كي لا تصيبهم "متلازمة الأجداد العبيد".. لا ترهقوا ذويكم برعاية أطفالكم

"متلازمة الأجداد العبيد" مرض خطير يؤدي إلى الاكتئاب
بعض الأحفاد يحالفهم الحظ بتلقي التنشئة مع أجدادهم الأمر الذي يولد ديناميكية مريحة لدى جميع أفراد الأسرة (غيتي)

في الوقت الذي يجب أن تكون للصحة الجسدية والعاطفية للأجداد الأولوية على جميع احتياجات أسرة الوالدين، يُكلَّف الأجداد بمهام جديدة تشعر بعضهم بالإرهاق العاطفي عند التعامل مع المواقف المرهقة، خاصة عند تربية وتعليم أحفادهم. مما يشعر الأجداد بالذنب وأنهم عديمو الجدوى، وهي مشاعر تسبب لهم الحزن الشديد واليأس.

واختيار الأمهات والآباء لتفويض الأجداد والجدات بتربية أطفالهم والعناية بهم، بسبب انشغالهم بأعمالهم بالكامل، قرار غير صائب، خصوصا مع بدء السنة الدراسية والالتزامات والجداول الزمنية، فهذا القرار يجعل العديد من الأجداد يعانون مما يعرف بـ"متلازمة الأجداد العبيد"، وهو مرض خطير يسبب عبئا جسديا وعاطفيا عليهم من شأنه أن يسبب اختلالات خطيرة وتدريجية، حسب تقرير نشرته صحيفة لاراثون.

‪إنشاء رابط صحي بين الأجداد والأحفاد، يقلل الضغط ما يسهم بتحسين الصحة البدنية‬ (غيتي)
‪إنشاء رابط صحي بين الأجداد والأحفاد، يقلل الضغط ما يسهم بتحسين الصحة البدنية‬ (غيتي)

الأجداد والإرهاق العاطفي
وحسب عالم النفس بوحدة الطب النفسي في مستشفى كاسا دي سالود، طوني كريسبو فإنه "في السنوات الأخيرة، وجد علماء النفس في الاستشارات النفسية التي قاموا بها العديد من حالات المسنين الذين يعانون من التوتر والقلق بسبب الإرهاق الذي يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب".

هناك تأثيرات جسدية على الأجداد ناجمة عن القلق الذي تتسبب فيه بعض الحالات المعينة التي يعجزون عن السيطرة عليها. ويمكن لهذه الآثار أن تؤدي إلى عدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والدوار، والهبّات الساخنة، وضيق التنفس، وآلام المفاصل وآلام الظهر المزمنة التي تترتب عن المجهود البدني الذي يبذلونه، إلى جانب صعوبة النوم أثناء الليل بسبب الإرهاق البدني.

يقول الدكتور طوني كريسبو إنه "يجب الأخذ بالحسبان أن شعور الأجداد بالالتزام يجعلهم يشعرون بالمسؤولية لمواصلة دعم أولادهم من خلال الدعم غير المشروط لأحفادهم، وذلك من أجل أن يشعروا أن لهم أهمية وفائدة على الرغم من إدراكهم أنهم لا يتمتعون بالقدرات البدنية والعقلية الكافية لهذا الغرض".

ويجب أن تكون معرفة واحترام حدود الأجداد أولوية بالنسبة للآباء، لأن الشيخوخة يجب أن تكون مرحلة للتحرر من الأعباء والتمتع بوقت من الراحة والترفيه والهدوء، بحسب كريسبو.

‪الشيخوخة يجب أن تكون مرحلة للتحرر من الأعباء والتمتع بوقت كاف من الراحة والترفيه والهدوء‬ (غيتي)
‪الشيخوخة يجب أن تكون مرحلة للتحرر من الأعباء والتمتع بوقت كاف من الراحة والترفيه والهدوء‬ (غيتي)

التوازن يحسّن صحة الأجداد
إذا تم العثور على توازن مناسب بين ما يفعله الأجداد وما يمكنهم فعله حقا، ومع إنشاء رابط صحي بين الأجداد والأحفاد، يمكن تقليل الضغط ما يسهم بدوره في تحسين الصحة البدنية.

يقول الدكتور كريسبو "بما أن الأجداد يقضون وقتا أطول مع أحفادهم، وطالما أنهم لا يشعرون بالتوتر، فإنهم أكثر عرضة لإعادة تنشيط أنشطتهم البدنية وهذا يساعدهم في تحسين صحتهم البدنية بشكل عام، مما يوفر لهم نوعية حياة أفضل".

وأضافت صحيفة لاراثون أن وحدة الطب النفسي في مستشفى كاسا دي سالود تصر على أننا "نحن بصفتنا أطفالا وآباء وأجدادا، في وقت ما، يجب أن نكون على وعي بحالة كبار السن لدينا ومراعاتهم".

ورغم أن بعض الأحفاد يحالفهم الحظ بتلقي التنشئة مع أجدادهم، والتفاعل معا بطريقة خاصة، الأمر الذي يولد دون شك ديناميكية مريحة لدى جميع أفراد الأسرة، فإن الصحة البدنية والعاطفية للأجداد يجب أن تكون ذات أولوية وفي مقدمة الاحتياجات الأسرية أو الشخصية للآباء، لأن الأجداد يستحقون أن يتمتعوا بشيخوخة كريمة مع نوعية حياة تتماشى مع حالتهم البدنية والعقلية.

المصدر : الصحافة الفرنسية