المفاوضات السرية بألسنة رعاتها وصناعها.. "أوسلو" كانت مجرد بداية
"الأطراف المعنية لم تكن تريد فعلها عبر وزارات الخارجية، لأنها أرادت هامشا يتيح إنكار كل شيء إذا اقتضى الأمر، لهذا طرت في ديسمبر/كانون الأول 1992 إلى تونس، والتقيت عرفات". هكذا قال الوسيط النرويجي تيري رود لارسن للجزيرة في شريطها الوثائقي "ثمن أوسلو" معرّفا بالبدايات الجنينية لقناة "أوسلو" السرية التي رعتها وزارة خارجية بلاده، والتي قيض لها أن تصدم العالم المنشغل وقتها بالمفاوضات المتعددة، وتفتح باب تسوية ما زالت مجهولة المآل، رغم مرور 3 عقود على توقيعها.
المهم في اعترافات لارسن أنه لم يكن في ديسمبر/كانون الأول 1992 وسيطا في لقائه بعرفات، بل مديرا لمركز فافو البحثي الممول من اتحاد النقابات العمالية، وحزب العمال النرويجي الحاكم. وليتبين أيضا من خلال الاعترافات المماثلة له، ولدبلوماسيين وباحثين نرويجيين أن "فافو" وباحثيه الذين كانوا قد زاروا قطاع غزة لإجراء دراسات للأوضاع المعيشية في الأراضي الفلسطينية، كانوا في الواقع الواجهة التي استخدمتها وزارة الخارجية النرويجية، لإنشاء ما عرف لاحقا بـ"قناة أوسلو".

يكشف الشريط أيضا أن وزير خارجية النرويج ثورفالد ستولتنبرغ زار ياسر عرفات في مكتبه في تونس عام 1989 في أول لقاء رسمي لهما، بعد إعلان الأخير في مؤتمر صحفي شهير بجنيف في 14 ديسمبر/ كانون الأول "نبذ الإرهاب"، وأن ستولتنبرغ وعرفات اتفقا دون إعلان ذلك على إنشاء قناة سرية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.