العنب ومشتقاته.. بالفيديو: فلسطينيون يحتفلون بالموسم الأهم بعد الزيتون
لم نتوقع ونحن ذاهبون لإعداد هذا التقرير أن تكون هناك منتجات كثيرة يمكن لإعادة صناعة العنب (الكرمة) أن تنتجها، من دبس وملبن وسماق وعنبية وعصير وخل، ولا ننسى ورق العنب وغيره الكثير أيضا.
زرنا منزل الحاج علي أحمد جابر (82 عاما) في بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، والذي يزرع العنب ويعتني به في أرضه، وكانت أول شجرة زرعها عام 1956، قبل أن تتوسع هذه الزراعة إلى مساحات واسعة من البلدة والبلدات المجاورة.
شجرة مدنية
رافقنا الحاج جابر إلى أراضي الخضر المزروعة بالعنب، التقط بعض الحبات من الشجرة وبدأ بتنظيفها وأكلها. يقول للجزيرة نت إنه حتى تصل إلى هذه اللحظة فإنك بحاجة إلى العمل طوال العام على هذه الشجرة التي نسميها "المدنية".
يقصد بذلك أنها بحاجة لرعاية حثيثة ودقيقة، من حراثة الأرض وتهيئة التربة وتسميدها، ورشها بالمبيدات الحشرية والفطرية على مدار العام، والاهتمام بزهورها قبل أن تصبح حصرما ومن ثم حبات من العنب.
يقول الحاج جابر إن جده قال له "منتصف أغسطس/آب اقطف العنب ولا تهب (تخف)".
بدا ابنه أحمد سعيدا ومتفاعلا وهو يتحدث عن تفاصيل زراعة العنب، فالشاب الفلسطيني الذي يعمل في مجال الحاسوب زار دولا كثيرة حول العالم، يقول إنه لم يذق طعما للعنب أكثر لذة من عنب بلدته وعنب الخليل المجاورة لبيت لحم، وهو الأكثر شهرة، حتى أن شعرا نظم لأجل هذه الشجرة "الشهد في عنب الخليل.. والماء فيها سلسبيل".
موسم احتفالي
يستذكر أحمد وهو طفل صغير أنه ورث عن أجداده أن موسم قطف العنب كان احتفاليا لأبناء بلدته؛ فالإنتاج الوفير من العنب كان يعتبر مصدر رزق جيدا للمزارعين الذين يشعرون أن تعبهم وعنايتهم بأشجارهم طوال عام كامل ستتحول إلى منتجات أخرى وتعود عليهم بمردود اقتصادي جيد.
ولكون مزارع واحد لا يستطيع أن يعتني ويقطف كل هذه الثمار، يتعاون أهل البلدة في القطف والتوزيع وإعادة التصنيع، بطريقة أقرب للاحتفال.
وينتج المزارع الواحد ما يقارب من 3 أطنان من العنب، التي يقوم بتسويقها كقطوف كاملة في البداية، والباقي يقوم بإعادة تصنيعه لأشكال أخرى.
أصناف كثيرة
أم أحمد، الحاجة نبال الفاخوري من مدينة الخليل تزوجت في بلدة الخضر، وجمعت خبرة آبائها من الخليل مع أهل زوجها من الخضر لإعادة تصنيع العنب.
تقول للجزيرة نت إن هناك أصنافا كثيرة يمكن إنتاجها، فعصر العنب ينتج عصيره الذي يستخدم كشراب في فصل الشتاء، وإعادة تجفيفه وفق طرق معينة تحت الشمس يمكن أن ينتج الزبيب (العنب المجفف) وكذلك عصير العنب يمكن أن يسكب بطريقة مستوية على الأرض وتحته فراش بلاستيكي لينتج بعد إضافة بعض المواد عليه "الملبن" وهناك خل العنب، والعنبية وغيرها الكثير.
تقول الحاجة الفاخوري إن شجرة العنب يمكن أن تستخدم أوراقها قبل كل ذلك للطبخ. فورق العنب معروف في العالم وخاصة في فلسطين ولبنان.
وكانت العائلة أعدت قبل يومين من زيارتنا دبس العنب، ووصل في مرحلة تبريده بعد العمل فيه 3 أيام من أجل وضعه بالعبوات البلاستيكية لاستخدامه لاحقا، كما زرنا أرضا يملكها أحمد، وكان يضع قطوف من العنب على الأرض لتجفيفها كي يصنع الزبيب منها.
أنواع العنب
خرجنا من المنزل وتوجهنا إلى أرض المزارع خالد صلاح الذي أصر على إهدائنا قطوفا من العنب، وبدأ يتنقل بين أشجار أرضه ليقطف أجود الثمار.
يقول للجزيرة نت "أنواع العنب كثيرة منها الجندلي والدبوق والبيروتي والزيني وغيرها، ومنها ما يعتبر جيدا أكثر لبيعه كقطوف كاملة للأكل، وهناك أنواع أخرى جيدة لصناعة الدبس والملبن، الذي يكون حلو المذاق دون سكر. إضافة إلى الأنواع الأخرى من العنب التي تنتج أصنافا أجود من الزبيب، عدا أنواع من أشجار العنب التي تنتج الورق بجودة أعلى من الثمار وتستخدم في الطبخ.
بدا الجميع متفاعلا بشكل لافت للحديث عن هذه الشجرة، وقال الحاج جابر إن العمل فيها متعب، فإنتاج 3 أطنان من العنب كقطوف يمكن أن تنتج طنا من العصير، والأخير يمكن أن ينتج 200 كيلوغرام من الدبس، أي أن الحصول على كمية من هذه المواد تأخذ جهدا كبيرا وبحاجة لكميات كبيرة ليكون لديك إنتاج جيد من الأصناف المختلفة.