"العين نافذة الروح".. 5 مكاسب للتواصل البصري على طريقة بيل كلينتون

محمد صلاح
الاتصال بالعين نوع من لغة الجسد لا يقل أهمية عن الكلمات في إنجاح أية محادثة، ففي بعض الأحيان تتحدث أعيننا وأجسامنا أفضل من الكلمات، بل وتساعدنا على تذكر الوجوه التي مررنا بها. والعديد من علاقاتنا تبدأ باللحظة التي تلتقي فيها أعيننا وندرك أن الشخص الآخر ينظر إلينا باهتمام، وقد وجد باحثون يابانيون أن الاتصال البصري تجربة مكثفة تستهلك طاقة دماغية إضافية لدرجة تجعل من الصعب على المخ القيام بمهام عقلية أخرى في نفس الوقت.
وتجنب الاتصال بالعين ربما يدل على أن لدى الشخص ما يخفيه، أو ينتابه شعور بالقلق أو الخجل. أما تجاهل الآخرين بصريا فيتسبب في إيذاء مشاعرهم ويفصلهم عنا وجدانيا، لذا يسمى في الثقافة الألمانية "النظر إلى الهواء".
كاريزما التواصل
يمكننا تعلم الاتصال بالعين، ومن أكثر الأشخاص الذين وصفوا بتمتعهم بجاذبية في التواصل البصري الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. فكيف يشعر كلينتون من يصافحه أنه موضع اهتمامه؟
يفعل كلينتون ذلك ببراعته الفائقة في الاتصال بالعين. وأولى خطواته أن يقترب ليختصر الوقت والمسافة، ثم يوظف موهبته في الاتصال البصري بالنظر في عيني محدثه. ورغم ضيق عينيه فهو لا يغلقهما ويفتحهما بشكل متسارع في وجه محدثه، بل يبقيهما مشدودتين دائما، ويدعم نظراته مستخدما تعبيرات وجهه، بما في ذلك عضلات الوجه، الحاجبين، العضلات المحيطة بالعينين، طريقة إمالة الرأس، فكل هذا يساهم في خلق مزيج متكامل من المشاعر يجعل عملية التواصل مثمرة وبناءة، إلى أن يمهد لإنهاء المحادثة بالابتعاد تدريجيا، مع إلقاء نظرة تقول وداعا أو إلى لقاء.
يمكنك التدرب على طريقة كلينتون، بالتواصل مع نفسك أمام كاميرا هاتفك أو جهازك اللوحي، فقط انظر في عينيك وأدر حوارا افتراضيا متبعا نفس الخطوات، ثم أعد المشاهدة ولاحظ كيف تشعر.
5 مكاسب
1) التقدير: فالاتصال البصري مهم لمنح التقدير والحصول عليه في المقابل، سواء عند التحدث إلى رئيسك في العمل، أو توجيه الشكر لأمك على العشاء، فأعيننا هي ما يعكس صدقنا ودفء مشاعرنا.
2) التفاهم: ففي بعض الأحيان يكون تركيز النظرات الطريقة الوحيدة التي نحتاجها لإظهار الرغبة في فهم ما نتحدث عنه والوصول إلى نقطة حيوية بشأنه، كالحصول على قول نعم أو لا.
3) الترابط: الاتصال المباشر بالعين قوي لدرجة أنه يربط بين العواطف بروابط طويلة الأمد، فالخلايا العصبية التي تتألق في دماغ شخص ما تضيء بالتزامن في دماغ الشخص المتواصل معه.
4) الثقة: فوفقا لخبيرة لغة الجسد ليليان جلاس: لا شيء يخشى التواصل البصري مثل التوتر وعدم بالنفس، فالاتصال بالعين يُكسب مزيدا من القوة، ويعزز الثقة واحترام الذات والحزم أثناء الحديث.
5) كشف الأفكار والمشاعر: يقال إن "العيون لا تكذب". كذلك ما من قصة حب إلا وبدأت بعينين التقتا في مكان ما. ومنذ ولادتنا ونحن ننظر في عيون الناس لمحاولة فهم ما يفكرون فيه، وسنظل نفعل ذلك مدى الحياة.
9 إشارات
1- اتساع بؤبؤ العين علامة انبهار واهتمام، أما اتساع العيون مع رفع الحواجب فعلامة استياء.
2- اغروراق العين بالدموع علامة عدم ارتياح تدفع الشخص لفركها بيديه ومحاولة إخفائها.
3- النظر إلى الجبين أو تجنب النظر إلى الوجه يدل على عدم الاهتمام أو التفكير في أمور أخرى.
4- النظر إلى أعلى إشارة للملل أو التذكر، لاسيما في الاجتماعات وقاعات الدراسة والامتحانات.
5- خفوت اتصال العين يكون جراء إحراج أو اكتئاب، أو عزوف عن الحديث حول مكنونات النفس.
6- الغمز بطرف العين، غالبا ما يكون من قبيل الدعابة، وقد يدل على الاتفاق في بعض المواقف الطريفة، وإن كان مرفوضا في بعض الثقافات.
7- النظر إلى أسفل تعبير عن الانكسار والحزن أو الشعور بالذنب، وإن كان في بعض الثقافات علامة احترام وتوقير لذوي الشأن والمكانة، بعدم رفع العين في مواجهتهم.
8- النظرة الجانبية إلهاء والتفات، لأن مجال النظر الطبيعي غالبا ما يكون أفقيا، لذا تعد النظرة الجانبية التفاتا عن موضوع المحادثة أو عن شخصية المتحدث. وأحيانا تكون إشارة غضب أو انزعاج.
9- التحديق المبالغ فيه لمحاولة الإقناع علامة على الكذب، فبينما يعتقد البعض أن الكاذب أجبن من أن ينظر في عين الآخرين، فإن الأبحاث أثبتت أن الكاذب يركز نظره بقوة في عين من يتهمونه ظنا منه أن هذه الجرأة ستبدد الشكوك في كذبه، ومحاولة منه لمعرفة ما إذا كان تم تصديقه من عدمه.