آلاف الدولارات عائدات يومية.. "فاشينستات" يؤججن الغضب بالكويت
نادية الدباس-الكويت
وقد تصدرت وسوم عدة موقع تويتر لأيام، وما زال الانتقاد لهذه الحادثة التي روجت فيها إحدى "مدونات الموضة" لعطر يحمل اسمها خلال معرض للعطور أقيم على أرض المعارض بالكويت.
وتعالت دعوات لمقاطعة "الفاشينستات" وحساباتهن، مطلقة أيضا وسما جديدا هو "#رمضان_خال_من_الفاشينستات".
وتركزت سهام انتقادات المغردين على هذا الفيديو المنتشر وغيره من الفيديوهات التي وثقت خصومات وقعت بين "الفاشينستات" أنفسهن على هامش المعرض وتحزب بعضهن مقابل البعض الآخر.
وانتقد الكثير من المغردين ظاهرة انتشار "الفاشينستات" بصورة عامة باعتبارها دخيلة على المجتمع الكويتي المحافظ، معتبرين أن "الفاشينستات" لا يمثلن بنات الكويت، وطالبوا بردعهن.
صاحبة فيديو توزيع العطور "الدكتورة خلود" علقت على تلك الانتقادات بالقول إنها كانت تنتظر الشكر والثناء على توزيعها العطور وصناديق المكياج على الحضور مجانا، وأضافت "كنت أريد إدخال الفرح والسرور على قلوب المحبين لي لكنني قوبلت بالهجوم".

وتابعت خلود خلال حديثها للجزيرة نت أنها لا تأبه بأي انتقاد، ففي كل موسم أو مناسبة من المناسبات التي ترتادها للترويج لمنتج ما تخرج فئة توجه لها النقد والاستنكار، معتبرة أن ذلك "طبع من طباع الناس".
عالم الشهرة
خلود هي طبيبة أصلا ولجت عالم الشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي بتشكيلها ثنائيا مع زوجها الموديل الأردني أمين، ولديها على تطبيق إنستغرام 6.5 ملايين متابع، في حين يبلغ عدد متابعيها على تطبيق سناب شات أربعة ملايين.
ليس لما تعرضه خلود من إعلانات أسعار محددة وثابتة كما تفعل بعض "الفاشينستات" فالأسعار لديها متفاوتة، فترويج المشاريع الصغيرة له سعر خاص أقل من أسعار المطاعم والعطور أو المكياج، وللمعارض أيضا سعر مختلف، في حين أن المناسبات والإعلانات خارج الكويت تكون أغلى بكثير، وفق قولها.
أما المردود المادي لهذه الإعلانات فهو مجز بصورة كبيرة، وفي بعض الأحيان تصل قيمة الإعلان إلى 38 ألف دينار كويتي (أكثر من 124 ألف دولار).
إحدى "الفاشينستات" -التي رفضت أن يكشف اسمها- تساءلت في حديثها للجزيرة نت: لماذا يلوم الناس "الفاشينستا" التي توزع العطور مجانا، في حين من الأجدر إلقاء اللوم والانتقاد على من تهافت عليها من الحضور لالتقاط تلك العطور المجانية؟!
بعض "الفاشينستات" ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي -سواء كانوا إناثا أو ذكورا- يبدون تحفظهم على كشف قيمة الأموال التي يتقاضونها مقابل الإعلانات التي يقدمونها، لكن البعض الآخر يمتلك الجرأة للكشف عنها، ومنهم "الفاشنيستا" دانة طويرش التي يتابعها مليونا شخص، حيث بثت فيديو لها قبل أشهر قليلة عبر صفحتها على تطبيق سناب شات كشفت فيه عما تتقاضاه.
وقالت طويرش إن الهاتف المحمول أصبح مصدر دخل لكثير من الأشخاص وهي منهم، لافتة إلى أنها تربح يوميا من الإعلانات عبر صفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي نحو 4500 دينار كويتي (أكثر من 14 ألف دولار)، أي بإجمالي 135 ألف دينار كويتي (أكثر من 400 ألف دولار) شهريا.
وتابعت أن هذه المبالغ تمثل صافي ربحها من الإعلانات، إلى جانب أرباحها من مساهمتها في بعض صالونات التجميل أو المطاعم كاستثمار تجاري مع آخرين، مشددة على أن هذه الأرقام عادية وغير مبالغ فيها.
مردود لافت
أبو يوسف مدير أحد الأسواق التجارية في الكويت أفاد في حديث للجزيرة نت بأن المردود الذي يعود على المنتجات التي تروجها "الفاشينستات" لافت للنظر بشكل كبير.
ويروي أن إحدى "الفاشينستات" قدمت ذات مرة إعلانا على صفحتها في إنستغرام عن أوانٍ منزلية خفضت قيمتها بنسبة 50% للسوق الذي يديره مقابل مبلغ مادي، وما هو إلا أسبوع واحد حتى نفدت الكمية المعلن عنها جميعها بعد تهافت متابعي "الفاشينستا" على السوق، مما عاد إيجابا على مبيعاتهم.
وبحسب تحقيق أجرته صحيفة القبس الكويتية، فإن "الفاشينستات" الكويتيات هن الأغلى والأغنى عربيا وخليجيا، وذلك بسبب مساحة الحرية التي تناسبهن في الإطلالات على المتابعين والمعجبين.
وأواخر العام الماضي تقدم عدد من البنوك ببلاغات عن عشرة من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي تضخمت حساباتهم البنكية بمبالغ كبيرة تم تحويلها من أفراد وشركات داخل الكويت، وتضخم حساب أحد هؤلاء المشاهير بنحو أربعة ملايين دينار كويتي (أكثر من 13 مليون دولار).

كثير من المختصين الاجتماعيين الذين حاولت الجزيرة نت استطلاع آرائهم بشأن انتشار ظاهرة "الفاشينستات" في الكويت والخليج عموما تحفظوا على التعليق على الموضوع بالقول إنهم لا يريدون الحديث عنهن، لأنه كلما سلطنا عليهن الضوء ساعدنا في انتشارهن كظاهرة سلبية، على حد وصفهم.
أستاذة التخطيط الاجتماعي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت سهام القبندي عزت انتشار ظاهرة "الفاشينستات" إلى امتلاكهن نقاطا إبداعية داخل أنفسهن ترجمنها بما يقدمنه الآن، سواء كان في مجال الأزياء أو المكياج أو غيره.
وترى القبندي أن الشخص عندما يحقق الجماهيرية -أيا كان مصدرها- ويشعر بأنه بات مؤثرا في المجتمع فإن عليه بالتالي أن يكون مثالا إيجابيا يحتذى به عبر تبنيه قضايا إيجابية تخدم مجتمعه ويستطيع من خلالها أن يصل إلى عمق الإنسانية لدى الآخر.
وتقول القبندي إن فئة الشباب هم الأكثر متابعة للفاشينستات، سواء كانوا سيدات أو رجالا، لأن هذه الشريحة التي تبدأ بمرحلة المراهقة هي الأكثر تأثرا بالآخر، وأغلبهم يبحثون عن نموذج يحتذى به ويبدؤون بمحاكاة هذا النموذج من خلال تقليد لباسهم وطريقتهم في الحياة.
كما طالبت القبندي مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي باستثمار شعبيتهم بغرس مفاهيم جديدة وتوجيه الشباب إلى الفكر الإيجابي والتحدث عنها باستمرار كضرورة الاهتمام بالتعليم والنجاح، وأكدت أن نزولهم إلى الميدان بعد تبني قضايا مجتمعية سيدفع متابعيهم إلى التأثر بسلوكهم الإيجابي ونبذ ما هو سلبي.