كمال الأجسام والمستحضرات النسائية.. لماذا يسببان مشكلة محرجة للرجال؟

ماري هارون
يمر رجل من بين كل اثنين بالتثدي في مرحلة ما من عمره، وذلك بسبب عادات وسلوكيات مثل القلق، وتناول بعض العقاقير، وتعاطي المخدرات والخمر، والممارسة الخاطئة لرياضة كمال الأجسام، وبعض استخدامات الأعشاب النباتية.
ما هو التثدي؟
التثدي هو تضخم في الثدي لدى المراهقين أو الرجال وقد يأتي في ثدي واحد أو الاثنين معا، ورغم أنه قد يحدث بسبب خلل هرموني، فإن له أسبابا عديدة مثل العادات الصحية والغذائية والرياضية الخاطئة، وقد يحدث في أي مرحلة عمرية للذكور من سن البلوغ وحتى الكبر، ولكنه بشكل عام لا يعد مرضا خطيرا بقدر ما يسببه من حرج للشخص.
بيد أن هذا لا يمنع حتمية زيارة الطبيب حال الشعور بالألم أو التورم أو ظهور أي إفرازات من الثدي، ففي هذه الحالة يكون بسبب ارتفاع هرمون الحليب في ثدي الرجل ويجب التدخل الطبي للعلاج.
المراهقة والتوازن الهرموني
غالبية المواليد الذكور يولدون بنسبة تثدي ولو طفيفة بسبب تأثرهم بهرمونات الأنوثة من أمهاتهم، وسرعان ما تتزن الأمور وتعود إلى طبيعتها، لكن مع سن البلوغ تظهر هذه المشكلة مرة أخرى بسبب عدم توازن هرمونات الأنوثة والذكورة في المراهقة وبدايات البلوغ.
يعتبر البلوغ وتدفق الهرمونات في هذه المرحلة المسبب الرئيسي لهذا النوع من التثدي، ويزول هذا العرض في غالبية الحالات خلال ستة أشهر إلى عامين دون علاج، إلا أن بعض الحالات تستوجب التدخل لإعادة التوازن الهرموني بالجسم.

توقف عن استخدام مستحضرات زوجتك
إذا كنت من هؤلاء الذين يعانون من التثدي ولا تزال في حيرة من السبب، لكنك تستخدم شامبو زوجتك دون اختيار مستحضرات مصممة للرجال، فتوقف عن استخدامها فورا، حتى كريمات الترطيب المخصصة للنساء قد تحتوي على نشاط إستروجيني ضعيف.
كشفت دراسة نشرها موقع "أبدايت" (Update) أن استخدام المستحضرات النسائية قد يحفز ثدي الذكر على التضخم، لذلك يجب تخصيص مستحضرات تجميل وأعشاب للرجال.
الأمر ليس بمزحة لكن اللافندر والأعشاب والمواد الكيميائية التي تحتوي على بدائل هرمونية أنثوية وتدخل في صناعة تلك المستحضرات، قد تؤثر سلباً على الذكور بشكل عام.
كمال الأجسام وبناء العضلات
يستخدم الرياضيون مادة الستيرويدات والأدوية المحفزة على نمو الأنسجة، والتي إن تم الإفراط في استخدامها دون إشراف طبي قد تؤدي للتثدي، وهذا ليس له أي علاقة بالعضلات المشدودة، فهي نتيجة شائعة للإفراط في استخدام الستيرويدات أو الأدوية غير الموصوفة طبيا التي تباع في صالات الألعاب الرياضية دون إشراف طبيب أو مختص.
هذا النوع من المواد الكيميائية له أثره الذي يجعل التثدي في الرياضيين أمرا ظاهرا ليس فقط في صورة تضخم وإنما في تدلي الثدي بشكل مختلف وغريب، لذا ينصح بالتوجه للطبيب فورا وعدم الاعتماد على التوقف عنها فقط دون تقييم طبي شامل، لأن أثرها قد يستمر لأشهر من التوقف عنها.

ما علاج التثدي؟
بسؤال أخصائي طب وجراحة أمراض الذكورة الدكتور حسين بركات عن إمكانية علاج هذه الحالات، أجاب بأن "غالبية الحالات الطفيفة تحدث لأسباب عارضة خاصة في سن البلوغ، أما بعض الحالات المتوسطة فتحتاج إلى تدخل دوائي وإشراف طبي لمدة زمنية حتى زوال العرض وعودة اتزان هرمونات الذكورة والأنوثة في مستوياتها الطبيعية".
ويضيف بركات في حديث للجزيرة نت "في كثير من الحالات تكون بسبب أدوية أمراض الكبد والكلى، فيجب أن يكون الإشراف مع طاقم طبي كامل للحرص على عدم التعارض الدوائي أو الإضرار بالمريض، فهناك بعض الأمراض التي تسبب التثدي مثل الخلل بالغدد أو الفشل الكبدي، لذا من الأفضل علاج المرض الرئيسي بدلا من التدخل بأدوية أخرى، خاصة أن أغلب حالات التثدي تؤثر على الشكل فقط وليس لها أي مضاعفات أخرى".
ويختم حديثه بالقول "لكن هذا لا يمنع أن بعض الحالات تعاني من أورام، فالرجال عرضة لسرطان الثدي وزيادة معدلات هرمون اللبن، لذلك الأفضل دائما زيارة الطبيب لاستبعاد كافة الأسباب الخطيرة، أما الحالات الحرجة فنلجأ لإجراء جراحة شائعة، وقد تستخدم فيها تقنية الليزر في بعض الأحيان".