عنصرية وتنمر.. أدوات ريهام سعيد للعزف على آلام البسطاء

ريهام سعيد
إيقاف برنامج ريهام سعيد (مواقع التواصل)

زهراء مجدي

"الناس التخينة (السمينة) ميتة، عبء على أهلها، وعبء على الدولة، الناس التخينة بتشوه المنظر" بهذه الكلمات استهلت المذيعة المصرية ريهام سعيد حديثها عن مشكلة السمنة التي يواجهها قطاع كبير من الشعب المصري، وذلك ضمن حملة برنامجها "صبايا الخير" لإجراء جراحات تجميلية لتخسيس 14 سيدة.

ورغم أن الحملة الخيرية تهدف إلى مساعدة السيدات، فإن المذيعة أفشت أسرارهن العائلية المتمحورة حول البدانة.

واجهت سعيد هجوما شديدا على مواقع التواصل، بينها اتهامات بالعنصرية، واحتقار طبقة عريضة من المصريين الذين يعانون الفقر وسوء التغذية كأهم أسباب السمنة، والمتاجرة بآلام نساء لجأن لها للمساعدة في حل مشاكلهن.


بعد ضجة لم تستطع الصمود أمامها، شاركت ريهام مع الجمهور فيديو عبر إنستغرام، لتوضح أن كلامها انتزع من سياقه، وأنها كانت تهدف إلى التوعية ضد السمنة ومخاطرها. لكنها لم تتمسك طويلا بهذا المبرر لتقول "إن كثيرين يحاولون تعطيل إنجازات الدولة والتقليل من شأنها" كما ألصقت بمنتقديها تهمة أنهم من الإخوان لأن حلقتها جاءت استجابة لمبادرة الرئيس السيسي.

نتج عن ذلك إعلان قناة "الحياة" المصرية وقف برنامجها "صبايا الخير" للمرة الرابعة، بينها واحدة لتحريضها على خطف طفلين، كما أصدرت نقابة الإعلاميين قرارا بمنع مزاولتها أي نشاط إعلامي. 

View this post on Instagram

ريهام سعيد لمنتقديها : انت متعرفش وانا عارفة فخليك في حالك #reham_saeed

A post shared by Reham Saeed (@rehamsaidofficial) on

سياسة متكررة
يستمر الهجوم ضد ريهام رغم أن نبرتها لم تختلف عن التوجه العام لمحاربة السمنة، والتي بدأت في ديسمبر/كانون الأول الماضي خلال استعراض رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أبرز إنجازات قطاع الصحة، وإشارته لارتفاع نسبة البدانة.

فمن تصريحاته على انتشار السمنة "بص على بطنك، هل تقدر على الصعود على السلم"؟ وغيرها من التصريحات التي أثارت الجدل حينها.

وكان السيسي قد أطلق حملة "مئة مليون صحة" نهاية العام الماضي، والتي كان من ضمن أهدافها اكتشاف الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والسمنة بين أفراد المجتمع، وسارعت وسائل الإعلام المصرية في تأييد مبادرة الرئيس، مما منح الإعلاميين جرأة في العرض.

إعلان

شماتة
قبل واقعة البدينات، نقلت عدسات برنامج "صبايا الخير" حملة البرنامج "الخيرية" لتوزيع الطعام والملابس على مخيمات اللاجئين السوريين بمصر، بترصدها لسلوك النساء والأطفال الذين سعوا لنيل ما يمكنهم نيله من عربة المساعدات التي خلت من أي عامل لمساعدتهم في توزيع الطعام والملابس، فتسابقت الأسر بشكل عفوي نظرا للاحتياج الشديد.

دار المشهد بخلفية موسيقية حزينة وحديث المذيعة المستمر لتقول "هذه هي الشعوب التي تشردت وقسمت، وهذا هو مصير الناس حينما يضيع وطنهم". وزعمت مقدمة البرنامج أنهم تركوا أطفالهم يبكون وضربوهم ليحصلوا على المساعدات من شدة الحرمان.

لم يكن مفهوما ما الذي انتظرته ريهام وطاقم برنامجها، في وقت رصدت فيه بكاء الأطفال وتسلقهم العربة، ثم محاولة طاقم التصوير اقتحام الأبواب لتصوير ما بداخلها، وسط رفض النساء وتلويحهن بأيديهن للكاميرا معلنات رفضهن التصوير.

ختمت تقريرها بشكر القوات المسلحة والتشكيك في ثورة 25 يناير، واللوم على اللبنانيين لتظاهرهم في وقت تسجيل الحلقة، وحذرتهم من نفس المصير السوري، حسب زعمها.

إعلام السلطة
جاءت حلقة ريهام في أعقاب موقف الحكومة ممثلة في السيسي الذي اعتبر أن إعادة تعمير سوريا واليمن مشكلة، بسبب وجود عناصر إرهابية، وأعلن مرارا مؤازرته لدول الخليج في حال تهديد أمنها.

ولم تكن ريهام بمفردها من ساند موقف الحكومة من الأزمة السورية. لكن في هذا الوقت تبنى مجموعة من الإعلاميين حملة لتشويه صورة اللاجئين السوريين على أرض مصر، واتهامهم بتقاضي أموال من الإخوان المسلمين للظهور في الميادين، كما طالبهم عدد من الإعلاميين بالرحيل والعودة لبلادهم، أو مواجهة المصريين بالشارع.

الإيقاف الرابع
اعتادت ريهام تحدي متابعيها واستفزازهم على مدار سنوات، فليست المرة الأولى التي يتعرض فيها برنامجها للإيقاف.

إعلان

فقد توقف البرنامج ثلاث مرات، الأولى بعد حلقة "فتاة المول" التي تعرضت للتحرش من قبل أحد الأشخاص، وأصرت المذيعة على التشكيك في سمعة الفتاة، ومن ثم صدر حكم بحبس المذيعة 18 شهرا وغرامة عشرة آلاف جنيه، لكن محكمة الاستئناف برأتها من تهمة السب والقذف.

المرة الثانية، أوقف البرنامج بعد أن استضافت المذيعة امرأة متزوجة وعشيقها وتضمنت الحلقة أسئلة وفقرات أثارت حفيظة الجمهور، ومن ثم صدر قرار من نقابة الإعلاميين بوقف البرنامج.

أما المرة الثالثة، فقد أوقفت قناة "النهار" برنامج "صبايا الخير" بعد حلقة تضمنت ادعاء ببيع طفلين مخطوفين لإحدى الأسر الخليجية.

ويرجح المتابعون عودة ريهام قريبا حتى رغم إعلانها قرار الاعتزال والتفرغ "لله وبيتها" -بحسب وصفها- لأن الأزمة الأخيرة تتفق بوضوح مع سياسات الدولة.

المصدر : الجزيرة

إعلان