الجامعات الأجنبية.. حلم المصريين تحطمه المصروفات الباهظة

طلبة داخل الجامعة الأميركية بالقاهرة (الجزيرة)

بعد حصولها على مجموع 96% في التخصص الأدبي بالثانوية العامة تطمح الطالبة نور في الحصول على منحة لدراسة الإعلام في الجامعة الأميركية بالقاهرة، والتي أعلنتها الجامعة بالاشتراك مع الوكالة الدولية للمعونة الأميركية ضمن تخصصات أخرى.

وتقول نور إن الجامعة الأميركية تتميز بسمعتها، مما يتيح لها فرصا أفضل في سوق العمل، فضلا عن إمكانية دراسة فصل دراسي في الولايات المتحدة، كما أن المنحة المتوقعة ستغطي تكاليف الكتب وتمنحها مصروفا شهريا وغيرها من المميزات، بحسب حديثها للجزيرة نت.

ومع انطلاق ماراثون التقديم للجامعات في مصر تظل الجامعات الأجنبية تحمل طابعا خاصا بها، كونها تقدم تعليما أجنبيا وفقا لمعايير عالمية، مع ميزة الوجود داخل مصر ووسط الأسرة بعيدا عن مخاطر الغربة.

والملاحظ أن كل هذه الجامعات تنتشر في محيط مدينة القاهرة الكبرى، وأهمها الجامعات الأميركية والألمانية والبريطانية والفرنسية والروسية في القاهرة الجديدة، بالإضافة إلى جامعة الأهرام الكندية.

وتختلف المصروفات الدراسية من جامعة لأخرى، كما تختلف مصروفات التخصصات المختلفة داخل نفس الجامعة، ولا يبدو واضحا كيف ستكون الدراسة في هذه الجامعات خلال الفصل الدراسي المقبل في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية تحت جائحة كورونا، لكن الأكيد أن مصروفات تلك الجامعات لم تتأثر أو تقل حتى لو كانت بعض المواد سيتم تدريسها عبر الإنترنت.

الجامعة الأميركية في القاهرة (الجزيرة)

ومؤخرا، أطلقت وزارة التعليم العالي تطبيق "ادرس في مصر"، لمساعدة الطلاب الراغبين في الدراسة بمصر من جميع أنحاء العالم في التعرف على المؤسسات التعليمية.

ويتضمن التطبيق بيانات جميع مؤسسات التعليم العالي المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، والتي تشمل الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية وفروع الجامعات الأجنبية والكليات والمعاهد التكنولوجية والمعاهد العليا.

الأقدم والأغلى

وتعد الجامعة الأميركية في القاهرة من أقدم الجامعات المصرية، حيث احتفلت العام الماضي بعيدها المئوي، وانتقلت من مقرها التاريخي في قلب ميدان التحرير إلى مقرها الجديد بالتجمع الخامس شرق القاهرة في خريف 2008، ولا تزال تحتفظ بمقر وسط القاهرة لتقديم بعض الدورات والمواد، وذلك من خلال قسم التعليم المستمر فيها لغير طلابها.

وتقدم الجامعة الأميركية عددا من المنح الدراسية للطلبة المتفوقين والموهوبين، كما تقدم تخفيضات للمصروفات، وتعد من أغلى الجامعات الأجنبية في مصر، وتحتسب مصروفاتها الدراسية حسب عدد المواد في الفصل الدراسي، وتبلغ حوالي 650 دولارا لكل ساعة معتمدة، وتصل لنحو 9800 دولار للفصل الدراسي الواحد.

ورغم افتقارها إلى التخصصات الطبية فإنها تتميز بتقديم تخصصات الهندسة وهندسة البترول وعلوم الحاسوب وإدارة الأعمال، إضافة إلى الكثير من التخصصات النظرية كالاقتصاد والإعلام والعلوم السياسية والمسرح والسينما والفلسفة وعلم النفس والمصريات.

أما الجامعة الألمانية في القاهرة فقد تأسست عام 2002، وتتميز بتقديمها كلية الصيدلة في أول جامعة أجنبية مصرية، إلى جانب تخصصات الهندسة وإدارة الأعمال وهندسة الإعلام والتكنولوجيا، وتصل مصروفات الفصل الدراسي لنحو 92 ألف جنيه لكلية الهندسة، و84 ألفا لكلية الصيدلة، و75 ألفا لكلية الفنون (الدولار نحو 16 جنيها).

وفي 2005 انضمت الجامعة البريطانية إلى الجامعات الأجنبية في مصر، وتضمنت تخصصات طبية أخرى مثل الأسنان والصيدلة والتمريض، وتصل مصروفات كلية طب الأسنان لحوالي 180 ألف جنيه سنويا، والصيدلة 105 آلاف جنيه، والإعلام 115 ألف جنيه.

الكلية الكندية في القاهرة (مواقع التواصل)

أرخص الاختيارات

بعد حصوله على مجموع 70% في الثانوية العامة يطمح مجدي للالتحاق بالكلية الكندية لدراسة إدارة الأعمال، خاصة أنها لا تشكل عبئا ماديا كبيرا على والده مقارنة بغيرها من الجامعات الأجنبية في مصر، ولأنها لا تتطلب اختبارات قبول خاصة، مثل اختبار اللغة الإنجليزية للجامعة الأميركية، كما أنها قد تقبل بمجموعه المنخفض.

في فرعين بمدينة الشيخ زايد والقاهرة الجديدة تقدم الكلية الكندية الدولية تعليما كنديا أقل تكلفة وبشروط قبول أكثر مرونة، لتكون بديلا للطلبة الذين لم يحققوا مجموعا عاليا نسبيا في شهادة الثانوية العامة، وتقدم تخصصات الهندسة وإدارة الأعمال والصحافة والإعلام، وتصل تكلفة الدراسة لتخصص الصيدلة والعلاج الطبيعي إلى نحو 80 ألف جنيه، فيما تبلغ مصروفات كلية الإعلام نحو 40 ألف للتخصص باللغة العربية، ونحو 65 ألفا للغة الإنجليزية.

جودة التعليم

كان حلم محمد (20 عاما) دراسة الفيزياء في الجامعة الأميركية، لكنه فشل في الحصول على منحة دراسية فيها، وبدأ دراسته في كلية العلوم بجامعة حلوان.

ويقول محمد إن الجامعات الأجنبية -خصوصا الأميركية والبريطانية والألمانية- تحاول أن تقرب الطالب خلال دراسته من سوق العمل، فتعطي الطالب مهارات التعلم، كما تقدم له فرصا أفضل في البحث العلمي، والاطلاع على آخر الأبحاث في تخصصه، وتكون شهادته معترفا بها في كثير من الدول الأجنبية.

ويضيف محمد أن الجانب السلبي أن هذه الجامعات تحتاج لمصاريف باهظة، فلا تدخلها سوى الطبقات العليا، ويقترح أن تتوسع هذه الجامعات في المنح الدراسية، وأن تخضع من يدخلونها ممن يدفعون المصروفات لاختبارات قبول حتى لا تكون مفتوحة لكل من يملك المال.

BLOGS جامعة القاهرة
جامعة القاهرة أقدم وأكبر الجامعات المصرية الحكومية (مواقع التواصل)

الطالب الأساس

بدورها، ترى نهى -وهي طالبة إعلام بجامعة القاهرة- أن الصورة الشائعة لديها عن طلبة الجامعات الأجنبية أنهم دخلوا جامعات خاصة بمصاريف باهظة، وهم ليسوا متميزين أكاديميا، أو كانوا مجتهدين جدا وحصلوا على منح دراسية فيها.

وتضيف أن التعليم قد يكون أفضل في الجامعة الأجنبية عنه في الحكومية، لكن الأمر بالأساس يرجع للطالب، فالطالب المجتهد سيثبت نفسه، سواء في جامعة حكومية أو أجنبية، فيما الطالب غير المجتهد لن تفرق معه كونه في جامعة حكومية أو خاصة أو أجنبية، وفق حديثها للجزيرة نت.

مصروفات باهظة

أما أمين -وهو ولي أمر أحد الطلبة- فيرى أن الجامعات الأجنبية في مصر تتراوح بين جامعات تقدم تعليما جادا مثل الجامعة الأميركية، أو جامعات تشبه الجامعات الخاصة في تقديم تعليم مقابل المال مع وضع "لوغو" دولة أجنبية، وهي تقتصر على فئات معينة قادرة على دفع المصروفات الباهظة أو اجتذاب الطلبة المتفوقين لتحسين صورتها.

ويضيف أن تلك الجامعات تقدم بديلا مناسبا لمن يخشى إرسال أولاده للدراسة في الخارج، لكن تظل تكاليف الدراسة باهظة للغاية، لذلك يفضل أمين أن يرسل أولاده للدراسة في ألمانيا -حيث التعليم شبه مجاني- بدل أن يدفع مصروفات طائلة في الجامعة الألمانية في مصر.

وقبل عامين، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قانونا بشأن إنشاء وتنظيم فروع للجامعات الأجنبية داخل مصر والمؤسسات الجامعية، وذلك بعد إقراره من مجلس النواب.

ويهدف القانون إلى الاستفادة من الخبرات التعليمية والبحثية لتلك الجامعات، وتوفير فرص التعليم العالي العالمية داخل مصر، والحد من سفر المصريين لطلب التعليم العالي في الخارج، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام وقتها.

المصدر : الجزيرة