متحف الحياة الشعبية.. غنى يعكس تنوع المجتمع العمّاني

 خالد المجالي-عمّان

يفتتح "متحف الحياة الشعبية" أبوابه للسياح يوميا في قلب الوسط التاريخي للعاصمة الأردنية عمّان، موثقا نمط وأسلوب حياة سكان المدينة والأرياف المحيطة فيها منذ بداية تأسيسها كعاصمة للدولة الأردنية عام 1921، وطبيعة الأنشطة والمهن التي مارسوها، وتصميم منازلهم ومتاجرهم.

تأسس المتحف عام 1975 لعرض مقتنيات مختلفة تعكس طبيعة الحياة الشعبية في عمّان بدايات القرن الماضي يتبع لدائرة الآثار الأردنية، التي خصصت له زاوية مرممة من المدرج الروماني العائد لألفي عام تقريبا وجرت عمليات ترميمه وإعادة تأهيله بالكامل في خمسينيات القرن الماضي.

ويقابل متحف الحياة الشعبية متحف آخر مخصص للحلي والأزياء الشعبية، يزورهما يوميا مئات السياح الذين يفدون إلى وسط المدينة للتعرف على معالمها التاريخية والحضارية، وأبرزها، إضافة للمدرج الروماني، مسرح الأوديون وسبيل الحوريات وجبل القلعة.

مقتنيات تراثية
يقول مدير المتحف محمود العبادي لـ"الجزيرة نت" التي زارت الموقع مؤخرا إن المتحف تأسس لتوثيق تراث المدينة وإبراز هويتها المميزة لا سيما قبيل نهضتها الشاملة بعد اتخاذها عاصمة للأردن.

ويتابع "قام المتحف على فكرة جمع عناصر منتقاة من قطع الأثاث والأدوات التي تستخدم في الحياة اليومية والأسلحة وكل ما يعبر عن الأنشطة الحياتية والمهنية لسكان عمان التي تجاور فيها البدوي مع الفلاح والمدني، لتشكل تلك القطع والعناصر نموذجا يمنح الزائر صورة عن طبيعة الحياة الشعبية في عمان قبل قرن من الزمن".

ويشير العبادي إلى أن معروضات المتحف مجموعة بطرق مختلفة، فقد تبرع ببعضها مواطنون وأهدوها للمتحف، وبعضها الآخر اشترته دائرة الآثار واستملاكه نظرا لأهميته التاريخية.

أقسام المتحف
يضم المتحف ثلاثة أقسام رئيسية وهي: القبو الذي يهتم بالحياة المهنية والحرف والأشغال اليومية لسكان عمّان، حيث اشتغل البدو بتربية المواشي والخيول بينما برع الفلاحون بالزراعة، وتخصص المدنيون المنحدر معظمهم من أصول دمشقية وفلسطينية بالتجارة.

أما القسم الثاني فيتمثل بقاعة وسطى تعرض مجموعة من الأدوات المنزلية كأواني الطبخ ودلال القهوة العربية، وأيضا آلات موسيقية كالطبل والدف والربابة والمزمار، والأسلحة الخفيفة من خناجر وبنادق، وحتى أجهزة الراديو والتلغراف والتلفون التي دخلت المدينة قبل قرن تقريبا.

والقسم الثالث عبارة عن ثلاث غرف تعرض نماذج من أثاث بيوت عمّان سواء تلك العائدة لمدنيين أو فلاحين وعملية نسيج البسط والأغطية التي كانت تجري في غرف مخصصة داخل المنازل، ونلحظ في تلك البيوت التأثر البالغ بالبيوت الشامية ومفرداتها الجمالية المميزة كالخشب المصدف والفسيفساء وفن الأرابيسك.

ترميم وإعادة تأهيل
في العام 2016 رممت دائرة الآثار الأردنية المتحف وأعادت تأهيله وتصميمه بالكامل، وتضمن ذلك بحسب مديره البنية التحتية المختلفة والمرافق وتجديد طريقة العرض بالكامل من خزائن وإضاءة وغيرها من العناصر.

وتكشف زيارة متحف الحياة الشعبية وسط عمّان للزائر عن غنى وتنوع المجتمع العمّاني ثقافيا واجتماعيا، وثراء الفسيفساء التي تشكلت منها المدينة التي كانت توصف بالقرية الصغيرة قبل تصبح عامرة بالهجرات المتتالية إليها.