة عام، كان للأزمة الصحية آثارها المدمرة على مجتمعنا. ويتحمل الشباب، مثل كل الأزمات، وطأة الأزمة، وعواقبها على المدى الطويل. بعد ذلك، تسلط الأزمة الضوء على الإخفاقات الراسخة لسياساتنا التي تستهدف الشباب.

قوائم الانتظار

مع "كوفيد-19" يضطر الشباب، مثل بقية السكان، إلى الحد من تفاعلاتهم الاجتماعية. في حال كان مثل هذا الموقف يؤثر على معنويات جميع السكان. إلا أن الشباب، وخاصة الطلاب، يعدون الفئة الأكثر عرضة للخطر بشكل خاص، خاصة وأن هذا الوضع ليس جديدا حيث ظهرت لدى 15% منهم علامات اكتئاب كبيرة حتى قبل هذه الأزمة.

وبسبب عدم وجود عدد كاف من العاملين في خدمات الطب بالمدارس والجامعات رغم الحاجة الواضحة لعدة سنوات، يُعدّ العديد من الشباب الراغبين في الحصول على الدعم النفسي، على سبيل المثال، غير قادرين على الاستفادة منه.

إعلان

وبين مجموعة الكتّاب أن الشيء نفسه ينطبق على فحص ودعم الاضطرابات النفسية التي تظهر بشكل متكرر خلال مرحلة المراهقة. وتضطر خدمات الطب النفسي للأطفال التي تعاني من نقص الموظفين إلى استخدام نظام قائمة الانتظار.

وفي فترة الأزمة التي نمر بها، يتم اختبار هذا النظام في ظل أجواء مثيرة للقلق تؤدي سواء إلى ظهور الأمراض أو تفاقمها. وعموما، تتطلب هذه النتائج استثمارات بشرية ومالية سريعة ودائمة لصالح الطب المدرسي والجامعي والطب النفسي للأطفال.

بلوغ العشرين من العمر في عام 2021 يعدّ أقل صعوبة مما كان عليه في عام 2020
يعاني الشباب من العزلة الاجتماعية كونهم محرومين من التفاعلات المباشرة ومن التعبير عن أنفسهم (بيكسلز)

مستفيدون أم ضحايا؟

وبالإضافة للجانب الطبي البحت، تأتي العزلة الاجتماعية التي يعاني منها الشباب في مرحلة محورية في بناء هويتهم الاجتماعية خاصة وأنهم محرومون من التفاعلات المباشرة، وممنوعون من ممارسة نشاط ترفيهي (الرياضة والثقافة والمشاركة النقابية وما إلى ذلك) كما يُحرمون من زيارة العديد من الأماكن للتعبير عن أنفسهم.

وأضاف الكتّاب أنه رغم الصعوبات الهيكلية التي يواجهها عدد كبير من منظمات المجتمع المدني، فإن عملها استمر للحفاظ على الروابط الاجتماعية لا سيما المناطق الحضرية والريفية الأكثر هشاشة. وبعد الأزمة، سيكون للجمعيات الرياضية والثقافية والنشطاء دور مهم في إعادة "حياكة" الروابط الاجتماعية، وينبغي إشراكهم ودعمهم للقيام بممارسات جديدة.

في حين تم تسليط الضوء لعدة أشهر على الصعوبات المضاعفة التي يواجهها الشباب، ومن المهم بالنسبة لنا أكثر من أي وقت مضى أن يكونوا قادرين على إسماع أصواتهم. وفي الواقع، يتطلب ذلك جهدا لتمثيل الشباب في مختلف مؤسسات صنع القرار والاستشارة حتى يتمكنوا من المشاركة الكاملة في النقاش العام.

وأوضح الكتاب أنه في الوقت الذي تدعو فيه حالة الطوارئ المناخية إلى تسريع السياسات البيئية، وعندما تتطلب منا الأزمة الصحية إعادة التفكير في أنماط حياتنا، لا يمكن اتخاذ القرارات دون الشباب الذين سيكونون المستفيدين الأوائل والضحايا الأوائل في حالة الفشل.

لا يمكن اتخاذ القرارات دون الشباب الذين سيكونون المستفيدين والضحايا الأوائل في حالة الفشل (غيتي)

هشاشة غير مقبولة

أشار الكتّاب إلى أنه تمت صياغة مقترحات عملية فورية وملموسة تتمثل في تعزيز مجلس توجيه سياسات الشباب، واستدامة منظمات الشباب في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أو إنشاء وفد دائم لحقوق الطفل والشباب بالجمعية الوطنية.

إعلان

في الوقت الراهن، يعيش الشباب في وضع غير مقبول مما يجبرنا على التساؤل عن نموذجنا الاجتماعي الذي اتخذ خيار اعتبار الشباب بالغين اجتماعيا فقط بداية من سن 25. وإذا لم يكن التضامن النشط هو الدواء الشافي لأي شخص، فإن ضمان الحق في الحماية الاجتماعية والدعم للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما يعد أمرا ضروريا.

وسيكون هذا التقدم الاجتماعي أداة للتماسك، بالتالي، كيف يمكننا جعل الشباب يلتزمون بنموذج الحماية الاجتماعية الخاص بنا إذا ثبت أنه معيب في وقت يكونون في أمس الحاجة إليه؟ بشكل عام، تعد هذه الأزمة -التي تقلب الحياة رأسا على عقب وتسلط الضوء على نقاط الضعف في مجتمعنا- فرصة لإعادة التفكير في المكانة الممنوحة للشباب.

المصدر : لوموند

إعلان