الأرقام تدحض الخرافات.. الرجال الأسوأ في قيادة السيارات والنساء الأكثر تضررا
النساء أكثر عرضة للموت أو الإصابة في حوادث السيارات التي يتسبب فيها الذكور
يقود الرجال عادة أميالا أكثر من النساء، وينخرطون غالبا في ممارسات محفوفة بالمخاطر، مثل عدم استخدام أحزمة الأمان، والقيادة تحت تأثير الكحول، والنوم أثناء القيادة، والسرعة الجنونية؛ ومع ذلك فإن النساء أكثر عرضة للموت أو الإصابة في حوادث السيارات التي يتسبب فيها الذكور، ولا زلن يتحملن عبء الصورة النمطية الشائعة حول قيادتهن السيئة، فما سبب ذلك التناقض الصارخ بين تلك الحقائق؟
خرافة: النساء سائقات سيئات
حلل تقرير لمركز موارد القضايا الاجتماعية عام 2002 مجموعة من الدراسات حول الفروق بين الذكور والإناث في القيادة، وتوصل إلى أن جميع الدراسات والتحليلات -من دون استثناء- تبين أن الرجال يتسببون في نسب حوادث أعلى من النساء؛ فالرجال يقودون سياراتهم بشكل أسرع من النساء، ولا يحترمون قوانين المرور، ويقودون في حالة سكر، ولا يلتزمون بإشارات المرور، وبالتالي يصطدمون مرتين أكثر من النساء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالخاسرات في معركة الحمية.. لماذا ينحف الرجال أسرع من النساء؟
سببان أساسيان وراء نوم النساء وقتا أطول
النساء محاربات بالمنزل والمستشفى.. أدوار لا تنسى لهن في جائحة كورونا
وفي الولايات المتحدة، يتسبب الرجال في نسبة 71% من جميع وفيات حوادث الطرق، الرقم الذي ظل ثابتا منذ عام 1975، وبالنظر إلى أن الرجال يقطعون أميالا أكثر بكثير من النساء، وبعد تسجيل عدد الأميال وأخذ ساعات القيادة في الاعتبار، لا يزال الرجال يتسببون في حوادث مميتة أكثر.
ويمثل الإرهاق والنوم أثناء القيادة من 10 إلى 30% من أسباب الحوادث، وفقا لبيانات من أستراليا وبريطانيا وفنلندا ودول أوروبية أخرى، إلى جانب الولايات المتحدة، وتعتقد مؤسسة النوم الوطنية الأميركية أن هناك فرصة بنسبة 56% لغلبة النوم على الرجل، في حين أن هناك فرصة بنسبة 45% فقط أن تقوم المرأة بذلك.
قد يدفع الرجال المزيد مقابل التأمين ضد حوادث السيارات، بسبب الإحصاءات العديدة التي تظهر أن الرجال يقودون بصورة أكثر تهورا، وأعطت بعض شركات التأمين، مثل "بروجريسيف" (Progressive)، للرجال خيار تشغيل شاشة في سياراتهم، مما يسمح للشركة بتتبع سرعاتهم إذا أرادوا إغفال عامل كونهم ذكورا.
وجاء ذلك نتيجة نشر شركة "إيسورانس" (Esurance)، وهي شركة تأمين أميركية رائدة، بيانات حكومية تشير إلى اعتقال 536 ألف رجل مقابل 174 ألف امرأة، بسبب القيادة تحت تأثير الكحول.
الرجال يتسببون في موت النساء
رغم تورط الرجال في حوادث مميتة أكثر من النساء، فلا تزال النساء أكثر عرضة للإصابة في الحوادث التي يتسبب فيها الرجال، حسب الإحصاءات؛ فقد نشرت جامعة فيرجينا ورقة بحثية تؤكد أن النساء أكثر عرضة للموت بنسبة 28%، وللإصابات الخطيرة بنسبة 73% مقابل الذكور، و3 أضعاف نسب الإصابة المتوسطة، وذلك بعد تثبيت السرعة وعوامل أخرى.
ونشرت المكتبة الوطنية الأميركية للطب (NCBI) ورقة بحثية لتحليل أثر اختلاف النوع البيولوجي على تعرض الإناث للخطر، وتوصلت إلى أن أنظمة أمان السائق مثل: حزام الأمان، والوسائد الهوائية، وموضع مسند الرأس، وغيرها من أجهزة السلامة، مصممة لحماية الذكور البالغين، ولا تراعي اعتبارات حيوية مثل عمر الشخص، وحجم الجسم البشري، وتحمّل الإصابة، والاستجابة الميكانيكية لمنطقة الجسم المصابة.
وأشارت نتائج هذا البحث إلى أن السائقات الملتزمات بحزام الأمان أكثر عرضة للإصابة في الصدر والعمود الفقري بنسبة 73% مقارنة بنظرائهن من الذكور في حوادث مماثلة، كما تم الإبلاغ عن ارتفاع مخاطر إصابة الأطراف السفلية. وفسر الباحثون ذلك بأن دمى اختبارات التصادم تكون عادة نماذج لرجل بالغ، ولا تراعي اختلاف حجم الجسم وشكله وطوله. ولا تراعي تلك الاختبارات أيضا عرض الحوض عند الإناث، وبروزه عن الذكور، واختلاف توزيع الدهون بين الجنسين؛ فعادة يكون لدى الإناث دهون أكثر تتركز حول الخصر والفخذين، لكنها في الذكور تكون أكثر حول البطن.
وتكشف دراسة معهد أبحاث المركبات التابع للمعهد الدولي للعلوم الصحية عن سبب آخر، وهو أنواع السيارات التي تقودها النساء، وكذلك الظروف المحيطة بحوادث التصادم؛ وتظهر الأرقام أن النساء يقدن غالبا سيارات أصغر حجما، وأخف وزنا، وأنهن أكثر عرضة من الرجال لقيادة السيارة المستعملة.
ووجد الباحثون أيضا أنه في حادث تصادم مركبتين من الأمام إلى الخلف ومن الأمام إلى الجانب؛ فمن المرجح أن يقود الرجال السيارة المضطربة التي تصطدم بالأخرى، ونظرا لأن خطر إصابة سائق السيارة المتسببة في الحادث أقل من السيارة المصابة في مثل هذه الحوادث، فقد يفسر هذا أيضا بعض الاختلافات في نتائج الاصطدام للرجال والنساء.