ليلة في زنزانة.. كيف تحولت سجون شهيرة لفنادق فاخرة تجذب السياح؟

فندق لانغولمين في ستوكهولم، السويد
تم تأسيس سجن لانغولمين عام 1724، وأغلق عام 1975 وتحول إلى فندق اليوم (مواقع التواصل)

حفصة علمي-باريس

قد تعتقد أن قضاء ليلة في السجن أمر جنوني، لكن بعض الأشخاص يختارون قضاء ليلة في زنزانة، بل ويدفعون مقابل هذا أيضا!

إنها سجون سابقة تحولت إلى فنادق فاخرة وأنيقة تستضيف زوارها بأسرّة مريحة وموظفين متاحين لتلبية حاجاتهم وخدمتهم ووسائل راحة متعددة، والأهم من كل هذا أن بإمكانهم المغادرة عندما يريدون.

تعرف على بعض السجون التي أصبحت اليوم فنادق تستقطب السياح بسبب تاريخها وهندسة غرفها المختلفة.

‪ممرات فندق لانغولمين في ستوكهولم بالسويد‬ (مواقع التواصل)
‪ممرات فندق لانغولمين في ستوكهولم بالسويد‬ (مواقع التواصل)

فندق لانغولمين
يعود تاريخ تأسيس سجن لانغولمين إلى عام 1724، وتوسع على مر السنين قبل إغلاقه عام 1975. ويعد الفندق اليوم متحفا لما كان عليه السجن من قبل، ويكشف عن الظروف التي كان يعيشها السجناء السابقون.

وكما يوحي الاسم، فإن جزيرة لانغولمين كانت تتألف من أرض صغيرة تقع بين الصخور ومساكن قديمة يعود تاريخها إلى القرن العاشر، وذُكر اسم هذه الجزيرة للمرة الأولى في الوثائق التاريخية عام 1435. وعند بناء السجن وضعت كميات كبيرة من التربة على الصخور العارية وزرع السجناء نحو ثلاثة آلاف شجرة، ويمكن القول إن الجزيرة أصبحت واحة خضراء في قلب ستوكهولم بفضلهم.

واليوم تم تحويل الزنزانات إلى غرف مريحة تحتوي على جميع الأساسيات التي قد يحتاجها السائح وتمنحه إقامة هادئة وبعيدة عن الضجة أو المشاكل. 

فندق بلمربايس الهولندي
كان أحد أشهر السجون في العاصمة الهولندية أمستردام، وتحول إلى فندق بفضل الجمعية الإنسانية "الحركة في الميدان"، وتديره مجموعة من طالبي اللجوء في مجال الفنادق والخدمات، ومعظمهم من سوريا.

تم إغلاق السجن عام 2016 بعد أن استطاعت الجمعية توفير التمويل الكافي لتحويله إلى فندق يستقطب السياح من كل أنحاء العالم.

وبهدف التخلص من سمعة المكان السيئة؛ يقدم هذا الفندق فرصة إنسانية لطالبي اللجوء في هولندا للعمل وإعالة أنفسهم. وبعد أن كان يأوي المجرمين في الماضي، أصبح الآن ملاذا آمنا وحرا يقصده الزوار، وتزين كلمة "حرية" كل غرفة داخله.

فندق الحرية
انتهى مشروع بناء سجن شارلز ستريت عام 1851 على يد غريدلي جيمس فوكس، أشهر مهندس معماري في يوسكن. واشتهر بضمه أسوء مجرمي بوسطن الأميركية سمعة، لكن بعد نحو 120 عاما، ثار السجناء بسبب سوء الأحوال المعيشية، وتم الإعلان أن هذا السجن غير لائق وينتهك الحقوق الدستورية للسجناء.

وتحول عام 2007 إلى فندق فاخر مكون من 298 غرفة، مقابل 150 مليون دولار، وتتميز غرفه بشرفات تشبه المنصة التي كان حراس السجن يقومون بدوريات من خلالها في يوم من الأيام.

يبدأ سعر الليلة الواحدة في الفندق من 125 دولارا، واختير عام 2011 كواحد من أفضل فنادق الولايات المتحدة.

‪سجن السلطان أحمد بني عام 1918 وتم تحويله عام 1996 لفندق فورسيزونز في إسطنبول‬ (مواقع التواصل)
‪سجن السلطان أحمد بني عام 1918 وتم تحويله عام 1996 لفندق فورسيزونز في إسطنبول‬ (مواقع التواصل)

فندق فورسيزونز في إسطنبول
بدأ بناء سجن السلطان أحمد عام 1918 على يد المهندس المعماري البارز ميمار كمال الدين بيك، واستخدم لاحتجاز الفنانين والسجناء السياسيين، وكان من أشهرهم الشاعر التركي والثوري ناظم حكمت وميهري بيلي والروائي أورهان كمال، إلى أن تم تحويله إلى فندق فورسيزونز الفخم عام 1996.

ويحتوي على 65 غرفة تحتفظ جميعها بالهندسة المعمارية الكلاسيكية والتفاصيل الشرقية الأصيلة. وما زال يمكنك مشاهدة هيكل السجن الأصلي في جميع أنحاء الفندق، مثل أقواس الممرات والأعمدة الرخامية والبلاط المزخرف يدويا في الردهة والقباب والأبواب الخشبية العتيقة.

ويتميز هذا الفندق بموقعه الإستراتيجي في إسطنبول، حيث يطل على المعالم التاريخية الشهيرة في المدينة، وتحيط به أبراج شاهقة على الواجهة البحرية ومطاعم تقدم أشهى أطباق الأناضول.

‪فندق مالميزون يتميز بديكور غرفه السابقة ويحتفظ بالطوب المكشوف والإضاءة الخافتة لزنزانات السجون‬ (مواقع التواصل)
‪فندق مالميزون يتميز بديكور غرفه السابقة ويحتفظ بالطوب المكشوف والإضاءة الخافتة لزنزانات السجون‬ (مواقع التواصل)

فندق مالميزون
في مدينة أكسفورد التاريخية، كان هذا المبنى عبارة عن قلعة وهدمت وأعيد بناؤها على مدار سنوات، قبل أن تتحول في الأخير إلى سجن ذي طابع فيكتوري.

وظل كذلك حتى عام 1996 عندما تم إغلاق السجن وبيعه إلى سلسلة فنادق مالميزون المتخصصة في تحويل المباني التاريخية إلى فنادق فخمة.

ويتميز هذا الفندق بديكور غرفه السابقة؛ إذ ما زال يحتفظ بالطوب المكشوف والأبواب المعدنية الداكنة والإضاءة الخافتة لزنزانات السجون.

‪فندق أوتاوا يحتفظ بالمشنقة والزنزانات والجدران الحجرية والأبواب الحديدية‬ (مواقع التواصل)
‪فندق أوتاوا يحتفظ بالمشنقة والزنزانات والجدران الحجرية والأبواب الحديدية‬ (مواقع التواصل)

فندق أوتاوا
كان سجن أوتاوا في كندا سجنا لمقاطعة كارلتون من عام 1962 إلى عام 1972، واشتهر بسمعته السيئة ومعاملته غير الإنسانية للسجون، بل وخُصص الطابق العلوي من السجن لعقوبة الإعدام، حتى أن بعضهم ادعى أنه شاهد أشباحا من السجناء السابقين أثناء إقامتهم.

وما زال الفندق يحتفظ بحالة المبنى السابقة إلى يومنا هذا، بما في ذلك المشنقة والزنزانات والجدران الحجرية والأبواب الحديدية.

المصدر : الجزيرة